عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-18, 10:35 AM   #22

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم
الحلقه الخامسة عشر
.............(عدوي بين ثنايا قلبي)...........
ظلت تركض بين الأشجار الكثيفه وهي تتعرقل في ثيابه التي ترتديها ، لم تتوقف عينيها عن إفراز عبراتها الغزيره التي تعلن عن تألم روحها ، كانت تبكي بمراره لتخليها عنه ، هي مضطره لذلك ، هي لا تريد له أن يصيبه مكروه ولذلك إختارت أقل الخيارين عذابا ، فكونه لايزال على قيد الحياه يتنفس بعيدا عنها أرحم من رحيله عن هذا العالم
وصلت بتفكيرها لهذه النقطه فتوقفت في مكانها وسقطت على ركبتيها لتنتحب بشده وهي تكتم فمها بيدها ، استمرت لفتره على تلك الحاله ثم حاولت أن تهدأ قليلا ، تحاملت على نفسها لتنهض ، تمكنت منذلك فإلتفتت لتنظر خلفها ، شعرت بأنها قد قطعت مسافه كبيره بعيدا عنه ، عادت بنظرها للأمام وهي تبكي بصمت ، أحاطت جسدها بذراعيها وكأنها تعطيه الأمان ، أخذت تسير بلا هدي منها غير واعيه أين تسير ولا اتجاه مقصود
.................................................. .......
بعد سويعات قليله كانت كلا منهما تخرج من باب الشقه متجهتين لأسفل ، نزلت كلا من يارا تتبعها ريهام متوجهين إلى العمل ، يارا بثيابها العصريه المكونه من بنطال $ينز وكنزه بيضاء بأكمام عاقصة شعرها على هيئة ذيل حصان ، أما ريهام فكانت ترتدي بذله كحليه أنيقه تليق بالعمل وتضع نظاراتها الطبيه تاركة لخصلاتها الكستنائيه العمل
همت ريهام بالصعود لسيارة الشركه حينما لمحت سيارة ما تقف أمامها هي ويارا ، عقدت بين حاجبيها والتفتت لها وجدت إبتسامه واسعه ترتسم على محيا الأخرى ، حانت منها نظره لداخل السياره لتجد شابا ما وسيما سجلس خلف المقود وهو يطالع يارا مبادرا بالتحيه :
- صباح الخير
ردت يارا بابتسامه وكذلك ريهام بابتسامه مجامله :
-
مالت قليلا على أذنها لتهمس بتساؤل :
- مين الأمور ؟
يارا بابتسامه مصطنعه وهي تنظر لصديقها بهمس :
- ده لزوم الخطه ياحبي
نظرت لها ريهام باستغراب ثم مالبثت أن فهمت ماتقصد فأردفت بابتسامه جانبيه :
- ااه ، يابنت اللعيبه ده إنتي داخله حامي
ثم أردفت وهي تفتح باب سيارة الشركه لتصعد لها :
- ربنا معاه ميعرفش إيه المصيبه اللي وقع نفسه فيها
يارا بنزق وهي تشير بيدها :
- إسكتي إنتي بس
إلتفتت للجالس بالسياره ثم تحركت نحوه بابتسامه مصطنعه واسعه لتركب بالسياره :
- إزيك يا محمود ؟
أومأ لها برأسه وهو يبادلها الإبتسام قائلا :
- الحمدلله أخبارك إنتي ؟
اومأت وهي تتمتم بالحمد ثم التفتت لتجذب حزام الأمان لتربطه حولها ، تحركت السياره بهما متجهين كلاهما للمشفى
.................................................. ........
وصلت ريهام إلى الشركه ، ترجلت من السياره لتتجه بخطواتها لدرجات السلم المؤدي لمدخل الشركه ، صعدت درجاته بخفه ودلفت في ساحة الإستقبال ، تحركت في رواق ما لتصل إلى المصعد ، ضغطت عدة أزرار ليصل لها المصعد
فتح الباب وتحركت لتدلف بداخله ، أغلق الباب ، تنهدت وهي تفكر مالذي سيحدث معها ، ذلك القرار المفاجأ بجعلها سكرتيره لمالك للشركه ، حسنا هذا الأمر ليس بصعب ، هو يتطلب المعرفه بما يدور وما هو مطلوب منها فقط ، حسنا
وصل المصعد للطابق الأخير حيث يقبع طابق الإدراه ، خرجت منه متجه إلى مكتب السكرتاريه ، قبل أن تدلف للمكتب رفعت يدها اليسرى لتنظر لساعة يدها ، وجدتها أصبحت الثامنه تماما ، تنهدت بعمق وهي تدلف للمكتب
توجهت للسكرتيره ووقفت قبالتها قائلة بابتسامه ودوده :
- صباح الأخير يا ساره !
ساره وقد رفعت عينيها فقال بابتسامه ود :
- ياريهام
ريهام وهي تشير بحاجبيها لغرفة المكتب خلفها :
- عدي باشا جه ولا لسه ؟
أومأت لها برأسها وهي تشير بالقلم بيدها على الغرفه :
- أه جه من نص ساعه وطلب قهوه وقالي لما تيجي تدخلي علطول
أومأت لها ريهام برأسها ثم تحركت متجهه إلى الغرفه .
في ذلك الوقت كان هو قد وصل مبكرا قليلا لينتظرها ، دلف لغرفة المكتب ثم إتجه لأريكة ما وتمدد عليها قليلا ،تنهد وهو يقوم من عليها متجها لخارج الغرفه ، فتح الباب ليردف لساره قائلا :
- ساره اطلبيلي واحد قهوه ساده والنبي
أومأت رأسها وهي تردد :
- أوامرك عدي بيه
اوما برأسه ودلف مره أخرى للغرفه ، بعد وقت قليل اتته القهوه ، جلس على كرسي المكتب ورفع قدميه ليمددهما على المكتب أمامه وهو يشرب القهوه بتمزج ، بعد ان إنتهى منها بقي فيها حوالي رشفة واحده فقال لنفسه بنباهه :
- عندك يا واد ياعدي ، في بوق باقي أما أجرب أقرا بيه الفنجان
قبض على فنجان القهوه ووضع فوقه الطبق الصغير الخاص به ، قلبه ثم انتظر قليلا ليزيحه ليرى ما بداخله ، قرب الفنجان من عينيه ليرى أخذ يدقق جيدا محدثا نفسه قائلا :
- هاه ، نشوف الطالع بقى ، اه ..إيه ده ؟ زي مايكون ..لحظه اه دي شبه ، شبه إيه بس إيه البتاع اللي مش باينلها ملامح ده ، أردف بضيق وهو ينفخ قائلا :
- إستغفر الله العظيم يارب ، يلا نحاول تاني
في ذلك الوقت خارج المكتب أتى رجلا كبيرا بالسن قليلا كان السواد يغطي وجهه وبعض ملابسه ، أخذ يبحث عن السكرتيره لم يجدها ، كانت ساره في ذلك الوقت تتحدث مع عميل من عملاء الشركه بعيدا عن المكتب ، لم يكن أمامه خيار آخر سوى الدخول للمكتب ، توجه الرجل لباب المكتب وقام بالطرق عليه
،كان لايزال على موضعه ، قرب الفنجان مره أخرى من عينيه ليضيقها محاولا معرفة ماهية تلك الرسمه ليحدث نفسه :
- تقريبا ده حاجه كده زي ..زي العروسه ، أردف باستنكار وهو يبعد رأسه مطالعا الفنجان :
- إيه ده عروسه ؟ ، لتكون عروسة المولد وأنا مش واخد بالي ، ثم انتبه لشئ ما فاعتدل في جلسته بسرعه وهو يحدث نفسه بابتسامه واسعه ، معقول الفنجان يقصد البونبونايه ؟ ، وفجأه طرق باب المكتب ليردف بابتسامه بلهاء وهو لا يصدق ناظرا للفنجان بيده :
- لتكون هي ياجدع
أردف بصوته بلهفه قائلا :
- ادخل بسرعه
انتفض عدي فزعا مطلقا صرخه عاليه وهو يهب واقفا فوق المكتب :
- عااا ، سلام قول من رب رحيم
حاول الشخص تهدئته قليلا :
- ياعدي بيه إهدى شويه
عدي بفزع وهو يشيح بيده :
- إنت مين ياعم إنت ؟
رد عليه ذلك الشخص محاولا تعريفه على حاله :
-يابيه أنا عمك جابر بسيوني
عدي وهو على حاله :
- عم جابر بسيوني مين ؟
جابر بنفاذ صبر :
- يابني عمك جابر اللي ماسك إدارة المكن بتاع مصنع الحديد
عدي بتوجس قليلا :
- يعني مش عفريت ؟
جابر وهو يحوقل ضاربا كفا بالآخر :
- عفريت إيه بس يابني ، لا حول ولا قوة إلا بالله ،إنزل من عندك يابني إنزل الله يكرمك
نزل عدي من فوق المكتب ثم توجه له بضيق قليلا قائلا :
- إيه ياعم جابر ، حد يعمل كده ، ياراجل سيبت مفاصلي ، اشاح عدي بعينيه بعيدا عنه محدثا نفسه بخفوت :
- الظاهر إنه اللي كنت بعمله في الواد عبده هايطلع على اللي جابوني
قاطع حديثه جابر وهو يتحدث :
- أعمل إيه ياعدي بيه ، المكن لسه العمال جاين يشغلوه لقيناه متعطل ولما جيت أشوف فيه إيه فرقع فينا وعمل فينا كده
إنتبه له عدي فقال بنزق :
- تقوم تقطعلي الخلف ياعم جابر مش ناقصه هيا سواد كفايه سحنتك
جابر ببراءه :
- ليه يابني ده أنا حتى حلو والبنات لسه بتجري ورايا إنت عينيك جرالها حاجه يابني ولا إيه ؟
وضع عدي يديه في خصره وإقترب يحدق بعينيه بإستنكار ، كان جابر يعاني من نسبه بسيطه من الحول بعينيه ، اردف عدي بتهكم :
- عينيا ، ااه عينيا ، طب خلاص روح إنت شوف شغلك ياعم جابر الله يهديك وأنا هاشوف حد يحل المشكله ده
أومأ الرجل براسه وخرج من المكتب ، نفخ عدي بضيق وتوجه بعصبيه قليله ليجلس على الكرسي والتقط الفنجان بيده ليردف بضيق وهو يطالعه :
- هي ده العروسه حسبي الله ونعم الوكيل ، دقق بعينيه قليلا ثم أردف بنزق :
- عروسة إيه ده طلع غراب
بعد قليل طرق باب المكتب ، انتفض عدي من مقعده فانخفض بجذعه أسفل المكتب ثم أردف بصوت عالي :
- إدخل
دلفت ريهام للحجره وطالعت بعينيها ولم تجد أحدا ، إستغربت من ذلك فتحركت بخطى معدوده ببطئ إتجاه المكتب وقد تنحنحت لتقول بصوت ناعم :
- حم حم يا حضرة الظابط
عقد عدي بين حاجبيه بتساؤل وهو يردد لنفسه :
- إنت متأكد ياعم جابر إنه البناا هي اللي بتجري وراك ولا نوع تاني
ريهام مردده بنبره عاليه قليلا :
- ياعدي بيه !
اتسعت عينيه فجأه وابتسامته البلهاء وهو يردد بخفوت :
- البونبونايه ، هم برفع رأسه إصطدمت بسطح المكتب فتأوه وهو يحك راسه ليعتدل ليرفع جذعه
إنتفضت هي في مكانها حينما سمعت صوت تأوه يأتي من أسفل المكتب ولحظات ووجدته يخرج من أسفله وهو يبتسم ابتسامته البلهاء التي تمنع نفسها بصعوبه من الضحك عليها ، أردفت بتوتر قليلا :
- حضرتك كويس يا عدي بيه ؟
عدي وقد إعتدل في وقفته فأردف بهيام :
- والنبي واحده كمان !
ريهام بتساؤل :
- هي مين ده ؟
عدي وهو على حاله :
- عدي ، ثم أردف مسرعا ، :
- بس من غير بيه دي !
سيطر عليها الخجل كثيرا من طلبه ، نظرت له مع ابتسامه مجامله :
- ما..ماينفعش ..ماينفعش يا عدي ب...
أوقفها هو مسرعا مشيرا بيديه الاثنتين:
-بس إقطمي ..شوفتي عادي خالص اهو
حاولت أن تنهي الموضوع فتنحنحت بحرج قائلة :
- حم ..حم طب حضرتك مش هتنده ساره عشان تعرفني مطلوب مني إيه ؟
عدي وقد إنتبه لذلك فقال :
- اه اه صح ، بصي أنا رايح مشوار ضروري دلوقتي ، وأنا خارج هافهم ساره كل حاجه وهتعرفك شغلك هايمشي إزاي وشويه وهاجيلكم تاني
اومات له بابتسامه صغيره ، فشرد في إبتسامتها ولم يتحرك ، نادته بخفوت قائلة :
- عدي بيه ..عدي بيه
إنتبه لنفسه فأردف :
- حم ..لا أنا لازم أمشي حالا مش هينفع كده ، يلا هامشي أنا بقى ، قال الأخيره وهو يتحرك متجها للباب وهي في إثره
.................................................. ....................
وصلت السياره إلى ساحة المشفى ، تحركت لتخلع عنها حزام الأمان وهي تبتسم مجاملة :
- حقيقي يامحمود
رد عليها بابتسامه وهو يخلع حزامه ليترجل من السياره :
- إنت عبيطه يابنتي عادي يعني ، بقولك إيه يلا عشان منتأخرش ونتسوح وساعتها هاشتغل سواق وإنت تلمي الأجره
ضحكت بشده على مزاحه وهي تترجل من السياره وهو معها ولم تنتبه لتلك العينين المظلمتين التي تراقبها
كان قد وصل إلى المشفي في نفس الوقت ترجل من سيارته وهم بإغلاق الباب ، قاطعه صوت ضحكات هو يعرف مصدرها تماما ، إنتبه بعينيه للمكان الآتيه منه ، تحولت إلى بركه من الدماء لإحتقانها بشده ، إحمر وجهه من شدة الغضب من تصرفها ، لم يشعر بقبضته التي كانت تفتك بباب السياره الذي بيده ، كيف لتلك الحمقاء أن تصعد للسياره مع رجل ؟ ، هذه اللعينه لم تعرف نتائج فعلتها التي سوف تعود عليها بعواقب وخيمه ، حسنا لها ماتريد
لم يشعر بحاله سوى وهو يغلق باب السياره بعنف أدى إلى إنتباه كلا من يارا ومن معها له ، رأت عينيه الحمراء وشعيراتها البارزه ، ابتسمت في نفسها بشده ، يستحق ذلك هو من تحداني أولا وكما قال نيوتن لكل فعل رد فعل
سار بإتجاهها وهو يغلي غيظا إلى أن وقف أمام الإثنين فأردف بابتسامه صفراء :
- صباح الخير
لم ترد عليه وقلبت عينيها لأعلى بينما رد عليه محمود قائلا :
- يادكتور
كانت عينيه معلقة بها وهو يتحدث بابتسامته الصفراء موجها كلامه له :
- خير يا محمود اول مره أشوفك مع الدكتوره يارا جايبها بعربيتك ، هو إنت تعرف عنوانها ولا إيه ؟
أردفت هي مسرعه لتزيد حنقه بابتسامه مصطنعه :
- أنا ومحمود ساكنين في الحي وعلطول بنقابل بعض ، كذا مره هو كان بيطلب مني يوصلني وساعات كنت باجي معاه بس حضرتك مكنتش بتاخد بالك
عض على شفتيه غيظا وقبض على يده ، رأته عقدت يديها امام صدرها وابتسمت بمكر وهي ترفع أحد حاجبيها بإنتصار ، لم يعد لديه القدره للتحمل هم بالقبض على يدها فابتعدت بسرعه وهي تبتسم بخبث لمحمود وتمسك بذراعه قائلة :
- مش يلا بينا بقى إحنا إتأخرنا
اومأ لها بابتسامه ثم إلتفت ليردف لياسين قائلا :
- عن إذنك يا دكتور
إنصرف كلاهما من أمامه بينما هو كان يقف فاغرا فاهه من فعلتها لا يصدق ، بدأ يتنفس بسرعه وعنف واحتقن وجهه من فرط العصبيه ، التفت لسيارة ذلك المحمود وأخذ يركلها بقدمه وبكل قوته وهو يسب ويلعن متوعدا تلك الساحره بأشد عقاب لها
.................................................. ..............
كان الصمت يعم المكان من حوله بإستثناء أصوات زقزة العصافير ، إنطفأت النيران بعد أن أكلت كل العصى والحصي ، تململ قليلا في نومته وشعر بالألم في ذراعه فتشنجت تعابير وجهه وصدر عنه تأوها خافتا ، رمش بجفنيه وهو يفتح عينيه ببطئ ، أغلقهم من ضوء النهار ثم مالبث أن فتحهما مره أخرى ، دار بعينيه على المكان من حوله إستغرب قليلا تواجده هنا ثم مالبث أن تذكر ماحدث بالأمس
التفت برأسه لتقع عينيه على خواء ، لم تكن بجانبه ، انتفض في مكانه وحاول الإعتدال بصعوبه وسرعه فصدر عنه تأوها عاليا لذراعه ، اعتدل في جلسته وهو يطالع مكانها بذعر ، دار بعينيه بحثا عنها بكل مكان حوله ولم يجدها ، إضطرب بشده وتحامل على نفسه ليقف بسرعه
اخذ يتلتفت حوله عل عينيه تقع عليها فيهدأ روع قلبه ويعود للحياه عندما يشعر بخفقات قلبها ، لم يجد أحدا ، لم ينتظر للحظه واحده ليركض بكل مكان وهو يبحث عنها متناسيا الألم المفرط الذي حل بذراعه المصابه
هوى قلبه بين قدميه ، هو لا يجدها بأي مكان حوله ، تملك الخوف منه ، الخوف من فقدانها ، الخوف من عدم رؤيتها مره أخرى ، كيف ذلك وبعد أن صارت روحه التي يشعر بها مرافقة لجسده في كل لحظه ؟ ، كيف وقد أصبح عشقها يجري في دمائه حيا بداخل قلبه للأبد ؟ ، أتختفي بعد أن نهبت قلبي وأصبحت عاشقا لعبيرها الذي يأخذني بسحره ؟
توقف في مكانه لحظه لا يعلم أن يبحث ، هم لسانه بأن يناديها ولكن ألجم وتوقف ، مهلا لحظه إنه حتى لا يعرف ما هو إسمها ، أوصل به الحال ألا يعرف إسم حبيبته ؟ ، تعلق ...أحب ...عشق ولم يعرف حتى إسمها ، أراد أن يناديها ولكن لا يعلم ....لا يعلم مالذي يجب عليه فعله ، أخذ يركض بين الأشجار كالمجنون دون توقف ، شعر بأن الهواء قد بدأ يقل من صدره ، شعر بالإختناق ، بدأت عينيه تلمع بعد أن تملكته فكرة فقدانها للابد ، كل مافعله أنه قد أطلق صرخه عاليه بزئيره القوي مخرجا معها حرقة صدره ، عض على شفتيه بألم ثم وفجأه حدثه قلبه وإستمع له أخبره قلبه بأن يناديها بما يكنه لها ، أومأ رأسه بهستيريه وهو يمسح عبراته المعلقه بأهدابه تأبى النزول بظهر كفه ، صرخ بصوته الجهوري عل ندائه يصل لقلبها :
- حبيبتي !! ، حبيبتي !!
لم يتوقف عن ذلك وهو يركض بحثا عنها دون توقف .
كانت تسير دون توقف بلا هدي تنساب عبراتها بصمت ، شعرت بالبروده من حولها أحاطت جسدها محاولة بث الدفئ ، إنتبهت أنها ترتدي ثيابه ، صدرت منها شهقه عاليه وهي تتذكر دفئ أحضانه وقلبها الذي تخلت عنه بسهوله ، هي مجبوره على ذلك كيف لها أن ترى من يؤذيه بسببها ، لم تستطع أن تكمل السير شعرت بالدوار من كثرة البكاء ، لم تقوى قدميها على حملها ، استندت على شجرة ما بظهرها ثم إنزلقت إلى أن جلست القرفصاء أمامها ، تكورت على نفسها لتبكي بمراره وهي تقول :
- غصب عني ، يارب ، يارب
فجأه شعرت بغصه بقلبها ، وضعت يدها على قلبها وتشنجت ملامحها وهي تعض على شفتها السفلى ، تأوهت بخفوت ثم أخذت تتنفس بسرعه وهي محدقة أمامها ، يالله لما هذا الألم ، أيعقل أن يكون بسببه ؟ ، أيعاني مثلي لفقداني ؟ ، يالهي هو يتألم أيضا ، يجب على كلانا أن يعاني مرارة ما ارتكبته القلوب ، في البدايه لن يكون باليسير علينا ولكن سوف يعتاد ، أخشى ألا تكون لدي القدره على ذلك ، أخاف إن أعاني طوال حياتي لما إرتكبته في حق قلبي
ظلت جالسة مكانها واضعة رأسها بين يديها التي كانت مستنده بها بمرفقيها على ركبتيها لتنتحب بصمت
.................................................. ..................
في مقر الشرطه وصل عدي إلى مكتب اللواء عبدالحميد ، طرق الباب وانتظر الرد ، أتاه صوت عبدالحميد ليسمح له بالدخول ، دخل عدي فوقعت عينيه على عبدالرحمن صديقه إستغرب قليلا ، ألقى التحيه العسكريه على اللواء :
- تمام يافندم
أشار عبدالحميد بيده بجديه قائلا :
- إقعد ياحضرة الظابط
نظر عدي لعبدالرحمن وهو يجلس مشيرا بحاجبيه بمعنى التساؤل ، رفع عبدالرحمن كتفيه بلا علم ، انتبه كلا منهما إلى عبدالحميد الذي أردف بجديه قائلا :
- طبعا إنتوا قدرتوا تحبطوا عملية تبادل السلاح اللي اتعملت في الصعيد بنجاح !
اومأ الإثنان برأسهم فأردف هو قائلا :
- بس عاوز أقولكم إنه العمليه ده كانت مجرد تمويه مش أكثر العمليه الأساسيه كانت عباره عن إدخال شحنة مخدرات لمصر وتمت
تفاجأ كلا من عدي وعبدالرحمن ونظر كلاهما لبعضهما بغير تصديق فالتفت عدي لعبدالحميد ليسأله بتعجب :
- إزاي يعني ياباشا أنا مش فاهم حاجه ؟
تنهد عبدالحميد وهو يقول :
- ياريت تسمعوني كويس عشان اللي داخلين عليه مش سهل ، من فتره جالي واحد وبلغني إنه في واحد من كبار رجال الأعمال اسمه ناجي فريد ليه علاقاته بره ناوي يدخل شحنه كبيره من الهروين لمصر عن طريق البحر ، طبعا إحنا جهزنا نفسنا للوضع ده ، بعدها بفتره قليله لقيته بيبلغني إنه للأسف وسطينا خاين سرب معلومات لناجي إننا عندنا علم بالشحنه ومستعدين ليها ، وهو قرر إنه يغير مكان دخولها وخلاه عن طريق خليج العقبه
ردد عدي بتساؤل :
- خليج العقبه ؟! طب يا باشا مادتوناش الأوامر نمسكهم هناك ليه ؟
عبدالحميد وهو يشبك يديه على المكتب :
- للأسف إحنا كنا مضطرين نخلي البضاعه تدخل عشان الجاسوس بتاعنا كان هينكشف ومنقدرش نضحي بيه ، خصوصي إنه ناجي لو مسكنا الشحنه معلهوش أي دليل ولا في حاجه ضده وهايطلع نفسه بسهوله منها ، وكمان اللي وصلني إنه ليه أعمال تانيه كتير ضد القانون بس للأسف بيمحي من وراه أي حاجه ، والجاسوس ده هو السلاح الوحيد اللي هيساعدنا ، عشان كده لازم يفضل متخفي
عبدالرحمن متسائلا :
- طب يا باشا إيه حكاية شحنة السلاح ده ودخلها بالموضوع ؟
عبدالحميد بنفاذ صبر :
- ركز ياحضرة الظابط ، العمليه بتاعة السلاح دي ناجي اللي عملها عشان يبعد عيننا عن البضاعه عشان تدخل بسهوله ، وانا وقتها كان عندي علم بكل حاجه تخصها وإضطريت أبعتكم الصعيد عشان كل حاجه تمشي زي مانا عايز ، ثم أردف بانتباه :
- إنتو كنتم بلغتوني قبل كده عن واحد كنتم زارعينه في رجالته بيقول إنه اللي جاي ياخد السلاح محدش يعرف عنه حاجه ازيد من إنه دراع ناجي اليمين وإسمه العميل
أومأ عبدالرحمن برأسه موافقا :
- فعلا يا باشا اللي بلغني قالي إنه محدش عارف عنه حاجه وإنه ناجي علطول مشغله معاه ومعرفه كل كبيره وصغيره
أومأ عبدالحميد برأسه وهو يحك ذقنه ثم اردف قائلا :
- هو ده الجاسوس بتاعنا
نظر عدي وعبدالرحمن لبعضهما ببلاهه ثم التفتوا لعبدالحميد ليردفوا في نفس الوقت :
- الراجل ده الجاسوس ؟
عبدالحميد مصححا وهو يمط شفتيه :
- البنت
ارتفع حاجبي عدي وعبدالرحمن قائلين بغير تصديق :
- نعم !!
عبدالحميد وهو يعتدل بجلسته :
- زي ماسمعتم ، العميل ماهو أزيد من إنه بنت وهي اللي جاتلي وبلغتني بكل حاجه تخص ناجي
عدي محاولا ان يفهم :
- معلش ياباشا عشان دماغي فوتت ، يعني العميل ده بنت ؟
عبدالحميد بعفويه :
- أيوه ، وهي اللي كانت بتمدني أول بأول بالمعلومات ، وعلى فكره كان في خاين بينا وهي اللي جابتلي إسمه لما سمعت ناجي بيتكلم معاه مره
عبدالرحمن بجديه :
- مين هو ياباشا ؟
عبدالحميد بتنهيده :
- احمد عبدالغني
عدي بغير تصديق بينما ألجمت الصدمه فم عبدالرحمن :
- أحمد !! طب وعملت إيه ياباشا ؟
عبدالحميد ببرود :
- مات !
عبدالرحمن بصدمه :
- إيه مات !؟
عبدالحميد بهدوء :
- هو اللي موت نفسه لما عرف إننا كشفنا ومستقبله هيضيع ، خلينا في المهم ، دلوقتي إنتوا كنتم بلغتوني إنه العميل ده إختفى لما كنتم في الصعيد ؟
عدي بهدوء :
- أيوه يا باشا انا وقت ضرب النار شوفته بيجري ، فضلت أدور عليه بعدها مالقتهوش خالص
عبدالحميد :
- طيب عموما تقلبوا الدنيا عليه مش عاوز رجالة ناجي يوصلولها قبلنا ، مش ضامن ممكن يعملوا فيها إيه ، لازم نجيبها إحنا الأول عشان نتفق معاها على اللي جاي وكمان عشان تطمن على أختها
عدي متساؤلا :
-أختها ؟؟ هي عندها أخوات ؟
عبدالحميد بهدوء :
- أمال أنا مكلفك بإيه ؟
عدي وقد عقد بين حاجبيه بدون فهم ثم مالبث أن إتسعت عينيه دهشه مرددا :
- نعم ! ريهام ! ريهام أختها ؟ !
عبدالحميد موضحا :
- أيوه أختها وأختها من الأول اللي وصلت لحاجات خاصه بناجي وأعماله الغير مشروعه ولما كانت على وشك تسلمهلنا للأسف رجالة ناجي خطفوها وكانو هيقتلوها وأخدوا منها الفايلات ولولا أختها هربتها كانت زمانها ميته
عدي مرددا بغير تصديق :
- انا مش مصدق ، إيه كمية الصدمات اللي نازاه فوق دماغ الواحد دي !!
عبدالحميد بهدوء :
- للأسف في حاجه كمان أخيره لازم تعرفها ضروري
توجس عدي قليلا وحانت منه إلتفاته لعبدالرحمن ثم نظر لعبدالحميد ليتحدث عبدالحميد قائلا :
- والدك الله يرحمه إنقتل
أومأ عدي رأسه بعد أن إبتلع ريقه بحزن ، أردف عبدالحميد قائلا :
- والدك كان شريك مع رجل أعمال كبير وكان عنده صاحبه الدكتور عمر مختار ، اللي هو ووالدك انقتلوا في نفس اليوم ، ممكن إنت متكونش فاكره كويس بس اللي لازم تعرفه ، إنه والدك رجل الأعمال اللي كان مشاركه كان ناجي فريد
جحظت عيني عدي وعبدالرحمن فردد عدي بتلعثم :
- م..مين ؟!
رجع عبدالحميد بظهره ليستند على الكرسي قائلا :
- ناجي فريد هو اللي كان شريك والدك وأظن بعد اللي عرفناه عنه بقينا شبه متأكدين مين اللي ورا مقتل زين بيه الله يرحمه وكمان صديقه الدكتور عمر أحمد محمد مختار
انتبه عدي للإسم جيدا فضيق عينيه قليلا ، فأومأ له عبدالحميد برأسه قائلا :
- أيوه الآنسه ريهام مختار بنت صديق والدك الدكتور عمر وأختها هي العميل وهي اللي ساعدتنا وإسمها إيلين عمر مختار
لم يعد لديه القدره على تحمل المزيد من الصدمات ألجم لسانه وغابت الكلمات عنه أردف عبدالحميد قائلا بتفهم :
- أنا عارف إنه كله جه ورا بعضه مفاجأه بس كان لازم تعرفوا عشان تقدروا تلاقوا إيلين قبل ناجي عشان رجالته بيدورا عليها ومش عارف إذا كانت المعلومه اللي وصلتني صح ولا لأ إنه هي انكشفت وناجي لو وصلها قبلنا هيقتلها ، مفهوم
أومأ عدي والشارد وعبدالرحمن رأسهم قائلين :
- مفهوم يا باشا
.................................................. ...................................
في المشفى كانت تقف بجوارها ذلك اللزج كما أطلق عليه يتضاحكان بصوت عالي قليلا وهي تنهي بعض الأوراق ، كان يقف يتابعها في حنق وهو يكز على أسنانه غيظا وقد إنكسر رابع قلم بيده ، كان يحدث نفسه قائلا :
- ماشي يا دكتوره أنا تعملي فيا كده ، ده ولا أكني كيس جوافه ، لا وتلزق في دراع الواد وتقوله ، ثم أردف بسخريه مقلدا نبرة صوتها :
- مش يلا بينا عشان إتأخرنا
قاطعه هاله وهي تتحدث بإستغراب خلفه :
- ياسين إنت كويس ؟
انتفض في مكانه وعدل هندامه وهو يتنحنح قائلا :
- حم ..اا..ازيك ياهاله ، انا كويس الحمدلله ، ثم فجأه التمعت فكره خبيثه برأسه ليردف بابتسامه واسعه مصطنعه :
- عامله إيه ؟ بقالي كتير يعني ماشوفتكيش ، إيه هما العيال وأبوهم تعبينك ولا إيه ؟
صدرت منها ضحكه عاليه إنتبهت لها يارا ، بينما أردف ياسين بسخط وهمس محدثا نفسه :
- عبو شكل اللي يضحك يا شيخه
ثم إنتبه لنفسه ليبتسم إبتسامه صفراء لها ، حانت منه التفاته ليارا وجدها قد انتبهت بكل حواسها له فاستند بمرفقه على الأرج بأريحيه ليردف بصوت عالي قليلا :
- والله وحشتني أيام الجامعه يا لولو ، يااه ، يااه
لمعت عينيها بوميض الغضب وعضت شفتها السفلى وأخذت تقترب ببطئ شديد منهما لتستمع لما يقولانه .
وضعت هي يدها بدلال على صدره لتردف قائلة :
- والله وخروجتنا وفسحنا أنا وإنت وحشتني أنا كمان ، فاكر يا ياسين لما كنت عندي في الشقه وبابي كان هيقفشك وإنت إستخبيت في الحمام ؟
صدرت منها شهقه عاليه واتسعت عينيها وهي تضرب بيدها على خدها لتقول بخفوت :
- حمام !! ثم أردفت بحنق :
- هي وصلت للحمام طب والله لأوريك !
كانت بيدها كوب من القهوه تحركت ناحيتهما وهي متصنعه عدم الرؤيه وعندما كانت المسافه بينها وبين ياسين رفعت قدمها لتهبط بها بكل قوتها على قدمه ، إنتفض هو ليصرخ بتأوه فضرب ذراعها الحامله للقهوه بغير قصد لتقع بسخونتها على تلك الهاله لتصرخ عاليا من الألم بينما وقف هو ممسكا بقدمه
وضعت يدها على فمها بصدمه هي كل ما كانت تريده هو إيذائه فقط ولكن القدر جعل كلا منهما يصرخان ، ضحكت بخفوت وهي واضعة يدها على فمها
نظر لها ياسين ليصرخ بها بغضب :
- مش تفتحي ياحجه !
التفت لهاله ليجدها قد ركضت من أمامه باتجاه الحمام لترى الحرق ، التفت ليارا ليجدها تبتسم بخبث فعض على شفتيه بغل ليهمس :
- والله لاندمك
نظرت له بكبرياء وقالت بابتسامه شامته :
- تستاهل إتحمل اللي هيجرى
ثم إبتعدت عنه وهي تردف بصوت عالي قليلا بدلال، لتتركه مشتعلا غيظا :
- شوفلها مكان الحرق يا ياسو
.................................................
بعد مرور الوقت بدأت الشمس في المغيب وهو مايزال كالمجنون يبحث عنها ، تملك منه الألم بشده بسبب جرحه ولكن مامقارنة ذلك الألم بألم قلبه ، نزف جرحه قليلا وامتلأ الشاش بالدماء ، كان يسير وهو يتتقل بصعوبه من إرهاقه بين الأشجار بحثا عنها
كانت هيئته رثه بثيابه المتكسره وخصلاته المشعثه من كثرة تخليله لأنامله بها بعصبيه ، وعينيه الزائغه الحمراء بشده ، لم يكن الغضب هو المتملك منها ليجعلها حمراء ، بل عبراته التي تعلن عن صراخ وألم قلبه ، عبراته التي يكاد يقسم بأن آخر مره قد إنسابت بها وقت وفاة والده ، ولما لا تنساب ومن فقدها ماهي أزيد من كونها روحه ، كيف لا يعصيه قلبه ويبكي بشده لفقدانها ، قلبه الذي حينما كان يقسو عليها يقسم بأنه كان يبكي حينما يراها تتألم ولكنه كان أسير عقله لا يستطيع التحرك ، ولكن الآن لم يعد يتحمل أن يبقى صامتا ، الآن هنيئا لك أيها العقل ، حدثه عقله بغضب قائلا :
- علام تبكي أيها القلب ؟ إنها لقاتله
القلب ببكاء وغضب :
- إصمت أيها العقل ، اتركني وشأني إن قاتلتي لهي روحي التي قمت بتعذيبها بغباؤك
العقل بغضب واضح :
- أيها القلب أنت الغبي ، مالذي كنت تتوقع مني فعله ؟ ، أنت المستهتر أنت من إندفع كالمغيب ليسلك طريقا كنت تعلم أن عواقبه ليست سوى الألم
القلب بألم :
- ألم يقتلني ألف مره بمجرد عدم رؤيتها ، ألم يعتصرني بقوه لعدم شعوري بأنفاسها الدافئه
العقل بتنهيده يائسه :
- عشقتها لتلك الدرجه ، وتتوقع بأن تهنئ أيها القلب ؟ أنت مخطئ إن العشق ماهو إلا بداية عذاب سيجعل صوتك يختفي من صراخ ألمك
القلب بلهفه :
- مستعد ، مستعد لعذابي أيها العقل ولكن لتكون بجانبي ، لأشعر بروحها فقط هذا كل ما أطلب أن أراها كل يوم ، أن أحيطها بدفئ ، أقسم أنني لن أشتكي
العقل وهو يتنهد بعمق :
- إذن لا تتوقف عن صراخك بها عل قلبها يستمع لك
لم يتوقف لسانه عن صراخه بكلمة " حبيبتي " ولم تتوقف عينيه عن البوح بما يعتمل قلبه ، صدع صوت رنين هاتفه النقال ، التقطته ونظر للشاشه وجده أخيه ، مسح عينيه بظهر كفه وحاول أن يتحدث بنبره ثابته فخرج صوته متحشرجا قليلا :
- ألو
تحدث عدي بإنهاك فقال :
- ايوه يامراد ، إزيك ؟ ،اخبارك إيه ؟
مراد وقد أخذ نفسا عميقا ليتحدث بثبات قائلا :
- الحمدلله ، مال صوتك إنت ؟
عدي وهو يجلس على سريره بغرفة نومه فبعد ما تلقى من صدمات كان التفكير قد تملك منه ، ليعود للبيت ليرتاح قليلا :
- النهارده عرفت حاجات مهمه عن ابوك لازم تعرفها
توجس مراد قليلا ثم أردف بعد ان ابتلع ريقه قائلا بحده قليله :
- انطق
سرد عدي لمراد كل ما أخبره به اللواء عبدالحميد ولم يترك تفصيله واحده فلطالما كان هو وأخيه يبحثان عن أي شئ يوصله لقاتل والده وها قد أتت الاخبار
وكأنه صار كالتمثال مجمدا في مكانه لا يقوى على الحراك ، كان الخبر كالصاعقه التي أصابت رأسه محدقا أمامه في الفراغ شاردا ، ما الذي فعلته يالهي ساعدني ، ذلك ما صرخ به قلبه لعقله ليصمت العقل غير قادرا على التحدث ليصرخ به قلبه بغضب باكيا :
- ما الذي فعلته ؟ ماذا ارتكبت في حقها أيها العقل ؟
تلعثم عقله محاولا التكلم :
- لا..حقا ..لا لا اعرف حقا أيها القلب ، لم أتوقع أن تكون بريئه !
القلب بسخريه ثم أردف بغضب :
- لم أتوقع ان تكون بريئه أيها القلب ، اللعنه عليك اللعنه على غباؤك أيها العقل ، لقد فقدتها فقدت حبيبتي بسببك ، ألم تأمرني بالصمت ، والآن هل يمكنك إعادتها ، أردف بشرود وخوف :
- هل من الممكن أن يصل إليها هؤلاء القتله ؟
التفت القلب للعقل ليصرخ بعصبيه :
- تبا لك ، أقسم لأن أصابها مكروه لسوف أحرق الأرض ومن عليها ، من سيلمس شعرة من خصلاتها لن يبقى به عنق ولا روح
كل ما قاله لأخيه كلمه واحده بشرود :
- إقفل
لم يمهل اخيه الرد ليغلق الهاتف ليضعه بجيبه ، انتبه لنفسه ثم عض على شفته السفلى بألم ليرفع قبضته ليضرب بها صدره عدة مرات بعصبيه وغضب ومقلتيه تلمعان بعبراتها ليتحدث بخفوت وحده موجها كلامه لقلبه ليلومه لإستماعه لعقله :
- ليه سمعت كلامه
التفت حوله ثم صرخ بصوت جهوري وبقوه :
- إيلين !! إيلين !! آااه !!
انتفضت فزعه من جلستها حينما شعرت بهتافه ، اخذت تتلفت حولها لتبحث بعينيها ، قامت وهي تستند بيدها على الشجره خلفها ، تجمعت العبرات بعينيها ، هو يتألم أنا أشعر به ، قلبي يتألم بداخلي يالهي ماذا علي أن أفعل ، قاطعها صوته الذي التقطته مسامعها بصوت وصل لها بخفوت :
- إيلين ! ، إيلين !
خفق قلبها بشده حينما وصل له ذبذبات صوته التي يعشقها ومازاد إبتسامتها إتساعا هو عشقها لإسمها الذي خرج من بين شفتيه ليخترق روحها ليبثها حبه ، انتبهت لنفسها وأنه قريب منها ، التفتت لتهم بالركض بداخل الأشجار ولكن هذه المره توقفت مكانها حينما شعرت بأنفاسه خلفها وهو يردف بخفوت :
- إيلين !
لا يعلم كل خطوه كان يخطوها وكأن رائحتها تصل لأنفاسه كان قلبه يهتف لوعة به ليتحرك مسرعا وألا يتوقف ، كل خطوه يقترب منها كان قلبه يكاد يخرج من بين أضلعه ، لمح طيفها ليهوي قلبه بين قدميه من الصدمه ، أيعقل أنه وجدها ، تحرك مسرعا وهو يبعد عن وجهه أفرع الأشجار القصيره ليجدها أمامه وهي تهم بالتحرك ، نادها بلهفه وشوق ظهر بوضوح في نبرة صوته :
- إيلين !
توقف قلبها عن العمل وشعرت بالدفئ والأمان ، أغمضت عينيها وهي تبتسم ، يالله ها أنا أشعر بهما من جديد لقد ظننت بأنني فقدته للابد ، فاقت من خيالاتها لتهم لتبتعد عنه ، فجأه وجدت من يكبلها بعناقه لها من الخلف ليقبض على جسدها الصغير بقوه محاولا أن يدفنها بين أضلعه ، شعرت بقلبه الذي يخفق بشده وعناقه الذي كان كالطفل الضائع الذي قد عثرت عليه والدته
وجدها تهم بالإبتعاد ، تهم بتركه مره أخرى ، لم تعد لديه المقدره ، حينما ظن أنه لن يراها مره أخرى كاد ليموت والآن أتعتقد بأنني سأدعها تذهب وتتركني ؟ ، لم يشعر بنفسه وهو يحتضنها بقوه من ظهرها ليتعلق بها بشده ليميل على رأسها مقبلا إياها قبله عميقه ثم إنخفض قليلا ليدفن وجهه بعنقها وهو يقبلها بشوق ولهفه وعبراته تنساب ببطئ في صمت
حقا لم تكن تريد الإبتعاد مطلقا كيف لها أن تترك قلبها وتذهب ، لم يكن بالأمر الهين مطلقا أن تعتقد بأنها قد فقدته ، ان تذبح روحها بنفسها لتتركها تتلوى ألما طوال حياتها هذا إن إعتقدت بأن هذه لتكون حياة بدونه ، أغمضت عينيها لتنعم بهذه اللحظه التي يتلهف فيها قلبها للنهل منها دون توقف ، شعرت به يقبل عنقها بلهفه وشوق فخفق قلبها بشده ثم مالبثت ان شعرت بقطرات عليه فعقدت بين حاجبيها باستغراب فالتفتت بسرعه لتقع في صدمة حينما ترى أن هذه القطرات كانت لعبراته
إتسعت عينيها دهشه وهو يطالعها بعتاب من أجل تركه ، لم يبعدها عن أحضانه بل قربها منه أكثر وعينيه لم تبوح لها سوى بالإنكسار والعتاب ، إمتلأت حدقتيها بدموعها وهي تقرأ رسالته الموجهه لها من عينيه ، أحاطط وجهه بكفيها لتلثم مكان عبراته المنسابه على وجنتيه بشوق ، ابتعدت بشفتيها عن وجهه قليلا لترى نظرة العتاب لم تنمحي من عينيه ليتحدث هو بهمس :
- سيبتيني !
لم تبعد يديها عن وجهه ، نظرت له بعبراتها وهي تتحدث بصوت متحشرج بهمس :
- مضطره
عقد بين حاجبيه بحده وتملك منه الغضب ليترك خصرها ويمسك بيديها ليبعدها عنه بعنف قائلا بصوته الرخيم :
- مش من حقك
رمشت بعينيها وهي تطالعه بوله ليردف هو قائلا بغضب :
- مش من حقك تاخدي حاجه مش بتاعتك ، وخصوصي لو الحاجه ده ملكي ، فاهمه !
قال الأخيره بصراخ أجفلت منه ، أكمل هو قائلا بإستنكار وقسماته متشنجه مشيرا لها باستخفاف :
- إنتي مفكره نفسك مين هاه ؟ ، مفكره نفسك مين عشان تسيبيني ؟ ، إنتي ملكي سامعه ؟
ملكي ومش هارحمك
قال جملته الأخيره وهو يضرب بقبضته على صدره بغضب وهو يتفوه بكلماته من بين أسنانه
كانت تقف مكانها بدون تحرك فقط تتأمله بعشق ، تتأمل كل تعابيره المحتده من أجلها ، تكاد تطير من سعادتها بسبب رؤيتها تعلقه وعدم تفريطه بها
نظر لها وهو ينهج بغضب لاحظ نظراتها العاشقه له ، ابتعد عنها بخطوات قليله للوراء وهو يرفع ذراعيه بيأس لرأسه لا يعرف ماذا يفعل بهذه الحمقاء ، صرخ بها بغضب ثم التفت ليضرب بقبضته على شجرة ما ليخرج بها غضبه منها
ارتجف قلبها حينما رأته بعصبيته المفرطه وهو يضرب بقبضته الشجره لتظهر آثار الدماء على أنامله ، ركضت نحوه مسرعه لتقف أمامه وتعابير الغضب قد تملكت منها لتقول بصرامه :
- كفايه
صرخ بها بغضب وهو يشيح بيده :
- روحي ، سيبيني وروحي زي ما عملتي ، مستنيه إيه ؟
إنفعلت بشده وتلألأت العبرات بعينيها لتتحدث بعنف وهي تضربه بصدره بقبضتها عدة مرات بعصبيه وهي تقول بحنق :
- عاوزني أمشي؟ ، عاوزني أسيبك ؟ هامشي ، هابعد
التفتت بحده لتسير مبتعدة عنه ولكنه قبض على ذراعها بقوه ليجذبها لصدره ليكبل جسدها بعناقه بشده وهو يتحدث بحده قائلا :
- هاقتلك لو فكرتي تعمليها
تلوت بين ذراعيه بشده وهي تحاول الفكاك بكل قوتها ولكن أمامه كانت مقاومتها واهنه ، ابتعد قليلا عنها لينهرها بحده وهو محاوطا لها :
- بس بقى واهمدي
نظرت له بغيظ شديد ثم تجمعت العبرات بعينيها لتنساب على وجنتيها لتردف وهي تضربه بصدره بكفيها الصغيرين :
- سيبني ، جيت ورايا ليه ، لحقتني ليه ، أنا عاوزه أموت من غي....
لم تكن لتكمل كلماتها ليقطعها بقبلته العنيفه لها وهو يحيط جسدها بذراعيه الضخمتين معيقا أي حركة لها ليبتلع باقي كلماتها بين شفتيه التي إشتاق لرحيقها ، تلوت بشده بين ذراعيها محاولة الإبتعاد ولكن لم تكن لديها القدره على المواجهه ، قررت أن تستسلم لبحور عشقه وتترك حالها لتغرق بها ، رفعت ذراعيها لتطوق عنقه مستجيبة لقبلته ، هم ليبتعد عنها ولكنها قبضت على عنقه لتمنعه من ذلك ، لقد إشتاقت له رغم أنه لم تمر سوى ساعات ولكن لكلاهما كالدهر ، شعر بها لا تريده ان يتوقف مما جعل جنونه يتملك منه ليزيد من عناقه لها وهو يعمق من قبلته ، تكاد تقسم بأنها شعرت بأضلعها ستنكسر بين ذراعيه ، لم تعد تستطيع التنفس أرخت ذراعيها حول عنقه وهي تحاول الإبتعاد عنه ، كان كالمغيب لا يعي شيئا ولا يتوقف ، دفعته بقوه عنها لتتحدث بين شفتيه بهمس :
- كفايه
توقف وإبتعد عنها قليلا محيطا خصرها بذراعيه ليستند بجبينه لجبينها لينظر لها ليراها مغمضة عينيها ، نظر لها بأعين هائمه لتقع عيناه على شفتيها اللتان تحملان أثر إكتساحه لها ، أغمض عينيه وتنهد بعمق شديد ثم أردف بهمس :
- عشقك هو مراد
رفعت إحدى يديها من على صدره العريض لتحيط به وجنته تتلمس لحيته وجبينها ملتصقا بخاصته لتهمس بابتسامه حب :
- مرادي ، ثم أردفت بتساؤل هامسة :
- وإيلين ؟
ابتسم إبتسامه جانبيه وتطلع لها بوله :
- عشقي
ثم قبل جبينها قبله عميقه وطويله ، ابتسمت إبتسامه واسعه بشده ، قاطعها خروج أربعة رجال فجأة من بين الأشجار بهيئتهم المخيفه ، توجست إيلين قليلا ليس من اجل نفسها بل من أجله هي تشعر بان هؤلاء الرجال من أجلها هي ، فجأه شعرت بذراع فولاذيه تدفعها بعنف لتصبح خلفه ، بينما هو وقف أمامها محيطها بجسده كليا ليردف بحده وغضب جامح :
- خير ! ، طلباتكم ؟
تحدث احدهم قائلا ببرود :
- اللي معاك
رد هو بحده مطالعا له :
- مش معايا حاجه
تحدث شخص آخر قائلا وهو يشير بيده لإيلين :
- أمال دي إيه ؟
طالعت إيلين مراد بتوجس وهي تبتلع ريقها ، بينما أردف هو بصوته الغليظ وأمر :
- نزل إيدك وخدوا بعضكم وإمشوا أحسن
كان يتحدث وهو ينظر لهم دون ان ينتبه لمن خلفه هو وإيلين ، فجأه قبضت ذراع قويه على يدها لتسحبها بقوه بينما اطلقت صرخه عاليه قائلة :
- مراد !!
إلتفت كالبرق ليرى من يهم بسحبها بعيدا عنه فصرخ بقوه :
- إيلين ! ، قبض بذراعه المصاب على يد الرجل والأخرى يكيل له لكمة قويه بوجهه أسقطته أرضا لتخرج الدماء من فمه ثم قام بسحبها بقوه لتلتصق بظهره ، صرخت إيلين بقوه وهي تنظر امامها :
- مراد حاسب
التفت هو بسرعه ليرى من يمسكه بقوه وهم الثلاث رجال ، حاولت إيلين بكل قوتها أن تبعدهم عنه ولكن قام أحدهم بالإمساك بها بقوه ليمنعها ، أما مراد فقبض أحدهم بقوه على ذراعه المصاب ليطلق صرخه عاليه ، التفتت له إيلين بسرعه ثم تحدثت لهم قائلة بحده :
- بطلوا ، توقف الجميع عن الحركه بينما أردفت بحده وهي تبعد يده من يمسكها بعنف عنها قائلة بتحذير من بين أسنانها :
- سيب إيدي بدل ما أقطعهالك
نظر لها الرجل بتوجس قليلا ثم أفلت يدها ، نظرت للآخرين وهي تردف :
- سيبوه يا بهايم
نظروا لبعضهم البعض فصرخت بهم بنبره حاده :
- بقولكم سيبوه بدل ماخد روحكم بإيدي
ترك الرجلان مراد على مضض ، فوضع يده على ذراعه ليوقف نزيف الدم وهو يتحرك نحوها بلهفه ، توجهت له بسرعه ثم وقفت أمامه لتنظر لعينيه قليلا ثم التفتت بعنقها قليلا لتردف بصوت آمر قائلة :
- إبعدوا شويه
واحد من الرجال معترضا :
- مانقدرش سيادتك
التفتت لهم بحده قائلة :
- إنتوا إتجننتم عشان تردولي كلمه إنتوا مش عارفين أنا ممكن أعمل فيكم إيه ؟
نفخ الرجل بضيق ثم أشار لمن معه بالإبتعاد قليلا فتمثلوا لأمره ، إلتفتت هي له مرة أخيره لتردف بحب وهمس :
- ماتسيبنيش ، أنا مش هخليك تبعد عني
مراد بهمس وهو يطالع عينيها بحده :
- هاقتلهم كلهم ، مش هاخليهم ياخدوكي مني
إبتسمت له بعشق وهي تومأ برأسها قائلة :
- عارفه
فجأه وجدت يدا تسحبها بقوه قائلا :
- يلا سيادتك .....
لم يكد يكمل كلماته وقد وجد قبضة صلبه تسقطه أرضا بلا وعي ، إضطربت إيلين ولكن لملمت شتات نفسها لتجد مراد يميل ليلتقط سلاحه ويقبض على يدها ليركض بها لداخل الأشجار
إلتفت الرجلان الآخران ليرا ماحدث فيركضان خلفهما وهم يطلقون النيران عليهما ، ركض كلا من مراد وإيلين ليبتعدا ثم توقف مراد ليلتفت حوله يمينا ويسارا وأعلى ، لمح بعينيه شجره قويه لينظر لإيلين قائلا بلهفه :
- حبيبتي لازم تطلعي عالفرع ده حالا
نظرت له إيلين بلهفه قائلة :
- وإنت ؟
مراد وهو يدفعها قائلا :
- يلا بس
تحركت على مضض وفي خفه تسلقت الشجره لترتكز على الفرع بينما نظر لها مره أخيره ثم التفت ليركض ، نظرت له بقلق شديد وهي تضع يدها على رأسها ، وماهي إلا لحظات لتجد الرجلين قادمين باتجاهها ، ثم مرا من أسفلها في نفس اتجاه مراد ، دق قلبها برعب خوفا عليه
قفزت من على الفرع بعد أن حسمت امرها لتركض خلفهما في نفس الإتجاه لتحمي قلبها



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس