عرض مشاركة واحدة
قديم 30-07-09, 11:54 PM   #4

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الأول

1- كيف أري
قالت فرانسيسكا بانفعال كان هذا النهار أسوأ نهار في حياتي).
وكانت شاحبة بعض الشيء. فقالت "جاز" توقفها: ( لا تجعلي "باري دي لاتوش" يهزمك، ما هو أفضل من أن تخرجي وتستمتعي؟).

نظرت إليها فرانسيسكا غير مصدقة: (لا يمكن أن تتوقعي مني أن أذهب إلي حفلة بعد ذلك).

هزت "جاز" رأسها وقالت رافضة التنازل عن رأيها: ( نعم، فأنت بائعة كتب ممتهنة الآن. أذهبي إلي حفلة الناشرين ولو قتلك ذلك).
حملقت فرانسيسكا فيها. جاز" طويلة سوداء رائعة لكن حملقة فرانسيسكا كانت تقص الفولاذ إذا وضعت إرادتها فيها.
لم تكن "فرانسيسكا هيلير" طويلة، بل نحيفة صغيرة الجسم ذات شعر بني عادي ووجه عادي يسر الناظرين. إنها، كما تقول أمها الرشيقة الأنيقة، ليس فيها ما يميزها بين مجموعة من الفتيات.
لكن الاثنتين كانتا تبخسان من تأثير عينيها. كانتا كبيرتين بلون بني ذهبي، أهدابهما طويلة سوداء. وكانتا تعبران عن كل ما تقوله فرانسيسكا أو تشعر به، رغم وجود نظارتين كبيرتين عليهما.
فرانسيسكا حاليا تشعر بنفسها مخدوعة. لكن "جاز ألن" كانت شريكتها في أحدث مكتبة مستقلة في لندن، مكتبة باز وكانت جاز تعرف ما تتحدث عنه.
قالت فرانسيسكا أنت غير جادة).
أجابت جاز: ( بل أنا كذلك).
وكانت تتحدث وهي تهبط درجات سلم. قالت لها فرانسيسكا بقنوط: ( لكنك كنت هنا، ورأيت بنفسك).
فضحكت جاز: ( لقد ثار طبع أبيك عليه، وهكذا؟).
حدقت إليها فرانسيسكا, كانت جاز معروفة بالغلظة, لكنها هنا من فولاذ. فقالت: (مرحبا؟ لقد رأيت بنفسك أبي يدخل ويدمر الرجل الذي أفكر بالزواج به).
قالت جاز بهدوء: ( لقد رأيت أباك يضع بعض المفرقعات ولكنك ما كنت أبدا لتتزوجي ذلك الرجل).
هزت فرانسيسكا رأسها. لم تكن قد أخبرت جاز, لكنها عندما غادرت البيت هذا الصباح كانت قد قررت قبول عرض الزواج بباري.
قالت بأسي : ( كنت أنوي ذلك).
كان المفروض أن يخرجا للعشاء في أحد المطاعم في المساء. وكانت فرانسيسكا تتصور مشهد المائدة المضاءة بالشموع , بسرور بالغ.
ولكن هذه كانت تصورات هذا الصباح. ثم دخل أبوها, بيتر هيلير, يواجه الأعزل من كل قوة الذي هرب من "مونتاسورو" مقاولا منذ خمسة عشر عاماً وانتعشت أحواله وأصبح ملياردير, لأنه يكتشف مواطن الضعف في خصومه ثم يقضي عليهم, أما باري فلم تحصل له فرصة.
وجه له أبوها سلسلة من التجريحات والإدانات الجرمية, وأشار إلي أن باري لم يبدأ بإظهار حبه لأبنته إلا بعد أن علم بثرائها.
في البداية لم تصدقه فرانسيسكا لكن بيتر هيلير أعلن أنه لن يورثها, وبهذا تلاشي تقرب باري العاطفي منها, آخذا معه كل أحلام فرانسيسكا ومعظم احترامها لنفسها.
قالت جاز متشجعة: ( عليك التفكير بطريقة حكيمة, في النهاية. وبعد, لاشيء يميز باري).
بعد ذلك المشهد الذي قذف فيها أبوها اتهاماته في وجه باري, لم تستطع فرانسيسكا أن تناقش حقا هذا الأمر. بل عضت شفتها وقالت : ( لماذا لم أفهم أنا هذا؟)
أجابت جاز مواسية: ( بل فهمت, في الواقع. قد يكون أبوك هو الذي قام بالتحريات, لكن التدمير هو من عمل يديك).
اتسعت عينا فرانسيسكا المعبرتين, ثم جلست بشيء من الصعوبة.
وعادت جاز تنصحها: ( فكري في الأمر).
أخذت فرانسيسكا تحدق, بعينين لا تريان, في المجموعة الكاملة لحدث كتب الأطفال.
كانت قد واجهت أباها متحدية, متأبطة ذراع باري متهمة والدها بالمناورة والنهم إلي المال, نافية عن باري كل الصفات التي نعته بها.
قال لها برقة فائقة: ( يا عصفورتي, لا يمكن أن أفعل هذا بك).
ومد يده يرفع النظارات عن عينيها ويضعها في جيبه, وهي إحدى حركاته الصغيرة الظريفة. والواقع أن هذه النظارات جديدة وقد كلفتها مبلغاً كبيرا من المال.
كانت فرانسيسكا ترى الأشياء, دون نظاراتها الطبية, غائمة. ومع ذلك قالت له: ( نحن الاثنين، شابان صحيحا الجسم، فلماذا نحتاج أموال أبي؟ يمكننا أن نعمل).
عند ذلك تحول باري إليها وقد محي كل ما علي وجهه من ظرف. لم تستطع أن تراه جيدا دون نظارات, لكنها شعرت بذلك من سماعها حركته الخشنة وهو يقول: ( لا. لا يمكننا ذلك).
تملك أباها السرور, ورفع أصابعه: ( آهة).
لكنها تجاهلته, وقالت لبارى: ( لست بحاجة إلي مال...)
فصرخ فيها بألم: ( أما أنا فبحاجة غلي ذلك... لقد أمضيت زمنا أتساءل من أين سأحصل علي وجبة طعامي التالية, ولا أريد العودة إلي ذلك أبداً).
لم تقل فرانسيسكا شيئاً بينما قال أبوها: ( الوداع, يا سيد هارب).
وكان ذلك أسم باري الحقيقي. وليس (دي لاتوش).
تجاهلت فرانسيسكا أباها وقالت لباري بصوت غريب: ( أتظن أنه ليس بإمكاني أن أنفق عليك؟).
فقال أبوها : ( لقد تأكد ذلك النغل من ذلك لتوه).
عند ذلك استسلمت. وكان ذلك اليوم أسوأ أيام حياتها.
أطلقت ضحكة صغيرة, ومدت يدها بأدب باتجاهه وهي تقول: ( نعم, فعل ذلك. وداعا يا باري).
لكنها كانت مع أبيها أقل تهذيباً.


عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس