عرض مشاركة واحدة
قديم 16-10-18, 08:51 PM   #5

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
Bravo


الفصل الأول

زفرت بحنق مغتاظة .. للتو قد تركت صديقاتها بحجة الإرهاق والرغبة فى النوم، لتعود لمنزلها .. بينما السبب الحقيقى هو تقلب إتجاه الحديث .
فها هى تعود لتكون محور الحوار الهازئ .. بطلة جديدة لمثل هذه الأحاديث تتمثل فى تركها لخطيبها معتز الأسمونى ..
معتز بالنسبة للكثير من الفتيات حلم .. وكانت فرصة خطبته لها تعادل الصفر بالمئة .. نظرا لانه مدير القسم الذى تعمل به .. ولا ينظر لمن هم فى مثل هيئتها .
ولكن حين تقدم لخطبتها اختلف الأمر فقد منحها الهدايا .. وأخذها إلى أرقى الأمكان .. أعلنها ملكة فوق الجميع فى العمل .. أعطاها مظهرا لم تحلم به، بينما خلف تلك الواجهة السعيدة المبهجة كان ينبذها ويمقت كل شيء بها .
بداية بعيبها ونهاية بمظهرها .
ورغم كلماته السيئة القاسية على روحها الثائرة لكرامتها .. وما تشعر به من بغض تجاهه تحملته لخمسة أشهر، وحين لم تستطع أن تفهمه أو تفهم سبب ارتباطه بها تركته .. لتصبح محور الاحاديث بشكل جديد .

لا تعرف لما يجعل المجتمع من الفتاة دمية ذات صلاحية محدودة .. تبدأ مدة صلاحيتها من فترة مراهقتها وتنتهى عند سن الثلاثين .
وهى بالطبع لم تكن استنثناء لتلك الدمية ابدا .
تنهدت بحزن وهى تنفض رأسها بحزم .. لتقف على أحد جانبى الطريق فى إنتظار حافلة .
فى هذا الوقت المتأخر من الأفضل لها أن تستقل سيارة اجرى .. لكن بحالة اليأس التى تتلبسها تفضل استقلال الحافلة .. فهى أفضل حل لها وهى تريد تصفية بالها .
لم تمض دقائق حتى كانت تستقل الحافلة .. وتجلس بجوار الكرسى المجاور للنافذة لتنظر إلى الطريق بشرود .
لا تعرف إن كان ما تفعله عجيبا ام لا .. لكنها تشعر بالراحة حين تركب حافلة وتنظر من النافذة إلى الطريق .. تشعر بسكينة تتلبس روحها .
*****
دلفت من باب شقتها لتجد شقيقتها تجلس فى مواجهة الباب على كرسى عاقدة ذراعيها بحزم .. بينما على وجهها إرتسمت ملامح الغضب .
ألقت بمفاتيحها على الطاولة المجاورة .. لتتجه إلى أقرب كرسى وتلقى بجسدها عليه بإنهاك ..
شعرت بأختها تقترب منها لتجلس أمامها بنفس الهيئة، لتقول بلهجة مرتابة :
_ تركتِ خطيبك ثانية ؟؟
أخذت نفسا عميقا قبل أن تجيب بهدوء :
_ بلى .. لم أشعر بالراحة معه، لذا تركته .
تسائل شقيقتها فى ترقب :
_ وما السبب ؟
تجمدت ملامحها بلا تعبير، لتجيب بصلابة :
_ كان يسخر من اعاقتى .. يتفاخر امام الجميع أنه ارتبط بفتاة معاقة وأنه لا يخجل من ذلك بينما كانت كل شجاراتنا بسبب هذا الأمر .. وأنني يجب أن اخفيها بأي طريقة!
_ فقط ؟؟
تسائلت شقيقتها ثانية، فاجابتها ببرود :
_ وعدّة اسباب أخرى، لكن تلك أهمها .
أخذت شقيقتها نفسا عميقا قبل أن تقول بهدوء :
_ ريناد أنتِ تعلمين تماما أن أمر إعاقتك ليس بشيئ هين على الإطلاق، ليس عيبا بكِ ولا تقليل من شأنكِ فأنتِ قد أثبتِ للجميع بأن الإعاقة هى مجرد خللا فى التفكير، لكن جانب حياتك المزدوج قد لا يتقبل الفكرة، وهذا ما لاحظته أنتِ فى العدد الذى تقدم لخطبتكِ .
أنتِ لستِ بضعيفة لتحزنى لأجل كلمات إعتدتِ عليها، لكنكِ كنتِ مصرة دائما أن تثبتى لمن حولكِ أنكِ لستِ بحاجة لشفقتهم عليكِ .
عرفتكِ دائما قوية وصلبة لا تكسرها الكلمات السطحية، ولا يزحزح عزيمتها قولا سازجا.. لكن عليكِ التنازل فى بعض المواقف عن حدتك من أجل كرامتك .. فإنظرى لأين وصلتى بها ؟؟
لم تتغير ملامح ريناد المتجمدة .. بل زادت قسوة مع كلمات اختها والتى تصف بها الحال من منظور ضيق .
فقالت ريناد بجمود :
_ لقد علمت القادم ريماس .. هل لى أن أدخل لأستريح ؟؟
زفرت ريماس بحنق لتقول بلامبالاة :
_ أذهبِ ريناد .. فهذا المعتاد منكِ .
نهضت ريناد بسرعة متجهة إلى غرفتها.
أغلقت الباب بعدما دخلت بقوة موصدة إياه بالمفتاح .. لتقترب من الفراش ملقية جسدها عليه .
حملقت بعيون متسعة فى السقيفة بشرود، لقد اعتاد الجميع أن ريناد بلا مشاعر .. دائما قوية لا تأبه لكلمة من حولها، تهتم فقط برسم الأحلام وتحقيقها بعزيمة كى يرى الجميع بأن إعاقتها لا تعنى شيئ.
وقد فعلت ذلك .. إلا أنها كانت تخفى مشاعرها المتألمة المنجرحة من نظرة الناس لها .
فى أى عمل جديد .. او تجربة جديدة تحكم عليها التعامل مع أناس جدد .. تشعر بأنها تتعامل بها مع نظرات الدهشة والإستنكار ..
ورغم ذلك تمضى فى طريقها بإصرار تحسد عليه .
اعتدلت جالسة فى سريرها، لتنزع عنها القميص الوردى .. وتنظر إلى ذراعيها .
إحداهما تمتلك طولا طبيعى والآخرى أقصر بكثير .. كما اختلف الحجم بين اليدين .. فإحداهما عادية والآخرى صغيرة .
زفرت بتعب وهى تلتقط بجامتها لترتديها .. تخفى بها ذراعها كما إعتادت حين تشعر بالعجز يتملكها .
لتعاود الاستلقاء على فراشها تاركة لدموعها الصامتة المجال لتنطلق بحرية .
**********
فى اليوم التالى توجهت إلى عملها المعتاد ... فى إحدى الشركات الكبرى .
ما إن دخلت إلى مكتبها حتى جذب انتباهها الهمهمات والنظرات المترامية عليها .
يبدوا أن الخبر قد انتشر !
اقتربت أحدى صديقاتها لتجلس على طرف مكتبها قائلة بأسف متصنعة الحزن :
_ لابأس عزيزتى .. غدا ستجدين الأفضل منه .
أجابتها ريناد بملل :
_ شكرا .
لا تعلم لما تشكرها .. ولكن لا يهم ماذا ستقول المهم أن تنصرف وتبتعد عنها الآن فهى ليست بحاجة لشيئ يعكر مزاجها أكثر مما هو عليه من تعكير .
ولكن رجائها الخفى خاب حين اتبعت الفتاة :
_ لماذا ترككِ ريناد ؟؟
تركها !!
بالطبع كذلك .. معتز لن يتنازل ويقول بأنها هى من تركته وليس هو .. فجعل الأمر كأنه هو من تركها ليبدوا بمظهر أفضل فى عين الجميع هنا .
تركت الأوراق التى كانت تعبث بها، لتلتفت إلى زميلتها رانيا قائلة بابتسامة صفراء باردة :
_ لقد تركنا بعضنا وأنتهى الأمر .. لن يفيدك السبب بشيء رانيا .. لذا اقترح عليكِ أن تتركى لى المجال كى ابدأ فى عملى .
ابتهاج خفى تسلل إلى ريناد وهى ترى الصدمة على وجه المتطفلة الغبية .. والتى سارعت بالنهوض عن المكتب لتقول بتلعثم ناظرة حولها :
_ على كل حال فليرزقكِ الله بأفضل منه .
هزت ريناد رأسها وعلى وجهها نفس الابتسامة الصفراء فغادرت زامة شفتيها باستياء .
بعد دقائق كانت خلالها تعد مكتبها لبدئ العمل، وجدته يدخل ليحييهم بابتسامة باردة .
أشاحت بناظريها عنه حين التقت عيناها بعينيه، لتجده يقترب إلى أن وقف امام مكتبها ...فانحنى قليلا ليبتسم لها بمودة مصطنعة ويقول بنعومة:
_ كيف حالكِ اليوم؟
رفعت ريناد ناظريها إليه، لتجيبه ببرود :
_ أفضل كثيرا .
اومأ برأسه متفهما وقال وهو يعتدل :
_ أتمنى ذلك .
أنهى كلمته وغادر المكتب، لترتفع الهمهمات متنهدة بحرارة ..
نظرت إلى زملائها بالمكتب، كم هو ذكى وخبيث... لايريد أن يكون إلا محط الإعجاب، يأتى إليها ليسألها عن حالها بمودة فى اليوم التالى لإنفصالهما وكأنه يرسل رسالة للجميع وهى أنه لايزال متمسكا بها بينما هى المخطأة بحقه .
هزت رأسها بعنف نافضة لتلك الافكار، لن تهتم كما لم تهتم من قبل .. ستركز بعملها فهو ما سيفيدها .
*******

قراءة ممتعة


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس