عرض مشاركة واحدة
قديم 18-09-18, 01:26 AM   #260

epilobe
 
الصورة الرمزية epilobe

? العضوٌ??? » 141258
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 676
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » epilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond repute
افتراضي

أول الأمر شكرا لمن انتظر الفصل و آسفة على التأخير

التأخير بحكم عملي يأخذ كل وقتي فلا أجد الوقت لكتابة فصل يليق بكم

سأنزل الجزء الأول من الفصل و اتمنى أن تتقبلو اعتذاري لذلك
لكن أفعل كل ما في استطاعتي لكي لا أنقطع عن التنزيل

و أعيد التنبيه موعد التنزيل تغير للاثنين





الجزء الأول من الفصل الثالث عشر



"قطار الحياة مساره دائري، ما تركته في محطة من المحطات ستجده ينتظرك"
"قطار الحياة مساره دائري، ما تركته في محطة من المحطات ستجده ينتظرك"
لم يكن يوما موقنا بحديث عمه كما يشعر به الآن ... عبثا فعلوا ليتركوا الماضي بالماضي لكن آثاره تلتصق بأيامهم المتلاحقة وديونه لا تنفك تثقل أقدامهم ... بسخرية مريرة عاد ليتأكد أن الماضي لن ينصرم بحال سبيله ... لن يعدو بعيدا مادام يسكن عقولهم ... مادام الزمن يحمله لهم.
مثقل الصدر زفر لعله جوفه يتحرر من همومه ... فداحة موقفهم لا تبيح لهم ذلك التبجح بالأوامر كما فعلوا ... ريح الوقاحة كانت تزكم انف الجميع وهو يتيحون لنفسهم حق مصادرة اختياراتها ...لكن ...
عاد يزفر من جديد تحت نظرات "سمية" الصامتة، وانسحب وعينيها الحانقة تراقبه بخطوات واهنة. دلف للجناح الآخر وسار حتى صار أمام غرفتها ... طرق الباب لمرات متعددة دون رد فتحير لسماعه صوتها آتيان من الغرفة ... لم يمنح لنفسه وقتا للتفكير وهو يجد نفسه يفتح بابها ليقف متفاجئا من المنظر أمامه.
عينيه متسعتين وهو ينظر للمرأة التي تتوسط السرير متربعة ... كانت ترتدي بذلة رياضية بلون شعرها الذي ترفعه بمشقة فوق رأسها بينما تتمرد بعد الشعيرات متناثرة حولها. يرتكز أمامها حاسوب محمول على السرير بينما سماعات ضخمة تحيط بأذنيها. رمش بعينيه للحظات قبل أن يعود ينظر لها ... كانت عينيها تضيق للحظات قبل أن تحاول النطق بالفرنسية .... باندهاش تقدم وهو يرمقها تعيد الكلمة مرارا بتلعثم ثم تعبس و تنصت لها ثانية قبل أن تعود لمحاولة نطقها.
في غفلة عنه تحول الاندهاش إلى حنو لمع بعينيه و تشكل ابتسامة اعتلت شفتيه قبل أن يتقدم أكثر و يتوقف أمامها . انتفضت وقد دخل في مجال رؤيتها تزيل السماعات التي تغطي أذنيها بحرج و تحاول إخفاء دفتر ملاحظات لم يلاحظه سوى الآن . بادر برأفة وقد ملأ العطف قلبه وهو ينظر لحرجها و خجلها الذي جعلها تهرب بعينيها عن عينيه و الذي احمرت له خديها :
- آسف لاقتحام خلوتك لكنني طرقت الباب وعندما سمعت صوتك دلفت
حركت رأسها متفهمة وغادرت السرير محرجة لتقف أمامه قائلة بتلعثم :
- لا عليك ... أنا ... لقد ... لم أسمعك
كانت تتجنب النظر لعينيه بينما يديها تنازع أطراف بلوزة بذلتها الرياضية لتخفي ردفيها ، أخفى ابتسامته وانسحب بخطوات متمهلة مشفقا عليها قائلا :
- أريد الحديث معك ... سأنتظرك خارجا .
ثم التفت مغادرا تاركا إياها تستلم لرجفتها التي صارت متلازمة وجسدها بعد كل لقاء بينهما ... كان الأمر قبل الآن لقاءات لم تتجاوز التحية .. سؤال عن الحال .. أم عن حاجياتها لذا فقد زادت ارتعاش جسدها وأفكارها تحوم بها بين المعقول و اللامعقول بخصوص موضوع حديثه المرتقب.
سارعت لارتداء برنسها الصوفي تاركة خصلاتها متحررة من غفلتها و انشغال فكرها و لحقته. وجدته بالصالة يجلس على الأرائك الأرضية هائما في أفكاره. وقفت تدقق في ملامحه المتصلبة ... عينيه الثاقبة مركزة أمامه لكنها لا تلمح شيئا لاستغراقه في التفكير. اقتربت أكثر بتوتر حتى دخلت بمجال رؤيته فأشار لها أن تجلس ... أخذت المكان أمامه وانتظرت تعتصر يديها .
كان منغمسا بأفكاره بحيث غفل عن توترها الواضح فبادر مستفسرا :
- كيف هي ؟
ضيقت عينيها لثانية تستوضح المقصودة من السؤال قبل أن تلين ملامحها بابتسامة مشفقة و تجيبه مطمئنة :
- إنها بخير ... إنها تتماسك بسرعة
ارتفع جانب فمه بمرارة و علق بنبرة تتلألأ فخرا :
- قوية كما العادة .
أومأت موافقة فتتحدث من منطلق إعجابها بها :
- نعم إنها قوية ... ربما كان ثاقب النظر من أطلق عليها اسم "تيتريت" ... إنها فعلا نجمة... لا تكاد يبهت نورها حتى تعود ساطعة ... منيرة.
التهت بحديثها عن "تيتريت" عن نظراته التي كانت تلفحها باستغراب و تفاجئ ... مستغربا هو الصداقة السريعة التي جمعت المرأتين معا و متفاجئا من قوة تعبيرها.
رفعت عينيه بعد انتهاء كلماتها لتصطدم بعينيه التي تتجول على ملامحها فغلفها الخجل واضحا مما دفعه للقول باستدراك و تقرير :
- نعم إنها كذلك تماما.
فسأل بعد لحظات من الصمت المربك :
- أتنوي إنهاء مدة العقاب ؟ فهي ترفض الحديث معنا ؟
رمشت "شريفة" بعينيها باستغراب من قوله مما سمح له ملاحظة رموشها الكثيفة التي تضفي جمالا على عينيها بلونها الأسود قبل أن تبتسم بخفة و تجيبه :
- لا أظن الأمر كذلك .... نحن لم نتحدث بالأمر إطلاقا لكنني أظن أنها كانت تعيد حساباتها .... إنها ...
فتتابع بتردد و بعد تشجيع منه وقد لاحظ تخبطها بالكلمات :
- عندما يصل الإنسان لموقف كهذا الموقف الذي تعيشونه يقف على تفاهة العادات و التقاليد المجحفة ... يقف نادما على قرارات نصرت التقاليد و خذلت إنسانا ... يقف مصعوقا أمام احترامه المجحف لتقاليد والذي كان ضحيته إنسانا.
ضيق عينيه عليها ... ينصت لكلماتها التي كانت تحمل بين طياتها ألما ... تحكي بين السطور حكايات مرسخة بتاريخ هذه القرية فتحدث مستفسرا :
- بصيغة أخرى تقولين أن "تيتريت" ضحية لنا .
رفعت نظراتها تنظر له فهزت رأسها نافية و قالت :
- لا ... من منطلق شخصي ومما أراه لا أجدها كذلك .
رفع حاجبيه مذهولا من قولها وحدجها بنظراته لعله يستنبط ما تفكر به ... فقطب وهي تفر من عينيه مدثرة رأيها المدسوس. فتحدث مصرحا ببساطة :
- أنا حائر بأمري ... هل أنت متغيرة فعلا أم أنني لم ألحظ ما أنت عليه قبلا .
عرفت المرارة لابتسامتها طريقا و أسدلت جفنيها عن الوجع المتأجج بعينيها لتقول بنبرة كمن تعب من الهوان :
- أنا أقلد قوة شقيقتك ... أتمسك بأطرافها مادامت موجودة ها هنا.
فتضيف مبتسمة بحنو :
- "تيتريت" ... شخصية نادرة الوجود ... إنها تثير بالنفس الشعور بأهميتها ، توقد شعلة بالقلب ... محبة للعطاء ولا تستجدي شيئا بالمقابل ...
هزت كتفيها بخفة وعينيها لامعة بمحبة :
- ببساطة إنها الشقيقة التي لم تلدها أمي
لم تكن مدركة للوجع الذي يجلده مع كل كلمة تتفوه بها .... مع كل شعور حقيقي استشعره منها نحو شقيقته. أومأ لها مؤيدا ما تقوله و شكرها بصوت مجهدا قبل أن ينسحب من أمامها ليدخل غرفته المقابلة لغرفتها . راقبته برأفة ... لم تستطع إلا أن تشفق على حال لم يكن السبب فيه ... وعلى قرارات لم تكن ملك يديه لكنه يتحمل نتائجها ...لكنها أيضا ترى ربما بعكس الآخرين أن تيتريت ما كانت إلا محظوظة ببعدها عن آل ملاك ...فربما ما كانت ستكون إلا واحدة من النساء الكثيرات ... المكسورات .
************************


epilobe غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم إني أسالك بأحب الأسماء إليك وأقربها عندك، أسالك ربنا بأنك أنت الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم
أن ترفع الكروب والغموم والظلم عن أمة الإسلام، وعن إخوتنا في أرض الشام وسائر بلاد المسلمين ، اللهم عجِّل بنصرك الذي وعدت، اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك