عرض مشاركة واحدة
قديم 18-09-18, 09:13 PM   #6838

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

في جانب آخر من الحي الصناعي ..



مستندا على كتف زوجته وهي تدخل به للقسم الارضي من احدى البيوت المتراصة جنب بعض ..

البيوت قديمة ومن عهد قديم والدروب الضيقة تحتاج لنظافة وتعمير لكن مؤكد هي افضل عشرات المرات من حي الشيخ ..

حتى الناس هنا وجوههم أكثر راحة وألفة ..

ينظر تحسين فيما حوله والعرق يتصبب من جبينه بينما يحاول تقليل حمل جسده الثقيل عن حسناء وهو يشعر بالغضب لعجزه هذا..

وكأنه بات خرقة بالية تحملها حسناء على كاهلها وتنقلها من زريبة لزريبة !

ليت فالح قتله ... ليته اراحه من حياة كهذه!

" ما رأيك تحسين .. البيت جيد والناس هنا يبدون طيبين .."

يناظر زوجته التي لم يظهر من وجهها الا تلك العين الكحيلة فيزفر وهو يحرك وجهه ناحية الباب حيث يقف ذاك الضخم شبيه رضا الصائغ واخيه ...

حذيفة الصائغ .. منذ ان رآه وشعر انه مختلف للغاية عن رضا .. رجل لا يُعرف سره ولا مكنون سريرته ..

نظراته لم تُرح تحسين .. نظراته فيها شر من نوع ما .. ترى هل يعلم انه هو من شق بطن اخيه ؟ الهذا يناظره بشر هكذا ؟

قال حذيفة اخيرا بصوت بارد لا حياة فيه

" المكان فيه ثلاجة صغيرة وبعض الطعام .. الشاي والسكر والرز في احدى خزانات المطبخ.. قطع الاثاث القليلة المتواجدة هي ما استطعت التحصل عليه لاجلكم من مزاد قريب للاثاث المستعمل .."

ردت حسناء بامتنان وهي تسير بزوجها حتى اجلسته على الاريكة القريبة وهي تنهت

" ادامكم الله وادام عزكم وسخاء اخلاقكم وجودكم.."

هتف تحسين بحدة " كفاك يا امرأة .. رأسي يؤلمني ولا اطيق ثرثرتك .."

تتمتم حسناء باسترضاء " حاضر .. حاضر .. لا بد انك تعبت من الطريق .."

يكز تحسين على اسنانه وعيناه ترعدان بروح الفتوة الشقي !

بهدوء وضع حذيفة جانبا كيس الملابس الذي حمله عن حسناء وهم في طريقهم الى البيت وهو يقول لها " هذا كيسك يا حسناء.."

هتف تحسين بانفعال أهوج

" نادها ام تحسين.."

لم يبال حذيفة بانفعاله قط بينما يقول قبل ان يغادر " ابو جعفر قال ان لديكما المال لتصرفا .. وبعد العيد ان شاء الله سآتي لاخذك يا تحسين الى معمل قريب يحتاجون فيه لايدي الحدادين ..."

لم ينطق تحسين بكلمة لكن عينا حذيفة واجهت عيناه في احتدام صامت ..

التمعت عينا تحسين وهو يدرك الامر ..

هذا الرجل بتلك الاثار على وجهه وضخامته العضلية وملابسه البسيطة الاقرب لملابس العمال .. مؤكد يعلم انه من حاول قتل رضا .. او على الاقل .. يشك ..

يرفع حذيفة يده في سلام وشبح ابتسامة داعب ثغره .. وكأنه اوصل الرسالة ..

غادر حذيفة الصائغ وحسناء تشيعه بالدعوات والشكر والامتنان " سلمت يا ابا سعاد .. اطال الله بعمرك وبارك بزوجتك واولادك .. عيدكم مبارك .. ادام الله افراحكم.."

كانت تغلق الباب عندما صرخ تحسين

" كفاك تملقاً لهم .. اكره ال الصائغ .. اكرههم جميعا .."

تنهدت حسناء وهي تخلع عن رأسها العباءة لتبحث عن اي مسمار مثبت في الحائط حتى وجدت واحدا فتعلق العباءة عليه ثم تعود لزوجها الثائر الغاضب لتجلس على الارض قبالته وتضع يدها على ركبة ساقه السليمة متحاشية تماما المقطوعة لتسأله بصبر

" ما رايك بالحي ؟ انه افضل من حي الشيخ بكثير اليس كذلك ؟"

لكنه بدلا من ان يرد على سؤالها طرح سؤالا مفاجئا وهو يحدق في عينيها الكحيلتين بكحل رباني " هل تشمئزين من ملامسة.. ساقي المقطوعة ؟"

ارتبكت وهي ترد عليه بصدق " لا .. اقسم بالله لا .. لكن .. لا اريد اثارة ضيقك .. واخاف أن .."

هتف مقاطعا اياها بعنف

" كل شيء معي خوف .. خوف .. خوف ...متى ستكفين عن خوفك مني ؟!"

اخذت تربت على ركبته تحاول تهدئته لكن ثورته اشتعلت واخذ يلقي الكلام بين الشتائم

" انا عاجز .. انا عالة عليك .. انا (....) ... ومع هذا تخافين مني .. "

تقف على قدميها تحاول امساك جسده الذي يختض من فرط الانفعال .. تحاول ان تسيطر على ثورته فتلامس كتفيه بيديها وتقول له بصوت صبور رقيق

" لا تقل هذا تحسين .. انت ستعمل وتكسب رزقنا بنفسك .. توكل على الله .. "

لم تشعر تحسين الا وذراعاه القويتان تلتفان حول جسدها ويشدها اليه في عناق ساحق وهو يضع رأسه على اعلى بطنها هاتفا " قد احتمل ان لا اقربك ابدا يا حسنااا .. لكن لا احتمل ان اشمأزت نفسك من ساقي .. او من عجزي .."

كان قلبها ينبض بعنف وهو يشدها بهذه الطريقة ويلثم بفمه بطنها وكأنه يتوسلها بصمت ...

كانت المرة الاولى التي لا تخافه حقاً .. تشعره بات اضعف من ان تخافه ...

رفعت يدها ببطء لتمر بها فوق شعره الاجعد وتقول " عندما تكسب رزقك الحلال ستعرف انك لست عاجزا ابدا .."

رفع وجهه اليها ينظر اليها بذاك التوسل الانساني فيقول بحشرجة

" لم يعد لي غيرك حسناء .."

فترد عليه بفطرتها السليمة البسيطة " بل لنا الله دائما يا تحسين .. عندما تعرف ربك جيدا ستفهم هذا..."

عاد ليحتضنها بصمت واستكانت له وما زالت يدها تمر فوق شعره ...








يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس