عرض مشاركة واحدة
قديم 16-10-18, 09:14 PM   #7524

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت الصائغ




يدخل حذيفة المطبخ لتتسمر خطواته مكانها ويفغر فاهه في صدمة ..

ثم تحولت الصدمة لعبوس وتجهم وهو يحدق في خلود التي تقف خلف احد كراسي المطبخ الذي تجلس عليه امه وتمشط شعرها الرطب الـ... أحمر !

هتف بقوة حتى أجفل خلود وامه معاً " ماذا فعلتِ بشعر امي يا امرأة ؟!"

تعضعض خلود شفتها السفلى في اشارة خفية لزوجها دون ان تراها الحاجة سعاد وهي ترد عليه " خالتي أحبت ان أضع لها الحناء .. انها جيدة لتقوية بصيلات الشعر .."

لكن حذيفة يزداد تجهماً وهو يتساءل بغيظ

" ومن احضر لها هذه الحناء ؟! انت ؟!"

تتدخل الحاجة سعاد وهي تتجهم كابنها ترد عليه بتوبيخ " ما بك دخلت علينا كإعصار تونامي .."

تهمس لها خلود قرب اذنها " انه تسونامي خالتي.."

تشوح الحاجة سعاد بيدها وهي تقول " لا يهم الاسم .. لقد افزع قلوبنا بتجهمه المخيف ! "

يتخصر حذيفة وهو يتأفف ليسأل من بين اسنانه بعدها وهو يرمق خلود بنظرة تأنيب

" اجيبي خلود .. هل انت من احضر هذه الحناء لها ؟"

فتحت خلود فمها لترد لتسبقها الحاجة سعاد وهي تهتف به " الحناء الحناء الحناء ! ماذا جرى لك ؟! انه رعد من اشتراها لي وليس هذه المسكينة زوجتك التي ترهبها بصوتك الجهوري .."

كز حذيفة على اسنانه وطفحت عيناه بالغيظ وبعض الغيرة الطفولية على امه ليهدر كإعصار حقيقي " قسماً بالله لو كان امامي اللحظة لشوهت سحنته في يوم زواجه .."

يدخل رضا في تلك اللحظة وهو يلقي السلام وحالما وقعت عيناه على شعر امه انتابته نفس الصدمة اللحظية التي انتابت حذيفة لكنه سرعان ما تبسم ليتقدم من امه ويميل مقبلاً مفرق رأسها ويشم رائحة الحناء الفواحة قائلا

" منذ سنين طويلة لم أشم الحناء في رأسك اماه .. "

فتشعر سعاد بالثقة والتأييد وقد ناصرها بكرها لتقول ببعض الدلال

" كان والدك يحب رائحة الحناء ايضا .. "

يضرب حذيفة كفاً بكف ثم يغادر بخطوات نارية تأخذه باتجاه الباب الخلفي المؤدي للملحق وهو يقول لزوجته " عندما تنتهين من كل هذا الحقي بي لاكلمك بموضوع هام.."

يضحك رضا بخفوت وخلود ترد على زوجها بـ(حاضر) .. تعبس سعاد وهي تسأل رضا " لماذا هو غاضب هكذا من مجرد حناء وضعتها في شعري ؟! أعان الله زوجته على طباعه.."

يجلس رضا على الاريكة الصغيرة بالمطبخ وهو يرد على امه بالقول الباسم " يغار عليك يا ام الرجال .. طبعه حامٍ وانت تعرفين .."

تقسم خلود شعر الحاجة بحافة المشط الى نصفين وتبدأ بضفر النصف الايمن بينما ترد سعاد على ولدها بالقول " دعك منه .. سيهدأ بعد قليل.. اخبرني .. هل كان رعد سعيدا اليوم ؟"

يفرحها رضا قائلا " اجل .. سعيد للغاية .. اظنه وجد نفسه بيننا .. فليتمم لهما الله بالف خير .."

تتمتم سعاد " امين يا رب ..."

ثم تضيف بصدق وعفوية " هذا الفتى اخذ قلبي يا رضا .. فيه شيء يحرك حميتي نحوه .. اسعده رب العباد في الدارين .."

يطرق رضا قليلا يفكر بكلمات امه بينما تكمل خلود عملها وتنحني لتقبل خد حماتها وهي تقول لها بابتسامة محبة خالصة "مبارك الحناء خالتي .. تليق بك جدا.."

تمسك الحاجة سعاد وجه خلود بين كفيها وتناظرها لبضع لحظات ثم تغمرها بابتسامة حملت نفس المحبة ثم قالت " يبارك بك ربي يا غالية .. سلمت يداك .."

ثم قبلت خديها قبل ان تنسحب خلود لتعود للملحق حيث زوجها بانتظارها ..









الملحق




لم تمر نصف ساعة الا وارتفعت زغاريد خلود والدموع تنسكب من عينيها ..

حتى تحولت زغاريدها لنشيج بكاء وهي تجلس على الاريكة وحذيفة يقف امامها وينظر اليها بتأثر خفي صامت اما سوسو فجلست جوارها تطبطب على ظهرها والدموع تترقرق في عينيها وهي تسأل " ما بك امي .. كنت سعيدة وتزغردين فرحاً من اجل خالي خليل ! لماذا تبكين ؟!"

لكن خلود لم تستطع الرد مباشرة وقد خنقتها العبرة ..

لا احد ربما يستطيع فهم شعورها .. لكنه شعور عجيب ان اخاها هو... ولدها حقاً .. وسعادتها لا توصف بأنه سيتزوج..

فجأة توقفت عن البكاء ثم مسحت وجهها وهي تعقد حاجبيها وتنظر لزوجها بعبوس وتتساءل

" لكن ... لماذا لم يخبرني هو بنفسه انه تقدم لخطبة شذرة ؟! لماذا يخبرك انت وليس انا ؟! حتى شذرة لم تخبرني بشيء ! هل انا اخر من يعلم ؟! "

تهب واقفة على قدميها ثم تهدر بخطواتها بحثا عن هاتفها وهي تتمتم بغضب مستعر

" هذا الفتى سألقنه درساً لن ينساه.."

يمسكها حذيفة من ذراعها ليوقف بحثها الهستيري ويقول لها " اهدئي وكفي عن تصرفاتك المتهورة العاطفية هذه .. تزغردين ثم تبكين وفجأة تغضبين وتتوعدين .. "

لكن خلود ترد عليه بقهر " كيف لا يخبرني يا حذيفة .. انا امه ولست اخته فحسب .."

تترقق ملامحه قليلا وهو يرد عليها بثبات

" ان كنت امه فيجب ان تفهميه .. لقد مر بفترة صعبة للغاية .. ويحتاج دعمنا ليبني مستقبله ويكون اهلا للوعد الذي قطعه لرضا بأن يحافظ على بنت الناس التي طلبها للزواج ويجعلها تعيش بمستوى يليق بها.."

هدأت ثورة خلود قليلا بينما يضيف حذيفة

" لا تلوميه يا خلود .. انت عاطفية للغاية ومندفعة وهو كان خائفا ان تتهوري بطلبها قبل ان يكون مستعدا للخطوة .. فتحرجينه وتقللين قيمته دون ان تقصدي .. انت تعرفين كرامته كم هي عزيزة عليه .." تطلق خلود تنهيدة وهي تهمس " نعم .. كرامته فوق اي شيء .. ربما معه حق ! انا مجرد هبلاء لا تستطيع حكم الكلمات التي تخرج من فمها"

يبتسم حذيفة بل يكاد يضحك وهو ينظر لفمها ثم يهمس لها بصوت خافت " فم ثرثار لا ضابط له حتى عندما تقبلين .."

تتورد خلود وتحدجه بتأنيب لوجود سوسو بينما ينفجر حذيفة ضاحكاً وابنته تتقافز تسأل عن (النكتة)...






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس