عرض مشاركة واحدة
قديم 24-09-18, 11:47 AM   #188

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الفصل الرابع عشر




انحنى رأس فرح بجوار رأس ليلى تتأمل معها الصندوق الصغير للمرة الأخيرة قبل أن تقوم بتغليفه :
- أتعلمين يا ليلى ، عندما استوليت على مجموعتي شعرت بالقهر ، خاصة و أنت تعرفين أني أجمعها منذ سنوات
لكن الآن و أنا أرى ماذا صنعت بها أشعر بأن صَدَفاتي الحبيبة وجدت مكانها الأنسب .
- أعجبك يا فرح ؟
- تحفة يا أختي ، تحفة

ابتسمت ليلى بحنان و هي تفكر فيم أخفته بداخله . أيقظتها فرح و هي تقول بصوت مهادن:
- أختي أنا سعيدة لأنك دعوتني اليوم ، ظننتك مازلت غاضبة مني بعد لقائنا الأخير .

اختفت ابتسامة ليلى فورا و هي تقول لها بجدية :
- أنا لم أدعك اليوم لشدة سعادتي بك ، مشاعري نحوك على وضعها ، مازلت غاضبة منك و بشدة .
- إذن لم ؟
- لأن اليوم سيكون درسا مفيدا لك ، ستأخذين فكرة وافية عن طريقتهم في التعامل و ستتأكدين أنه من المستحيل أن يتزوجك شادي .
- لا شيء مستحيل يا أختي ، قالت فرح و هي تقف و تتوجه إلى الدولاب الضخم ، أنت متزوجة من ابن خالة شادي .

متزوجة ! ضحكة مستهزئة أفلتت من شفتيها ، كتمتها بسرعة و هي تقول بجفاء :
- زواج واحد منهم بواحدة منا هو شيء كالمُذَنّب لا يحصل إلا مرة كل سبعين ألف سنة .

غمزتها فرح و هي تقول بخفة :
- إذا أنت رأس المذنب و أنا ذيله

نظرت ليلى إليها من فوق إلى تحت ثم قالت و هي تتأفف :
- بصراحة يا فرح لا أفهم كيف عشت معك كل هذه السنوات و لم أعرف أنك تافهة إلى هذه الدرجة .

هزت أختها الصغرى كتفيها وعينيها تتنقلان بسرعة بين الفساتين ثم أجابت بلا مبالاة :
- لو كنت سألتني لكنت أخبرتك
ثم أفهميني لماذا تريدين مني أكون شخصية عميقة ؟
هل كوني عميقة سيغير شيئا مما نراه حولنا ؟
مجتمعنا ذاهب إلى داهية وشيكة في جميع الحالات و صدقيني أختي عمقي من عدمه لن يغير شيئا في الموضوع
بالعكس التفاهة مطلوبة جدا في هذه الأيام .

تنهدت ليلى بيأس و هي تدفعها جانبا و تمد يدها لتتناول الفستان الذي اختارته من أجل حفلة مي .

- أرجوك أختي لا ترتدي هذا الفستان

تجمدت يد ليلى و هي تلتفت لها متسائلة.
- تصميمه عادي جدا ، علقت فرح و هي تتقمص شخصية الناقد الفني ، ثم إني رأيتك بهذا اللون عدد سنين عمري .
- البيج كان دائما لوني المفضل .
- كان يا ليلى كااان، الآن المفروض أن يكون لونك المفضل هو لون عيني زوجك ، أرجوك أختي ارتدي الفستان السماوي لتقهريها .

التفتت ليلى إليها و هي تقول بصبر :
- أولا شاهيندا ليست في بالي أصلا لأفكر بقهرها.
ثانيا أذكرك و أذكر نفسي يا فرح أننا اليوم سنحتفل بعيد ميلاد طفلة صغيرة و بريئة فدعينا نؤجل القهر و ما شابهه إلى مناسبة أخرى .

أخذت الفستان الأزرق و هي تهرب بنظراتها بعيدا عن عيني أختها فرغما عنها خفق قلبها لبعض حديثها ، ليس ذلك الجزء الخاص بالقهر و لكن الجزء الآخر الذي ضرب بمهارة وترا حساسا في أعماقها : أن ترتدي شيئا في لون عينيه ، أن تشعر بأنها جزء منه ، بأنها تنتمي إليه حتى لو في خيالها .
بدأت ترتدي فستانها و هي تشعر بالارتياح لأنها اليوم على الأقل لن تتحمل وحدها نظراتهم و كلماتهم ، غمزاتهم و لمزاتهم ، فرح ستصد عنها قليلا من قلة ذوقهم.

استفاقت من أفكارها على صوت هذه الأخيرة و هي تقول متنهدة بينما تتأمل الفساتين المرصوصة داخل الدولاب للمرة الألف :
- صبرتِ و نلتِ يا أختي .
- تستطيعين أن تأخذي أي شيء يعجبك يا فرح ، قالت ليلى و قلبها يرق رغما عنها أمام الانبهار الطفولي على وجه شقيقتها .
- حقا يا ليلى ، شكرا يا حبيبتي ، هل أستطيع أن آخذ معي كذلك المسبح و الحديقة .
-خذي كل هذا و أكثر على شرط أن تأخذي معهم أمه و أخته مهى و تلك المرأة سناء.
هيا يا فرح ، واصلت و هي تتطلع إلى الساعة ، اختاري شيئا لترتديه بسرعة قبل أن يهل غيثهم علينا .
.
..

بعد قليل انتهت فرح من الاستحمام و دخلت إلى غرفة نوم أختها لتجدها بصدد خلع فستانها السماوي .
نظرت إليها باستغراب قبل أن تقول محبطة :
-لماذا يا ليلى ؟
-بصراحة يا فرح لقد امتلأت قليلا بعد الزواج و الفستان صار غير مريح .
-بالعكس يا أختي تبدين مثيرة للغاية فيه ، أرجوك أختي ارتديه من أجلي .
أرجوك .

مثيرة ؟
لم تفكر أبدا في نفسها بتلك الطريقة ، حسنا لم لا ؟ لا بأس قليل من الإثارة لن يضر أحدا ،
استسلمت لنفسها و لرجاء أختها و هي تعود لارتدائه .

.....................


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس