عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-18, 09:11 PM   #7322

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الحي الصناعي.. بيت ام عادل



تمثل اشجان دورها وهي تدعي الطيبة والضعف والرقة بينما ترمقها ام عادل بتفحص وبعض الاستغراب لهذه الزيارة الغريبة !

تسألها سؤالا خبيثا لتستكشف

" وكيف حال ...زوجك ... معك ؟"

ها قد وصلت للنقطة الاساسية التي تريدها .. رمشت بعينيها وتبسمت في حياء مفتعل لتقول

" بخير الحمد لله .. خليل لا يكف عن العناية بي ليل نهار .. لكني مشفقة عليه .."

تتساءل ام عادل في شهقة عجب وفضول اكبر

" مشفقة ؟! ولماذا ؟"

تفتعل اشجان التنهد هذه المرة ثم تشير بيد مرتجفة الى وجهها الشاحب وهي تقول بقناع من الحزن الزائف " الا ترين حالتي يا ام عادل.. اي زوجة انا ؟! لقد طلبت منه مرارا ان يتزوج بفتاة اخرى صحيحة البدن .. تنجب له الاطفال .. ويعيش معها حياة طبيعية بعيدا عن المرض .."

فترد ام عادل وهي تدعي التعاطف

" شافاك الله وعافاك .. سيكون قليل الاصل ان فعلها... "

كانت اشجان تعرف ام عادل وتعرف ما تحوم حوله وهي تغذيه بمكر شيطاني لتصل الى بغيتها ..

ردت اشجان وهي تكمل دور الزوجة الطيبة المحبة المضحية " لا تقولي هذا عنه .. حتى لو تزوج فسأفرح لاجله .. انت لا تعرفين خليل مثلي .."

ثم تطلق تنهيدة لتعطي الانطباع المطلوب وبتمثيل محترف تضيف بملامح امرأة عاشقة

" انه يحبني ومتعلق بي منذ كان مراهقاً في السادسة عشرة ونعمل معاً في معمل حذيفة الصائغ وبسببه تركت العمل حتى ينساني لكنه لم يستطع وظل يبحث عني حتى وجدني من جديد وانا ضعفت امامه ورضيت الزواج به..."

ثم وقفت على قدميها تقاوم ضعف (حقيقي) هذه المرة وتشتم في سرها هذا المرض الذي يقتات على جسدها .. ترنحت رغماً عنها لتمسكها ام عادل عفوياً .. قالت اشجان

" لقد تأخر الوقت والكلام اخذنا .. شكرا لضيافتك ام عادل كنت مرهقة للغاية .. هلا ساعدتني بالنزول .. لا بد ان بتول قلقة علي وقد تهت منها وسط زحمة العيد والهاتف المحمول نسيته في البيت ..."

تتمتم ام عادل " اجل لا بأس .. سأوصلك حتى أسفل السلالم .."

عند باب البيت الذي تتشاركه اكثر من عائلة تقف المرأتان في الدرب شبه المزدحم بالناس فتودعها اشجان بوجه منهك والعرق يتصبب من جبينها " عيد سعيد يا ام عادل .. اتمنى اننا تصافينا "

لترد ام عادل وهي تأخذها في احضانها رياء ونفاقاً " مؤكد يا اشجان .. عيد فطر مبارك.. لقد حفظتِ رقم هاتفي فتواصلي معي على الدوام لاطمئن عليك .."

جاء صوت بتول بنبرة جافة متسائلة

" اين كنت يا اشجان ؟! "

كزت اشجان على اسنانها بشكل خفي وهي ما زالت تحتضن ام عادل .. لم تكن تريد لبتول ان تعرف اين كانت .. لكن لا بأس .. هي تجهزت جيداً لهذا الاحتمال ..

رسمت ابتسامة الطيبة والبراءة وهي تلتفت لبتول وتقول بارهاق " كنت متعبة ومررت لاسلم على ام عادل واعايدها .."

بترفع قالت ام عادل " اهلا بتول .. "

ردت بتول بنفس النبرة الجافة ودون ان تنظر ناحيتها " اهلا ام عادل .."

عينا بتول لم تفارقا وجه اشجان وهي تقول لها " هيا لنذهب .. لقد تعبت كثيرا وانا ابحث عنك في الاسواق .. فجأة اختفيت ! "

تسيران جوار بعض واشجان تتكئ بين الفينة والاخرى على الجدران لتسند ضعفها فتسألها بتول بغتة " ما الذي كنت تفعلينه عند هذه المرأة الخبيثة اللئيمة ؟"

تنهت اشجان بينما تقف قليلا لتأخذ بعض الانفاس ثم تلتفت برأسها في تعابير متجهمة الى بتول ترد عليها " انت تهتِ مني في زحام الناس واحسست بالارهاق الشديد .. ووجدت نفسي هنا فقلت انها فرصة لاسلم على ام عادل واصفي النفوس في ايام العيد .. هل يرضي هذا فضولك ام ستجهزين لي المشنقة ! "

بتلك الملامح المتحجرة العاطفة تسألها بتول

" هل يعلم حذيفة انك ستزورينهااليوم؟"

الحقد يتفاعل داخل اشجان .. هذه المرأة تفقدها صوابها وتشعرها وكأنها سجانتها !

ترد عليها بصلف ووقاحة " ولماذا اخبر حذيفة ؟! هل هو وصي علي لا افعل شيئا الا باذنه ؟! ثم اني اخبرت خليل قبل ايام وهو من شجعني ان افعلها .."

تمتمت بتول ببعض الدهشة " غريب .. !"

هتفت اشجان وهي تضرب بكفها على الحائط القذر " اعيديني للبيت .. انت استنزفت المتبقي من طاقتي .."

وهكذا عادتا لتسيرا معاً في صمت .. ثم بضعف اشد مالت اشجان لتستند على بتول دون ان تشعر ..











طرف اخر من اطراف الحي الصناعي

بيت حسناء وتحسين

تحاول حسناء من جديد لتقرب القطن بالمطهر من جرح جبهته فيدفع يدها بعنف ..

تصبر عليه وتشعر بمعاناته لتهاوده بطيبة

" دعني اعقمه لك .. انه جرح بسيط لكن يحتاج لتعقيم .."

يرفع وجهه اليها بنظرة حانقة وتلتمع قطرات ماء تهبط من شعره المبلل الى انفه فيمسحها بعنف وهو يهتف " لا اريد .. كله بسببك .. منذ الصباح وانت تصرين وتلحين ان استحم بحجة بركة العيد .."

تجلس جواره على الاريكة وتسأله وكأنها تكلم طفلا " لماذا كل هذا الغضب؟! "

يضرب بكفه على ساقه المقطع وهو يصرخ

" ألا تفهمين يا امرأة ! انا عاجز .. عاجز حتى ان اخذ حماما دون ان اقع ارضا واجرح نفسي !"

تمد يدها لتربت على كتفه في مواساة فتصطك اسنانه وهو يقول بخفوت حاد

" وشفقتك هذه علي... لا اطيقها .."

الدهشة ترتسم على محياها الجميل لتقول بطيب خاطر وبساطة منطق " انا اراعيك يا تحسين.. انت زوجي وهذا واجبي .. لماذا تقول شفقة ؟! "

عيناه تتعلقان بوشم النقاط الزرقاء الثلاث المتراصة فوق بعض على ذقنها ثم يرفع نظراته لشفتيها فيتساءل بضيم " وانا كيف اراعيك ؟! انا ليس لدي حتى المال لاجلب لك رغيف خبز تضعينه في فمك .."

تبتسم بنفس الروح المتسامحة الصبور الراضية وتشجعه بالقول " بعد العيد ستعمل وتتكسّب وستتحسن حالنا كثيرا ان شاء الله.. وعندها ستحضر لي كل ما اشتهيه .."

ثم وضعت القطن جانبا لتتحرك من جواره ناحية الباب وتشير قائلة " انظر .. ابو سعاد ارسل لك هذا العكاز .. احضره احدهم وانت في الحمام .."

تغيم تعابير تحسين وتتقلص اصابعه حول فرشة الاريكة وهو يحدق في ذاك العكاز الخشبي المسند للجدار جوار الباب ..

بينما تضيف حسناء وهي تزيح ضفيرتها الطويلة خلف ظهرها وتتقدم نحوه من جديد قائلة برحابة صدر " وانا ايضا سأعمل .. سأساعدك .. سابيع الخضار في السوق .."

نظراته تحولت من العكاز .. اليها ...

كانت بهية جميلة بضفائرها السود .. تشرح قلب الحزين برضاها وسعادتها البسيطة..

حالها هذا هو ما يجعله صابراً على ابتلائه وفقدانه لهيبته وقوته بفقدانه لساقه ..

منذ ان خرجا من حي الشيخ وهي تحسن معاملته .. كل هذا لانه بات عاجزا ؟!

عاجز عن قهرها .. عاجز عن ايذائها .. عاجز عن فرض ارادته عليها ...ما يأخذه منها بعجزه اضعاف ما اخذه في جبروته ! لكن هل هذا يكفي ليتحمل ضيم العجز ويتقبله ؟!

تمتم وهو يطرق بنظراته للارض " لا اريدك ان تعملي .."

تعاود الجلوس جواره وبعفوية تمد يدها للقطنة لترفعها الى جبينه وتقترب من زوجها كثيراً وهي تعقم الجرح ... قربها هذا يؤذيه ويشعره بمزيد من العجز لانه يمنع نفسه عنها ويقتل اي رغبة تتقد داخله بينما هي تعود لاسلوبها التشجيعي معه " فقط في البداية .. بعدها سيتوسع رزقك ان شاء الله ولن اخرج للسوق الا للتبضع.."

وجهها كان قريباً .. يلتهم بنظراته تفاصيل ذاك الوجه التهاماً فيشعر بقلبه يهدر في صدره كأنه عاد مراهقاً متيماً بها ... قال بصوت اجش " تبدين كما كنت وانت صبية صغيرة .. وجهك يستعيد عافيته يا حُسنا.. "

تبتسم له وهي ترد عفوياً بما صدمه

" ووجهك ايضا .. يستعيد عافيته.."

تتسع عيناه ويرتعد في داخله ليتمتم ببعض التشنج

" وجهي؟! لكن وجهي قبيح ومنفر .. منذ صغري وانا اعرف انه هكذا ... ليس فيه صلاحاً ولا عافية .."

تبعد يدها التي كانت تطهر الجرح لتنظر اليه باستغراب وتقول " لماذا تقول هذا ؟! كل الوجوه يخلقها الله جميلة .. ابي كان يقول هذا دائما .. انما بنو ادم بافعالهم من يزيدونها جمالا او يسؤونها قبحاً .. "

ما زالت عيناه متسعتان وهو ينظر اليها .. انها بسيطة للغاية .. تحفظ كلمات ابيها وتؤمن بها اكثر حتى من ايمانها بنفسها ..

وقفت على قدميها وهي تقول ببشاشة مفاجئة " سأحضر لك بعضا من حلاوة الدَهينة .. اشتريتها بالامس من صاحب العربة في شارعنا.." تتحرك وعيناه تتابعانها في لهفة تلقائية بجلبابها الجديد المورد وهي تضيف بنفس النبرة " سأعد الشاي مع الحلاوة .."

يعقد حاجبيه وهو يفكر انه جلباب جديد للعيد .. اشترته بالامس ايضا...

كل هذا الفرح والحماس لانها تصرف وتشتري من ماله ! مال رضا الصائغ .. مال حلال يُطعمها ويُكسيها ... ينظر للعكاز ببغض ويتمتم شيطانه في سره " يا خسارتك يا تحسين .."

ثم تشد اصابعه مرة اخرى على فرشة الاريكة وهو لا يعرف كيف يتصرف وماذا ينتظره ...






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس