عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-18, 10:17 PM   #11699

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

رتبت السيدة فخر الوسادة خلف ظهره وهي تقول بقلق :- هل أنت مرتاح الآن ؟؟؟ هل أحضر لك وسائد أخرى ؟؟ .. هل أنت جائع ؟؟ ربما تحتاج إلى كوب آخر من العصير ...
:- أمي .... أرجوك ... أريد فقط أن أرتاح ..
والدته كانت تحوم حوله منذ مغادرته المستشفى وعودته إلى البيت ... تمنعه حتى من أن يتنفس دون أن تطل عليه خشية أن يحتاج شيئا دون أن تكون موجودة لتلبيته ... وخالد .. الذي كان يجد صعوبة كبيرة في الاحتفاظ بصورته الثابتة أمامها ... كان في حاجة ماسة لأن ينفرد بنفسه للحظات فقط ... يسقط فيها كل التظاهر ... ويسمح لإحساسه بالانهيار أن يخرج إلى السطح بحرية ...
:- حسنا ... سأتركك ترتاح ... الممرض الذي استأجرته كي يهتم بك سيكون موجودا خلال دقائق ... سأرسله إلى الأعلى على الفور كي يعرفك عن نفسه ...
هز خالد رأسه بدون كلام ... متمنيا لو يتمكن من إخبار والدته بأنه لا يحتاج على الإطلاق لمن يهتم لأمره .. إلا أنه كان يعرف بأن والدته كانت أكبر عمرا من أن تتمكن من الاعتناء به بنفسها ...
حتى الآن ... هو يجد صعوبة في النهوض حتى إلى الحمام دون الحاجة للمساعدة ... إذ أنه مع كل حركة كان يقوم بها .. كان يشعر وكأن جرحه يوشك على أن يفتح مجددا ...
الألم الجسدي ... كان شديدا ... إلا أنه لا يقارن إطلاقا بالألم الذي يحتشد داخل روحه فيكاد يفجرها ...
ابتعاده عن ابنه كان يقتله ... بالأمس .... ذهبت والدته خصيصا كي تأتي به إليه فيراه ... إلا أن مرور خاله فيما بعد لأخذه ... كان يشبه محاولة أحدهم انتزاع قلبه من بين أضلعه ...
في حين كان في غياب ناهد .... راحة شديدة له ... مجرد اعترافه هذا لنفسه كان يبعث إحساسا عميقا بتأنيب الضمير والندم .. لأنه كان مسؤولا بشكل غير مباشر عما حدث لها ... عن فقدانها صوابها بهذا الشكل فتقدم على محاولة قتل قمر ..... للمرة الثانية ...
تنهد بقوة وهو يتساءل .. إن كان عليه التصرف بطريقة مختلفة قبل سبع سنوات عندما حاولت إيذائها للمرة الأولى ... إن كان عليه العمل أكثر بالتعاون مع خاله لمعالجة مشاكلها ... حتى وقد قطع خاله حينها كل علاقته مع خالد ووالدته آنذاك بعد اختيار خالد لقمر بدلا من ناهد ... ربما كان على خالد أن يتدخل رغم كل شيء ويرغم خاله على عرض ناهد على طبيب نفسي ... إنما .... خالد نفسه لم يفكر آنذاك بأنها كانت تعاني من مشكلة ...
لقد حمل نفسه هو كامل المسؤولية .. معتبرا ذلك الحادث جنون لحظة .... إلا أن جنون اللحظة لا يتكرر إلا إن كان هناك مشكلة حقيقية ...
لقد طلق ناهد منذ أيام ..... ومنذ ذلك الحين وهو يشعر وكأن حملا انزاح عن كتفيه .... إلا أن انزياح هذا الحمل لم يخلف داخله سوى الفراغ التام .. وهو يدرك بأنه على الأرجح ... خسر قمر إلى الأبد هذه المرة ...
هو لم يكن في المقام الأول يحمل أي أمل في أن تعود إليه ... إلا أن يتسبب في تعرضها للخطر للمرة الثالثة ... كان النهاية التامة هذه المرة ..
أدار رأسه نحو النافذة ... حيث كانت شمس بعد الظهر تبث شيئا من الدفء الربيعي في غرفته الباردة كالصقيع ... كروحه ... وفكر بالأسابيع التي تلت إصابته .... حيث امتنعت قمر عن زيارته خلالها .. لم تزره .. ولم تتصل حتى لتعرف أخباره ... وكأنها ... وكأنها ما عادت تهتم ...
اغرورقت عيناه بدموع القهر والخسارة وهو يطلق ضحكة مرارة ... أن تنتقل بين ليلة وضحاها .. من الاهتمام إلى حد منحه جزءا من جسدها لإنقاذه ... إلى عدم الاهتمام إن كان قد مات أو عاش ... لهو أكثر قسوة من ضربها إياه بالرصاص بنفسها ...
سالت تلك الدمعة الساخنة .... الدمعة التي كان يخفيها عن والدته ... يتظاهر أمامها بالصلابة ... يخفي عنها أنه ما عاد يهتم فجأة إن مات حقا أو عاش .... فلماذا يهتم حقا ؟ وقد خسر قمر ... خسر ابنه ... وأيضا شقيقته ... التي رغم كل محاولاته التخفيف من غضب والدتها عليها ... فإنه لن ينسى أبدا دورها في تدمير علاقته بقمر ... وبإيقاظها جنون ناهد دون أن تدرك هذا ...
رباه .... ما الفائدة .... فليخبرني أحدكم ... ما الفائدة من نجاتي من موت محقق .. إن كان مصيري بعد ذلك .. أبشع بكثير من الموت ؟
عندما ارتفعت طرقات خافتة على الباب ... مسح دمعته الفارة بسرعة ... مستعدا للقاء ممرضه المنتظر .. وهو يقول بصوت أجش :- ادخل ..
عندما التفت بوجه ثابت وهادئ نحو الباب الذي اندفع مفتوحا .... تحطم كل ثباته مرة واحدة وهو ينظر مباشرة إلى آخر شخص توقع أن يراه ...
إلى قمر




انتهى الفصل الثاني والثلاثين بحمد الله
قراءة ممتعة


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس