عرض مشاركة واحدة
قديم 20-10-18, 01:18 AM   #239

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لم يعرف (آدم) كيف وصل بسلام بعد قيادته المتهورة التي جعلته بقطع المسافة الطويلة للبلدة في نصف الوقت تقريباً .. وداعاً لسجل قيادته النظيف، لابد أنه سجل عشرات المخالفات .. على الأقل ليحمد الله أنه لم يتسبب في حادث ... كانت أعصابه كلها تحترق والآف الأفكار المرعبة تمر بعقله ... كان الظلام قد سدل ستوره حين وصل البلدة أخيراً .. أوقف السيارة بعنف وغادرها ليندفع داخل المنزل وجرى عبر الرواق المظلم وقلبه يهدر داخل صدره بعنف وعقله يكاد ينفجر ... ما الذي أصابه؟ .. لماذا لا يستطيع التحكم في تلك الرجفة التي تكاد توقف قلبه ولا ذلك الضيق الذي يعتصر صدره اعتصاراً ... ألم يقسم أنه لن يضعف؟ .. ألم يقسم أنه سيذيقها من نفس الكأس الذي أذاقته إياه لسنواتٍ طوال؟! .. ألم يقسم لها أنه حين يجدها لن يرحمها وسيجعلها تركع فوق ركبتيها تتوسل الموت وأنه لن يشفق عليها للحظة ... لماذا الآن يرتعب لمجرد فكرة أنها قد تكون في خطر .. توقفت خطواته أمام باب الغرفة التي حبسها داخلها لأيام .. وحيدة .. ببيتٍ مهجور منعزلٍ .. رباه ... ما الذي فعلته به؟ .. إلى ماذا حولته؟ .. ابتلع لعابه بصعوبة ويده تفتح الباب وهو يحاول التحكم في رجفته الشديدة بينما ذكرياتهما معاً مرت بسرعة أمام عينيه حتى انتهت إلى اللحظة التي سقطت فيها رأس (رُبا) فوق صدره واستكان جسدها بين ذراعيه بعد أن انتزعها الموت من بين يديه وانتفض قلبه أكثر وهو يدفع الباب ليلفحه تيار شديد البرودة فقطب حاجبيه وهو يدلف للغرفة المظلمة الباردة ومرر عينيه بسرعة ليلمح النافذة المفتوحة على مصراعيها ولولا القضبان الحديدية لظنها هربت منها .. نقل عينيه نحو الفراش وعلى الضوء الخافت المتسلل من الخارج لمحها غارقة في النوم و خصلاتها الحمراء تخفي وجهها وتنفس بارتياح شديد وهو يلمح جسدها يتحرك مع أنفاسها .. زفر بقوة وهو يتحرك بسرعة ليغلق النافذة لتصطدم قدماه بشيء على الأرض فخفض رأسه مقطباً حاجبيه ليرى حُطام الطاولة من الخارج ولمح صينية الطعام الملقاة جانباً، تحرك نحو مدخل الغرفة ليضيء النور حين انتبه أنه لم يعد التيار الكهربي للمنزل، فألقى عليها نظرة أخيرة قبل أن يسرع للخارج للحظات ويعود سريعاً .. أضاء النور وعيناه تتجهان نحو الفراش حيث كانت نائمة وقطب بشدة ما أن رآها في الضوء وكز على أسنانه وهو يلمح جسدها المكشوف وقد تخلصت من بلوزتها ونامت بفستانها الخفيف بحمالاته الرفيعة .. ما الذي تعتقد أنها تفعله؟ .. كيف تنام بهذه الطريقة وتترك النافذة مفتوحة؟ .. هل قررت الانتحار بالموت برداً؟ .. تحرك نحوها ببطء وعيناه تتحركان فوق جسدها وذكرياتهما معاً تعود حية تمزق عقله دون رحمة .. أي لعنة أصابتك بها (آدم هاشمي)؟ .. كيف تسللت كسمٍ زاعفٍ إلى داخل روحكِ فلم تتمكن كل هذه السنوات من أن تطهرك منها؟َ! .. اقترب منها ببطء وعيناه تمران فوق جسدها .. تُرى كم عرفت بعده من الرجال؟! .. كم ساذجٍ أوقعته في فخ فتنتها وأطبقته عليه لتتلاعب بقلبه وتدمر حياته؟! .. كم هوية انتحلتها؟ وكم اسماً زائفاً حملته؟! .. نيران غضبه عادت تشتعل وبدا كما لو أن شيطانه قد استيقظ من جديد بعد أن تأكد من أنها بخير واقترب تمزقه رغبتان متناقضتان كضدِ الموتِ والحياة .. ليته يستطيع أن يستجيب لشيطان انتقامه ويحيط عنقها بيديه ويتخلص من لعنتها للأبد، بينما ذلك العاشق الذي كاد يموت رعباً عليها طيلة الساعات الماضية يتحرق ليستجيب لنداء اللهب في خصلاتها ليحرق أصابعه التي تشتاق لملمس خصلاتها النارية حتى ولو عني ذلك أن يحترق للأبد ... لم يشعر بنفسه وهو يجلس على حافة الفراش ولا بأصابعه التي امتدت دون إرادته مستجيبةً لإغواء النار ليزيح خصلاتها يكشف عن وجهها وينظر لجفنيها المغمضين يخفيان خلفهما زمردتيها الثلجيتين .. توقفت عيناه فوق شفتيها اللتين فقدتا نعومتهما وتوردهما وتشققتا تعبران بوضوح عن سوء الحال التي وصلت إليها، وعاد يدير عينيه على وجهها الذابل وقلبه يتوسله أن يضمها إلى صدره ويحميها من شيطانه ويغفر لها كل شيء، لكن كيف؟! .. كيف يسنى وكيف يغفر؟! .. انقبض قلبه فجأة وهو ينتبه للحمرة الغريبة التي تعتلي وجهها ولأنفاسها التي تتردد بسرعة وضعف .. اتسعت عيناه قلقاً وهو يضع كفه فوق جبينها لتصعقه حرارتها المرتفعة بجنون وهدر قلبه برعب وهو يحتضن وجهها المشتعل بالحُمى ويهزها هاتفاً
_"(إيفا) استيقظي .. (إيفا) .. اللعنة ماذا حدث؟"
حرك يديه يلامس ذراعيها بخوف شديد .. جسدها كله يشتعل بالُحمى .. رفعها عن الفراش وهو يناديها لتفتح عينيها لتتوقف عيناه بهلع فوق بقعة الدم فوق الفراش .. وخاطر مرعب مر بعقله وهو ينظر باتجاه الحطام والزجاج فوق الأرض وبقع الدم التي لم يلمحها في الضوء الشاحب .. ماذا فعلت؟ .. ماذا فعلت بنفسها؟ ... عاد يتحسس جسدها المستكين واتسعت عيناه وهو يلامس قطعة قماش مليئة بالدم التفت حول منتصف فخذها و أسرع يفكها بأصابع مرتجفة ليشهق بجزع وهو يرى الجرح البشع أسفلها .. جرحها الذي لم تستطع أن تعتني به وأصيب بالتلوث .. رفعها بين ذراعيه وقلبه يخفق بجنون وهزها بقوة وهو يهتف بينما كفه تربت على خدها
_"(إيفا) .. افتحي عينيكِ (إيفا) .. ماذا فعلتِ بنفسكِ؟ .. (إيفا)"
عقله صرخ فيه بالحقيقة الواضحة أمامه .. انها تموت .. حالتها سيئة للغاية .. لقد تسممت ووضعها لا يبشر بخير .. إنه على وشك أن يخسرها .. في أي لحظة .. سيخسرها من جديد .. المرأة الوحيدة التي عشقها بكل ذرة من روحه والتي كرهها بكل ذرة عشقٍ حمله لها يوماً .. لا لن تذهب .. لن تتركه مجدداً .. وضع جسدها برفق وتحرك بسرعة نحو الخزانة الصغيرة في ركن الغرفة وانتزع ثوباً منها وأسرع ليلبسها إياه وهو يواصل هتافه المتوتر
_"أنتِ لن تموتي (إيفا) .. هل تسمعين؟ .. افتحي عينيكِ .. اللعنة"
مرر ياقة الثوب عبر رأسها الذي عاد يستكين فوق كتفه بطريقة زادت رعبه وأكمل مهمته وهو يردد
_"لا تحلمي أنني سأجعلكِ ترحلين بهذه السهولة .. ليس مجدداً.. أنتِ لن تتركيني مرة أخرى"
شعر برأسها تتحرك بضعف قبل أن يأتيه صوتها الهامس
_"(آدم)"
تجمدت أصابعه ورفع عينيه لتقابله زمردتيها اللتين كانتا تنظران إليه من بين دموع ألمها وشعر بقلبه يتوقف بين ضلوعه وهو يشعر بكفها الذي رفعته بضعف شديد لتلامس لحيته القصيرة وهي تهمس بصعوبة شديدة كأنما تنتزع كلماتها انتزاعاً
_"لقد أتيت أخيراً .. هل تعرف كم انتظرتك؟"
كلماتها سددت سهماً قاتلاً إلى قلبه وهو يفكر .. لقد تركها وحدها لأيامٍ حبيسة غرفة صغيرة في بيتِ مهجور بمعزلٍ عن الناس .. لقد أصيبت بجرحٍ بالغ ولم تجد من يمد لها المساعدة .. لم يكن بالقرب ولا ترك بقربها من يمكنه أن يهتم بها .. لقد تركها للموت حرفياً .. يا الله .. إلى أين أوصله هوس انتقامه منها؟ .. كلماتها الهامسة انتزعته من أفكاره وهي تردد بتهدج من بين هذيان الحُمى
_"لقد .. انتظرتك طويلاً .. طويلاً .. أكثر مما تتخيل (آدم) .. أكثر مما فعلت أنت"
انتزع نفسه بصعوبة من تجمده وأكمل إلباسها الثوب قبل أن يحملها برفق ويتحرك مغادراً الغرفة وتحركت ساقاه بسرعة في الرواق الطويل وهو يسب داخله بقهر مفكراً في الطريق الطويل الذي يفصلهما عن أقرب مشفى .. إحدى ذراعيها التفت حول عنقه والأخرى استقرت كفها فوق نبضات قلبه الهادرة بجنون ليلمح ابتسامة ضعيفة ترتسم فوق شفتيها وسمعها تهمس
_"قلبك ينبض بجنون (آدم) .. هل أنت خائف؟"
كز فوق أسنانه وهو يسرع في ردهات المنزل الكبير بينما يشعر أن الطريق للخارج لا ينتهي أبداً .. سمعها تواصل بسخرية ضعيفة
_"هل أنت قلق من أجلي؟ .. هل تخشى أن أموت؟"
هتف فيها بقوة
_"اخرسي"
ضحكة ضعيفة للغاية غادرت شفتيها لتسعل بعدها بضعف لتتهالك رأسها بعدها فوق كتفه
_"لماذا (آدم)؟ .. لا تقل أنك لم تكن تتمنى موتي كل يوم .. بأبشع ميتة"
صرخ بعنف
_"اخرسي (إيفا) .. اخرسي"
صمتت لحظة بينما أسرع هو يهبط السلالم الخارجية متجهاً إلى حيث سيارته لتهمس هي من جديد
_"أنا آسفة (آدم)"
جمدته كلماتها في مكانه والتفت ينظر لعينيها المغمضتين بتهالك لتواصل بشحوب
_"آسفة لأنك لن تستطيع أن تكمل انتقامك .. آسفة لأنني رغماً عني سأنتزع انتقامك .. سأحرمك منه مرة أخرى"
ظنها لوهلة ستعتذر له عن خيانتها وطعنتها له قبل سنوات .. تعتذر عن الكأس المرير الذي تجرعه بسببها لسنواتٍ طوال، أغمض عينيه يحتوي الألم الذي غمرهما قبل أن يفتحهما وعاد يتحرك نحو سيارته لتهمس بصوتٍ لا يكاد يسمعه
_"لقد وصلنا لنهاية الطريق (آدم) .. هذه المرة سأذهب إلى مكانٍ بعيد لن تستطيع أن تلحقني إليه"
وفتحت عينيها تنظر إليه بصعوبة وشعر بأصابعها تكاد ترتخي قبضتها على قميصه وهي تواصل بألم
_"هذه المرة (إيف) ستذهب إلى حيث لن يلحقها (آدم) ولن يجدها أبداً"
انقبض قلبه في صدره وتوقف مكانه على بعد خطوات من سيارته وهو يرى ابتسامتها الشاحبة وأمام عينيه ارتسمت صورة (رُبا) وهي تذوي بين ذراعيه لافظةً أنفاسها الأخيرة .. لا .. ليس هي أيضاً .. هز رأسه وهو يهمس بينما يراها تفتح عينيها بصعوبة وأنفاسها تزداد ضعفاً
_"كلا (إيف) .. أنتِ لن تذهبي لأي مكان .. لن تهربي مني مرة أخرى .. لن أسمح لكِ أن .. "
قاطعته وهي تضع سبابتها المرتجفة فوق شفتيه وهمست بينما دمعتان انزلقتا فوق خديها
_"آسفة (آدم) .. هذه المرة ليست بيدي .. وليس بيدك .. هذه المرة سأرحل رغماً عني .. سامحني"
فتح فمه ليصرخ فيها أن تصمت لأنه لن يسمح لها بالرحيل أبداً، لكنّ الكلمات ماتت على شفتيه حين ارتخت قبضتها فوق قميصه لتسقط ذراعاها جانباً واستكانت رأسها فوق صدره .. همس بخفوت وهو يهز جسدها المرتخي
_"(إيفا) .. أجيبيني .. افتحي عينيكِ .. (إيف)"
جاوبه صمتها هذه المرة وجسدها الذي سكن تماماً بين ذراعيه وقلبه الذي توقف في صدره أخبره أنها رحلت وتركته مرة أخرى وهذه المرة للأبد.
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس