عرض مشاركة واحدة
قديم 24-09-18, 01:31 AM   #1890

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

نظر فادي ورد لآية المتجهمة الوجه منذ أن دخلت الاستوديو هذا الصباح وقال لها أثناء فترة الراحة بين فقرات البرنامج " لم تخبريني عن سبب هذا العبوس من أول اليوم"
ردت آية بعبوس " لا شيء أنا بخير"
تأمل عيناها المتورمتين التي حاولت أن تداريهما ببعض المساحيق وتكلم ساخرأ " تبدين بخير فعلا .. عموما أنت انقذت نفسك من الطرد اليوم .. فحين رأيتك بهذا العبوس .. كنت أنتظر منك تقصير في تقديم الحلقة.. أو أن يشعر المستمع بأي شيء غير طبيعي فيك لكنك أتقنت إخفاء هذا المزاج العكر أثناء تقديمك للحقلة .. ستنجحين إذا ما قررت أن تصبحي ممثلة "
ردت آية ساخرة وهي تلملم الأوراق التي أمامها على المنضدة " لا تقلق أنا أتقن التمثيل جيدا "
تأملها والمخرج يقول في أذنيهما " باقي ثوان على العودة " ليمط فادي شفتيه ويقول" ظننتك ستقولين .. لأنني تعلمت منك الجدية والالتزام بالعمل يا فادي"
لاح شبح ابتسامة على وجهها ونظرت إليه بامتنان وقالت " بالطبع تعلمت منك يا أستاذ فادي أنت أستاذي "
شعر بالشفقة عليها فشاكسها يقول " يا الله ! .. حين تقلبن وجوهكن تصبحن جميعكن كوجه حيوان الأبوسوم .."
لاح شبه ابتسامة أخرى على زاوية فمها بينما قال المخرج " ثلاث ثوان "
فقال فادي بسرعة " ستقدمين أنت الخاتمة ( وأكمل متهكما ) هل تريدين أن نهديك أغنية (جرحوني وقفلوا الاجزخانات ) في نهاية الحلقة؟"
ردت بسرعة والمخرج يشير أن تبدأ " بل يفضل أغنية ( وبناقص عِند بعِند وبُعد ببُعد ونيجي على بعض خلاص) "
كتم فادي ضحكته بينما تلون صوتها فجأة ليصبح إذاعيا مشرقا لتقول في الميكروفون " وفي نهاية الحلقة نشكر كل من شاركنا تجربته مع التحدي .. الذي كان موضوع حلقتنا اليوم .. كانت قصصكم مهلمة وأسعدتنا .. وسننهي بالأغنية الأخيرة لدينا اليوم "
" أغنية شرين ( كتر خيري ) هي أغنيتنا الأخيرة لهذه الحلقة " قالها فادي يقاطعها .. فجحظت عيناها ونظرة للأوراق أمامها ثم نظرت للمخرج الذي كان يضرب رأسه في الحائط الزجاجي بينما يبدو الارتباك جليا على مهندس الصوت لتنظر لفادي الذي أكمل ببرود أعصاب " وهي أغنية أختارتها آية خصيصا لنختم بها الحلقة ( ومنح مهلة لمهندس الصوت ليجهز الأغنية فأضاف وهو ينظر لآية ) والتي تقول كلماتها .."
جزت على أسنانها ثم أكملت " فعلا فادي أحب أن أسمع هذه الأغنية فكلماتها معبرة جدا :
انا مش مبيناله انا ناوياله علي إيه
ساكتة و مستحلفاله مش قايلاله ساكتة ليه
خليه يشوف بعنيه ايه اللي ناوية عليه
هخليه يخاف من خياله لما اغيب يوم عن عنيه

أشار لهما مهندس الصوت بإبهامه لتقول " نهاية الحلقة .. سنستمع الآن للأغنية ..أشكر زميلي فادي ورد .. وتحياتي آية سماحة .. نهاركم سعيد"
في خارج مجمع الاستديوهات كان سيد ينتظرها بعد أن فشل في أن يجعلها ترد على إتصالاته ويستمع للحلقة وقد أخذ يتمتم " علام يضحك على السخيف فادي ورد !!.."
كتر خيري اني قابلته واستحملته يا قلبي زمان
ييجي عليا واعديها ويسوق فيها معايا كمان
من كتر عمايله بقوله كفايه انا وانت بقينا خلاص
للناس سيره على كل لسان

في الاستوديو استدارت آية لفادي الذي يكتم ضحكته فلملمت أوراقها في غيظ وحيت الجميع لتغادر بنفس العبوس .. بينما يقول المخرج ساخرا لفادي " كدت أن أفرح حين أقتربت الحلقة على النهاية دون مقالبك يا فادي !"
هيجيني علشان يراضيني هقول على عيني ما نستغناش
وهسيبه يجرب مره عشان تاني مره ما يعملهاش
وبناقص عند بعند وبعد ببعد ونيجي على بعض خلاص
يا رجعنا يا ما رجعناش

هتف سيد مستنكرا " علام تنوي بنت سماحة ؟!"
خليه يدور عليا كل شويه وما يلاقينيش
خليه يتعب شويه ويحلم بيا وما يشوفنيش
مش هجري تاني وراه علشان غلبت معاه
وعن نفسي هعود نفسي من دلوقتي ما يوحشنيش

شاهدها تخرج من استوديو إذاعة نغم .. وتلاقت الأعين .. لكنها وجهت مسارها في خط مستقيم بعيدا عنه فأسرع يلحق بها .
كتر خيري اني قابلته واستحملته يا قلبي زمان
ييجي عليا واعديها ويسوق فيها معايا كمان
من كتر عمايله بقوله كفايه انا وانت بقينا خلاص
للناس سيره على كل لسان .

ناداها سيد لكنها لم ترد وأسرعت بخطوات واسعة لكنه سرعان ما أدركها بساقيه الطويلين يقول بحزم " آية أنتظري .. آية أنا لست صغيرا لأجري وراءك "
استدارت إليه فجأة وصاحت كالعاصفة " ولأنك لست صغيرا فعليك ألا تتعامل مع الصغار أمثالي .. أيها الكبير "
قال سيد بتوسل " استمعي لي أرجوك يا آية .. خطوة السفر هي الحل الأمثل لهذا العذاب الذي نعانيه "
سألته بسرعة " هل ستقدر يا سيد على فعلها ؟"
قبض كفيه بقوة على مشاعره وقال " اتفقنا أن الأمر بيننا مستحيل .. وأن طرقنا متوازية ولن تلتقي أبدا "
تحركت للخلف وهي ترد بقهر " لكننا لم نتفق أن نبتعد كل منا في بلد" واستدارت تبتعد وكأنها تهرب من نفسها لا منه .
أسرع خلفها مجددا ولم يقدر سوى أن يمسك بمرفقها فقاومته بقوة حتى خشي أن ينخلع ذراعها في يده .. بينما آية تهتف بشراسة" أبتعد عندي يا سيد "
هدر بقوة " إهدئي يا آية أرجوك إهدئي "
قاومته مجددا فأمسكها من مرفقيها ولم يدري إلا وهو يسند جبهته على مقدمة رأسها وكأنه يساعد في إيقافها لتهدأ فجأة ويسود الصمت لثوان إلا من أنفاسهما العالية .. فتمنت لو تدفن نفسها في صدره العريض المغري للجوء إليه أمامها .. وتمنى لو يحتويها بين ذراعيه ليطفى نارا تنهش في صدره لم تهدأ أبدا لكنه همس بصوت متألم " آية .. أنت لا تعرفين كيف أتعذب وكيف أعاني "
رائحته الرجولية كانت تعذبها وكادت أن تفقدها السيطرة على مشاعرها فدفعته فجأة بكلتا يديها في صدره وهي تصرخ فيه بانهيار " أجل لا أعرف .. لا أعرف شيئا يا سيد .. لا أعرف عن مشاعرك نحوي أي شيء ولا عن معاناتك أي شئ .. حتى كلمة ( أحبك ) لا أعرفها منك يا سيد"
حمد الله أن المكان شبه خالي في مدينة الاستديوهات في هذا الوقت من الصباح فقال وهو يلملم مشاعره وأعصابه التي انفلتت وتلح للإنفلات أكثر " تعرفين ما يمنعني عن إخبارك يا آية .. وقرار سفري هو لمصلحة الجميع حتى لا أتسبب في كارثة وشيكة .. أنا أشعر بنفسي "
قالت ساخرة وهي تبتعد مجددا " رائع .. بالتوفيق"
ابتعدت قبل أن تضعف فخرجت من بوابة المدينة لتجد السيارة تنتظرها يقودها ذلك العجوز الذي يوصلها كل يوم لتركب في عصبية وتقول " إنطلق بسرعة يا عم صالح "
تحركت السيارة بينما سيد يقف عند بوابة مدينة الاستديوهات يقبض قبضتيه بجانبه قوة يراقب روحه وهي يركض خلف سيارتها.
***
أمسكت الهاتف بأيد مرتعشة وأجلت صوتها لتقول بصوت مبحوح من صراخ لم تهدأ نوبته بعد " أنت قذر .. قذر يا سامي .. و سأبلغ الشرطة وما فعلته في حق إبنتي لن أتركه"
رد عليها بحدة " هل تتصلين بي لتهديدي أم للاتفاق على حل للموقف .. إن الصور معي لكن إذا لم يرق قلبك تجاهي .. بضغطة زر واحدة تنتشر الصورعلى الانترنت ومجموعات النادي الخاص بإبنتك .. ومجموعات أختها التي تنتظر الترشيح للأولمبياد .. وعمها أمير المعيد بالجامعة .. وتجار الذهب .. والأصدقاء والمعارف وكل من له حساب على مواقع التواصل من شارع سماحة "
ارتجفت وقاومت البكاء كما وعدت نفسها لكن ذهنها لا يسعفها للتفكير في حل بينما تغيرت لهجة سامي لتكون حارة مغوية وقال " أنا لا أحب أن أوذيك يا ماجدة ..أنت حياتي كلها .. لكن ضغط مشاعري نحوك يعذبني .. ولم أعد أقوى على الانتظار .. وائل ذاهب لا محالة فلمَ ننتظره .. دعينا نستسلم لمشاعرنا حبيبتي .."
سحبت نفسا متألما و سألته بهدوء " ماذا تريد بالضبط ؟"
رد بلهفة" أنت .. أريدك أنت "
اقشعر جسدها لكنها ردت محاولة الحصول على بعض الوقت " مادمت تقول أن المسألة مسألة وقت فعلينا أن ننتظر حتى يحين الوقت "
رد بعند " لا .. لم أعد أحتمل .. شوقي إليك سيقتلني يا ماجدة .. أريدك لي أنا فورا وبسرعة .. ولولا أني بالفعل على طريق السفر الآن ومرتبط بموعد هام لكنت عدت إليك حبيبتي لنروي أشواقنا "
نظرت للسماء تستغيث في صمت بينما أكمل سامي " سأعود للعاصمة يوم الخميس .. وسأذهب إليك مباشرة .. "
قالت " الخميس سأكون مشغولة مع ميري لديها مقابلة هامة ولا أعرف متى ستنتهي .. ( وأرادت كسب بعض الوقت فقالت ) دعنا نتفق على موعد آخر "
رد بسرعة " إذن سأتيك الجمعة صباحا .. أنا أعرف أن البنات يقضين معظم الأيام عند جدتهما لذا سنكون أنا وأنت فقط في شقتك "
سألته باندهاش " ولمَ تقابلني في شقتي ؟!!.. لمَ لا أقابلك في أي مكان آخر ؟"
رد بحدة " لا .. أريد لأول مقابلة لنا أن تكون في شقة وائل .. ( جحظت عينا ماجدة .. بينما أكمل بلهجة ساخرة ) وحتى لا تجدين مكانا للهرب مني"
ازدادت حدة أنفاسها مع مقاومتها للبكاء وسألته " وكيف سأحصل على ما لديك من صور ؟ "
رد بهدوء " ستكون هديتي لك يا حبيبة سامي وروحه حين أراك وسنمحوها سويا أمام عينيك من مكانها الرئيسي على شبكة الانترنت "
فركت ماجدة جبينها بيد مرتعشة فتغيرت لهجة سامي لتعود للتهديد " لكن إعلمي أن الصور ليست في حوزتي وحدي بل هناك من سينتظر مني الضوء الاخضر يوم الجمعة لحذفها .. وإن لم يتلقى مني أي أوامر خلال زمن معين سترفع هذه الصور فورا على الانترنت بضغط زر .. أي أنك إذا ما فكرت في خيانتي ستفضحين الفتاة الصغيرة التي ليس لها ذنبا"
صرخت ماجدة فيه " أجل ليس لها ذنبا .. ليس لها ذنبا أن أمها سيئة الحظ .. ليس لها ذنبا "
عادت لجهة سامي للهدوء يقول " إهدئي حبيبتي إهدئي لم أقصد أن أضايقك .. أنت وأنا متفقين ولن يحدث ما يضر الفتاة يا ماجي .."
صمتت ماجدة تشعر أن جسدها كله ينتفض فأكمل سامي منهيا المحادثة " سأحلم بيوم الجمعة من الآن .. أحبك يا ماجي .. ولا تقلقي الصور في أمان .. إلى اللقاء يوم الجمعة يا حبيبتي "
جلست في الشرفة تدفن رأسها بين يديها تحاول التفكير في هذه الكارثة .. مستبعدة خيار ابلاغ الشرطة منعا للفضائح ..
أجفلت حين اقتربت ميري تقول " من فعل هذا يا أمي ؟ وماذا يريد؟ "
ردت بتماسك " لا تشغلي بالك أنت يا ميري واستعدي جيدا لمقابلة يوم الخميس وأنا سأحل الأمر لا تقلقي "
قالت ميري " نستطيع إبلاغ الشرطة أو اللجوء لكابتن عمرو أو عمي سيد أو عمي أحمد "
ردت ماجدة بوجوم " أمر ليس بسيطا يا ميري .. بإبلاغ الشرطة قد ينفضح الأمر .. لكن دعيني أفكر كيف سنخرج من هذه الكارثة .. وإياك وإخبار أي شخص يا ميري حتى جدتك .. دعيني أفكر في الأمر أولا "
صمتت ميري دون إقتناع وحدقت في والدتها تحاول استقراء أبعاد الموضوع .. فقالت ماجدة بوجوم " أين الهانم ؟"
ردت ميري بحزن مستلقية على سريرها لا تنطق"
تحركت ماجدة تخرج من الشرفة نحو غرفة الفتيات لتجد أنجيل مستلقية في صمت مولية ظهرها للباب .. فاحترق قلب ماجدة على إبنتها أن تتعرض في عمرها هذا لتلك الصدمة وأن ترى هذه المشاهد القذرة .. فابتلعت غضبها وعذابها ورعبها من القادم واستلقت بجوار أنجيل لتحضنها من الخلف في صمت .. فكل منهما لم تعرف بم تخبر للأخرى .





يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس