عرض مشاركة واحدة
قديم 30-07-09, 01:32 PM   #5

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

1- العرض والطلب
أضطرت هيلين الى الأعتراف بأن العرض جذاب , وهي ترمق صديقتها بأهتمام ... نفقات سفرها الى جزيرة قبرص الجميلة وعودتها , بالأضافة الى مصاريفها وثمن وقتها , كل ذلك مقابل أصطحابها طفلين في الرحلة , وتسليمهما بسلام الى عمهما ليون بترو وهو قبرصي يوناني يقيم في قرية لابيتوس الجبلية الجميلة , على مسافة ثمانية أميال من كيرينيا , في الساحل الشمالي للجزيرة.
قالت, وومضة حماس واهنة تمحو الأسى عن وجهها وتكسبه جمالا ناعما ورقيقا:
" كان لطيفا منك أن تفكري بي, فأنا – كما تعلمين- لم أحصل على أجازة منذ ثلاث سنوات تقريبا".
" لهذا السبب بالذات فكرت فيك حين أطلعني أصدقائي على الوضع , ستكون فترة أستجمام رائعة بعد مرضك , ونوفمبر (تشرين الثاني) شهر بديع للترويح عن النفس – الحر فيه ليس شديدا وهكذا تستطيعين السباحة في البحر- والأستلقاء في الشمس على الرمال – وأنت عندك هناك صديقة لا بد أن تستضيفك أسبوعا أو أثنين".
تناولت هيلين فنجان بريندا وصحنها , وسكبت لها مزيدا من الشاي قائلة:
" ترودي ستفرح للزيارة, أعتقد أخبرتك بأنها متزوجة من قبرصي".
وأستأنفت عندما أومأت بريندا برأسها :
" لهما مسكن على مشارف نيقوسيا , يبدو جميلا حسب الصور التي أرسلتها أليّ".
كانت ترودي صديقة قديمة لها في المدرسة ولم ترها هيلين منذ زواجها – منذ ست سنوات- من الشاب المليح تاسوس, الذي ألتقت به في أجازة في قبرص , ولكنهما أعتادتا المراسلة بأنتظام , ودعتها ترودي عدة مرات للذهاب الى الجزيرة لتقضي عطلة معهما , وكانت هذه فرصة رائعة , وزادت هيلين لهفة وهي تسأل صديقتها عن مزيد من التفصيلات.
" قيل في البداية , أن أباهما كما ذكرت سيغادر المستشفى سريعا , فوافق صديقاي – وهما جاران له- على أيواء الطفلين , ولكن أتضح أنه سيمكث في المستشفى عدة أشهر, ولا يستطيع , بيل وجين رعاية الطفلين لأجل غير مسمى , فبيتهما صغير, ولهما ثلاثة أطفال يافعين , لهذا تقرر أن يذهبا – في الوقت الحالي – الى عمهما في قبرص.
وأخذت بريندا ترتشف الشاي , وأستغرقت الفتاتان في التفكير هنيهة وعادت بريندا تقول وهي تطلق ضحكة قصيرة:
" عمهما , فيما علمت , وافق على مضض أن يكفلهما , فيبدو أنه لا يميل كثيرا الى الأطفال , ومن الواضح أنه عدو النساء أيضا , ويبدو أنه لا يسر أحدا بصحبته".
قالت هيلين موافقة , وهي تعبس قليلا لفكرة أضطرار طفلين صغيرين للحياة مع رجل كهذا.
" من المؤسف ألا يستطيع صديقاك الأستمرار في رعاية الطفلين".
تناولت بريندا رشفة أخرى , قائلة:
" أن هذا مستحيل".
وبعد هنيهة تمتمت هيلين وكأنها تحدث نفسها:
" وهو أيضا لا يحب النساء".
وتذكرت سلوكها الشخصي نحو الرجال , مستغربة لحظة سبب ذلك , ثم تساءلت:
" ترى هل أساءت اليه أمرأة ما ؟".
" واضح أنه يكره النساء لما فعلته زوجة أخيه التي رحلت مع شخص آخر , تاركة زوجها والطفلين , كان تشيبي في الثامنة وفيونا تصغره بسنة , كان تصرفا أنانيا بشعا, ولكن بعض النساء قاسيات تماما".
ودار في خلد هيلين أن بعض الرجال هكذا , وأستغرقت في الصمت وهي تفكر في سنواتها الثلاث مع غريغوري , كان زواجا طبيعيا هانئا , أو هكذا أعتقدت , ولكن, عندما وجد زوجها ميتا وسيارته محطمة , كانت معه فتاة من مكتبه , وقال أحد الأصدقاء : أن الزوجة آخر من يعلم دائما: وغشيت هيلين مرارة بالغة , ثم أضطرت الى قبول الحقيقة وهي أن علاقة زوجها بالفتاة ترجع الى أكثر من عام , وكانت هذه النهاية بالنسبة أليها , وفقدت ثقتها بالرجال نهائيا- وأقسمت ألا تطمئن لواحد منهم مرة أخرى , أو تيح لأحدهم فرصة أبتلائها بمثل هذه التعاسة ثانية , وجلبت عليها الصدمة مرضا طويلا , وخطيرا , لم يمتص قواها البدنية فحسب , بل أفقرها ماليا, ثم تحسنت صحتها بعد عامين , وأصبحت تأمل أن تشغل منصبا في المكتب حيث كانت تعمل قبل الزواج , ولكن المنصب لن يخلو ألا بعد عيد الميلاد , ولهذا السبب كانت حرة في أنتهاز هذه الفرصة لزيارة قبرص.
وسألت عندما خطرت لها الفكرة بغتة:
" ما عمر الطفلين الآن؟".
" تشيبي في الثامنة وفيونا في السابعة...وهما مفعمان بالحيوية , ومن ثم فستكسبين المبلغ لقاء جهد".
وأجابت هيلين في حزن , وقد غامت عيناها الزرقاوان أذ تذكرت طفلها :
" لا ينبغي أن أتوقع أجرا بدون جهد".
لو أن طفلها عاش لكان الآن في الرابعة ... ولكنها وغريغوري لم ينعما به لأكثر من ستة أشهر ...
وأردفت:
" أنني- في أية حال- أحب الحيوية في الأطفال".
قالت بريندا محذرة :
" أخشى أن هذين الطفلين يفيضان بحيوية كبيرة , والأرجح أنهما سيضجران قبل نهاية الرحلة بكثير , تعرض أبوهما يوما لحادث سقوط طائرة , وهو يرفض – لهذا السبب- أرسالهما بالطائرة, على أنك تستطيعين العودة جوا , هذا أذا راق لك هذا العرض ".
فأسرعت تجيب:
" أنه يروق لي , ولكنني سأحتاج الى أن ارى والد الصغيرين ".
" أجل , في المستشفى , سأخبر بيل ليعد لقاء".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس