عرض مشاركة واحدة
قديم 18-09-18, 09:07 PM   #6835

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

صباح اليوم التالي .. الجامعة



تسير رقية بين أروقة القسم الخالية تقريبا من الطلبة الا من بعض الطلاب من الخريجين مثلها لكنهم جاؤوا لاستكمال اوراق التخرج او الحصول على بيانات التأييد من اجل التحضير والبحث عن وظائف يبتدؤون بها حياتهم العملية...تنظر اليهم وتسلم على هذا وذاك وترى في عيون البعض نظرة حسد لانها (ضمنت) التعيين كمعيدة...

شعرت بانقباض في قلبها .. لا تدري لم تشعر انها على وشك فقد اول درجة في سلم (حلم حياتها) ..

رغم ان الدكتور سامان منحها فرصة الاجازة لما بعد العيد الا انها أتت اليوم لانها كانت متأكدة انه سيتصل بها هاتفيا ليتفق معها حول الترتيب رسميا وبشكل صريح لحضوره مع والدته كي يخطبها .. او حتى ليحصل التعارف على الاقل بين الجانبين ...

كان يجب ان تراه وجهاً لوجه لتقدر ما ستفعله معه بشكل صحيح .. لا تعرف كيف ستحلها بالضبط خاصة بعد ما حصل البارحة ..

توقفت عن السير واغمضت عينيها للحظات وصداع رأسها يشتد مع مغص معدتها فترفع يدها لتدلك صدغها وهي تهمس لنفسها في تشجيع " كل الامور ستكون بخير .. سأجد طريقة لحل مشكلة سامان ثم ...."

قاطع افكارها صوت رجولي جذاب تميزه جدا منذ اولى مراحل الجامعة وهي طالبة تستمع اليه في المحاضرات يشرح المادة العلمية بذكاء حاد " هل يجب ان اوبخك لأنك لم تسمعي الكلام وحضرت الى الجامعة وانت لست بخير هكذا ام يجب ان أكون انانيا واشعر بكل هذه السعادة لرؤيتك .. "

رفعت وجهها لتراه امامها تماما وتكاد لا تصدق ما تراه ..

عينا الدكتور سامان تشعان بعاطفة رجل ناضج لا تقبل الشك .. عدا كلامه الغزلي شبه الصريح هذا ... ماذا ستفعل ؟!

أخذ رأسها ينبض بالألم وهي تبتلع ريقها وتحاول مقاومة مخاوفها للخسارة والتركيز لايجاد الكلمات المناسبة معه فلا تفلح الا برسم ابتسامة ركيكة وتبعثر الكلمات والحروف منها " دكتور .. انا .. انا ..."

ابتسامته اتسعت وهو يسأل بصوت رخيم حلو

" تبدين عاجزة عن ايجاد الكلمات .. هل سيسهل عليك الامر ان سألت عن رجل العائلة الذي سأتصل به ؟ عم .. خال .. زوج اخت ... "

قلبها الآن من اخذ ينبض بقوة .. انها تشعر بالهلع ! أخذت تشتم رعد لانه جعلها بهذه الحالة غير المعهودة منها .. منذ البارحة وهي تتخبط في ألف فكرة وفكرة ..

اما الدكتور سامان فكان غارقاً في صور احلامه الشخصية فلم يكن يدرك ان ما تمر به رقية الآن ليس خجل وارتباك عروس وانما تشتت فتاة طموحة لا تريد ان تخسر ...

اضاف برقة " مع ان الحاجّة ام سامان متلهفة لتتصل بنفسها بوالدتك لتتفق معها على زيارة تعارف ثاني ايام العيد .. وانا أكثر تلهفاً منها لهذه الزيارة .."

دون شعورها هتفت رقية " لا .. لا يمكن ان تحصل هذه الزيارة .." ارتفع حاجبا سامان قليلا في دهشة .. ورغم انه بدأ يلتقط بعض الاشارات غير الواضحة الا ان مشاعره ورغبته فيها شوشت على تلك الاشارات اكثر ..

ثم يخطر بباله خاطرا فيتساءل بابتسامة تفهم " لماذا ؟ هل الوقت غير مناسب بولادة اختك .. ربما والدتك منشغلة معها اليس كذلك ؟ بالمناسبة ماذا انجبت ؟"

ردت رقية عفوياً وهي تشعر بالحصار يشتد من حولها والاستنفارات تقرع بقوة داخلها لتدارك القادم " انجبت .. يونس ..."

تتسع ابتسامة سامان قائلا بلطف " اسمته على اسم والدك ؟ مبارك لها ولكم .."

تحاول رقية من جديد وهي ترفع يدها لتمسد على جبينها قائلة بتعب حقيقي وحيرة واضحة " يا دكتور الامر ليس هكذا .. ليس بسبب اختي .. اعني .. اريد أن اقول ..."

فيسأل سامان بجدية " ماذا هناك يا رقية .. اخبريني .."

تنظر في عينيه وتستعيد للحظة كل ما تعرفه عنه .. نعم هو لطيف وناعم بجاذبية خاصة .. لكن معروف عنه بالقسوة احيانا عندما يحتاج الموقف لصرامة .. معروف عنه انه يطحن خصومه ولا يغفر لمن يسيء اليه..

أخذت اذناها تطنان وهي تبتلع ريقها لتقول بمهادنة " فقط انا ... غير مستعدة ..."

تتقبض يدها الى جانبها تحاول رفض الصوت الذي بداخلها وهو يهتف بها ان المهادنة هنا خاطئة وخطرة ..

اما الدكتور سامان فيبتلع الطعم ليتساءل في تأكيد لما فهمه من جملتها " تريدين وقتاً للتفكير ؟ "

تتشنج اصابعها اكثر وهي تشد بقبضتها بينما تعض شفتها السفلى وهي تنظر لعينيه الدافئتين وتتخيل فيهما القسوة والانتقام فتهمس بما تشعر انها ستندم عليه لاحقا لكنها لا تجد حاليا مفراً منه " نعـ...ـععم...."

تفيض عينا سامان بالرقة والعذوبة وهو يرد عليها بصوت أجش " لا بأس .. لا ترتبكي هكذا .. خذي وقتك واعطني ردك بعد العيد.. اتفقنا ؟ "

لم تعد تعرف كيف تتصرف ..

الامر اصبح وكأنها تغرق اكثر واكثر في الرمال المتحركة ..

تشتم رعد مرة جديدة في سرها وهي تلقي باللوم عليه لكل هذا التشتت وعدم التركيز .. لو كانت بحالتها العادية لوجدت منفذا لهذه الورطة دون ان تخسر دعم الدكتور سامان ودون ان تثير غضبه ..

لكنها لا تستسلم .. تستحث عقلها على ايجاد طريقة او خطة ما مرضية وتحفظ كرامة الدكتور سامان .. فتهتدي لفكرة خاطفة ..

قررت ان تطلب مدة اطول للتفكير .. هذا سيكون جيدا .. وسيثبت انها منذ البداية كانت مترددة بقبوله ..

شعرت بالثقة بهذه الخطة .. اجل .. اجل .. سترفضه بعد شهر .. ستبلغه انها فكرت كثيرا لكن الفارق العمري بينهما كبير ..

او ربما ستخبره ان عائلتها هي من ترفض هذه الفكرة .. او .. ربما ستخترع سببا آخر لا يزعجه ولا يمس كبرياؤه كرجل ..

ستفكر بأي سبب مقنع لاحقاً ... المهم الآن ان تباشر بالخطوة الاولى .. انها تحتاج لمزيد من الوقت .. فتعبر عن فكرتها الاخيرة بالكلمات قائلة " قد احتاج لوقت .. أطول .. "

يعقد حاجبيه قليلا ببعض الجدية وهو يتساءل " وقت أطول ؟! كم من الوقت ؟"

وقبل ان تفتح فمها لتقترح شهرا مثلا تهدم كل شيء في ثانية وصوت رعد ياتيهما معاً واضحاً ساخراً محملا بامواج الغضب المكبوت

" في الواقع هي لا تحتاج لأي وقت .."

بحركة حادة التفتت اليه رقية وهي تهمس ببعض الحدة " رعد ! "

عينا رعد حدجتاها بنظرة مظلمة من شدة الغضب داخله لكنه يبتسم برقة مغيظة وهو يحول نظراته للدكتور سامان الذي يحدق في الاثنين ببعض الصدمة لينهي رعد صدمته ويهدم معه ربما حلم رقية لتكون (معيدة) وهو يقول بتلك الابتسامة " اعرفك بنفسي .. انا رعد العبيدي .. خطيبها .."

لم يمد رعد كفه للمصافحة حتى بينما تتسع عينا سامان بشكل رهيب وهو يلتفت لوجه رقية الممتقع يبحث عن اجابة وهو يتمتم " خطيبها ؟!"

يقف رعد جوار رقية وبشكل يوحي بحميمية بينهما بينما (يفسر) للدكتور المصدوم قائلا " في الواقع نحن مرتبطان منذ مدة لكن لم تصبح الامور رسمية وبمعرفة الاهل الا خلال الايام القليلة الماضية .. "

ثم يلمس رعد مرفقها قليلا في حركة ناعمة وهو يضيف بنفس النبرة المستفزة الرائقة "خطيبتي كانت محرجة من اخبارك بكل هذا .. كما اظنها تفاجأت من طلبك ولم تتوقعه .. "

ابعدت رقية مرفقها عن تلك الملامسة المستفزة لتهتف فيه " توقف رعد ..."

لكن سامان تلبسه الجمود والبرود وهو يسأل بنبرة حادة " هل كلامه صحيح يا رقية ؟"

تشعر رقية بالهلع يسيطر عليها فتحاول تدارك سوء ما يحصل وهي تبرر بطريقة مرتبكة غير مقنعة " دكتور سامان .. دعني اشرح لك الامر .. ليس هناك خطبة رسمية و.. و.. كانت تحصل مشاكل .. عائلتي لم تعرف و.."

رفع سامان كفه بأناقة ليوقف سيل كلماتها المرتبكة ثم قال بنبرة تشع ثقة وخطورة

" اتمنى ان تحلي كل مشاكلك .. قريبا .."

ثم تبسم في وجهيهما بنفس البرود والجمود قائلا " استأذنكما .."

استدار سامان ليسير في الرواق ويدخل الى احد الافرع الجانبية حيث غرفته الخاصة كرئيس للقسم ..

لم تحتمل رقية ما يحصل .. اوشكت الدموع ان تتجمع في عينيها قهرا واختناقا ولم تشعر الا وهي تترك رعد لتسير بخطوات واسعة عبر الرواق حتى اخره وتخرج للساحة العامة الخالية وهي تشعر بالغضب العارم ..

اوقفتها يد رعد وهي تمسك مرفقها بخشونة هذه المرة فتنفضها عنها بخشونة اكبر وهي تصرخ فيه

" كيف تفعل هذا ؟! كيف تفعلها ..؟ "

رغم رده الساخر لكن غضبه يوازي غضبها بل يتجاوزه بمراحل " كنت تستطيعين الانكار يا دمية .. لماذا لم تفعلي ؟! آآه لو فعلتِ .. لكنت استمتعت أكثر بتحطيم كذباتك امام دكتورك الجذاب .."

الغيرة تمزق فيه إربا ويكاد ان يلف اصابعه حول عنقها ليخنقها لكنه يقاوم بعنف ليضيف بصوت أجش ساخر " احب ان احييك بهذه المناسبة (اللطيفة) على قدراتك المذهلة بالكذب وسرعة البديهة لابتكارها .."

تأخذ رقية نفسا عميقا لتهدأ .. لتسيطر من جديد .. تنظر في عينيه وتقول بجدية وبعض من احساس الانثى فيها يتسرب لنبرة صوتها

" رعد انت لم تعد بوعيك .. ان كنت تظن ان ما حصل بالامس هو خطبة اقبلها وارتضيها لنفسي فأنت مخطئ .. "

يبتسم بقسوة وهو يرد عليها ساخرا مرة اخرى

" هل تفتقدين للمغازلة والملاحقة ؟ امممم اظنك كنت تمنين النفس بهذا من (عريس المستقبل) .."

تشتعل زرقة عينيها فتقول بتحد وصراحة

" نعم .. ولن اتزوج الا رجلا ذائبا في غرامي .."

هو ايضا يشتعل .. يشتعل من اخمص قدميه حتى فروة شعر رأسه ..

يشتعل غيرة واحتياجا وتملكا لهذه القصيرة امامه .. يقترب منها وهو يهمس بخفوت

" كالدكتور سامان ؟"

ترد عليه بنفس الاشتعال والصراحة وحتى الوقاحة " نعم .. كالدكتور سامان .. هذا حقي ولن اتنازل عنه .."

صدرهما معاَ يعلو ويهبط وكأنهما في نزال عاصف وشمس الصباح الحارة تضرب فوق رأسيهما دون ان يباليا بها ..

يرد عليها يستفزها او حتى يؤلمها " خسارة .. طار من يدك ..."

لكنها اقوى مما يفعله فترد له الضربة بأقوى منها قائلة بشموخ انثوي رهيب " لاني من الاصل لم اهتم انه في يدي .. انه غير مناسب لي .. وهذا لا يمنع اني لن اتنازل عن حقي فيمن سيصبح زوجي... "

وسط ما يحدث بينهما كان رعد يطفو في احساس اقوى من اي شيء .. هذه الانثى امامه هي له .. يقسم بالله هي له .. فلتصرخ بما تشاء وتعترض كما تشاء .. لكنها له ..

هذا الاحساس يخيفه ! يخيفه وهو يستسلم له.. وكأنه يواجه تسونامي فيفتح ذراعيه مستقبلا اياه ليبتلعه ويغرق فيه .. مخيف لكن مذهل .. منعش .. يُشعره بالتحرر !

بدأ يشعر بالغضب من رغبته المجنونة هذه لتبتلعه تسونامي رقية العطار ... فيعكسه في كلماته وهو يعري مشاعرها نحوه " كم انت جريئة وقحة ... وماذا ان كنت انت تذوبين غراماً باحدهم ولا يعطيكِ حقك المزعوم؟! همممم ... ماذا ستفعلين..؟"

تشمخ اكثر وهي تقول بنبرة انتقامية حراقة لذيذة " تلميحاتك باتت منتهى السماجة .. يحق لعبد الرحمن ان يغضب منك حتى اوشك ان يضربك .. ليته فعل ... بل ليتني املك قوة الرجال لافعلها بنفسي ..."

لا يعرف كيف لكنه انفجر ضاحكاً ..

يضحك ورقية تراقبه وهي تكز اسنانها غيظاً منه .. وكلاهما لا يعرف ان سامان يراقبهما من شباك غرفته .. قد لا يسمع صوتهما لكنه يرى وقفتهما معاً وتلك الكيمياء العالية بينهما.. لغة الجسد تفشي الاسرار ... ابتعد سامان عن الشباك وعيناه تقدحان شررا .. لقد تلاعبت به رقية .. وليس سامان من يتلاعب به احد ...!

اما وسط الساحة ما زال رعد يضحك منها ثم يرفع سبابته نحوها موبخاً اياه بطريقة مستفزة قائلا " انت تتلاعبين بالنار بافعالك الرعناء هذه ... كم مرة قلت لك هذا يا دمية ؟ "

هتفت وهي تضرب بقدمها الارض

" لم أعد اطيق رؤيتك .. انا عائدة للبيت .."

يضحك بخفة وهو يراها تستدير لتبتعد عنه فيلحق بخطواتها وهو يقول باستفزاز جديد

" وانا ذاهب لرضا .. لدي موعد معه لنتكلم واشرح له سبب عدم رغبتي بمصالحة عمي .. وبالتالي انا وحيد جدااااا.. وليس لي للاسف اهل يقفون معي وقت زواجي .."

ترفع رقية رأسها للسماء وهي تتمتم بخوف مفاجئ وكأنها ادركت للتو مصيبة قادمة

" رباااه .. لن يثبتني كمعيدة !"

خطواته اوسع من خطواتها ليتجاوزها هامسا بلذة رضا وتشف واخذ بالثأر " تستحقين .."






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس