عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-18, 09:17 PM   #7694

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت العطار .. الحديقة
كتب رعد رداً على رسالة مهند ...
( اعتذر منك .. حصلت ظروف مفاجئة ... سأحكي لك عنها لاحقاً .. فقط امهلني فترة.. اسبوع ربما .. وبعدها سآتيك..)
رقية التي تجلس جواره على الارجوحة وهي تطوي ساقيها تحتها وتمد عنقها لتقرأ بفضول ما يكتب وعندما انتهى وارسل الرسالة سألته بشكل مباشر " لمن تكتب الرسالة ؟ لم اقرأ الاسم .. هل هو صديق ؟ "
رد رعد وهو يطفئ الهاتف " ليس صديقي بل صديق اخي عصام منذ ايام الجامعة .."
تساءلت رقية وهي تراقبه " ولماذا لم تخبره ان عمكما توفي بالامس؟ "
رمى هاتفه الى جواره واعتدل بظهره للخلف حتى يتكأ بالكامل على ظهر الارجوحة ثم يحدق عاليا بالسماء الحالكة وهو يرد " لا اريد .. ليس الآن .. سيتصل مؤكد ليعزيني وانا ...."
ترك جملته معلقة بينما يغمض عينيه ..
ملامح وجهه كانت منحوتة بتعابير مخيفة ..
مرهق .. غاضب .. يتألم .. يتألم بشكل رهيب..
شعرت برغبة ملحة ان تفتح هذا الجرح المتقيح داخله .. فلم تتردد لحظة ...
بكل شجاعتها امسكت يده بين كفيها وفاجأته بالسؤال الجريء المباغت " هل حصلت بينك وبين... غيداء .. علاقة جسدية.. بعد زواجها من عمك ؟ "
فتح عينيه وحرك رأسه جانبا نحوها ليحدق فيها بجحوظ متمتما بغليان بركانه
" كيف .. عرفتِ ؟!"
طوال الوقت كانت تفكر .. طوال الوقت كانت تتحضر لطرح هذا السؤال الذي يدور بخلدها منذ مدة ...
اليوم في العزاء تصاعد السؤال بضجيجه المخيف .. نظرات غيداء كانت وكأنها شريط ذكريات غير عادية جمعتها برعد ...
ابدا لم تكن علاقتهما بريئة .. وكلما فكرت ان عمر رعد لم يتجاوز الثامنة عشرة شعرت برغبة التقيؤ .. التقيؤ في وجه غيداء تحديدا ..
برباطة جأش وثبات تحسد عليه ردت عليه
" كل هذا الذنب الذي تحمله .. لا يمكن ان يكون فقط لعلاقة بينكما سبقت زواجها بعمك .."
كانت الامر صعباً رهيبا وهي ترى الجواب في عينيه .. قلبها يفقد نبضاته وتتحامل على مشاعرها وكل هدفها انها تريد ان تعرف ..
ان تعرف الحقيقة كلها لتتعامل معها..
لقد بدأت تجزم ان هذا الغبي الذي تحبه يستسلم للصورة البشعة التي رسمتها غيداء داخله ..
ويظن الرجال انهم يفهمون النساء !
لا تفهم انثى الا انثى مثلها..
تأوهت فجأة وهو يعتصر يدها التي تمسك بيده ليقول بهمس شديد الخشونة اقشعر له جلدها " نعم .. لقد .. لقد كانت في احضاني مرة .. كانت عارية تماما.. وقد عرتني معها... وهل تعملين متى ؟ ليلة زواجها بعمي تحديدا ! انتقلت من سريره الى .. سريري .. وتحت سقف بيته .. هل واجهت يوماً بشاعة اكثر من هذه البشاعة ؟! "
تأوهت من جديد وجسدها كله يرتعد للصورة البشعة .. بينما يعتصر رعد يدها اكثر وهو يضيف بخشونة أشد وانفاسه تلهث " ارادت ان املكها بعد ان منحت عمي عذريتها.. هل تصدقين ؟! صوتها الفاحش النبرات ما زال ينخر مسامعي حتى اللحظة .. (املكني رعد .. املكني رعد)..."
شهقت دون ارادتها بينما تنظر لسبابة يده الاخرى ترسم دوامات وهمية قرب اذنه وكأنه يصف لها ذاك الصوت الماجن وهو يطارده لسنوات ولا يعتقه ...
فجأة يجرها اليه ويعتصرها بين ذراعيه .. ملامح وجهه باتت مرعبة وسط الظلام ..
يحدق فيها عن قرب شديد لكنه كان كالاعمى ... لا يراها .. بل يرى عظم ذنبه الذي يقتله ..
حبات العرق تلتمع على جبينه لتسيل على صدغه ومنها على طول خده .. جسده يختض وانفاسه تنهت .. شفتاه ابيضتا .. حتى في تلك الانارة البسيطة للحديقة استطاعت تمييز تلك الاعراض التي تنتابه .. وللحظة خافت عليه .. خافت ان .. ان يصاب بأزمة قلبية مفاجأة ! كـ.. أبيها .. او كـ.. أمه !
جن جنونها وهي ترفع كفيها لتمسكا بخديه وتهتف به بخفوت " انظر الي رعد .. انظر الي.. لا بأس .. لم يحصل شيء .. "
لقد كانت جادة وهي تحاول جعله ينظر اليها .. لانه لم يكن يراها .. وجملتها (لم يحصل شيء) لم تكن تعنيها حقاً .. لكنها ارادت ان ترفع عنه هول الذي يحمله ولا يتحمّله ..
فجأة تغيرت نظراته وهو يهمس بهوان " ربما لم يحصل ! لم استطع .. توقفت في اخر لحظة .."
ثم مال برأسه في حركة حادة مباغتة ليريح جبينه فوق كتفها نافثا انفاسه الحارة هنا هامسا بما لم يبح به يوماً لبشر " وكل ما فعلته اني .. هربت .. هربت ليلتها مهاجرا ... هربت من .. من ضعفي.. نحوها .. لكني مهما هربت .. سأبقى ابد الدهر شريكها في الخيانة .. شريكها بالجرم ..!"
تحتضن رأسه وهي تلف ذراعيها حوله بتشدد غير مبالية بتشنجه .. عيناها تشعان بالعناد .. تشعان بالصلابة وهي توبخه بالقول اللاهث
" توقف عن هذا ..! اي شريك واي جرم؟! هل جننت ؟! لا تتفوه بهذه الحماقة مرة اخرى .."
ثم حركت ذراعيها لترفع وجهه بين كفيها بعزم من جديد تنظر الى ملامحه المتشنجة وتضيف " لقد كنت مراهقا يا رعد .. مراهق بعمر السابعة عشرة .. كنت بعمر عقيل ابن محسن لا اكثر.. "
فجأة بدا مصدوماً وهو يتمتم الاسم " عقيل ! "
تتشتت نظراته ويبدو منهكاً للغاية بينما ترسم له مخيلته صورة عقيل الصائغ ..
ذاك المراهق الذي يذكره بعبد الرحمن ...
بينما تواصل رقية حثّ مشاعره بالقول " اجل عقيل .. هل تتخيل عقيل سيكون مدركا لما يفعله او مسيطرا على غرائزه اذا اغوته امرأة كغيداء ؟!"
ما ان ذكرت اسمها حتى استعادت مخيلته هذه المرة وجه غيداء قبل سنوات .. لم تكن كما اليوم .. امرأة فاجرة الغرائز .. بل كانت مجرد فتاة .. فتاة مراهقة من عمره.. ألم يشارك هو في .. افسادها ؟! ربما هو من أثار غريزتها البريئة لاول مرة وهو يبثها غرامه وانفلات مشاعره المحتاجة للتعويض والحنان بعد فقدانه لكل عائلته ..
لقد كانا عالقين ببعض .. ام ... هو من كان عالقاً فقط ؟! عالقا مع فتاة ليست بريئة حقا رغم صغر سنها .. حتى بذاك العمر اليافع كانت غيداء شهوانية وتثير جنون غرائزه باستمرار وتتحكم بها في نفس الوقت لتوقفه عند حده باحتراف امرأة ماكرة خبيرة ! حتى تمت ليلة زواجها من عمه فأتته لتشبع تلك الشهوانية معه .. أليس هذا ما حصل ؟!
يهز رأسه وتخبطه يتضاعف لكن رقية لا تمنحه فرصة ليبتعد عنها فتقول له بإصرار
" استيقظ يا رعد من غفوتك .. كفى تمزيقا لذاتك لذنب حصل بالماضي .. "
ثم يخفت صوتها بضعف لتضيف بصدق
" انا لا يهمني .. لا يهمني حتى لو فعلتها تلك الليلة .. معها .. "
ترتجف كما يرتجف هو فيتعلقان الواحد بالاخر وكأن امواج عاتيه تتقاذفهما فيتشبثان ببعضهما بقوة ... يهمس لها واصابعه تمر فوق ظهرها " الامر ليس سهلا يا رقية .. انه صعب .. صعب جدا .. انت لا تعرفين كل شيء .. " تحاول ان تقول له ( اخبرني ) لكنه لا يتوقف عن ترديد الجملة " لا تعرفين كل شيء .. لا تعرفين ..كل...شيء .."
وبين احضانها أجهش رعد بالبكاء وجسده كله ينتفض .. صمتت ودموعها تسيل لاجله فتمحوها بعناد وهي تسكبها في قميصه ...


غرفة شذرة
تقرأ شذرة في رواية على الفيسبوك عبر شاشة هاتفها النقال وهي تبتسم بتورد.. بطل الرواية كان.. يشبهه .. لا تعرف كيف ولكنها تراه فيه .. كل المتابعات من القارئات الاناث يضعن صورا تخيلية للشخصية الروائية ويتناقشن ويعترضن على هذا الاختيار او ذاك لكنها ابدا لم تستطع تخيله الا بصورة واحدة ووجه واحد.. خليل ...
عيناه .. لحيته .. شعره الداكن .. وسامته التي تأخذ مجامع قلوب الفتيات .. حنانه الرجولي الفياض... هذا كان وصف الكاتبة له عبر الاحداث .. تضحك بخفة وهي تقرأ تعليقا حمائيا لاحدى القارئات وهي تدافع عن البطل لانه قسا على البطلة .. تبرر له بظروفه الصعبة وطباعه الحمائية و .. فجأة أجفلها رنين الهاتف ورقم غريب يظهر نابضا امام ناظريها...
انقبضت تلقائيا وهي تخشى ان يكون مصعب.. ثم استعاذت بالله من الشيطان الرجيم وعقدت حاجبيها بعزم لتفتح الخط وهي تسأل ببعض الحدة والتوتر " من معي ..؟"
دغدغتها نبرات صوته الرجولي والتعريف البسيط بنفسه " انا خليل ..."
تنفرد اساريرها وتذوب مخاوفها ليرفرف قلبها ونبضاته ترتفع عاليا .. عاليا جدا...
ثم فجأة هلعت بغباء لتتساءل في لهفة
" لماذا تتصل من رقم غريب ؟!"
يتمتم " انا ..." لكنها تقاطعه وهي تغادر سريرها كأنها تلقائيا تهب لنجدته " هل انت بخير ؟ هل اصبت بمكروه لا سمح الله ؟! هل تحتاج مساعدة ؟ "
صوته أتاها مبحوحاً وهو يضحك بخفوت ويقول برقة متناهية " الرحمة بخليل يرحمك الله ... هذه اللهفة منك ستقضي على المتبقي مني وانا صابر بشق الانفس .."
توهج وجهها بحمرة قانية فتعض شفتيها بخجل بينما يغازلها قائلا بنفس النبرة " هذا رقمي الجديد .. وانت اول شخص اتصل به.. اول شخص اسجل اسمه في القائمة .. وليتني لا اسجل غيره ... اتملى في حروفه ليل نهار .."
مستلقيا على سريره في غرفته الصغيرة بشقته الضيقة يلامس بشرود لحيته وابتسامة ذائبة بالعشق تنير ثغره .. يكاد يموت من فرط السعادة ولا يصدق انه يكلمها هكذا والبوح يفلت منه كضحكة طفل ..
جاءه صوتها مرتبكا متعثراً " هل الحاج رضا.. يعلم انك ... "
لم يدعها تكمل وهو يقول بجذل " لا تقلقي.. انا أخذت الاذن من صاحب الاذن .. "
يطوي ذراعه تحت رأسه ثم يتنهد وهو يحدق بالسقف هامساً بعاطفة جياشة تحرق فؤاده
" متى يأذن لي ربي لآخذ حق الاذن فيك وحدي .. وحدي ولا غيري .. متى اخذ كل الاذن فيك يا شذرة ؟ متى ؟! "
لم تعرف بم ترد او كيف ترد .. انه يقطع اشواطاً من السعادة نحوها وهي على نفس الخط.. من الجانب الاخر .. تقترب منه بخطى يبطئها الحياء .. لكنها خطى واسعة متلهفة اليه.. لهفة لم تذق لها طعماً مشابهاً من قبل .. لم تشعر بقلبها يدرك معناها الا معه ...
كانت تلامس ثوبها المنزلي في خجل يُضنيها وكأن خليل يقف امامها ويراها بعينيه.. لم تعرف كيف تخرج من دائرة الخجل وهي تريد إطالة تلك (اللحظة) التي تتدفق بتلك السعادة التي يحملها اليها بين كفيه في عطاء باذخ منه ... كم هو كريم العاطفة ...
سألته بأول خاطر وهي تعاود الجلوس على سريرها " لماذا ... غيرت رقمك ..؟ "
رد بشكل غامض حيّرها قليلا " حكاية ... سأخبرك بها يوماً .."
ثم شعرت بالغباء مرة اخرى وهي تشد ثوبها اكثر لا تعرف ما يجب ان تقول .. قلبها يدوي بنبضات الاشتياق .. تحمر مرة اخرى من احساسها هذا .. ليسألها هو بصوته الذي ترتعش لمسمعه " هل ستخبرينني لماذا بدا صوتك منزعجاً او ربما متوترا عندما فتحتِ الخط ؟"
شعرت بالارتباك ولم تعرف هل يجب ان تخبره ام تتغاضى وتعيش سعادتها دون منغصات ..
قالت تحاول التملص من الافصاح " لان الرقم كان مجهولا و.. ظننت .."
تلكأت فيأتيها صوته هادئا لطيفا لكنه يحمل تساؤلا صريحاً " ظننتِ ماذا ؟"
فتحاول التملص من جديد وهي تشتم نفسها في سرها " لا شيء مهم .. صدقني .. "
لكن خليل لم يدع الامر يمر وهو يحثها بالقول " كل ما يخصك مهم .. اخبريني ... هل هناك من يتصل ليتحرش بك مثلا ؟ "
تنهدت وهي تتساءل في حرج وحيرة " لن تتضايق ان اخبرتك ؟"
دون تردد قال " سأتضايق ان لم تفعلي .."
ابتلعت ريقها لتقول بخفوت " حصل مرة واحدة لا غير .."
يسأل بصبر " ما الذي حصل مرة واحدة؟"
قالتها بتعثر وهي تتوتر تلقائيا لمجرد ذكر الاسم " مصعب .. ارسل رسالة .. و...لم أفتحها بل حذفتها مباشرة .. ووضعت رقمه في قائمة التجاهل .."
حل الصمت .. صمت أقلق شذرة وهي لا تعرف بماذا يفكر خليل .. هل انزعج ؟ ام ربما غضب ؟
لكن صوته جاء بعد لحظة واحدة غامضاً مبهما بهدوئه ليقول وكأنه يفسر ردة فعلها
" فظننت انه الليلة يتصل من رقم غريب لتردي عليه .."
تمتمت تؤيد تفسيره " نعم ..."
صمت جديد ثم سؤال من كلمة واحدة مقتضبة " لماذا ؟"
تساءلت وهي لا تفهم " ماذا تقصد ؟"
هذه المرة طرح سؤاله كاملا " لماذا تعتقدين انه قد يعاود الاتصال بهذا الالحاح والاسلوب الملتوي .. ماذا يريد منك ؟ "
هذه المرة كانت التوتر منه يظلل فوق هدوئه.. ينتظر ردها وتشعره يحترق ...
لم يكن امامها الا ان تصدقه القول .. بل لا تريد الا ان تصدقه القول فترد " لانه يحاول الصلح ..."
شعرت بغيرته تلتهب وهو يسأل بلهاث واضح
" كيف علمتِ ان هذه نيته ؟ هل ارسل لك شيئا عبر شخص اخر ؟ هل كلّم احد من عائلته ؟ "
ارادت ان تريحه وهي تقول " فقط والده اتصل مرة بالحاج رضا في العيد و.. عرض رغبة الصلح.. لكني .. رفضت مباشرة حالما ابلغتني اسيا .."
ما زال لهاثه يصلها وهو لا يرد فتناديه همساً رقيقاً " خليل ..."
ينفجر بغتة وهو يسأل بصوت أجش مشحون بالانفعالات " لماذا رضيت به منذ اول يوم شذرة؟ حالما تقدم اليك قلتِ نعم ... لم تنتظري حتى لليوم التالي .. لماذا؟ لماذا ؟"
ارتعشت شفتاها وهي تسأله في المقابل بانكسارها تلك الليلة " ولماذا باركت لي ؟"
هتف ينكر الامر " انا لم ابارك .."
يطرق قلبها بعنف وهي تتذكر كلمات اسيا التي اخبرتها بها قبل ايام ..
ثم اخذت تستعيد كل ما حصل تلك الليلة عندما تقدم مصعب لخطبتها .. اوجعها قلبها بنفس الوجع وهي تتذكر كلمات خلود وزغاريدها ...
لم تشعر الا بدمعة تهطل على خدها وهي تهمس " لكن خلود قالت انك وحذيفة تباركان لي .. الخطبة.."
بلوعة رد خليل " انت تعرفين خلود .. قالتها بعفوية نيابة عني وعن حذيفة دون ان ينطقها ايا منا .. لقد كنت في الجحيم وزغاريد خلود كالسكاكين تمزقني إرباً"
هطلت دموع شذرة مدرارا وابتسامتها تشرق بالفرح .. ثم تمسح خديها وهي تهمس اليه
" وانا لم اخبرها اني وافقت.. بل خلود من افترضتها وأخذت تزغرد بطيبة قلبها التي تعرفها .."
لكن خليل على الجانب الاخر كان يعيش جحيم الآمه من جديد وقد غادر سريره ويذرع الغرفة ذهابا وايابا فيطالبها بغيرته التي تفتك بقلبه " لماذا اتصلت بها اذن ؟ لتأخذي رأيها ؟ اخبريني شذرة ؟ لماذا اتصلتِ ؟ "
هذه المرة افلتت منها ضحكة مرتعشة وهي تشعر بالفرح يغمرها ويجلو كل الآمها الماضية فترد عليه باعتراف صريح " بل كنت ابحث عن شيء اخر .. اي تلميح يمنحني القوة لاقول .. لا ..."
تجمدت خطوات خليل واتسعت عيناه واصابعه تتقلص حول الهاتف الصغير ... كانت مشاعره تعصف .. تعصف بجنون عشق استوطنه منذ اكثر من ثلاث سنوات ..
يرتجف صوته الرجولي وهو يسأل بخشونة
" شذرة .. لو كنت تقدمت اليك وقتها .. هل.."
قاطعته لتكمل له الاجابة دون ان يوقفها الخجل " كنت سأختارك ..."
كانت تشع حرارة .. تشع ثقة .. تشع اكتمالا وفخراً بانتمائها لروحه .. لقلبه .. لرجولته..
كان خليل يضرب بقبضته على الحائط وهو يهدر بخفوت كخفوت اصوات البحر قبل أن توشك على الاهتياج بامواج الجنون
" هل تعرفين معنى كلمة (عشق) يا بنيّة ؟ لا اراك الله اهوالها ... انها جنة من النيران !.."
يقشعر كل جسدها في تأثر اكتسح حواسها ثم تذوب لتجلس على الارض وتلم نفسها لنفسها وهي تهمس اسمه " خليل..."
يأتيها صوته هادراً منفعلاً " صبرني يا رب.."
قبل ان يودعها بتعجل بصوت مبحوح منهك ونيران عشقه تلتهم صبره ولا يزال يطلب من ربه المزيد ... اما هي فما زالت تشعر بروحه تحتضنها وتحاوطها وتظلل عليها باحتواء كامل.. لا تعرف لماذا تذكرت الناعور* في بلدتها .. تتذكر كف والدها وهي تحاوط كفها الصغيرة حين يمر بها من هناك ويحكي لها قصة بناء جده لهذا الناعور .. ما ادفؤه من شعور يعيده اليها خليل وقد امتلك قلبها للابد ..

يتبع..






التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 30-10-18 الساعة 09:41 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس