عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-18, 09:11 PM   #7106

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت العطار



تضع حبات الهيل في ابريق الشاي وهي ساهمة.. عابسة .. تغرق بافكارها الخاصة..

تتذكر ما حصل صباح اليوم عندما أتى رضا يسألها رأيها عن خطبة رعد .. كان من الواضح انه ينتظر تأكيد موافقة لا غير وفرحة امها بالعريس جعلت الزغاريد تعلو تلقائيا من فمها ..

اما هي .. (العروس رقية) .. فكانت ايماءة موافقة من فمها ثم هرولة هاربة من امام رضا كافيتين لتعطيان الانطباع انها (عروس خجول) سعيدة بموافقتها..

لكن الواقع انها هربت وهي تكز على اسنانها وتشتم رعد في سرها ( غبي .. غبي ..)

رائحة الشاي بالهيل تجعلها تسترخي قليلا وتركز أكثر .. نعم لقد وافقت .. لانها تحبه وتريده .. ولن تكون رقية العطار ان لم تستغل الفرصة لتأخذ ما تريده .. لكنها لن تتمم هذا الزواج قبل ان تحصل على كل مبتغاها .. ان يكون قلبه ملكها .. ان يهيم بها حبا وعشقاً .. فليتدارى الآن خلف افعاله المستفزة لكنها ستجعله يسلم ويستسلم..

تعبس أكثر وهي تعيد التفكير بغيداء والدور القذر الذي تلعبه في حياة رعد وهي تطارده وتضغط عليها مستغلة عاطفة كانت بينهما في الماضي ..

تشد رقية على فكيها وهي تتساءل في سرها عن مدى ما وصلت اليه تلك العلاقة .. انها تحتاج ان تعرف كل شيء.. ان كانت تريد حمايته وانقاذه فيجب ان تعرف .. لن تتركه يواجه هذا الامر بمفرده .. تقسم بالله ستشوه وجه تلك الحقيرة ان لمست رعد مرة اخرى ...

ارتجافة تسري في جسدها وهي تتذكر وجه رعد المخيف تلك الليلة ..

رباااه ... لم يكن بوعيه ونية قتل تحفر ملامح وجهه .. ويداه تضغطان على رقبة غيداء وكأنه يخنق ذنبه فيها ... ترى لماذا يشعر بكل هذا الذنب ؟! حتى ان كان أحبها وتزوجت عمه فلماذا يشعر هكذا ؟! يفترض ان يشعر بالغضب لا الذنب وتحقير الذات ..

ام .. هل حصل شيء بينهما بعد زواجها من .. عمه ؟!

تغمض عينيها قليلا وتجبر نفسها على الاسترخاء مرة اخرى .. ستعرف ما تريده بالوقت المناسب..

الآن يجب ان تركز في رعد وجانبه العاطفي المستتر عن عمد .. انها لا تعرف حتى اللحظة ان كان يحبها حقاً ! لكنها تعرف انه يحمل نحوها تعلقاً خاصاً بل حتى غيرة وتملكاً ..

عادت لتشتمه وهي تتذكر ما فعله بالجامعة مع الدكتور سامان .. ستُري رعد النجوم في ذروة ساعة الظهيرة ان خسرت التعيين كمعيدة...

في تلك اللحظة يدخل رعد المطبخ يثير حنقها أكثر بنبرة صوته المستفزة الوقحة وهو يقول " اين الشاي .. حماتي تقول انك تتأخرين دوماً باعداده.."

ترفع عينيها للسقف وهي تستغفر بصوت خافت لكن مسموع ويصل لاذني رعد بوضوح مقصود ثم ترد عليها بوقاحة " رعد .. عد لحماتك الان حالا والا اقسم بالله سـ..."

يقف جوارها وهي تطفئ النار تحت ابريق الشاي فيسألها بمزيد من الاستفزاز " (سـ ) ماذا؟ ها ؟ "

تلتفت عليه وترد بنظرة زرقاء انتقامية

" سأضع لك السم في الشاي .."

كان مستمتعاً بقصرها وهو يناظرها من علو ! بل ويكاد يريد ان يميل ليعضها من خدها كما يحلو له ان يفعل مع الاطفال الصغار المحببين المستفزين لطبعه ليثير حنقهم وغضبهم ويستمتع بخشونتهم نحوه ..

لكنه يعترف انه يتمنى خشونة عاطفية من نوع مختلف تماما من هذه القصيرة التي اصبحت (خطيبته)..

يعض شفته السفلى ويسأل برقة مغيظة " لماذا انت غاضبة مني ؟! حتى اخواتك يسألنني دون توقف بماذا اغضبتك ؟ "

تسللت يده ليمسك معصمها فتزجره بصوت خافت غاضب " دع يدي والا سأصرخ .."

لكنه يداعب معصمها وهو يهمس بخفوت

" تحبين اثارة الفضائح من حولك .."

عيناه ضاحكتان سعيدتان ! انه حقاً سعيد لما حصل .. لكن هذا (الغبي) عليه ان يعرف انها ليست سعيدة .. حسن ربما هي سعيدة وقلبها يجن في صدرها لتلك الملامسة المتشبثة منه لمعصمها لكنه غير كافٍ .. غير كافٍ لرقية العطار ..

تنفض اصابعه عن معصمها بعنف ثم تناظره بتحدٍ وهي ترد عليه بنفس الخفوت

" ان كنت تظن الامر انتهى بهذه البساطة فأنت... تحلم..!"

يدقق النظر في تفاصيل وجهها الخالي من اي تبرج على الاطلاق لتظهر امامه رقية كما هي.. ويقسم انها في اجمل حالاتها ..!

يرد عليها مراوغاً ومتجاهلا اي شيء يعكر صفو من يشعره اللحظة معها " ألم نتفق ان نتشارك احلامنا وكوابيسنا .."

ترفع حاجبيها السميكين المرسومين في اناقة ثم تقول بثقة ونوع من الوعد والتوعد

" نتشاركها لم لا ... لكن على طريقتي انا .. لا طريقتك .."

لا يفكر الا بأكثر (طريقة) لذيذة لتقبيل هاتين الشفتين !

ماذا سيحصل ان فعلها اللحظة واهلها جميعا في غرفة الجلوس القريبة من المطبخ؟!

يبتلع ريقه هامسا بصوت متحشرج

" وما هي ... طريقتك ؟"

تضيق عينيها قليلا وكأنها متحرية تبحث عن أدلة لتقول بعدها بصوت منخفض وبفكاهة خاصة لا تليق الا بها " ان تخبرني بكل شيء.. لن أكون (المغفلة) اذا ظهرت تلك العنكبوتة السوداء تحاول فك ازرار قميصك من جديد..."

لم يستطع المقاومة لينفجر ضاحكاً .. للحظة شعر وان غيداء مجرد خيال بعيد ! خيال مضحك لاحدى الرسوم المتحركة .. يعكس صورة عنكبوتة سوداء !....

تسأله بغيظ وهي تكز على اسنانها

" لماذا تضحك ؟! لا اظن ما قلته للتو يستدعي كل هذا الضحك منك .."

فجأة يمد يده ليلامس خصرها وهو يقترب جدا منها وكأنه سيتهور ليفعل الاسوأ .. عيناه باتتا تحملان مشاعر قوية للغاية اربكت انوثتها ..

لكن رقية اقوى من استسلام كهذا لتدفع يده بعنف وهي تهتف به بصوت خفيض وعيناها على باب المطبخ " اتركني .. أجننت لتمسكني هكذا ؟!"

يرد بصوت أجش وتلك اللمعة في عينيه تشتد " خطيبتي وانا حر فيها .."

هذه المرة دفعته كله بعيدا لتتحرك وسط المطبخ وتقف في مواجهة تحد عن بعد وهي ترد عليه بحزم " لست حرا .. وضع في رأسك هذا حتى لو كنت زوجتك فلن تتحكم بي كما تشاء .."

ثم ترفع سبابتها في وجهه مضيفة بتوضيح

" انا ساصبر عليك ورضيت بهذه المسرحية السخيفة لاني..."

يخطف نبضات قلبها خطفاً وهو يقطع عليها جملتها بنبرة صوت مميزة خافتة مؤثرة ومتأثرة في ذات الوقت " لانك تحبينني .."

لكن .. ان كان يظن انه يضعفها فهو واهم .. حتى لو كان ما يقوله صحيحا فهو لا يعرف مع من يتعامل .. بعند وتحد وجرأة تقترب خطوة وهي ترد عليه بصمود وتركيز " بل لاني اريد ان اعرف .. وسأعرف ..."

تغيرت نظراته .. من العاطفة الحارة والعبث الشقي الى نوع من الاعجاب .. اعجاب توهج مشعاً في عينيه ..

قال بصدق وبصوت خافت " لو كان والدك حيا لشعر بالفخر بك .. انت فتاة غير عادية اقسم بالله .."

تشمخ بذقنها قائلة بغرور حلو " دوماً كان فخورا بي .. لا احتاج اليك لتخبرني.."

عيناه لامستا بنظراتهما ذاك الذقن الرقيق ثم خط فكيها واستدارة وجهها .. وجه كالدمية حقاً..

فجأة رآها صغيرة .. صغيرة للغاية .. شيء ما في عينيها التمع مع الفخر .. شيء يكاد يكون غير محسوس وكأنها تخفيه بحرص ..

تذكر الحكاية التي حكاها له عبد الرحمن يوماً .. حكاية يونس العطار مع قواريره .. ولا يعلم رعد كيف قفزت الكلمات على فمه وهو يقول متسائلا

" اخبرني عبد الرحمن يوماً ان والدك .. مات فجأة .. ازمة قلبية اليس كذلك ؟ هل كانت عنده اعراض سابقة ؟ "

ذاك الذي تخفيه اخذ يتقافز يريد الظهور للعلن لكن ارادة رقية العطار اقوى لتحجبه بشراسة وهي ترد على رعد " لا اريد التكلم في هذا .."

تستدير فيمسكها من ذراعها ليعيدها لموجهته يسألها بألحاح " لماذا ؟"

لم يكن طبعه يوماً ان يلح بهذه الطريقة مع احد ليدفعه ان يتكلم عما يخفيه.. لكن رقية تجعله يشعر انها ملكه ! وهذا يستنفر داخله كل المشاعر فلا يريد الا ان يعرف ادق تفاصيلها ..

ان يحفظها تفصيلة تفصيلة .. يا له من شعور !

اما رقية فلا تسهل الامر اطلاقا وهي تبعد يده من جديد وترد ببرود مصطنع " لاني.... لا اريد .. وكف عن ملامستي بمناسبة وبدون مناسبة .. لاني ايضا .. لا اريد .. "

تتسع ابتسامة على شفتيه ببطء وتلمع الشقاوة في عينيه ثم يسأل بهمس عابث مستفز

" اذن لا تريدين أن اسأل .. ولا تريدين ان ألمسك بيدي .. اممم .. حسن .. الا تريدين قبلة العيد ايضا ؟! "

تعقد حاجبيها وهي تهدده بالقول " ان اقتربت مني يا رعد باسلوبك المستفز هذا سترى مني وجهاً اسوأ من ذاك الذي رأيته لي مع حارث .."

تقدح عيناه بشرارات غضب وغيرة هامسا بصوت خافت مهدد في المقابل " لا تعودي لذكر حارث هذا مرة اخرى .."

تتخصر رقية وهي تتحداه بالرد الهامس " أرني كيف ستمنعني ..! "

نحنحة سبقت خطوات يحيى الذي دخل المطبخ وهو يقول بمشاكسة " لماذا اشعر ان هذا الهمس هو شجار في الواقع .."

يطرق رعد برأسه وهو يبتسم بصمت بينما ترد رقية بوقاحة وجرأة " ليس كل الرجال مثلك يا يحيى .. كنت محقاً .. فرق السماء عن الارض بينك وبينه .."

يصفر يحيى بينما يهز رعد رأسه ضاحكاً وهو يقول ساخرا " لماذا اشعر اني كأبله والاخرون يتكلمون عني في حضوري .."

يرفع يحيى كفيه وهو يقول " انا لم احضر الا بدفع من حماتي لاطمئن ان صغرى قواريرها لم تفسد خطبتها منذ اليوم الاول .. "

ثم ينظر في عيني رقية مباشرة ويضيف بفطنة " لانها مثلي .. تظن ان هناك ما يجري بينكما ويجعلكما كديكين في حلبة مصارعة سرية ! "

تزفر رقية انفاسها بحنق وهي تشيح بوجهها جانباً ثم يدخل بنفس اللحظة كلا من عبد الرحمن ورباب لتقول رباب موبخة اختها

" لماذا تأخرت بالشاي كل هذا ؟!"

تطلق رقية صوتاً مغتاظا بينما عبد الرحمن يراقب بصمت .. هو الآخر يشعر بوجود الكثير مما يحصل بين هذين الاثنين ولا يعلم احد ما هو بالضبط .. لكن على الاقل رقية الآن خطيبة رعد وحدسه يخبره ان لا يتدخل اكثر ...

عينا عبد الرحمن تقرآن ذاك الانجذاب غير العادي الذي يشع من رعد نحو رقية .. لم يعد يخفيه .. بل لم يعد ينتبه انه مفضوح للغاية..

منذ فترة وعبد الرحمن يشعر بوجوده بينهما لكن الآن اصبح على الملأ ..

يرى رعد كيف يستمتع باستفزاز رقية اكثر وهو يقول معقبا على كلام رباب

" الشاي برد وهي ترفض ان تصب لي .. لا اعلم ماذا فعلت لها لتعاديني هكذا ؟!"

يضحك يحيى وهو يغادر المطبخ عائدا الى غرفة الجلوس بينما يقول عبد الرحمن

" سنغادر دون شرب المزيد من الشاي .. وكفى ثرثرة ومشاكسة.."

لكن رعد يتساءل مديعا البراءة " ألن اودع خطيبتي ..؟! "

فيرد عبد الرحمن مبتسما بنظرة خاصة

" ليست خطيبتك رسميا بعد .."

عندها قالت رقية بتشفٍ " هل سمعت ما قاله عبد الرحمن ..؟! لستُ خطيبتك بعد .."

ثم تحييه بحركة من يدها على جبينها وهي تقول بخشونة " تصبح على خير يا من لست خطيبي ! انا ذاهبة لانام .."

يضحك رعد بخفة وهو يعض شفته السفلى ويراقب رحيلها حتى أختفت من امامه ..

يضربه عبد الرحمن على كتفه ويقول

" اذهب لتودع حماتك قبل ان نغادر .."

يتحرك رعد بتمهل وهو يغيظ عبد الرحمن بالقول " سامنحكما خمس دقائق فقط لتودعا بعض .. "

حالما غادر رعد قالت رباب بشعور بالذنب

" لا تغضب لاني سابيت ليلة العيد هنا .. لكننا سنسافر بعد غد وسأغيب عنهن لاسبوعين كاملين ..وهذه اول مرة افترق فيها عن امي واخواتي هكذا .."

يرفع يده يلامس خدها ويقول " انا اتفهمك .. ولست غاضبا ولا حتى متضايق .."

كان يكذب ! هو متضايق للغاية وربما حتى غاضب .. ليس منها .. لانه يتفهمها بالفعل .. لكنه .. لا يطيق ان تبيت بعيدا عنه ..

يميل اليها يقبل شامتها اسفل فمها ثم يهمس بصوت أجش " تصبحين على خير يا قرفة.. سآتي صباح الغد بعد صلاة العيد مع الكاهي والقيمر وبعدها ستكونين لي وحدي .."

تحمر وهي تهز رأسها هامسة " عيد فطر .. مبارك .."

وقبل ان يرد عبد الرحمن بشيء علا صوت رعد المشاغب وهو يقول " هل اعود لغرفة الجلوس ام انتظر هنا مدعياً عدم الاستماع ام ماذا افعل بالضبط.."

يتنهد عبد الرحمن وهو يلوح بيده مشيرا لصديقه الذي يقف عند باب المطبخ

" هيا .. صدعت رؤوسنا بثرثرتك التي لا تنتهي .."

يغادران سوية ورباب تلوح لهما وهي تشعر بفراغ وافتقاد رهيبين حالما اختفى زوجها عن ناظريها ...








يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس