عرض مشاركة واحدة
قديم 29-07-09, 11:39 AM   #38

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أمرها سكوت صباح السبت بأن تعد نفسها للذهاب الى منزل ماري, لتمضية نهاية الأسبوع مع صديقتها , وقال بلهجة شبه جادة:
" لا أريدك هنا قبل مساء غد, لديك أجازة تستحقينها , وخاصة لأنك تبدين متعبة ومرهقة".
" ومليندا؟ من سيعتني بها؟".
" أنا ... وكليو , لا , لا تقترحي أخذها معك لأنني سأرفض ذلك بكل قوة , أنت بحاجة للراحة التامة , بغض النظر عن مدى تعلقك بأبنتي , سأوصلك بعد الغداء الى منزل صديقينا العزيزين , هل سنعلن لهما عن خطوبتنا؟".
" ولماذا نفعل ذلك ؟ سيكتشف دان وماري لعبتنا بسرعة . فلما لا نشرح لهما مسبقا تفاصيل الأتفاق الذي توصلنا اليه؟".
سألها بسخرية قاسية:
" ونجعلهما يعرفان أنني لا أقبل مواجهة أيلاين الا من وراء ظهرك؟".
" ألا أفعل أنا الشيء ذات بالنسبة لديريك؟".
علت ثغره أبتسامة خبيثة ماكرة , وهو يقول لها بهدوء ونعومة:
" أذا أردنا أقناع دان وماري , فعلينا التظاهر بأننا نعشق بعضنا حتى الجنون ! سوف نتجنب هذا العذاب المرير خلال نهاية الأسبوع , ثم نعلن لهما فجأة النبأ الصاعقة ونتوجه فور ذلك الى العاصمة , سيوفر علينا هذا الأسلوب المثير أمورا عدة , أبرزها الأسئلة المحرجة وحفلات الشاي!".
أنتقلت اليها عدوى الأبتسام والضحك , وقالت:
" أوه , أنني أتوقع الكثير من المضاعفات كنتيجة لهذا التحالف المصطنع!".
" وهل هو مصطنع الى هذه الدرجة , يا ترى ؟ علاقتنا طيبة الى درجة معقولة , و ... حسنا , سأتوقف عند هذا الحد , ولكن, هل من الضروري أن يكون التحالف بيننا مصطنعا ؟ أليس بأمكاننا أن نعيش بسعادة وهناء؟ مليندا تحبك , ووجودك هنا يفرحني ويسرني للغاية...".
قاطعته بلهجة حادة , وقد نسيت تماما تعهدها لنفسها بأنها ستستميله اليها عن طريق الصداقة".
قالت له:
" أوه , هكذا أذن! يا لهذه الترتيبات المناسبة! ولكنني , يا سكوت ميلوارد . لا أؤمن بالتدابير العرجاء , سنبقى مخطوبين طالما أن هذا الأمر ضروري ويناسبنا , وبعد ذلك...".
لم تتمكن من أنهاء جملتها والتحدث عن الأنفصال والأبتعاد , فقال لها :
" وماذا بعد ذلك, يا تيريزا ستانتون؟ هل تعرفين أن الغضب يزيدك جمالا وجاذبية ؟ هل تحبين الورود الحمراء؟".
" الورود ... الحمراء؟ نعم ... ولكن , لماذا تسألني عنها؟ هل تحاول تغيير الموضوع؟".
" لا , بالطبع لا. أردت المقارنة بين أجملها , وأحمرار وجنتيك".
" أوه , سكوت !".
ركضت الى الخارج وهي تقول لنفسها أنها فتاة غبية للغاية , يعاملها كجارية ... يطلبها متى يشاء ثم يطردها... ليستقبل زوجته! يصفق لها بيديه عندما يريدها , ويرمي لها العظام ... كأنها كلب جائع! ولكنها تحبه , تريده , ترضى بأي شيء يسره ويسعده ... حتى لو كان ذلك على حساب قلبها!
أوصلها سكوت بعد الظهر الى منزل دان وماري , ثم تابع طريقه مع ابنته نحو القرية , أمضت الفترة المتبقية من النهار وقسما كبيرا من السهرة في تبادل الأحاديث الودية والعادية مع صديقتها وعائلتها الصغيرة , وصباح الأحد , أبلغت تيريزا صديقتها أنها أستلمت رسالة من ديريك يطالبها فيها بالموافقة على مقابلته , وقالت أن الأمر الوحيد الذي يقلقها هو أحتمال أصراره على الحضور , وفرض نفسه عليهما لأستضافته يوما أو يومين , قال لها دان:
" هناك فندق صغير لا بأس به أبدا في القرية ,و لن أتردد قط في أرشاده اليه".
تدخلت زوجته على الفور , قائلة:
" لا يمكننا التصرف بهذا الشكل , يا دان , أنه لا يعجبني أبدا ,ولكنه رجل سيصاب بخيبة أمل رهيبة , وعليه فلا بأس أطلاقا من أستضافته ليلة واحدة".
" شكرا , يا ماري, كتبت له بصراحة ووضوح أنني لا أرغب أبدا في مقابلته أو حتى في رؤيته , وأبلغته بأن حضوره الى هنا ليس ضروريا البتة , وما لم يقرر تجاهل رسالتي كليا , فأنني أعتقد شبه جازمة أنه لن يأتي".
ثم وقفت أستعدادا للخروج , وأضافت قائلة بلهجة مازحة:
" والآن , أيها الصديقان العزيزان , هل تسمحان لي بالتنزه قليلا؟".
يا لروعة الطبيعة وجمالها! يا لصرخة البراري ! يا لحبيبها السجان, الذي يلف حول عنقها سلاسل مخملية! أغمضت عينيها لتتخيل نفسها معه , وغرزت أصابعها في التربة الغنية وبين الأزهار البرية الجميلة لتزداد ألتصاقا بالأرض , الطبيعة الخلابة , الهواء المنعش , زقزقة العصافير , والهدوء الساحر... تضافرت كلها وحملتها على الأستسلام للنوم... والأحلام.
أقترب منها سكوت ميلوارد بخفة ورشاقة , فلم تشعر بوصوله , جلس أمامها يتأمل بأعجاب واضح وجهها الجميل , والسكينة التي تنم عنها ملامحها وأبتسامتها اللطيفة الناعمة , وفجأة تحولت أحلام السعادة والبهجة الى كابوس ذعر ورعب , حلمت بأنه ربطها الى جذع شجرة ظهر أحد الأيام الحارة , وتركها وحيدة في مواجهة عدد من الثيران الهائجة , صرخت بأعلى صوتها وفتحت عينيها الدامعتين , فوجدته أمامها , قالت له بلهفة شديدة , وهي لا تزال واقعة تحت تأثير الحلم المرعب:
" أوه , سكوت , كم أنا سعيدة لأنك لم تتركني!".
وضع يديه بنعومة على كتفيها , وقال:
" وما يحملك على الأعتقاد بأنني سأتركك أو أتخلى عنك؟".
تطلعت حولها بسرعة , ثم تمتمت قائلة:
"كنت في منتصف حلم رائع , ولكنه تبدل بصورة مفاجئة , ماذا تفعل هنا؟".
أبتسم وقال لها ممازحا برقة وأخلاص:
" أعتقدت ومليندا أنك قد تشتاقين الينا, فعدنا باكرا , يبدو أننا كنا على حق , وألا لما كنت تحلمين بمثل هذه الأشياء السخيفة المزعجة ... التي تدمع عينيك".
" هل تأخرنا كثيرا ؟ هل فاتنا موعد الغداء؟ كيف وجدتني هنا؟".
" ثلاثة أسئلة في وقت واحد؟ حسنا , سأجيبك عليها , نعم , تأخرنا كثيرا ... وهذا هو سبب أحضاري الطعام الى هنا , أما بالنسبة لكيفية أيجادك هنا , فقد أستخدمت حاسة الشم".
" هل رائحتي قوية الى هذه لدرجة؟ لماذا أحضرت طعاما ؟ وهل ستأكل هنا أيضا؟".
" ثلاثة أسئلة مرة أخرى , لن أجيبك على السؤال الأول, وسأدع سؤالك الثالث يجيب السؤال الثاني".
ثم ضحك وأضاف قائلا:
" خطرت ببالي فكرة ذكية وعظيمة , فأطلعت ماري عليها , تبرعت السيدة الطيبة بأعداد طعام يكفي شخصين جائعين , ووعدت بالأهتمام بمليندا لحين عودتنا , الآن , يا آنستي العزيزة , حان دوري أنا لتوجيه الأسئلة , لماذا أخترت هذا الموقع بالذات لكي تنامي فيه وتحلمي؟".
" هذا مكان أحلامي المفضل , وهذه الأزهار الرائعة هي جواهري وسريري".
" يا للشاعرية والذوق الرفيع , يا فتاة! أنه حقا مكان رائع , أوه , أليس هذا هو الموقع الذي أنقذتك...".
" نعم. وهو أيضا المكان الذي ستطعمني فيه قبل أن أموت جوعا".
تناولا طعامهما وشربا عصير الليمون المثلج , وهما يثرثران ويضحكان , أشعل سكوت سيكارتين وأعطاها أحداهما , ثم قال لها فيما كانا يستلقيان على ظهريهما:
" أكلنا بنهم ... وحتى التخمة , يا آنستي الكريمة".
" صحيح , أيها السيد , صحيح جدا!".
" يحق لك الآن , أيتها الموظفة المخلصة , أستخدام ذراعي كوسادة , هيا , لا تخافي فلن أخنقك".
وضعت تيريزا رأسها بحذر على ذراعه , ثم قالت له بعد لحظات وجيزة:
" أياك أن تنام , الحركة ضرورية جدا بعد هذه الوليمة الكبيرة ".
" حقا , أيتها الحورية الجميلة؟ أذا قررت أي شيء من هذا القبيل , فسوف أتبعك ... بكل .... سرور".
شعرت بحاجة ماسة للنوم , وكان آخر شيء سمعته قبل الأستسلام للرقاد.
أستيقظت بعد أكثر من ساعة , فهبت واقفة بكثير من العصبية , فتح سكوت عينيه , وقال:
" آه , كم أنا مسرور لأنك أستيقظت , لم أعد أشعر بذراعي منذ أكثر من عشر دقائق".
" ولماذا لم توقظني؟".
" كنت تضحكين أثناء نومك , فلم يطاوعني قلبي على حرمانك مما كنت تحلمين به".
" وأنت كنت تشخر بصوت مرتفع!".
وقف قربها ضاحكا , وقال:
" بما أننا نمنا معا وأصبحنا نعرف أسرار بعضنا , فما علينا الآن ألا أعلان خطوبتنا".
" سكوت ! هذا كلام غير لائق أبدا!".
" أنه كلام جميل وساحر , يا حلوتي , ومن المؤسف حقا أنه كلالام ... لا أكثر!".
" كفى ! أنك فعلا رجل شرير! هيا , أستيقظ جيدا لنذهب... والا فسوف تفكر ماري مرة أخرى بأرسال رجال الشرطة للبحث عنا!".
" أنت على حق , يا حوريتي الجميلة , ففترات السعادة لا تدوم طويلا , هيا الى جوادينا لأمتحن قدرتك في السباق".
ركضت وراءه وهي تردد بصمت وسعادة أنها مستعدة لألقاء نفسها من أعلى قمة في هذه المنطقة ... أذا طلب منها ذلك , سعيدة هي لأنه تحدث عن السعادة ... ويبدو سعيدا , ربما... ربما...!
أوقف حصانه أمام منزل دان وماري , ثم أنزلها عن حصانها ببطء يفوق الحدود المتعارف عليها وقال لها بلهجة قاسية:
" أحذري التهور , يا تيريزا , فالحوادث تقع فجأة وبدون سابق أنذار , سأهتم بالجوادين , أخبري ماري أننا سنقبل بكل سرور دعوتها الى فنجان شاي قبل عودتنا الى البيت".
شعرت بألم حاد في عينيها , هل هو الغبار ؟ لا . أنه سكوت! لماذا , أوه , لماذا عاملها طوال فترة بعد الظهر بتلك الطريقة الودية اللطيفة الناعمة ... وتحول الآن فجأة الى هذا الأسلوب المتكبر المتعالي ؟ آه , كم تكرهه ... هذا الأناني المزعج ... هذا المتغطرس المتوحش!


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس