عرض مشاركة واحدة
قديم 30-07-09, 02:44 PM   #6

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأذ أحدثت هيلين أثرا طيبا في نفس الأب , أصطحبتهما بريندا لرؤية الطفلين , وقبل أن ينقضي أسبوع كانت هي والطفلان على الباخرة كنوسس متجهين الى قبرص, بعدما سافروا بالقطار الى أثينا.
كان الطقس جميلا , والسماء صافية زرقاء , والبحر الأبيض المتوسط أقرب الى بحيرة منه الى البحر , وصاحت فيونا وهي تشير الى رودس:
" أهذه هي؟".
كانت الشمس تغرب خلفها , وشاب البحر خط من الضوء المتوهج أمتد من الجزيرة حتى السفينة تقريبا , فرمق تشيبي أخته بأستخفاف وقال:
" كيف تكون هذه؟ نرسو على البر قبل صباح الغد".
كان الطفلان يقفان عند الدرابزين مبهورين بغروب شمس الشرق العجيب , وأخذت هيلين تراقبهما ساهمة ,من مقعد يبعد قليلا, فحوالي الساعة العاشرة من الصباح التالي ستودعهما الى الأبد , كان هذا الخاطر يلقي عليها شعورا غريبا من الشجن- وأدهشها أن الطفلين أحتلا مكانة في قلبها بهذه السرعة , ومع هذا الأدراك , أنتابها قلق شديد بصدد مستقبلهما , وعلاقتهما بعمهما الذي يكره النساء والصغار معا, كيف سيكون حالهما؟ وما لبثت أن أزاحت عنها هواجسها , وهي تلوم نفسها قائلة بعزم أن واجبها يقتصر فقط على تسليم الطفلين الى عمهما , فأذا أنجزت هذه المهمة, وأصبحت حرة في الأستمتاع بأجازتها فوق الجزيرة , وما يحدث لتشيبي وفيونا في نهاية الأمر لا يعنيها في شيء , قالت فيونا وهي تلتفت باسمة باسطة يدها:
" تعالي وأنظري يا سيدة ستوارت , تأملي الضوء المتألق على الماء".
ألقت هيلين كتابها على المقعد , ونهضت متجهة نحو الدرابزين وأمسكت باليد الممتدة , كانت صغيرة ودافئة وألتفت الأصابع حول راحتها وشعرت هيلين بوخزة في قلبها , أذ تذكرت أن الطفلة لم تعرف حب الأم.
قال تشيبي وهو يمد يده الى هيلين الثانية أقتداء بأخته:
" أليس جميلا؟ .... يبدو كأن البحر يحترق".
قالت هيلين وهي تلاحظ بسرعة هبوط الشمس:
" أنه جميل جدا حقا".
كان القرص يزداد هبوطا وهم يتأملونه , حتى أن الخط الناري أخذ يتباعد سريعا عن السفينة ويزداد قربا من الجزيرة , وتطلعت فيونا الى هيلين وسألت في حيرة :
" الظلام يحل ... لماذا يهبط بهذه السرعة؟".
ولما كان من العسير أن تفهم , أكتفت هيلين بالقول أن الشمس في هذا الجزء من العالم تغيب بسرعة , ولذلك يهبط الظلام على نحو مفاجىء".
وبدا الأستياء على وجه فيونا وهي تقول:
" لن نستطيع اللعب في الخرج مساء , وما أظنني أحب هذا ".
فقال تشيبي :
" بل ستحبين ... أنظري مدى الدفء , كان البرد في الوطن يحرمك اللعب خارج الجدران , في أية حال".
وأقرته هيلين وهي تعجب للتعبير , الذي بدا على وجه فيونا .
" ستعودين الى الثياب الصيفية وتستطيعين أن ترتديها على مدار العام".
وأتسعت حدقتا فيونا العسليتان وقالت:
" على مدار العام؟ أليس لهم شتاء هنا؟".
وهزت هيلين رأسها ولكنها قالت:
" فترة الشتاء قصيرة جدا , والطقس لا يزال دافئا ".
ظلوا يتأملون في صمت والسماء تزداد ظلمة , ثم أطلقت فيونا زفرة أسى:
" ليتك تمكثين معنا يا سيدة ستيوارت , فلا تتركينا مع العم ليون".
وقال تشيبي:
" العم ليون مروع... لن يدعك تفعلين شيئا...".
وأضافت فيونا :
" أنه يجعلك تلتزمين الهدوء...".
وأضافت فيونا:
فأذا لم تلزمي الهدوء , نظر أليك هكذا".
وقطب تشيبي أساريره حتى لم تتمالك هيلين نفسها من الضحك ,. وأن عاودها القلق على سعادة الطفلين , وقالت:
" أنا واثقة أنه ليس بهذا الشكل...".
ثم أردفت في فضول:
" أذن فقد رأيتما عمكما ؟".
أجابها الصبي:
" لقد جاء لزيارتنا غير مرة".
فقطعت فيونا كلامه قائلة :
" مرتين فقط يا تشيبي...".
ولكن الغلام هز رأسه وقال:
" ثلاثة مرات , أنك لا تذكرين المرة الأولى لأنك كنت صغيرة".
" أنني لا أصغرك بأكثر من سنة".
" ما كنت ألا وليدة حين جاء أول مرة ... ولكني أتذكره لأنه قال لأبي أنني أستحق صفعة !".
"العم ليون بيترو , كان أسمر وقصيرا , ولكن ولكن أبتسامته كانت تلقائية وودية , وقال لماذا؟ ماذا فعلت؟".
" لا أتذكر , ولكن أبي قال أن عمي ليون لم يكن يفهم الأطفال".
قالت فيونا وهي تشد قبضتها على يد هيلين:
" ولكنك تفهمين الأطفال يا سيدتي , ألا تستطيعين البقاء معنا؟".
" أخشى ألا يكون هذا ممكنا يا عزيزتي فيونا".
" هل لنك لا ترغبين؟".
" هل تمكثين أذا طلبنا منه أن تبقي؟".
أبتسمت هيلين لطريقة تشيبي في السؤال , وقالت أنها متأكدة من أن عمه كلف شخصا برعايتهما.
قالت فيونا بألحاح في لهجة ملاطفة:
" ولكننا نريدك أنت, لماذا يجب أن تعودي؟ هل لك أولاد؟ ".
فأجابت هيلين:
" كلا , ليس لي أولاد".
وكأن فيونا أحست- بطريقة الأطفال – بالأسى في لهجة هيلين, لأن قبضتها أشتدت على راحة هيلين , وردت هيلين بضغطة صغيرة تنم عن الحب , وقالت مشيرة نحو الجزيرة , لتحول أنتباههما:
"أنظرا , هل تريان القلعة؟".
ولكن أيا منهما لم يبد أهتماما , وغشيهما أكتئاب عندما أدركا مدى أقترابهما من نهاية الرحلة , ولازمهما الحزن أثناء العشاء وعندما راقبتهما هيلين تساءلت : كيف يمكن أن يوصفا بالحيوية , وعندما آوا الى قمرتهما حاولت أن تخرجهما من وجومهما قائلة , أن أقامتهما مع عمهما موقوتة وأنهما سيعودان الى أبيهما بعد أشهر قلائل.
سألها تشيي وهو يأبى أن يتعزى:
"هل ستعودين الى الوطن رأسا , بعد أن تفارقينا في الصباح؟".
فقالت وهي تميل لتسوي غطاء الفراش فوقه:
" سأقضي أجازة أولا مع صديقة في قبرص , ثم أعود الى أنكلترا".
" كم من الوقت ستمكثين هنا؟".
قالت في لهجة غير واثقة:
" قد أمكث أسبوعين".
رغم أنها أبرقت لتبلغ بنبأ قدومها , فأنها لم تتلق ردا , ولكنها فكرت أنه من المحتمل أن يكون الرد وصل بعد سفرها , وهي تأمل في ألا تكون زيارتها مصدر مضايقة لترودي وتاسوس.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس