عرض مشاركة واحدة
قديم 18-10-18, 10:42 PM   #8

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثالث

قلبت فى صفحته بإهتمام، تنظر إلى منشوراته الاخيرة .. حيث كان يطغى عليها التأثير الإيجابى، كانت أغلبها تحمل اسماء لكتب فى التنمية البشرية .. وكيفيه الاستفادة من الوقت .. محاربة الكسل ... الطريق إلى النجاح، وغيرها الكثير .
لقد علمت بعد تلك المرة التى حادثها بها أنه يعطى دورات فى التنمية البشرية .. وقد كان الأمر كبداية لطريق جديد تجرب به نوعا آخر من المجالات .
فطلبت منه أن يسجل اسمها فى أحدى دوراته، وقد ذهبت بالفعل .. لتشعر بتحسن كبير بعد تلك المرة .. لتعاود الذهاب عدّة مرات شاعرة بالراحة .
أغلقت الصفحة مزفرة بقوة لتلقى الهاتف من يدها وتستلقى على الفراش ناظرة للأعلى.
لقد بدأ شعورها بالراحة تجاهه خلال حديثهما فى أى شئ يثير استغرابها .. وبذات الوقت يجلعها تبنى خيالات لا ترغبها .
اهتمامه الراقى بها ونظرته الغربية للأمور تجعلها تبتسم دون أن تعى لنفسها .
ترى به الرجل صاحب العقل الناضج الناجح، ترى به شعلة الأمل المضيئة .
لن تنسى يوما لقائهما الأخير، حين أنفجرت بلا هوادة معبرة عن كل ما تعايشه من مرارة .
""خرجت من القاعة لا ترى أمامها من شدّة الإرهاق، إنها تتحامل على نفسها بقوة تجعلها تكاد تنهار .
إنعطفت فى أحد الممرات لتصطدم دون وعى بأحدهم، ابتعدت على الفور معتذرة بخفوت قبل أن تكمل طريقها دون أن تلقى بالا بما حدث إلا أن صوته الهادئ أوقفها .
_ الإعتذار لم يفعل شيئا لما وقع على الأرض .
أغمضت عينيها بقوة آخذة عدة أنفاس متلاحقة، قبل أن تلتفت إليه ببطئ ناظرة إلى الأرض فوجدت أوراق مبعثرة على الأرض فوقها علبة ورقية خاصة بالقهوة سُكب محتواها بأكمله على أغلب الأوراق .
شهقت بجذع وهى ترفع ناظريها إلى عينيه ببطئ .. حين إصطدمت به شعرت بأن الأوراق قد سقطت فلم تبالى بالأمر إلا أنها لم ترى كوب القهوة الذى أغرق الأرضية .
إقتربت منه ببطئ ناظرة إلى الأرض بخجل، لتهمس بخفوت:
_ أعتذر ثانية .
عقد سامى ذراعيه على صدره قائلا بهدوء:
_ إلا أن أسفكِ الثانى لم يفعل شيئا للمرة الثانية.
شعرت بالحرج يتملكها أكثر، فتوردت وجنتيها بخجل طغى عليه الحرج .. فقالت ثانية:
_ ماذا تريد أن أفعل؟؟
أدعى سامى التفكير للحظات قبل أن يقول بحزم:
_ إصلاح ما أفسدتِ .
إتسعت عيناها بذهول، لقد كانت تمنى نفسها منذ لحظات بالعودة إلى منزلها والنوم بهناء لتعوض ساعات إرهاقها وأرقها .. وهذا يطلب منها أن تصلح ما فعلت؟؟؟
ماذا فعلت من الأصل؟؟!!!!!!!!
حاولت تمالك نفسها فقالت من بين أسنانها:
_ ماذا علي أن أفعل؟؟
أخفى ابتسامته بقوة وهو يقول بجدية:
_ بسيطة .. عليكِ أن تأخذى الحاسب المحمول الخاص بى وتذهبى به ثانية إلى مكتب طباعة يدعى **** وتعطيه الحاسب وهو سيكمل الأمر .. ثم تأخذى منه الأوراق التى أحتاجها وتأتينى بها .
إتسعت عيناها بشدة حتى جحظت من مكانها، إلا أنها قالت فى النهاية بعدما لم تملك من الحيلة شيئا:
_ لا بأس .. أعطنى إياها وغدا أحضر لكَ الأوراق كاملة .
ظهر على وجهه علامات الإمتعاض، ليقول معترضا:
_ لا أنا أريدهم اليوم .
قضمت ريناد باطن خدها بقوة حتى كادت تجرحه، قبل أن تقول بقسوة:
_ أنا لست بحاجة للوقوف والتعامل مع الأمر، لقد أصبحت مشكلتك وحدك يا هذا .. و....
أوقفها سامى بنظرة صارمة من عينيه، إتبعها بقوله الهادئ الذى لم يخلو من الصرامة:
_ لم أكن أعنى ما قلت، فمهما كان الأمر لن أبعث بفتاة إلى أى مكان فى هذا الوقت ..
تلك الأوراق بالفعل هامة بالنسبة لي، إلا أن الأمر لا يستحق كل هذا الإنفعال البادى على وجهك .
لقد أردت ففط أن تشعرى بخطأ .. فقد أكملتى طريقكِ دون إهتمام وحين علمتِ ما حدث أبديتي الأسف على ملامحك بينما عينيكِ كانت تشيح بلا اهتمام .. فأردت أن أظهر لكِ حجم المشكلة -البسية من نظركِ- بالنسبة لى .
أخفضت ريناد وجهها هذه المرة بأسف حقيقى وهى تشعر بالندم لكل ما حدث .. بالفعل لم تكن مهتمة بما حدث، بل رأتها أوراق عادية ليس لها فائدة .. ولكن الأمر كان مختلف بالنسبة له .
لم تشعر بالقطرات الساخنة التى داعبت وجنتها وهى تنحدر إلى ذقنها ببطئ، حتى سقطت على الأرض الرخامية ..
إلا أنه كان واقفا امامها يراقب بتفحص ملامحها، ودموعها المعذبة وهى تغرق وجهها .
فتنهد قائلا بهدوء محاولا تصحيح خطأه، فالحقيقة أنه كان قاسيا معها .
قال بصوت هادئ حنون:
_ ريناد؟؟
إلا أنها لم تجبه وظلت مخفضة رأسها، فقال ثانية:
_ ريناد ... أنا أعتذر، لم أكن أقصد .
لم تجب نداه للمرة الثانية، بل إلتفت مغادرة المكان بهدوء دون أن تهتم لأمره .
خرجت إلى الطريق العام، لتجلس فى المكان المخصص لانتظار الحافلات .. ثوان وكانت ترى ااحداه تقترب فنهضت من مجلسها بسرعة لتشير لها كى تقف .
لم تشعر بنفسها إلا ودموعها تخرج من مخبأها ثانية لتعاود الهطول على وجنتها، بينما لم تحد بناظريها عن الطريق من زجاج الحافلة .
حاولت الاسترخاء كما اعتادت طويلا حين تجلس بهذا المكان، الا أن شيئا لم يحدث .
لقد كان ضغط الأيام السابقة قاس عليها، فما كان ينقصها سوى زيارة جديدة لأحد الخطاب جاء يقيم بضاعته العاجزة .
لينتهى بقولٍ بسيط "لا تلائمنى" كأنها دمية سيشتريها، ورغم إعتيادها على الأمر إلا أن ضغط عائلتها من جانب، وضغط العمل ومدير قسمها معتز الذى يتعمد استفزازها من الجانب الآخر، جعلاها تشعر بالإنهزام والانهيار التام .
أنتفضت فى مكانها شاهقة حين آتاها الصوت المحبب:
_ لا أظن أننى سبب كل هذا .
إلتفتت بسرعة ناظرة للكرسى المجاور، فجاء ظنها بمحله .. إنه هنا!! .. يجلس إلى جوارها منذ متى؟!
أنتبهت حين قال بنفس الهدوء:
_ من الأفضل أن تكفى عن البكاء ... فالجميع ينظر لكِ .
نظرت حولها بإنتباه ما إن أنهى كلماته، لتتبين صدقها .. فكل من يمر بجوارها ينظر إليها بإهتمام .
أخرجت بسرعة من حقيبتها مناديل ورقية، وسارعت بإزالة دموعها العالقة على وجنتبها .. لتكمل التفاتها إلى النافذة بجوارها دون إهتمام له .
بينما الاسئلة الخبيثة تقذف جدران عقلها بلا قرار .
لما تبعها؟ .. وهل هى صدفة أم إنه متعمد؟؟
ماذا يريد؟؟ .. ألم يكفيه ما فعل؟؟
لماذا جاء؟؟؟؟؟؟؟
كلها كانت تستقر فى سؤال واحد، لماذا فعل ذلك؟؟
حاولت جاهدة إيجاد الحل .. الا أنها فشلت .
انتبهت حين قال بنفس الهدوء الذى بدأت تعتاده:
_ قد يكون البكاء راحة .. تخرجين ما بداخلك من تعب، إلا أنه يترك أثرا عميقا بعدما تنفذ الدموع .. أثرا بالوحدة الموحشة .
أخبرينى أفضل عما بكِ .. ربما أستطيع مساعدتك.
إلتفتت له حينها ببطئ تنظر إلى ملامحه الهادئة المبتسمة، راودها السؤال الأكثر اهمية فى تلك اللحظة .. هل تفعل وتخبره؟؟
صمتت للحظات باحثة عن جواب، قبل أن تقول بحزن متنهدة:
_ الجميع يرانى معاقة ... ناقصة ولن أكون يوما كاملة، مهما أثبت للجميع كفائتى وقدرتى على فعل كل شئ مثل أى فتاة عادية .. إلا أننى أظل بالنهاية فتاة ناقصة بنظر الجميع!
مع نهاية كلماتها كان صوتها يخفت تدريجا حتى صمتت، ليعم صمت قصير قاطعته الأنفاس الحادة المتحشرجة، قبل أن يقول سامى متنهدا:
_ أنا لا أراكِ كذلك .. أنتِ لستِ ناقصة، أنتِ قولتِ لتوك أنكِ فعلتى كل ما تفعله أى فتاة عادية، فكيف تكونين كذلك؟؟
الإعاقة توجد بداخلنا جميعا، قد تتجسد بداخلنا فى اعاقة الفكر .. او الإعتقاد .. او التصرفات، لا أحد كامل .
أنتِ تنظرين إلى أنكِ ناقصة فى الجسد وهذه هى مشكلتك، بينما غفلتى أن جميع البشر ناقصين مثلك .. لكن بإختلافات .
من يخبركِ بأنكِ معاقة فهو المعاق، الاعاقة بداخل تفكيرك وعقلك ونظرات الناس .
تقِ بنفسكِ يا فتاة، أنتِ فعلتِ الكثير ولا تزالين، لن تقف أمامك مجرد همسات كاذبة او نظرات ناقدة .. فأنتِ أيضا تستطيعين ردها بلا أى أعتبار .
وكونى على ثقة .. أن لا أحد بهذا العالم يستطيع أن يكون كاملا .. لا أنا ولا أنتِ مهما فعلنا .
أخفضت ناظريها شاعرة بالإضطراب، جزءا منها يشعر بالأمل لكلامه المشجع .. والآخر يجد أنه مجرد كلام سيتكسر مع أول نظرة أو مواجهة مع أحدهم . إلا أنه أتبع حين رآى تشتتها على ملامحها:
_ الكلام بلا عمل ليس له فائدة ريناد .. ضعى كلامى فى حسبانكِ فقط .. ولا تنظرى لشيئا آخر، ردديه فى داخلك وأنتِ تخطين فى طريقك إلى الثقة التامة .
أنهى كلامه ونهض مغادرا كى ينزل فى المحطة التى وقفت عندها الحافلة، لتنظر إلى مكانه فاغرة فاها بإنشداه"""
أغمضت عينيها مبتسمة بحالمية لتغرق بعالم الاحلام .
**********


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس