عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-18, 12:07 AM   #2107

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 7

تفاجأ مصعوقا فأمسكها من كتفيها بخشونة لترفع رأسها وصاح " ماذا قلت ؟؟!!!!"
ترقرقت الدموع في عينيها وقالت بحشرجة" ما سمعته ..لقد وجدنا رامز يا أحمد .. وجدنا أخي رامز .
منذ شهر :


تسمرت بانة جاحظة العينان بجوار باب غرفة والدها في المستشفى.. بعد أن سمعت بالصدفة ما جعلها غير قادرة على الحركة.. بينما صوت أبا فراس يكمل حديثه في الهاتف بانفعال " إفعل أي شيء يا حسن ..أي شيء ليسمحوا لي بزيارة إبني .. أعلم أننا لم نتأكد بعد لكن الإسم متطابق فلابد أن أزور ذلك الشاب الذي يدعى رامز عبد الله الخازن لأتأكد بنفسي .. وإن شاء الله يكون هو إبني .. ( بعد قليل من الصمت ) يا حسن إفعل أي شيء أستحلفك بالله ..إن كانوا يريدون مالا ليسمحوا لنا بالزيارة سأدفع أيا كان المبلغ مقابل أن أرى إبن من أبنائي بعيني قبل أن أموت .. أنا أعلم يا حسن أنك لست مقصرا وأنك بذلت مجهودا كبيرا لتصل لهذه المعلومة أعذرني في انفعالي أنت تعلم .. حسنا سأنتظر منك البشارة .. في رعاية الله "


هدأت بانة من ضربات قلبها الصاخبة ودخلت على أبيها ليسمح دموعه بسرعة ويتظاهر باللا شيء .. فقالت بذهول " هل ما سمعته حقيقة؟ ( شحب وجه أبا فراس ) هل وجدتم رامز وجدتم أخي "
حدق فيها قليلا .. ثم ابتلع غصة مسننة في حلقه وقال " هل سمعت ؟.. لم نتأكد بعد .. فهناك شابا يحمل نفس الأسم في كشوف النزلاء في السجن الحكومي ."


رامز ..
موجود ..
سجين ..
تسارعات الحقائق تناطح عقلها في أقل من ثانية ولم تحتمل مشاعرها فسقطت مغشيا عليها .
بعد قليل.. كانت مستلقية على السرير بجوار أبيها تبكي بينما الممرضة تعلق كيس المحاليل على الدعامة بجانب السرير الموصلة بخرطوم رفيع لذراع بانة .. وتطمئن أبا فراس أن ضغطها المنخفض سيعتدل بعد قليل .
فسألت بانة أبيها من وسط دموعها "ولمَ لم تخبرني يا أبي؟.. لمَ؟
فرد أبا فِراس متألما" لأني لم أريد أن أغير مخططاتك بالعودة لزوجك "
سألته باكية" بأي تهمة سُجن ؟"
رد بهدوء" يا بنيتي لم نتأكد بعد إن كان هو أم لا .. أما عن تهمة الشاب الذي يحمل هذا الاسم فهي غير معروفة كحال الكثير من شباب البلد في هذه الفترة الصعبة التي نعيشها "
قالت باستجداء من بين دموعها "لابد أن أراه يا أبي .. لن أتحرك خطوة دون أن أراه .. أستحلفك بالله ".
زفر متألما وتمتم "المهم نحصل على تصريح بالزيارة ويفعل الله ما يريد"



بعد اسبوعين :


الجو حار خانق ..
والغرفة التي تنتظر فيها بانة ووالدها لا تحتمل هذا العدد الكبير من المنتظرين للزيارة ..
تأملت وجه أبيها الذي إزدادت تجاعيد وجهه منذ أن علم بخبر وجود هذا الشاب الذي يحمل نفس الأسم .. وتحامل على حالته الصحية ليأتي بعد أن حصل تصريح بالزيارة أخيرا بعد اللجوء للعديد من الوسطاء المهمين في البلد ..
لكن التفتيش الدقيق المخزي الذي تعرضت له هي وتعرض لها والدها أستاذ الجامعة الكبير ذو المكانة العالية في المجتمع آلمها كثيرا كخنجر في ظهرها .. أن يعامل والدها في بلده بهذا الإمتهان تحت مبرر ( الدواعي الأمنية ) ..
اشفقت عليه انتظاره لأكثر من ثلاث ساعات .. واشفقت عليه احباطه الذي سيشعر به إذا لم يكن هذا الشاب هو رامز ..
وتساءلت .. كيف يتحمل أبيها ذلك الابتلاء .. فإن كانت هي متألمة بهذا الشكل المفجع لمصير أخويها فكيف يكون شعور أبيها المفجوع في أولاده ..



بعد قليل فُتح الباب ليدخل الناس لساحة واسعة تتوسطها غرفة كبيرة ملحقة بأحد المباني جدرانها من السلك وبدأ تدفق المساجين لتحية زويهم من وراء الحاجز السلكي .
تحرك أبيها بلهفه يهرول بطول الحاجز السلكي يبحث في الوجوه .. وهرولت بانة وراؤه في توتر وضربات قلبها تضرب بعنف وهي تهتف " تمهل يا أبي أرجوك "
فجأة توقف أباها متسمرا متسع العينان أمام شاب يقف أمام الحاجز يبحث بعينيه بين الوجوه لتستقر عيناه على أبا فراس.. حدقت بانة في الشاب قليلا هي الأخرى .. ليتحرك أباها ببطء نحوه في ذهول .. بينما تأملته بانة غير مصدقة ..
إنه هو ..
رامز ..
أخاها رامز أمامها ..
لكنه ..


حليق الرأس فقد غالبية وزنه وأكتسب وجهه الأبيض سمرة كالحة و..


لم تستطع التحديق أكثر بل جلست القرفصاء تدفن وجهها بين كفيها .. بينما هتف رامز بصوت هارب منه يغرز أعصابه في فتحات السلك غير عابئ بجرحها لأصابعه " أبي .. أبي .. أبا فراس"
ضرب أبا فراس على السلك الشائك عدة مرات يقاوم تدفق الدموع لعينيه.
فتكلم رامز متوترا وهو ينظر للحراس حوله "إهدأ يا أبي بالله عليه .. إنهم يقبضون بشكل عشوائي على أي شخص.. لا يهمهم إمرأة أم رجل أم .. "
بتر رامز عبارته حين اقترب أحد الحراس الذي يلف بحركة رتيبة يراقب الجميع .
تكلم أبا فراس أخيرا يقول بصوت متأثر " ولدي .. ولدي .. أنت حي أنت حي يا رامز .."
قال رامز يحاول حبس الدموع في عينيه بقوة حتى لا ينهار كطفل صغير يريد أن يتشبث بأبيه من خلف سور الروضة "لا تقلق يا أبي أنا بخير.. هل تعلم شيئا عن بانة؟.. أريد أطمئن عليها "
تنبه أبا فراس والتفت حوله يبحث عنها فوجدها مازالت جالسة القرفصاء تغطي وجهها بكفيه وتبكي بحرقة .. فتحرك نحوها يرفعها لتستقيم وهو يقول " سلمي على أخاك يا بانة الوقت سينتهي سريعا"
اقتربت ترتعش وهي تراه يحدق فيها بيعنين متسعتين من رأسها لأخمص قدميها .. ثم هتف بلهفة "بانة .. هل أنت بخير .. ؟"
اقترب منه معقودة اللسان تبكي حرقة فأخذ يردد بقلة صبر والجنون يتراقص في عينيه بانة ردي علي هل أنت بخير هل تعرض لك أحد .. هل أهانك احد
تكلم ابا فراس بسرعة يطمئنه " لا تقلق هي بخير ولم تتعرض لأي أذى أو إهانة فاطمئن"
حدق فيه رامز مرعوبا أن يكون أبيه لا يقول الصدق حتى يطمئنه .. فأكد له أبيه " أقسم بالله لم تتعرض لأي أذى أو إهانة "
سقط رامز أمامهم يسجد شكرا لله .. فانفجرت بانة بالبكاء في صدر أبيها الذي تأثر جدا من رد فعل أبنه .. بينما تحفز إحد الحراس من حركة رامز المفاجئة .. لكنه استرخى حين أدرك أنه يسجد ..



أطال رامز في السجود قليلا ثم رفع إليهما عينان دامعتان .. فلم يستطع أن يتحكم في دموعه أكثر من ذلك وقال وهو يستقيم ويقترب من السلك مجددا يتأملها " أنا أعذب منذ أربع سنوات في كل لحظة وأنا أتسأل أين أنت ؟وما هو مصيرك ؟ هل أمسكوا بك ؟هل أهانوك ؟.."
اقتربت من السلك تهمس باسمه باكية غير قادر على النطق .. لا تصدق .. فالصق أخيها وجهه في السلك يتفحصها"
تأملت وجهه عن قرب وتبينت جرح قطعي مائل بطول خده الأيسر وتفاصيل وجهه تبدو غريبة .. ولم يكن مظهره فقط هو المختلف بل روحه أيضا .. إختفى رامز القديم المرح خفيف الظل المشاكس ليتبدل بذلك الشخص البائس المعذب الذي يقف أمامها .


تكلم رامز يقول " تبدين مختلفة.. لأدري كيف لكن هناك أمرة بك جديدا وغريبا "
لم تفهم بانة لكن أباها " أجاب أختك متزوجة من حوالي سنة "
جحظت عينا رامز ثم اتسعت ابتسامته .. فكانت الشيئ الوحيد الباقي يشبه رامز القديم .. وتمتم "يمامتي البيضاء تزوجت من ؟ "
تكلم أبا فراس يقول " هذه قصة طويلة أخبرني هل تعلم ما هي تهمتك؟ وكيف وصلت إلى هنا ؟"
رد رامز "بالطبع لا أعلم ما هي تهمتي وبالتأكيد هي تهمة سياسية .. أما كيف حضرت إلى هنا فهي قصة طويلة لا أعرف كيف أحكيها ".
رن جرس عالي فقال رامز بسرعة " إنتهى الوقت .. هل هناك أي أخبار عن فراس؟"
قال أباه وهو يحدق في الحراس اللذين يسحبون المساجين للداخل .. وصوت همهمات ذويهم في الخارج وصراخ الاطفال وبكاء النساء يتصاعد " كنت آمل أن أجد الاجابة عندك "..
قال رامز واحد الحراس يسحبه للداخل " لا أعرف أكثر مما تعرفه بانة .."
قال أبا فراس بسرعة " لا تقلق يا بني سأخرجك من هنا بأي ثمن"
هتف رامز من بعيد والحارس يسحبه " ما يهمني أن أراك يا أبي .. كلما سمحوا لك بالزيارة.. وأنت يا يمامتي أرسلي تحياتي لذلك الغراب الذي تزوجتيه ( وانسابت الدموع من عينيه وصوت الباكي يتلاشى مبتعدا ) لا تقلقوا أنا بخير ما دمت قد تأكدت أنكما بخير ".




انتهت بانة من حكايتها وهي تبكي في صدر أحمد بحرقة وهو يشدد في ضمها بقوة وعيناه تلمعان بالدموع .. وسألها وهو مازال تحت تأثير الصدمة "وهل حدث شيئا بعد ذلك؟"
حركت رأسها المدفون في صدره بلا ..ثم قالت "الحصول على زيارة أمراً صعباً لا ندري لمَ؟ .. وأبي يحاول أن يجد طريقة لإعادة محاكمته إن كان هناك قضية من الأساس .. فكثير من الشباب في السجون دون أسباب واضحة وهناك أمورا غير مفهومة ..
بكت قليلا على صدره ثم أكملت " لهذا كنت معذبة ما بين شوقي إليك وبين رغبتي في الاطمئنان على أخي .. أنا حتى لم استطع أن أنطق بكلمة معه .. انعقد لساني ولم أقل له أي شيء ".
ازداد نحيبها فضمها بقوة يمسد على شعرها .. وقد آلمه ما سمع منها .. آلمه جدا عليها وعلى أبيها وعلى رامز الذي لا يعرفه ..
فتمتم يواسيها " لا تقلقي يا بانة من أعثركم فيه قادر على إخراجه من سجنه .. وسنتابع أبيك دوما ونعرف منه الأخبار .. وإذا كان الوضع الأمني مستقر في بلدكم سنسافر كثيرا إلى هناك يا قلب أحمد "
رفعت وجهها المتورم من البكاء تقول " صدقا يا أحمد تقول ؟"
احتضن وجهها بكفه وقبل جبينها قائلا " صدقا يا روح أحمد "
ثم خبأها في حضنه من جديد يستعيد ما سمع منها ويحاول إستيعابه .



يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس