عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-18, 09:58 PM   #278

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

الفصل العشرون
توسعت عيون هبه بذهول و تورد وجهها بغضب ، في حين رد إسلام بحدة :
" سيدة هناء أنا لا أسمح لكِ بإهانة زوجتي ، ثم أنكِ هنا للعمل ليس لتقييم حياتي الخاصة " .
ليسحب هبه من خصرها موقعاً إياها بين أحضانه : " كما أن زوجتي لا تنافسها إمرأة جمالاً ، أحمد الله ليلاً و نهاراً على أنه رزقني بها " .
ليميل بعدها مقبلاً هبه من شفتيها ، قبلة صغيرة .. سريعة ، و لكنها كانت كافية لإصمات الجالسة أمامه ..
نظرت له السيدة هناء بصدمة و شفتيها مزمومتان بضيق بينما عينيها ترسل إلى هبه نظرات حاقدة لحصولها على مثل هذا الرجل !
كانت هبه تنظر له بعشق ينضج في عينيها ، يا إلهي .. أ هذا إسلام المتحفظ الذي يبثها عشقه بهذه الطريقة أمام إمرأة غريبة لا يعرفونها ؟
كيف شكت فيه و في حبه من قبل ؟
كيف سلمّت أذنها لمشيرة و كادت أن تنساق وراء سمومها بهذا الغباء ؟
أغمضت عينيها بتلقائية عندما قبلها إسلام ، لتهمس حالما ابعد شفتيه عن خاصتها : " أحبك إسلامي " .
ابتسم إسلام لها ثم أبعدها عنه برفق ، و التقط مفاتيح سيارته و نهض قائلاً : " انتظريني بالسيارة حبيبتي ، دقائق و سآتي لكِ " .
أطاعته هبه بسعادة مقسمة بداخلها على عدم الإنسياق وراء أحد من الآن .. و الثقة في زوجها ، فإسلام الذي لا يظهر مشاعره نحوها أمام قريب أو بعيد تغزل بها الآن أمام إمرأة لم تراها من قبل ، و هذا كفيل لتوضيح حبه و احترامه لها ..
لوت السيدة هناء شفتيها بعدم رضى و هي ترى إسلام يخرج من المكتب برفقة عائلته .. دون أن يوجه لها أي كلمة !
حسناً .. و ماذا عما من المفترض أن ينجزه لها ؟ ، مَن الذي سينهيه ؟
أ تذهب إلى رئيسه الآن شاكية إياه عن أحد عاملينه الذي لا يحترم عملاء البنك ؟ ، أم تغادر و تأتي لإسلام في يوم أخر و كأن ما حدث اليوم لم يحدث ؟!
و قبل أن تتخذ قرارها فاجئها دخول إسلام برفقة شخص أخر ، و إسلام يقول له :
" أشكرك عاطف على ما تفعله معي ، سأرد لك جميلك عما قريب " .
هتف عاطف بسماحة : " لا يوجد شكر بيننا يا رجل " .
نظر إسلام إلى هناء و قال : " الأستاذ عاطف سيتابع مع سيادتكِ العمل منذ اليوم " .
هتفت باعتراض : " و لكن " .
قاطعها إسلام بلا مبالاة : " سأغادر أنا يا عاطف ، أراك غداً " .
هتف عاطف بمشاكسة : " نعم أذهب كي لا تتأخر على زوجتك ، فالنساء يصبحن شرسات عندما يغضبن " .
تأفف إسلام بضيق .. ها زميل أخر من زملائه يسخر منه بسبب زوجته ، الوضع أصبح لا يحتمل و عليه الحديث مع هبه و التوضيح لها أن مجيئها إلى مقر عمله يحرجه أمام زملائه ..
**********
جلس خالد بجانب لارا بأريحية و هتف محيياً : " كيف حالكِ اليوم ؟ "
نظرت له لارا مبتسمة ، فخلال الأسبوع الماضي و بعد ما فعله معها و وقوفه بجانبها أثناء ما حدث لها مع الدكتور ؛ أصبحت أكثر ليونة في التعامل معه .. فلم تعد تتجاهله كالسابق ، و مع ذلك لم تتعدى علاقتهما حدود الصداقة !..، و هذا ما أثار غضب خالد و جعله يفكر في طريقة جديدة للتقرب منها أكثر ..
فلقد وضعها في عقله .. نصب عينيه ، و لن يهدأ له بال إلا بعدما يحصل عليها !
" بخير ، كيف حالك أنت ؟ "
تظاهر خالد بالإنزعاج و قال : " لست بخير للأسف ، أشعر بأنني سأحمل هذه المادة هذه السنة أيضاً " ، قالها مشيراً إلى كتاب أمامه يرجع إلى إحدى المواد المشتركة بينه و بين لارا و التي ترجع إلى الدكتور الذي كاد أن يُحملها المادة هي أيضاً من قبل ..
زمت لارا شفتيها بضيق و قالت : " لا تقول هذا .. ستنجح فيها إن شاء الله " .
تنهد خالد بضيق و قال : " لا أعتقد .. فأنا لا أفهم فيها كلمة واحدة " .
شردت ملامح لارا بتفكير ؛ لقد ساعدها خالد من قبل .. و لولاه لكانت حملت هذه المادة بكل تأكيد ، أ ليس عليها أن تساعده و ترد له جميله ؟
بينما كان خالد ينظر إليها بترقب منتظراً سماع عرضها الذي يريده ، و إلا سيطلبه هو بنفسه !...، و لكنها لم تخيب ظنه حينما قالت :
" أنا أفهم المادة جيداً ، إن واجهت أي صعوبة فيها تعال إليّ و سأساعدك " .
رفع خالد حاجبيه بشك : " حقاً ؟ "
ابتسمت لارا ببساطة : " نعم .. أنا كثيراً ما أشرح لصديقاتي ما يصعب عليهن فهمه ، يمكنك الإنضمام إليهن في أي وقت " .
تنهد خالد بانزعاج .. صديقاتها .. و هل سيستطيع فعل ما يريد معها أمامهن !..، و لكنه سريعاً ما هدأ .. مقنعاً نفسه أن انضمامه لصديقاتها سيكون البداية فقط ، و بعدها سيتسلل و يقترب منها كما يريد ..
وصلا لمياء و مروة ، لتهتف لارا : " لِمَ تأخرتا ؟ ، أكاد أموت جوعاً " .
انقلبت ملامح لمياء حالما رأت خالد يجلس برفقة لارا ، فهي لم ترتاح أبداً إلى هذا الرجل .. تشعر أنه ليس سهلاً .. و أن اقترابه من صديقتها سيضرها كثيراً !
على عكس مروة .. و التي كانت ترى أن خالد فتى أحلام العديد من الفتيات .. و أن صديقتها ستكون محظوظة إن استطاعت أن تُسقطه في هواها ، فهي - و منذ ما يقارب العام تحديداً - ترسخ في عقلها أن المظهر هو كل شئ .. و هو ما يجب أن ننظر له دائماً ، و لم تقتنع برأي صديقاتها التي لا ينفكا يخبراها أن الجمال جمال الروح ..
هتفت لمياء بفظاظة لم تتخلى عنها في الحديث مع خالد على الرغم مما فعله مع صديقتها : " هذا مكاني " .
رفع خالد حاجبيه بعدم فهم : " عفواً ؟ "
ابتسمت لمياء ببرود : " أنهض من هنا .. فالمكان الذي تجلس فيه مكاني أنا " .
هتف خالد بسخرية : " هل تم تسجيله بأسمكِ ؟ "
رفعت لمياء كتفيها ببرود : " لا .. و لكن أغراضي الموضوعة بجانبك توضح أنني أجلس هنا من قبلك " .
نظر خالد إلى الحقيبة و الكتب المستقرين أمامه ، ثم نقل نظراته إلى لارا قائلاً : " أ ليست هذه أغراضكِ ؟ "
ابتسمت لارا بحرج و قالت : " لا .. إنها تخص لمياء ، و لقد تركتها و ذهبت برفقة مروة ليحضرا طعاماً " .
تأفف خالد بنزق ثم نهض و هو يقول باستفزاز موجهاً حديثه إلى لمياء : " تحدثي بلطافة مرة أخرى " .
ثم نظر إلى لارا و قال : " أراكِ قريباً لارا " .
هتفت لمياء بصوت عالي ليصله بينما هو يسير بعيداً عنهن : " أنا أتحدث بلطافة مع مَن يستحق " .
ثم تجلس هي و مروة إلى جانب لارا ، هتفت مروة بعتاب : " لِمَ تحدثتي معه بهذه الطريقة الفظة ؟ "
رفعت لمياء أحد حاجبيها و قالت : " و كيف تريدين مني أن أتحدث معه ؟ ، أبتسم في وجهه بإعجاب و أهمس بحالمية و كأنني أرغب في نيل رضاه ! "
تدخلت لارا و لأول مرة تتفق مع مروة فيما يخص خالد : " ليس عليكِ فعل ذلك يا لمياء ، و لكن أيضاً ليس عليكِ أن تتحدثي معه بهذه الفظاظة ، إما أن تتحدثي معه بطبيعية أو تجاهليه " .
لوت لمياء شفتيها بعدم رضى : " بالطبع ستساندين مروة بما تقوله ، ألم يصبح هذا الثعبان صديقكِ في الفترة الأخيرة ؟ "
رددا كلاً من لارا و مروة كلمتها بذهول : " ثعبان " .
تجاهلت لمياء دهشتهما و هتفت بتحذير موجهة حديثها إلى لارا : " احذري منه يا لارا .. هو لا يتقرب منكِ إلا من أجل غرض في نفسه ، و إن استسلمتي له سيضركِ " .
هتفت لارا بثقة مبالغ فيها : " لا تقلقي من هذه الجهة ، لا أحد يستطيع فعل شئ لي " .
لتقول مروة بحسن نية : " أنا لا أعتقد أنه سيضرها في شئ ، على العكس أرى أنه معجب بها ، و إن كنت مكانها لم أكن لأدعه يهرب من يدي " .
هتفت لمياء بجدية : " ليس من الشرط أن ينقلب الإعجاب إلى حب .. من الممكن أن يكون مجرد انجذاب و يختفي ، هذا إن كان خالد حقاً معجباً بها " .
تساءلت مروة بعدم فهم : " ماذا تقصدين ؟ "
لتهتف لارا بضجر قبل أن تستفيض لمياء في الشرح : " أنتما اختلقتوا حواراً و موضوعاً من لا شئ ، أرجوكما لنتحدث في شئ أخر ، فما تتحدثون فيه مجرد أوهام .. نحن مجرد أصدقاء و صداقة بعيدة أيضاً ليس متوطدة ، فلا داعي لكل هذا " .
تنهدت لمياء و قالت : " حسناً لارا .. و لكن ثقي أنني سأكون معكِ دائماً و لن أسمح لأي كان بأذيتكِ " .
سارعت مروة بالقول : " و أنا أيضاً " .
ابتسمت لارا بحب أخوي و قالت : " لا حرمني الله منكما حبيباتي " .
**********
عادت لارا إلى منزلها فوجدته هادئاً لا أحد فيه مما أثار الإستغراب داخلها ، فيفترض أن تكون والدتها و شقيقاتها قد عادن من المدرسة ..
قررت أن تصعد و تجلس مع عمها ثم تتصل بهن لتعرف سبب تأخيرهن ، لتتوقف عند باب الشقة قبل أن تخرج متذكرة أن عمها الآن في المستشفى ، تأففت بضجر و التفتت لتجلس على أحد المقاعد ملتقطة هاتفها لتتصل بوالدتها ..
صوت رنين هاتف هبه كانت تسمعه بوضوح مما جعلها تعقد حاجبيها باستغراب ، إلا أن الإستغراب لم يدم كثيراً .. حيث فُتِح باب الشقة دالفاً منه والديها و شقيقاتها ..
قالت لارا بمشاكسة : " كنتِ أخبرتيني أنكِ تريدين مفاجأة والدي في عمله .. كنت أتيت معكِ " .
ابتسمت هبه ببشاشة .. ابتسامة قد فقدتها منذ أسبوع أو أكثر .. و الفضل في هذا يعود إلى مشيرة !..، و قالت : " مرة أخرى .. سأخبركِ من قبلها و نذهب سوياً " .
هتف إسلام بجدية .. و ملامح غامضة : " لارا .. خذي شقيقاتكِ و بدلي لهن ملابسهن " .
هتفت هبه بعفوية غير منتبهة لملامح زوجها : " لا .. اذهبي أنتِ و ارتاحي و أنا سأساعد شقيقاتكِ و أعد الطعام " .
هتف إسلام بنفس نبرته الجدية : " لا أنا أريد أن أتحدث معكِ " .
" الآن إسلام " .
التفت إسلام متجهاً إلى غرفتهما و هو يقول لها : " نعم الآن .. الموضوع لا يتأجل " .
كان قد فكر ملياً طوال الطريق في سر مجئ هبه الدائم إلى مقر عمله ، الأمر الذي قاده إلى نواحي أخرى ؛ منها .. تصرفات زوجته الغريبة في الفترة الأخيرة .. سؤالها عن كل كبيرة و صغيرة تحدث معه و كأنها تريد معرفة شئ محدد ، الأمر الذي أثار الريبة بداخله و جعله يشك أن زوجته وراءها موضوع كبير .. و أن الأمر لا يقتصر على مجرد زيارات إلى عمله تثير فيها سخرية زملائه منه ، و قد حسم أمره لمعرفة ما تخفيه زوجته اليوم .. بل الآن !
تفاجئت هبه من تصرفاته الغريبة و تسرب التوتر إليها ، تبعته إلى غرفتهما بقلق بعد أن قالت إلى لارا :
" افعلي ما أمركِ به والدكِ " .
لتدلف بعدها إلى الغرفة فتجد إسلام جالساً ينظر أمامه بشرود ..
همست بقلق : " خير يا إسلام " .
نظر لها إسلام مبتسماً ابتسامة صغيرة زادت من توترها بدلاً من أن تطمئنها و قال : " اجلسي أولاً ، هل سنتحدث و أنتِ واقفة هكذا ؟ "
جلست هبه مقابله دون أن تتحدث ، نظر لها إسلام طويلاً ثم هتف بتساؤل : " ماذا هناك يا هبه ؟ "
رددت هبه جملته بعدم فهم : " ماذا هناك ؟ "
هتف بهدوء : " ما الذي يحدث معكِ ؟ ، أشعر أن هناك شيئاً يقلقكِ " .
أجابته باندفاع : " يهيأ لك .. ليس هناك شيئاً " .
رفع أحد حاجبيه بشك : " حقاً ؟ "
ابتسمت بطمأنينة : " نعم حبيبي لا تقلق " .
إلا أن إسلام لم يكتفي بإجابتها المختصرة و طمأنتها الغير صادقة - من وجهة نظره - فهتف : " إذاً ما الذي يأتي ب إذاً بكِ كل يومين إلى عملي ؟ "
بدى التوتر على ملامحها على الرغم من محاولاتها للسيطرة عليه و عاتبته بخفوت : " أ لا يحق لي أن آتي إلى عملك ؟ "
ابتسم لها بصدق و قال : " بالطبع يحق .. يحق إن كان مرة كل أسبوع .. إن كانت زيارتكِ بريئة ليس ورائها هدف ، لكن .. أن تأتي إلى عملي دائماً .. و تحسابيني في خروجي و دخولي .. إلى جانب تصرفاتكِ الغريبة معي ، الأمر مثير للشك " .
شحبت ملامحها إلا أنها احتفظت بتماسكها الواهي أمامه ، لكن إسلام استطاع قراءة ملامحها بسهولة ..فهتف بجدية :
" صارحيني بما يعتمل في قلبكِ يا هبه و لا تخافي " .
ثواني استغرقتها في التفكير .. إن كان عليها أن تخبره بما يقلقها أم لا .. فوجدت أن إخباره من الممكن أن يولد المشاكل بينهما .. فلا داعي له .. خاصة و هي قد تأكدت من أنه لها .. و من المستحيل أن ينظر إلى إمرأة أخرى ..
فابتسمت بمرح قائلة : " لقد أصبحت تتخيل كثيراً حبيبي ، كل ما تقوله أشياء طبيعية أفعلها معك دائماً ، و إن كان مجيئي إلى عملك يزعجك و يجعلك تشعر أن تصرفاتي مريبة .. فلا بأس .. سأتوقف عن المجئ إليك من الغد " .
هل هي على حق ؟
هل انزعاجه من مجيئها إلى عمله جعله يشك في تصرفاتها ؟
زفر أنفاسه بقوة و قال : " حسناً حبيبتي ، لكن لا تنسي أنني معكِ دائماً و إن أقلقكِ أي شئ لا تترددي في إخباري " .
ابتسمت له ثم نهضت و هي تقول : " سأذهب لأعد الطعام ريثما تبدل ثيابك " .
خرجت من الغرفة لتتوقف فجأة .. ناظرة إلى مشيرة الماثلة أمامها ، ليصلها صوت لارا قائلة : " كنت سآتي لأخبركِ بمجيئها أمي " .
اقتربت منها مشيرة مبتسمة .. و قبلت وجنتيها بلطف مصطنع ثم قالت : " كيف حالكِ حبيبتي ؟ "
ردت لها هبه ابتسامتها و قالت : " بخير يا زوجة أخي ، أخباركِ أنتِ ؟ "
" بخير " .
لتبتسم بخبث متابعة : " أخبريني .. ماذا فعلتِ مع زوجكِ ؟ "
سارت هبه بتوتر لتجلس على الأريكة .. و همست بخفوت : " أفعل في ماذا يا زوجة أخي ؟ "
لوت مشيرة شفتيها بعدم رضى و قالت : " فيما قصصته عليكِ الزيارة الماضية " .
لتتحرك جالسة بجانبها قائلة : " ألم تلاحظين شيئاً غريباً عليه ؟ ، ألم تتقصي عن أفعاله ؟ ، أم ستنتظرين حتى تحدث المصيبة و بعدها تبكين كمداً و ندماً " .
هتفت هبه بثقة اكتسبتها حديثاً : " لا قدر الله يا زوجة أخي .. أي مصايب اللاتي تتحدثين عنها !..، لن يحدث شيئاً بمشيئة الله ، أنا واثقة من زوجي .. و أحيا معه في سعادة أنا و بناتي " .
منذ متى و هبه تتحدث بهذه الثقة ؟
منذ متى لا تتأثر بكلماتها ؟
ما الذي حدث و غيرها بهذه الطريقة ؟
و هل هذا يعني فشلها هي في مهمتها و عدم قدرتها على افتعال المشاكل بين هبه و إسلام ؟!
تأففت بنزق ، لكنها سرعان ما ابتسمت عندما لاحظت خروج إسلام من غرفته ، لتنهض قائلة بصوت خافت .. إلا أنه وصل إلى إسلام بوضوح : " استمري على هذا حبيبتي .. راقبيه جيداً و فاجئيه في عمله دائماً .. حتى تطمئني أنه لن يخونكِ أو يترككِ ، وداعاً " .
تفاجئت هبه من حديثها الغريب ، فهي أخبرتها منذ لحظات بوضوح أنها تثق في زوجها و تحيا معه في سعادة ، فما الذي جعلها تقول ما قالته ؟!
ليشحب وجهها عندما تسمع صوت إسلام من خلفها و هو يقول بتجهم : " أنرتِ يا مشيرة " .
ابتسمت له مشيرة بمكر ملاحظة انقلاب ملامحه .. فتتأكد من أنها استطاعت فعل ما تريد ..
" نورك يا إسلام ، لقد رايتكم و أنتم تصعدون سوياً .. فأحببت أن آتي و أطمئن على هبه " .
ابتسم إسلام بسخرية و قال : " صاحبة واجب يا مشيرة ، في الحقيقة لقد فاجئتني هبه بزيارة إلى عملي و عدنا معاً " .
غمزت مشيرة إلى هبه في حركة بدت واضحة إلى إسلام .. ثم قالت : " سأغادر أنا لأعد الطعام قبل أن يأتي محمود " .
لتلتفت إلى هبه قائلة : " أراكِ قريباً حبيبتي " .
غادرت مشيرة مغلقة الباب خلفها ، بينما هبه ما زالت واقفة في مكانها بجمود .. ناظرة إلى إسلام بخوف ..
في حين نظر إليها إسلام بخيبة أمل ، ثم خرج هو الأخر من المنزل دون أن يوجه لها أي كلمة !
ارتمت هبه على المقعد المستقر خلفها و شرعت في بكاء شديد ، فركضت إليها لارا - و التي كانت تتابع كل ما يحدث دون أن ينتبهوا لها - مهدئة إياها .

يتبع


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس