عرض مشاركة واحدة
قديم 20-09-18, 09:32 PM   #239

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

وقف أمام مرآة غرفته الواسعة... يعدل من بدلته الرسمية السوداء وشعره الذي يماثلها لونًا المصفف بأناقة.... بينما عينيه تحادث نفسها... وتؤكد لنفسها لما هو مقدم عليه...
بعد خمس سنوات.. سنوات تمثل عمر ابنه... قرر ما لم يجرأ أن يقرره...
هل يقول بأنه استجاب لعرض سيدة علياء... أم يقول أن عرضها ما كان إلا بمثابة وضع لمحة من اللغز ليكمله هو بنفسه...
هل يقول بأنه سيتزوج ماريا لأسباب كالتي قالتها والدتها... عن زوجة تربي ابنه وتغير من جو حياتهما البارد.... سيكذب على نفسه إن قال بأن هذا صحيح... وسيكذب على نفسه أيضًا إن قال بأنه خاطئ...

تحرك صدره صاعدًا وهابطًا ونابضًا نبضات غريبة... أشبه بالحماس.... أشبه باللهفة... وهذان الشعوران لم يزوراه من مدة طويلة.... طويلة جدًا...

" بابا أين سنذهب..."

انحنى لطول ابنه وقال بحنان بالغ :
" رحلة صغيرة..."

فتح فراس عينيه باتساع وبحماس الأطفال قال :
" رحلة إلى البحر؟.."

مرر كفه على شعره الناعم ثم طبع قبلة عليه قائلًا بشرود :
" لا رحلة إلى مكان آخر..."

وتابع بسره... رحلة ستكون صعبة مع صاحبة العينين التائهين... والغضب الناري... والقوة النادرة
" بابا... "

أحاط صغيره ثم رفعه بين ذراعيه منتصبًا خارجًا من الغرفة.... بل من بيته تمامًا متجهًا لمصيره...

...............................

تسير بأروقة منزلهم دون أن يفوتها ارتباك الخادمات... وتنقلهن من مكان لآخر مما جعلها تخمن... أن ضيفًا ما سيزورهم...
لم تهتم كثيرًا فهي معتادة على كثرة الضيوف اللذين يأتون لوالدتها... مدراء... موظفون.... زوجة فلان... وابنة فلان... والكثير ممن هم من طبقة المجتمع المخملية....
لم تكن تبالي بل دائمًا تنزوي بغرفتها منشغلة بأي شيء وتاركة لشقيقها وشقيقتها مهمة المجاملة....
أوقفتها إحدى الخادمات وهي بطريقها للطابق الثاني وقالت بعجلة :
" آنستي... امرتني السيدة علياء بأخبارك بأن تتحضري لقدوم الضيف اليوم.."

رفعت حاجبها وقالت باستفسار :
" ومن هو الضيف القادم..."

هزت الخادمة رأسها بعدم علم ثم ردت :
" لا أعلم آنستي..."

أخذت ماريا نفس عميق وقالت وهي تتابع صعودها للدرج :
" حسنًا..."

دخلت غرفتها وارتمت على السرير وهي مغمضة عينيها تود النوم فقط... لم يا ترى أخبرتها والدتها بضرورة حضورها هذه المرة...
هل الضيف شخص استثنائي مثلًا.... أم ماذا...
ورغم رغبتها بالمعاندة وعدم النزول إلا أنها نهضت وارتدت فستان ازرق داكن وفوقه إحدى حجاباتها المريحة... وزينت وجهها ببساطة
هذه المرة تقودها الرغبة باكتشاف الضيف...
فمن سيكون...

نزلت الهوينة لتباغتها الخادمة وهي تخبرها بوصول الضيف منذ خمس دقائق...
تنحنحت ودخلت الغرفة الخاصة بالاستقبال والتي هي أشبه بصالة واسعة ثم قالت بهدوء :
"السلام عليكم..."

" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..."

لوهلة وقفت عن سيرها الهادئ باتجاه إحدى الأرائك والصوت الذي انطلق يبدو مألوفًا لسمعها... نبرة رجولية كلها وقار.... نبـ.نبرة السيد وليد...
لتأتي والدتها وتؤكد شكوكها وهي تقول بلباقة :
" ادخلي ماريا... رحبي بالسيد وليد... "
من جهته كان يراقبها بتمعن.. وما يفسد هذا التمعن هو سرعة دقات قلبه المتوترة فور أن أبصرت دخولها.... مع تعجبه وهو يرى عليها ملامح الصدمة وكأنها لم تتوقع وجوده...
انتقل بلمح البصر لوجه السيدة علياء يستفهم منها فلم تعطه ألا نفس الابتسامة التي توزعها عليه فور أن أخبرها سيأتي ليتقدم لماريا...
ابتسامة رضا ممزوجة بنصر وأشياء أخرى لم يستوعبها...

" كيف حالك سيد وليد..."

" بخير.."

فراس كان يلتصق به بخجل وخوف إذ أنه ليس معتادًا على وجوه جديدة... كان بإمكانه أن يتركه بالبيت مع المربية لكن وجود فراس اليوم معه أهم شيء...
انخفض لأذن ابنه وهمس برفق :
" صغيري.. رحب بهم لا تخف.."

رفع صغيره رأسه فترقق قلبه وهو يراه يقول بصوته الثقيل الذي بالكاد يـُسمع :
" مرحبا..."

السيدة علياء منحته ابتسامة صغيرة ورحبت به بينما ماريا ولأول مرة رآها تبتسم ابتسامة حقيقية رغم الدهشة التي ظهرت عليها ثم هتفتمن مكانها :
" من هذا الطفل "
رد وهو يغض بصره :
" ابني..."

لم تخفت ابتسامتها رغم التعبير الذي تغير بعينيها ثم قالت له بتساؤل مهذب :
" وأين زوجتك.. لمَ لم تأتي معك..."

أجاب بأناة :
" أنا أرمل... زوجتي توفيت منذ خمس سنوات..."

تدخلت السيدة علياء بمرونة وغيرت دفة الحديث قائلة :
" حسنًا.. تفضل قهوتك سيد وليد.... أم يجب أن نتخلى عن الألقاب من الآن..."

تمتمت ماريا بسؤال مستنكر :
" ماذا تقصدين... "

قبل أن ترد علياء بشيء وقبل أن يعطيها مجال لتقول ما يجب عليه هو قوله قال بوضوح ودون أي مراوغة :
" لقد أتيت اليوم لأطلب يدك آنسة ماريا... "

عندما حولت بصرها إليه... خال إليه أن عينيها تبصرانه وأنها تنظر ناحيته بكل ما تشعر به
كانت النظرة التي ارتسمت بعينيها... أوجع من أي نظرة... وكافية لأخباره بأن الرحلة ليست أصعب بل وأخطر مما تخيل



انتهى الفصل


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس