عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-18, 12:08 AM   #2108

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 8

بعد ثلاثة أيام :


هل أصبحت عارا على الجميع ؟!!
بعد أن كانت بسمة الوديدي أجمل فتاة في المحافظة .. أصبحت برغبتها في الطلاق فضيحة ستطال العائلة بأكملها ؟!.
لم يؤثر فيها موقف أبيها .. لقد توقعت رد فعله .. وتعرف جيدا أن لديه دوما حسابات أخرى ..
ولم تتفاجئ بموقف أمها فهي تعلم كم هي أم طيبة قليلة الحيلة تحاول إرضاء الجميع ..
لكن ما آلمها جدا ولا تستطيع تصديقه رد فعل أخاها الصغير .


إن علاقتها بوليد كانت مختلفة .. ففارق الثماني سنوات كان يشعرها دوما بأنه طفلها الصغير ..
كانت صديقته وصاحبته .. لم تتخيل يوما أن يقف أمامها يصف رغبتها في الطلاق بأنها ستحرجه .. أنها ستلحق به العار .. توقعت أن يساندها لا يهدد بترك المنزل إن فعلت ذلك!! .
في الأيام الماضية كانت الأدوية تخدرها فتنام وتهلوس كثيرا .. فرأت نفسها تقف أمام والديها تخيرهما بينها وبين وليد .. فأختاروه هو دون تردد ..
وتركوها ..
لمَ تركوها ؟؟..
لأنها أرادت التراجع عن قرار !!!..



أهي نهاية العالم .؟؟.
هل عليها أن ترضى بحياة بائسة حتى لا تحمل لقب مطلقة ؟!!.


حين تستحضر كلام رحمة تجد أن كلامها منطقيا .. هل يضمن أي ثنائي أن زواجهما سيستمر للأبد؟!! ..
حتى لو لم يكن سيد يخونها كان من الممكن أن يحدث أي شئ يضطرهما للطلاق .
تركت سريرها وتحركت شاردة تخرج من غرفتها في خطوات بطيئة..
ماذا ستفعل الآن ؟..
لم يعد لديها من يقف بجانبها .. فهل عليها تخليص نفسها بنفسها ؟..
هل سيستمر سيد في البقاء في البلد يرهن نفسه .. شاعرا بالذنب تجاهها ..
أهي مثيرة للشفقة إلى هذا الحد ؟


قطعت الممر الكبير بين الغرف تحدق أمامها شاردة كمن يمشي وهو نائم .
سيد لن يطلقها بعد ما حدث ..
سيشفق عليها ..
لأنها مثيرة للشفقة ..
لم يعد لديها خيارا آخر ..



فلن تعود مع سيد بعدما حدث أمامه .. بعد أن رخصها أهلها ..
ولن تسمح لأي أحد أن يمتهن المزيد من كرامتها..
لم يعد لديها من يقف بجوارها ..
حتى وليد ..
ستخلص نفسها بنفسها ..
فتحت باب غرفة والديها .. وتحركت في الظلام إلا من الضوء المتسلل من الممر ..
ليس أمامها سوى ذلك ..
فإما أن ينفذوا ما تريد ..
أو أن تخلصهم من وجودها المعذب للجميع ..
ليس أمامها غير ذلك ..
فتحت باب خزانة الملابس الخاصة بأبيها .. وأنحنت تفتح أحد الأدراج ..
وأخرج ذلك الشيء تحدق فيه بعينين ذاهلتين .





***




أطرق سيد أرضا يسند بكوعيه على فخذيه متجهم الوجه مشلول التفكير ..
لليوم الرابع مازال غير قادر على مغادرة البلدة .. غير قادر على أخذ قرار بشأن بسمة .. يتجدد الأمل ويموت بداخله كل دقيقة ..مكبل بالإحساس بالذنب .. يرغب في تطليقها لكنه يخشى من موقف أهلها منها .. يشعر بالمسئولية أن يتركها تواجه مصيرها بين أهل بهذه السلبية .
رغم أن الحاج سليمان صامتا منذ أن سقطت مغشيا عليها وأخبرهم الطبيب أن منهارة عصبيا وطلب منهم عدم تعريضها للانفعال .. لكن الرجل لم يبادر ولو لمرة واحدة أن يطلب منه أن يتركها مثل أي أب يرغب في تلبية رغبة إبنته .. فخمن سيد أن الرجل يحسب حساباته ويبحث عن مخرج من هذا المأزق ..


أما هو كسيد فقد مل وأُجهِد ويريد العودة لأعماله ولرحمة .. لكنه ينتظر أن يطمئن على بسمة أولا.
تكلم الحاج سليمان أخيرا بعد فترة طويلة من الصمت "سأعقد معك اتفاقا يرضي جميع الأطراف."
تقبض سيد بقوة يقاوم ذلك الغضب الذي يفتته كلما تكلم هذا الرجل بينما أكمل الحاج "ستذهب أنت لأعمالك .. وتترك بسمة هنا .. ويبقى الوضع على ما هو عليه حتى أنتهي أنا من الانتخابات بإذن الله .. بعدها إن كنتما مصممان على الطلاق فلتتطلق "


حك سيد جبهته .. في إنهاك ..
مزيد من الوقت ! ..مزيدا من التأجيل ! .. مزيدا من الإحباط ! .


كاد أن يجيبه بالموافقة حتى يعود للعاصمة فورا .. لكن وليد قفز فجأة من مكانه ينظر لهاتفه بعينان جاحظتان .. فطالعه الجميع بترقب ليقول وهو يهرول " بسمة فوق سطح البيت أرسلت لي صورة تجلس على السور "



هرول الجميع في فزع صاعدين نحو السطح .. واسرع الحاج ليشعل الضوء ليتبين بالضبط ماذا تفعل في الظلام .. فوجدها تجلس على السور بهدوء ..تنقل نظراتها بينهم بنظرات متشفية فهمت والدتها بالصراخ لكن الحاج أسرع ليطبق على فمها بقوة ناهرا " أخرسي يا أمرأة وإهدئي"
بينما إقترب سيد من بسمة يقول بتوتر " بسمة هذا خطر جدا .. سأنفذ لك ما تريدين .. أنزلي"
صرخت فيه تقول محذرة " إياك أن تقترب" وصوبت نحوهم مسدسا .. فشهقت والدتها وافترشت الأرض ساقيها غير قادرة على حملها ... بينما هدر الحاج فيها" ماذا ستفعلين يا مجنونة إن المسدس محشو بالرصاص !!!"
ردت ببرود "أعلم ذلك"



تكلم سيد يقترب منها يقول بحذر وقد تشنجت عضلاته كلها " بسمة إعطني المسدس أنت سترتكبين جريمة "
فجأة قلبت المسدس نحوها وألصقت فوهته لصدرها تطالع وجوههم بتشفي ثم قالت " إياك والإقتراب مني .. إما أن أرمي نفسي أو أضغط على الزناد لينفجر صدري أو كلاهما"
استعطفها وليد بانهيار " بسمة أرجوك لا تفعلي" هذا لمعت عيناها بالجنون وردت " أردت أن أخلصكم مني جميعا وكان من السهل أن أقفز من فوق السطح وأموت لكني ( ونظرت لأبيها بشماتة ) لا أريد أن يدعي أن أبي أني سقطت صدفة لهذا قررت أن أقتل نفسي المسدس لأسقط من فوق السطح لشاهدني الجميع .. سيكون مشهدا مؤثرا جدا .. لكن إطمئن يا أبي سأموت وأنا متزوجة وليس مطلقة أي أنني لن أسبب لك العار"



حاول سيد التفكير في كيفية منعها بينما قال الحاج بتوتر "انزلي يا بسمة واعطني المسدس وسننفذ ما تريدين "
ردت بهدوء " تعرف ماذا أريد .. أريد الطلاق"
رد سيد بسرعة " أنت طالق .. طالق يا بسمة "



الرصاصة ..
أصابتها في منتصف صدرها بالضبط.



ليست رصاصة من المسدس .. ولكن رصاصة أنطلقت من فم سيد .. رصاصة الرحمة ..


شعرت بالارتجاف .. فاقترب منها لتصيح "لن أنزل إلا والمأذون أمامي يخبرني أني قد طلقت منك "
صاح الحاج في وليد " أسرع وأحضر الشيخ عبد البر بسرعة يا بني .. فورا"
أسرع وليد يهرول على السلم بينما أم بسمة تمسك بصدرها وتكتم بكاءها ..
فقال الحاج لاهثا " إهدئي ولا تتحركي يا بسمة سيأتي الشيخ .. حالا سيأتي ".
حدقت بسمة في الأرض بشرود تشعر بالصدمة وبالخوف .. بعد أن سمعت الكلمة من فم سيد.. ثم رفعت إليه ناظريها تقول "مبارك لك لقد تحررت مني "


تألم سيد وشعر بأنه حقير .. و مجرم فتكلم يقول " أنا أسف يا بسمة .. لكل ما سببته لك .. واقسم لك أني حين تزوجتك كنت جادا صادقا .. وأقسم لك أنك من خير النساء طباعا وخلقا .. وأنك تاج فوق رأس من تتزوجيه .. لكني أنا الملعون .. أنا المنحوس .. أنا من لا يستحقك أقسم بالله .. أنا من لا يستحقك .. سأظل أحمل ذنبك في عنقي حتى تسامحيني .. وسأظل أدعو لك أن يعوضك الله خيرا مني .. حينها فقط سأرتاح "



لم تقل شيئا .. مازالت تصوب المسدس نحو صدرها تحدق في الأرض حتى ظهر الحاج عبد البر وراء الوليد صاعدا يلهث .. حتى تفاجأ بمنظرها فبسمل وحوقل .
ليهدر فيه الحاج وقد فقد أعصابه وأوشك على الانهيار كليا "أسرع يا شيخ عبد البر أسرع ونفذ ما تريد .."
بعد قليل راقبت سيد وهو يوقع في الدفتر أمامها فسألت الشيخ "هل أصبح رسميا ؟ "


قال الرجل بتوتر "أصبح رسميا أهتدي بالله وانزلي يا بنيتي"
اقترب سيد فقالت له محذرة "إياك "
فاقترب وليد منها يقول "أعطني المسدس يا بسمة" ..
حدقت في أخيها الذي يقترب بهدوء وابتلعت ريقها ثم ناولته المسدس بيد ترتجف.. فأمسكه منها وأحاط خصرها بذراعه الأخرى لينزلها من فوق السور ..



وبمجرد أن نزلت تنفس سيد الصعداء ومال يستند بيديه على ركبتيه يحاول التنفس بانتظام .. بينما علا نشيج أم بسمة التي هرولت لإبنتها تحتضنها ليجلسا في الأرض لا تقدر أقدامهم على حملهما .. حدق فيها سيد يقول " هل ستكونين بخير "
ردت بهدوء "لا تقلق والتفت أنت لحياتك"
سأل" هل ستسامحيني؟"



ردت باكية " لست مثالية إلى هذا الحد لأدعي ذلك .. لكني أعدك إذا حصلت على السعادة يوما ما وقتها سأسامحك "
صمت قليلا غير مستوعب أن طلقها بالفعل فقالت " هيا إذهب من هنا لم يعد لك مكانا عندنا "



استقام ونظر إليها طويلا غير مصدق أنه قد أصبح في حل منها .. ثم أمسك بميدالية مفاتيحه وأخرج مفتاحا ليقدمه لها .. فرفعت إليه ناظريها تتساءل فقال "هذا مفتاح البيت الذي اشتريته هنا في البلدة إنه لك من الآن"
حدقت في المفتاح قليلا ثم قالت "لا أريده"
وضع المفتاح على السور وقال "هذا أقل ما أقدمه لك تكفيرا عما صدر مني في حقك .. وغدا سأقوم بإجراءات نقل الملكية باسمك "
تكلم وليد بجفاء وقد استعاد أعصابه "هيا تفضل من هنا "
نظر إليه سيد وقال "حافظ على أختك"
وعاد ينظر لبسمة من جديد ويقول " إذا احتاجتي أي شيء في أي لحظة .. فقط اتصلي بي دون تردد .. وسأدعو لك الله كل يوم أن يعوضك بأفضل مني "
تحرك متقبضا يغادر أمامها بقامته الضخمة حتى أختفى عن عينيها فانفجرت في البكاء في حضن أمها .




***


بعد قليل أوقف سيد السيارة في الظلام على مدخل البلدة غير قادر على القيادة .. وظل يحدق في المقود أمامه ذاهلا غير مصدق أنه قد طلقها بالفعل ..
حدق في الطريق أمامه ..
طريق العودة ..
العودة قبل أربع سنوات مضت ..



أهو سعيد ؟..
أجل سعيد .. سعيدا باستعادت حريته .. سعيدا بالأمل لاذي تجدد بداخله ..
لكنها للأسف كانت سعادة منقوصة .. وسيظل يشعر تجاه بسمة بذنب حتى يراها سعيدة وقد عوضها الله بأفضل منه..
نظر في الساعة ليجدها قد تجاوزت الثانية عشر بعد منتصف الليل .. ففتح هاتفه وبحث عن رقم آية .. شمسه الصغيرة .. لكنه تراجع ..



هذه المرة لا يريد إرتكاب الأخطاء .. يريد أن يواجه .. قبل أن يواجهها .. قبل أن يعشمها .. عليه أن يتشجع ويعلن رغبته في الإرتباط بها ..
لا يعرف كيف سيكون رد فعل الجميع على هذا الطلب .. لكنه لا يريد أن يحي الأمل بداخلها ثم يذبحه بعد ذلك إذا ما استمر نحسه ورفض الحاج تزويجه إبنته..



ترى ماذا سيكون رد الحاج على طلبه ؟
هل سيرفضه لفارق العمر الكبير نسبيا؟
أو سيرفض لأنه مطلق ؟
نظر مجددا للطريق المظلم الهادئ أمامه .. يشعر أنه مجهد بعد سباق طويل لاهث قبل أن يصل لنهايته .. غير قادر على دفع نفسه أكثر من ذلك فأطرق برأسه يسند جبينه على مقود السيارة .



يتبع




Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس