عرض مشاركة واحدة
قديم 31-07-09, 12:12 AM   #7

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الأول

شعرت بأن كل شيء بضعفي طولها, أطول وأكثر ثقة بالنفس وأعلم منها بكثير. وكلهم كانوا يتحدثون من فوق رأسها.
أخذت تتمتم بصوت غير مسموع: وما الجديد في ذلك! ورسمت علي وجهها ابتسامة مشرقة. وتبددت الحماسة وحلت محلها قوة الإرادة...
ثم أخذت تبحث عنه وكأنها تبحث عن رجل خارج الكرة الأرضية والذين سمعوها تصيح تسأل عن كونراد دوميتيو لم يعرفوا أين هو رغم معرفتهم الاسم, فقد كان كل منهم مشغولا بالاستمتاع بوقته.
وقفت لتأخذ بعض الكتب, وإذا بها تسمع صوتا خلفها يسألها: ( هل قلت دوميتيو؟).
استدارت, ثم كان عليها أن ترفع بصرها إلي أعلي. ثم أعلي, كان المكان أكثر ظلمة من أن تري جيداً حتى ولو كانت تضع نظاراتها. لكن حسا بالقوة تملكها...وقالت بشيء من الاضطراب: ( نعم أتعرفه؟).

تردد الرجل وحاولت هي عبثا, أن تركز عينيها عليه, ولكن كان شيء في الرجل جعلها تريد أن تراه جداً.
هزت رأسها قائلة بحزم: ( لأنني أريد أ، أتحدث إليه).
فانحني عليها يسألها: ( ماذا؟).
شمت رائحة برية مثل رائحة الغاية أو الشربين, وكانت خفيفة أشبه بذكرى نصف منسية, وفاجئها ذلك.
أمسك بمرفقها, قائلا: ( فلنذهب إلي مكان يمكننا فيه أن نسمع بعضنا).
خرج بها إلي شرفة صغيرة حيث ابتعدا عن القاعة الخانقة. كان الجو ممطراً, لكن مظلة هناك أبعدت معظم المطر عنهما, ثم أدارها إليه.
هل هو انطباع بالقوة تملكها؟ لا بد أنها جنت, فلدي هذا الرجل أكثر من مجرد القوة. كان صخرة, صخرة مغناطيسية دافئة ما جعلها تحبس أنفاسها لمجرد وجودها معه, وأخذ شيء في أعماقها يهتز بشكل غير محسوس, مستجيبا لتلك المغناطيسية. سألها: ( أتشعرين بالبرد؟).
هزت رأسها. لم تثق بنفسها في الكلام فقد جعل صوته أعصابها تتنبه. أخافها ذلك. إنها لا تستجيب عادة إلي رجل غريب بهذا الشكل. وحدثت نفسها بان هذه ردة فعل لرحيل باري.
أغلق الباب الزجاجي خلفهما, فخفت ضجة القاعة نوعا ما.
استطاعت أن تلحظ تحركاته حتى دون نظارتيها, كانت بطيئة لينة كسلي تقريباً. ومع ذلك كانت هادفة. وقررت أنه رجل بري بكل تأكيد, ثم التفت إليها قائلاً:
- وهكذا, لماذا تبحثين عن كونراد دوميتيو؟
شعرت وكأنها اصطدمت بجدار. رفعت بصرها إليه.. متمنية لو أنها أطول... ولو أن نظارتها علي عينيها.
اهتزت ابتسامتها المشرقة وهي تقول:
- أريد... أريد أن أدعوه إلي حفلة توقيع كتاب.
فقال بتكاسل: ( توقيع كتاب).
كانت تشعر به متيقظا حذرا. بدا وكأنه كان يراقب وينتقد ويستنتج ملاحظات بالغة الدقة والذكاء هنا الآن, إلا أنه لن يطلع عليها أحداً.
تمنت لو تستطيع رؤية وجهه بشكل واضح, وصممت علي أن تشتري نظارات جديدة غدا صباحا قبل أي شيء آخر.
حاولت أن تتملك نفسها, واستطاعت ذلك باستثناء رنين خفيف في أذنيها. ثم قالت:
- نعم. فأنا بائعة كتب.
أدركت فجأة أنها المرة الأولي التي تقول فيها ذلك.
- أنا جديدة في المهنة نوعا ما. وقد اتخذت مكتبة مستقلة منذ عدة أشهر.
فقال مفكراً:
- وهكذا تريدين أن تظهري نشاطك.
- أظن ذلك.
فسأل باهتمام صادق:
- هل عملك ممتع؟
حملقت فيه لكن حملقتها لم تجعلها تري بشكل أفضل, مع أنه علي الأقل, أخفي حقيقة أن نظرها ضعيف كالوطواط.. وأجابت: ( حتى الآن هو ممتع).
- أنت حذرة جداً.
كان من القرب منها بحيث استطاعت أن تشعر في صوته أنه يبتسم فرفعت إليه بصرها ضاحكة:
- لا بأس. حتى الآن هو بغيض. ما رأيك في هذا؟
ساد صمت غريب. وساورها إغراء ساحق بأن تغضن عينيها لتركز نظرها علي وجهه فتراه بشكل أفضل, لكنها حدثت نفسها بعنف بأنها لن تفعل ذلك.
أجاب: ( أنه مشجع أكثر).


عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس