عرض مشاركة واحدة
قديم 24-09-18, 01:29 AM   #1888

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2

زفر وائل مهموما مثقلا بالحيرة فاقتربت منه مريم تقول " ألن تنتهي من هذا الحال .. لا أعلم ما بك ؟.. "
رد مهموما " أشعر بالخواء .. والإرتباك .. هناك أسئلة كثيرة في رأسي بدون إجابات يا ماجدة"
تكلمت مريم ببرد تصحح " أنا مريم"
قال " أنا قلت مريم "
قالت بإصرار" قلت ماجدة "
حدق فيها غير مستوعب فقالت" هل غضبت مني لأني سألتك أسئلتي عن ماجدة ذلك اليوم "
رد بحيرة " لست غاضبا .. لكني لا أملك إجابات .. أحاول وأحاول ولا أجد .. "
اقتربت منه تهمس بجوار شفتيه بإغواء " لكنك لن تتوقف عن حبي أليس كذلك "
دخلت الخالة أنجيل بجسدها الثقيل البدين تتوكأ على قلبها قبل عصاها إلى غرفته بالمستشفى ..
يقولون عنها قوية .. صامدة ..
لكنهم لا يعرفون شيئا ..
لا يعرفون أنها تخشى أن تنام حتى لا تستيقظ على خبر مفجع بشأنه .
وبعد كل هذا الوقت في انتظار استفاقته أخيرا استجمعت شجاعتها وأتت إليه .. مادام قد أطال في غيبته عنها ..
تحير وائل في إجابة سؤال مريم ولأول مرة يتحير بشأن إجابة هذا السؤال .. وارتبك وتفاجأ من تلك الحيرة .. لكن مريم كررت السؤال بإلحاح" لن تتوقف عن حبي أليس كذلك يا وائل"
ازدات ضربات قلبه وهو يحدق فيها يبحث عن إجابة حاسمة .
أما أمه التي استقرت بجانبه سريره لم تجد ما تقوله وهي ترى فلذة كبدها ممدد فاقدا للوعي بهذا الشكل المفجع .. فنغزته برفق وكأنها توقظه من النوم وهمست بصوت باكي "وائل "
دفع وائل مريم فجأة لتقع على الأرض ذاهلة فقال لها بارتباك "إنها أنجيل . أمي هنا ".
استقامت مريم تعدل من فستانها الأصفر وتزمجر بعصبية فقال لها متوترا" أششش لا تتحركي أقول لك أنجيل جاءت إختبئي "
نظرت حولها ثم صاحت باستنكار " أختبيء !! .. أين؟؟ .. ألا ترى أننا محبوسان ولا يوجد منفذ"
رد بغيظ هامس وهو ويركز أذنه على أي صوت " إختفي كما تختفي أحيانا ولا أجدك .. لقد أختفيت عدة أيام بعد ذلك اليوم الذي علمت فيه أن أروى وعمرو سيتطلقان وتركتني أسبح في أحلام كثيرة من الماضي . "
تكتفت وردت ببرود " وائل .. أنا بالفعل مختبئة في رأسك.. أنسيت "
رد عليها بهمس مغتاظ " أنا أعلم ذلك"
ضيقت عيناها وسألت " إذن لمَ أنت مرتعب؟!!"
رد بغيظ" أقول لك إنها أنجيل ألا تعرفيها ؟!..إنها قادرة على الدخول حتى في رؤوسنا"
فجأة سمع صوت نشيج عالي فقد كانت أمه تسند جبينها على ذراعه وغمغمت وسط بكائها " إلى متى يا ربنا ؟.. إلى متى سأظل أتعذب بسبب هذا الولد .. إلى متى سأبقى مرتعبة أن أسمع أنه قد أنهى حياته بنفسه .. لمَ أرى ذلك في أكبر أولادي ؟.. ( علا نشيجها قليلا ثم عادت تغمغم ) يا رب لقد رزقتني به بعد سبعة عشر سنة شوقا للإنجاب .. بعد أن كنا قد رضينا أنا ووالده بقضائك فرزقتنا به .. لم أنا مبتلاة فيه .. لقد سُرقت سنين شبابه دون أن يسعد بها .. يا ربنا .. لم أعد أقوى على التحمل فارحمني .. وإن كان علينا ذنباً فاغفره لنا "
بكى وائل بينما اقتربت ميري من جدتها تقول " يكفي هذه يا جدتي .. ستصابين بغيبوبة سكر .." ففتح أمير باب الغرفة يقول " كفى يا أمي ..هيا "
مسحت الخالة أنجيل دموعها واستقامت بصعوبة تتعكز على عصاها وعلى ميري فساعدها أمير على الخروج لتقول ميري " هل أستطيع أن أبقى معه لدقائق "
أومأ لها أمير برأسه وخرج هو وأمه وأغلق الباب .. فشعر وائل برجفة حين علم بوجود ميري فسألته مريم بفضول " أين أنجيل الصغيرة أليست معها ؟" فأشار لها بكتفيه بلا أعرف .
أقتربت ميري من سرير أبيها متماسكة حتى لا تبكي .. وطبعت قبلة على جبينه .. فارتعش وائل تأثرا ثم سمعها تقول بتردد " أبي .. وعدتني أنك ستكون معي اذا ما أختاروني لأمثل البلد بالمونديال .. ولقد تدربت أكثر بعشر أضعاف حتى أكون لائقة .. لأني أثق في أنك لن تخلف وعدك يا أبي .. أليس كذلك "
فرك وائل جبينه يقاوم التأثر .. يشعر بتمزق في قلبه .. فاقتربت منه مريم ليبعدها بخشونة بينما قالت ميري بلهجة ساخرة " إبنتك رقيقة المشاعر أنجيل لم تأتي .. إنها تبكي كثيرا بسبب حالتك وترفض أن تراك بهذا الشكل .. ( وتصنعت المرح ) المجنونة أعطتني رسالة مكتوبة لك هل تصدق !! .. يبدو أنها قد فقدت عقلها بسبب تلك الأفلام الرومانسية التي تشاهدها.. لقد أعطتني تلك الهبلاء خطابا ووضعته داخل ظرف وطلبت مني أني أضعه بجانبك .. ولأني وعدتها فأنا مضطره لأن أنفذ هذا الهراء .. سأضعه هنا تحت مرتبة السرير ( ترددت قليلا ثم قالت ) .. هل أقرأوه عليك ؟ ... لا لا .. لو كانت تريد مني أن أقروه عليك لطلبت مني صراحة .. سأضعه هنا تحت مرتبة السرير يا أبي أو .. ( ترددت مرة أخرى تفكر في مكان ثم قالت ) سأضعه في هذا الدولاب الصغير تحت متعلقاتك .. ( وتحشرج صوتها وهي تقول ) .. أتمنى أن تستيقظ قريبا يا أبي حتى تقرأوه "
اقتربت منه مجددا وطبعت قبله رقيقة على خده .. فسقطت دمعة ساخنة من عينها أحرقت جبينه قبل أن تخرج مسرعة تمسح دموعها.. وتتظاهر بالتماسك .. ليقول أمير "هيا يا أمي لقد تعبت اليوم "
فرد أمه " قبل أن أعود للبيت .. هناك شخصا لابد أن أزوره بشكل عاجل ."
***
عادت آية إلى البيت قبيل الظهيرة تتراقص من السعادة .. لم تترك شخصاً لم تتصل به لتسأله إن كان قد سمعها في الراديو أم لا .. بعد تلك الرسائل التي أرسلتها على الواتساب والفيسبوك .. فاستقبلتها إلهام مرحبة .. لتحتضنها آية وتمطرها بالقبلات بينما إلهام تضحك ..
بعد قليل إنتهزت إلهام الفرصة بأن مزاجها معتدل ودخلت عليها الغرفة تقول بتردد " يويا .. أريد أن أخبرك بموضوع .. واسمعيني حتى النهاية ولا تقاطعيني "
توجست آية من اللهجة التي تتحدث بها والدتها فتركت اللوحات الخشبية التي كانت ترسم عليها وانتبهت لتقول إلهام " هل تذكرين خالتك فائزة "
حركت آية مقلتيها يمينا ويسارا ثم أومأت برأسها بنعم .. فسحبت إلهام نفساً عميقا وقالت " إن إبن أختها يبحث عن عروس ولقد أتصلت بي أمس وأخبرتني أنها ستأتي لزيارتها ومعها ضيوف "
ردت آية بسرعة " آسفة لا أفكر في الزواج حاليا"
قالت أمها بصبر " الشاب ممتاز .. وأبيك يعرف أباه وأخبرني أنهم عائلة كبيرة وأن سمعة الشاب طيبة .. "
قالت آية بحزم " لست مهتمة بالزواج يا أمي"
ردت إلهام بحزم " لم أكمل كلامي فلا تقاطعيني"
تنهدت آية وتكتفت بينما أضافت إلهام " الشاب عائد من ألمانيا من وقت قصير بعد أن نال شهادة الدكتوراه رغم أنه مازال في الثلاثين من عمره .. وعائلته في مستوى مادي ممتاز أي أنه شابا لا يعيبه شيء فلمَ لا تقابليه ثم تقررين "
رد آية ببرود " قلت لا أفكر في الزواج "
قالت إلهام بعصبية " إجلسي معه أولا .. ثم ارفضيه لكن رفض دون مقابلة أمر غير منطقي .. ربما ... "
قاطعتها آية تقول بإصرار " آسفة يا أمي لكني أرفض مقابلته "
صاحت إلهام" ستقابلينه لا مفر من ذلك .. إن فائزة إتصلت وأخبرتني بأنهم سيحضرون غدا ومن غير اللائق أن اتحجج لها بأي حجة لعدم مجئهم حتى إن كنا غير موافقين .. قابليه وبعدها أبلغينا برأيك "
قالت آية بإصرار " رأيي بأنه مرفوض "
ردت إلهام بغيظ " اقول لك الشاب وأمه وفائزة سيأتون لا نستطيع أن نرفض علينا أن نقابلهم ونرحب بهم في بيتنا وبعدها إذا ما تحدثوا في أمر الزواج نخبرهم برأيينا "
أشاحت آية بوجهها تقول " إذن قابلوهم أنتم"
جزت إلهام على أسنانها ثم سحبت نفسا عميقا وقالت بهدوء " إسمعي يا أية وأنصتي جيدا .. أنا لا أقبل بالإعوجاج .. لابد أن تفكري في مستقبلك وتساعدي نفسك على التغلب على تأثرك بسيد"
جحظت عينا آية بذهول وقالت " ماذا تقصدين ؟"
أجابت إلهام بجدية تداري قلبها المتألم " أعرف ما حدث بينك وبين سيد .. وليست نهاية الكون حبيبتي .. أنت مازلت صغيرة والحياة أمامك "
اضطربت آية وازادت ضربات قلبها تسألها" من أخبرك ؟؟؟"
ردت إلهام بجدية " لا يهم .. المهم كما يحاول هو الإبتعاد بجدية حتى أنه قرر السفر عليك أنت أيضا الالتفات لمستقبلك وإعطاء نفسك الفرصة لأن تقابلي شبابا أخرين .. فالكون لم يقتصر على سيد فقط .. أنا لا أطلب منك أن تتزوجي شخصا لا تحبينه لكن لا تغلقي باب الخاطبين "
لم تستوعب آية حرفا من بعد كلمة (السفر ) ووقفت ذاهلة تسترجع الكلمة في ذهنها ومعناها وتحاول الاستيعاب ثم سألت " أمها بذهول من قرر أن يسافر ؟"
قالت أمها " سيد قرر أن يسافر حتى لا يظلم زوجته أكثر من ذلك "
ازادت ضربات قلب آية بجنون ورددت بخفوت "يسافر !!"
قالت إلهام" إسمعيني بنيتي .. إياك وبناء سعادتك على هدم بيتا آخر .. "
ردت آية بسرعة مدافعة " أنا لم أفعل .. ولم أطلب منه شيئا .. وتقبلت قدري صامتة .. وأبتلعت وجعي وقهري وحرقة قلبي وأتظاهر بأن كل شيئ على ما يرم .. ألا يكفي هذا "
ردت إلهام " لكنك لا تساعدين نفسك على التغلب على الأمر حبيبتي .. أنا أكررها لك .. لست مطالبة بالإرتباط بشاب لا تحبينه لكن لا تغلقي الأبواب أمام التعرف على شباب آخرين .. لا ترفضي الخاطبين قبل مقابلتهم "
جسلت آية تحاول الاستيعاب مجددا .. ودفنت رأسها بين كفيها تردد بخفوت " سيسافر .. سيد سيسافر .. قرر السفر "
إرتجف قلب إلهام شفقة على صغيرتها فجلست بجوارها وأخذت برأسها في حضنها تربت عليها وتهدهدها وهي تقول " حسنا يا حبيبة أمك لن أضغط عليك .. نحن فقط مضطرون لمقابلة فائزة وضيوفها .. لكن ليس عليك أنت مقابلتهم .. وسأبغلهم بأي عذر.. رغم أن الأمر سيكون محرجا لي ولأبيك .. ألطف بنا يارب "
لم ترد آية كانت متسعة العنين على صدر والدتها تحدق في الفراغ وتردد بهمس " سيسافر "
***
قالت عفاف وهي راقدة في سريرها " سامحيني على استقبالك في السرير يا أم وائل .. فلم تعد صحتي كالسابق "
تكلمت أنجيل المستندة على عصاها جالسة على المقد الوثير " شفاك الله وعافاك يا عفاف .. ولهذا جئت لزيارتك "
قالت عفاف بحرج " لم يكن هناك داع لأن تجهدي نفسك يا أبلة .. فأنا أعلم أي ظروف عصيبة تمرين بها .. وأدعو الله أن يشفي إبنك ويرده إليك بإذن الله "
ردت أنجيل بلهجة موبخة " ومادمت تعرفين ظروفي يا عفاف ألم تتعظي منها .. "
قالت عفاف بلهجة بائسة " ماذا فعلت أنا يا أبلة ماذا فعلت ؟"
قالت أنجيل باستنكار " أتساليني ماذا فعلت ؟؟.. أخبريني .. ما هذه الرقدة التي ترقدينها ولمَ؟ .. أنظري لحالي ولسني ولما لدي من هموم وأنظري لنفسك وما تفعلين!! .."
أطرقت عفاف برأسها في حرج وشددت من الغطاء حولها بحركة دفاعية بينما أكملت أنجيل بلهجة موبخة " ألم تتعظي مما يحدث مع إبني؟ .. ألم تعاصري بنفسك ما حدث مع وائل وتابعات ذلك ؟.. هل ترغبين في رؤية إبنك في مصحة نفسية لا قدر الله .. هل ستحبين أن تعيشي باقي عمرك حزينة على شبابه الذي يتسرب من بين أصابعه وهو غير قادر على الشعور بالسعادة .. مرتعبة أن يأتوك بخبر مفجع يخصه .. مقهورة على حاله وكل ما يلم به ..
ألا تدركين حجم مصابي والأطباء يخبروننا أن نسبة استفاقة المرضى من الغيبوبة ضعيفة .. هل تدركين معنى أن يخبرك الأطباء أن جسده لن يتحمل مع مرور الوقت هذا الوضع وسيستسلم يوما ما .. "
شددت عفاف من الغطاء متألمة لحال أنجيل وأبنها وشاعرة بالحرج منها فهي تكبرها بحوالي ثلاثة عشرة عاما ومع هذا ترفض الرقاد رغم ما تعانيه بينما أستمرت أنجيل في كلامها " هل تدركين الشعور بأنك على استعداد لدفع كل ما تملكين من أموال راضية أن يتنهي بك الحال في كوخ خشبي صغير تحت كوبري قديم في مقابل أن يستيقظ إبنك من غيبوبته ويتحدث إليك .."
ساد الصمت لدقائق وكلتاهما تحدق في الأخرى فأكملت أنجيل بلهجة متأثرة " أتعلمين ما هو أصعب شيئ .. أن يموت إبنك وأنت على قيد الحياة .. ألا يؤثر فيك كل هذا يا عفاف !!"
شعرت عفاف بالحرج فردت مدافعة " أبلة أنا .. أنا أشعر بالظلم .. أن أربيه وأعلمه وأعيش من أجله وتأتي فتاة أخرى تحتل قلبه بمنتهى السهولة وتشاركني فيه " ..
ضربت أنجيل خشب السرير بعصاها فانتفضت عفاف مجفلة بينما قالت أنجيل بعصبية " أيهما أهم عندك؟ .. سعادتك أم سعادته .. إن سعادته مع هذه الفتاة لمَ تكسرين بقلبه"
صاحت عفاف بقهر " أنا سأموت قريبا بينما هي ستحظى بوجوده سنينا طويلة"
ضربت أنجيل على خشب السرير بعصاها مرة أخرى " وهل تعلمين من سيموت قبل من؟؟؟ .. إنظري لوائل يا امرأة هل لديك فصام ؟!!"
أسرعت عفاف بالقول " بعيد الشر عنه وعن وائل وعن أبنائنا جميعا .. ( وصمتت قليلا ثم تكلمت بشرود ) الأمر خارج إرادتي والله .. أحيانا تنتابني رغبة شديدة في ألا أسمح له حتى بالذهاب للعمل .. أرغب في أن يظل أمامي وبجانبي أطعمه وأملأ عيني من رؤياه دون أن أمِل .. ولا أتخيل كيف سيأتي علي اليوم وأموت وأتركه ".
ردت عليها أنجيل بلهجة ذات مغزى " إحمدي ربك أنك لا تتمنين لو يستيقظ ويضحك ويعيش بسعادة حتى لو سيكون في آخر الأرض وأنت بعيده عنه ممتنة فقط لأنه على قيد الحياة"
قالت عفاف بغيظ تحاول التبرير " أنا لا أعرف متى وكيف استطاعت أن تستولي على قلبه .. أنا أمه وأعلم جيدا من نظرة عينه ماذا تعني هي بالنسبة له .. إنه على استعداد لأن يقبل قدميها الكسيحتين "
اتسعت عينا أنجيل وقالت باستنكار " أمرك غريب والله .. أتعترفين بأنك تعلمين ماذا تعني أروى له ومع هذا تحرقين قلبه بكل قسوة أي أم أنت ؟؟؟!!!"
صاحت عفاف منفعلة " لا توجد أم تحب إبنها مثلي "
ضربت أنجيل على خشب السرير بعصاها وردت بغيظ " كنا نحب أبنائنا يا عفاف .. أفيقي من هذا الوهم .. كلنا نحب أبنائنا لكن الفارق في أولولياتنا .. هل سعادتهم تأتي أولا أم سعادتنا "
صدمت عفاف من كلامها وصمتت قليلا تفكر في عبارتها ( سعادتهم تأتي أم سعادتنا ) لتقطع أنجيل الصمت بضربه أخرى موبخة من عصاها على السرير قائلة باستنكار " ولا أفهم لمَ تغارين من حبه لزوجته .. ألم تغترفي أنت من حب الشيخ الكثير والكثير .. أخبريني "
أغرورقت عينا عفاف بالدموع وتمتمت بحزن " وهل يعوض الشيخ عبد الرحمن .. لقد كان أبي وزوجي وحبيبي وقرة عيني .. عوضني به الله بعد أعوام من اليتم .. دللني رحمه الله كما لو كنت إبنته .. وأحبني حبا لم أتخيل يوما أني قد أحصل عليه من مخلوق"
أكملت أنجيل موبخة " ومع هذا لم تحمدي ربك على ما أعطاك .. هناك آلاف الزوجات يتزوجن ولا يجدن من أزواجهن ولو جزءا مما كان يفعله معك الشيخ .. ( وأكملت وهي تنهت من المجهود ) كما أني لا أفهمك.. ما علاقة حب أبنك لأروى بحبه لك .. أنت أمه وهي زوجته .. الشعورين مختلفين هل جننت ولديك خلطا في المشاعر وتغارين يا أمرأة !!"
أوضحت عفاف بغل " لا أقصد ذلك .. أقصد أني سأموت قريبا وستشبع به هي كما تريد "
ردت أنجيل بخفوت باكي " وهل بعد كسرة القلب سعادة ؟!!.. أنظري لم حدث لوائل وأفيقي يا عفاف .. ليتني أملك آلة الزمن فأعود بالساعة أربعة عشرة سنة للوراء فأقف بحزم أكثر أمام مجدي رحمه الله وأمنعه من فرض أمر زواج وائل من ماجدة .. ليتني كنت طردت تلك الأفعى التي لا أريد حتى أن أذكر أسمها على لساني أم ماجدة من بيتي .. حتى لو اضطرت لهجر مجدي وأخذ أولادي بعيدا اذا ما أصر على تلك الزيجة
.. ليتني لم استهين بالأمر وأتخيل أن وائل يحب ماجدة منذ صغره لكنه عاند والده وجُرحت كرامته من فرض أمر الزواج عليه .. ( تدفقت الدموع من عينها فأشفقت عليها عفاف ) صدقيني أقول كلمة ( يا ليتني ) كل يوم على مدي اربعة عشر سنة لكن الوقت لم يطيب أي جراح .. إنه نفس الوقت الذي أريد أن استرجعه لأصحح خطأ ما حدث في الماضي .. ونفس الوقت الذي تراهنين عليه بأنك ذاهبة وأنه يملك عمرا طويلا من بعدك سيعيشه مع زوجته .. هذا إن بقيت زوجته ولم تتطلق منه كما سمعت "
ردت عفاف ساخرة " وأين ستجد إبنة إلهام عريسا آخر يرضى بحالها "
صاحت أنجيل باستنكار " إبنة إلهام !! أمازلت تغارين من إلهام !!!!.. أمازال ذلك التنافس القديم في بلدتكم مترسخا في قلبك؟!!"
شعرت عفاف بالحرج فهتفت صارخة " ليس في قلبي شيئا .. وهي لا تهمني البتة .. المهم أن تبتعد عن إبني .. وحيدي الذي لم أستطع أن أنجب غيره وهي ما شاء الله لديها ولد وبنتان "
حدقت فيها أنجيل بذهول تحاول استيعاب كلامها ثم قالت " وأنا أيضا مثلك ..تعذبت في إنجاب أولادي .. أنجبت بعد سبعة عشر عاما من الانتظار .. سبعة عشرة عاما اشتاق للإنجاب وأصلي لرب السماوات وأنا أشتاق لظفر طفل .. وأكرمني الله في سن الخامسة والثلاثين بوائل .. وشكرت النعمة ولم أجروء على طلب المزيد .. ليكرمني بأمير في سن التاسعة والأربعين .. وتعلمين كيف كانت صدمتنا وفرحتنا أن أحمل مرة أخرى في هذا العمر .. لأفجع بعدها بحال وائل وما حدث له في عمر الشباب .. ومع هذا لم أفعل ما تفعلينه أبدا "
أشاحت عفاف بوجهها وردت ببرود " أعلم بكل هذه التفاصيل يا أبلة ألم أكن وسطكم !"
ردت أنجيل " ومع هذا لم تتعظي .. وتعيشين دور المرأة المحرومة .. لمَ لم تشكري لأروى أنها لم تخير زوجها بينك وبينها وقررت الإنسحاب !! ..( وتغير صوتها لتقول بتأثر ) قلبي يؤلمني على هذا الولد .. صدقا قلبي يؤلمني عليه .. كل الآباء والأمهات يحملون هموم أبنائهم حتى الممات وهو المسكين يحملك هما فوق ظهر بمفرده .."
هتفت عفاف باستنكار " أنا هماً !! .. أنا أمه .."
حدقت فيها أنجيل قليلا وشعرت بتشويش في الرؤية ثم ردت بغيظ " أنت أمه لكنك لست إلها منزلا من السماء عليه أن يعبده ...هل أتيت به لهذه الحياة لتذلينه بهذا الفضل .. ملايين النساء ينجبن .. وملايين أخرى مهما عملن لم يستطعن إنجاب إصبع .. استيقظي يا عفاف .. الفضل كله لرب السماوات .. الفضل في إنجابك له لله .. الفضل في أنه سليما معافى لله .. الفضل في أنك وفقت في تربيته ويبرك ويتحملك حتى الآن لله .. الفضل في أنك تحملت من أجله كما تدعين لله .. ( وأنهت كلامها تقول ) أدعو الله ألا يفقد هذا الولد أعصابه يوما ما ويسافر تاركا لك البلد كلها لك .. فالضغط يولد الإنفجار "
حدقت عفاف فيها باتساع عينيها تهمس في سرها " يسافر !! " بينما استقامت أنجيل تتوكأ على عصاها بصعوبة وهي تقول بغيظ " أنا راحلة .. أشعر بأنني على وشك الإصابة بنوبة سكر .."
قفزت عفاف من السرير بسرعة تساعدها وتقول " ألم تقولي أن أمير سيمر عليك بعد ساعة .. لم تنتهي الساعة "
قالت لها أنجيل من بين أسنانها " أنا لن أتحملك أكثر من ذلك .. وأعلمي أني لن أدخل لك بيتا ولن تدخلين لي بيتا إن لم تعود أروى لبيتها وزوجها "
ابتلعت عفاف ريقها وقالت بتأثر " أتقولين هذا بعد كل هذا العمر بيننا يا ابلة !! "
ردت أنجيل بحزم " تعلمين أني لا أطيق الظلم .. حين تعودين عفاف التي عرفتها يوما والتي عرفها الشيخ عبد الرحمن وأنا أكيدة أنه لم يكن ليرضى بما يحدث مع ولده المسكين .. حينها نتحدث .. "
تحركت بصعوبة فصاحت عفاف تقول " إلحقي بها يا صابرين ولا تتركيها إلا في بيتها "



يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس