عرض مشاركة واحدة
قديم 29-07-09, 04:25 PM   #9

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
B11 2ـ من أمن للرجال...

2ـ من أمن للرجال...


ـ كانت المقابلة كارثة مطلقة، إذن؟ لا بأس يا عزيزتي، تابعي نحو وظيفة أخرى.سأستعيد السيارة من الكاراج غدا، وبهذا يمكنك أن تستعمليها إذا شئت يوم الجمعة فلديك مقابلة أخرى، أليس كذلك؟
وكانت ماغي تحدثها متكلفة البشاشة.
أومأت كيم وأجابت ببشاشة مماثلة:" الوظيفة ستكون في مكتب المحاسب في زاوية الشارع الذي أقيم فيه، وبهذا لن أحتاج إلى سيارة. مكتب المحاسب سيكون أقرب من شركة كين الكتريكال."
ـ تماما.
ـ كما أنه مكان صغير.. إنه عبارة عن ثلاثة أو أربعة مكاتب، وبهذا يكون المكان أكثر إلفه من شركة كبيرة مثل شركة كين.
ـ حتما.
وضعت كيم فنجان القهوة من يدها فجأة، وأخذت تحدق في عيني صديقتها الزرقاوين:" أواه، يا ماغي كل تلك النقود، والسيارة.."
ـ لا تنسي أن لوكاس كين سيكون معها.
فقالت كيم بتعاسة:" كان بإمكاني أن أحتمله. إذا كان ذلك يعني الانتقال من غرفتي إلى بيت من أجل ميلودي، فيمكنني أن أحتمل أي شيء"
وضعت ماغي يدها على ذراع صديقتها بعطف:" أعلم هذا. ولكن كل شخص يراكما معا ولو لدقيقة واحدة، يدرك أن لدى ميلودي ما لا تستطيع شراءه أموال الأرض. هناك أطفال كثيرون لديهم حدائق وغرف مليئة بالألعاب، ومع ذلك طفولتهم تعيسة جدا لأن أبائهم لا يهتمون بهم مثقال ذرة"
ابتسمت كيم للوجه الأمومي:" شكرا يا ماغي. أنت لا تقدرين بثمن"
ـ قولي هذا في أذن "بيت" وبصوت عال.
ـ ظننتك ستتحدثين إليه في العطلة الأسبوعية؟ وتخبريه بشعورك؟
قالت كيم هذا بهدوء، متناسية متاعبها للحظة.
هزت ماغي كتفيها السمينتين بكآبة:" كنت سأتحدث، لكنه يشعر بوعكة صحية... لعلها الأنفلونزا.. وكنت أنا مشغولة على كل حال، ولهذا لم يكن الوقت مناسبا"
ـ المشكلة أنه لا يعلم كم هو محظوظ.
قالت كيم هذا بقوة، وهي تنهي آخر قهوتها بجرعة واحدة ثم تضع الفنجان على المنضدة.
ـ كنت أفكر بالشيء نفسه. إنه يعلم أنني هنا دوما في انتظار عودته. إنه يرى نفسه بطلا أو ما شابه، بينما أنا ماغي الطيبة الموثوق بها التي لا عمل لها سوى انتظاره.
قالت كيم ضاحكة:" قد توقظه صدمة قصيرة مفاجئة.. أنا واثقة من أنه يحبك يا ماغي"
ـ آه، ولكن كم يحبني؟ لا أستطيع الانتظار إلى الأبد، يا كيم.
ـ يجب أن أذهب إذ سرعان ما تخرج ميلودي من النادي. اتصلي بي فيما بعد إذا أحببت أن نتحدث.
حتى لو كان الحديث نواحا على "بيت"؟
ـ طبعا، وإلا ما نفع الصداقة؟
وجدت كيم نفسها تركض آخر مئة ياردة رغم عدم وجود حاجة تستدعي ذلك، فم زال أمامها بعض الوقت. إلا أنها تحرص دوما على أن تكون هي أو ماغي قبل الوقت لإحضار ميلودي.
كانت عينا ميلودي الكبيرتان البنيتان الكثيفتا الأهداب تبحثان عنها منذ اللحظة التي خرجت فيها الطفلة من المدرسة. وعندما أشرق الوجه الصغير، وأخذت اليد الصغيرة تلوّح لها بحماسة بالغة، شعرت كيم بغصة في حلقها بسبب الحب القوي البادي على الوجه الصغير.
اندفعت ميلودي قاطعة الملعب لترتمي بين ذراعي أمها المفتوحتين:" " أمي، إحزري ماذا؟ سأكون مريم في مسرحية عيد الميلاد وسأرتدي ثوبا أبيض وأضع في شعري شرائط ملونة. اختارتني السيدة جونز خصيصا"
ـ هذا رائع حبيبتي
ـ قالت إن بإمكانها أن تثق بأنني لن أكون غبية. كيري شامبرز كانت غبية جدا اليوم.
استمر الحديث طوال الدقائق العشر التي استغرقها سيرهما إلى البيت القائم في شارع كئيب.
كانتا تعانيان من الضجيج في مكان قامتهما ولكن أكثر ما يضايق كيم هو العفن والرطوبة والعتمة التي كانت معها دوما في حرب ضروس.
لم يكن الأمر بالغ السوء في الصيف، لكن السنتين اللتين أمضتاها في هذا البيت كانتا جحيما.
جعلت كيم بيتها جميلا مشرقا بأقل ما يمكن من النفقات، صانعة ستائر حمراء متألقة وغطاء سرير ملائم ووسائد للأريكة والسرير الذي تنام عليه مع ميلودي، وبسطت عدة بُسط فوق " الموكيت" الرث، ولكن لا شيء استطاع أن يخفي حال المبنى المزري.
عندما وصلتا إلى البيت، أخذت كيم تحضر وجبة العشاء، ولكنها وجدت نفسها تستعيد ذكرى كل دقيقة من تلك المواجهة مرة بعد مرة.
كان الأمر مهزلة.. وضاقت عيناها وأخذت تقطع الجزر بعنف.
فمنذ اللحظة التي التقت فيها عيناها بعيني لوكاس كين في البهو قرب مكتب الاستقبال، تضاءل حظها في النجاح. وفي اللحظة التي رأته فيها جالسا خلف ذلك المكتب، كان عليها أن تستدير على الفور وتعود أدراجها خارجة ورأسها مرفوع. لكنها بدلا من ذلك... وصرفت بأسنانها وهي تنهال على جزرة أخرى لتلاقي مصير سابقتها.
بدلا من ذلك، جلست تجيب عن أسئلته الشائكة وكأنها كانت تريد حقا وظيفته الغالية، وتركته يعبث بها.
لا... لا، لم تفعل ذلك، فقد جادلته لأنها أرادت حقا تلك الوظيفة. أو بالأحرى، ما سيوفره لها ولابنتها مركزها كسكرتيرة لرئيس مجلس إدارة شركة كين الكتريكال.
لكن ذلك ما كان ليحدث. وأضافت قطعتين من صدر الدجاج إلى الخضار ثم وضعت القدر في الفرن.
لكن بالرغم من الراتب الضخم إلا أنها لا تستطيع أن تتصور نفسها تعمل مع لوكاس كين.


***


na3no3a غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس