عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-18, 11:48 PM   #369

epilobe
 
الصورة الرمزية epilobe

? العضوٌ??? » 141258
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 676
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » epilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس عشر
ترجلت "تيتريت" من السيارة ترمق "عائشة" المنسحبة بإشفاق قبل أن تتنهد بضيق وتدفع بدورها جسدها المنهك نحو بيت عمها ... دلفت بخطوات متعثرة للمنزل لتستلم للإنهاك مسلمة جسدها للكرسي و مستندة على طاولة المطبخ دون أن تلاحظ الواقف المقطب .

تشعر بنفسها منهكة من شعورها المفرط بما يحيطها .. أتعبتها المشاعر التي فاضت بها روحها ... تحتاج لمساعدتهن .. تنتعش وهي ترى من حولها يخرجن من ذاك النفق المظلم الذي تخبطت فيه ... هي أكثر من يعرف كيف يمتص الظلام هناك رحيق الروح ... كيف يجعل المشاعر تذبل حتى تصير ضارة لا تنفع إلا للاقتلاع ... تعلم كيف يصير المرء منغلقا على مشاعره ... كيف ينتابه رهاب الشعور بمشاعر جديدة غير مفهومة .

هي متفهمة لكنها أيضا شهدت كيف تكون النتائج ... و لن تسمح لهن بالغرق أكثر.

شعرت بحركة حولها فرفعت رأسها مقطبة بتساؤل لتصطدم بعينين جامدتين غير مقروءتين تدققان بملامحها قبل أن يرفع يده يسير على الهالات، الواضحة لمن دقق بها ، دون أن يلمسها و يقول بنبرته الباردة التي منعت الحنو الذي غمر قلبه منذ لمحها أن يبرز على السطح :

- تبدين متعبة ... بل منهكة ... أظن أنك أرهقت نفسك بأعمال الجمعية ؟

ضيقت عينيها وحضوره المفاجئ جذب انتباهها عما فعله لتهتف متسائلة بتعب :

- متى عدت ؟

ابتسم بخفة ليقول معيدا يده لفوق الطاولة :
- قبل ساعتين


هزت رأسها لتقول معيدة ظهرها للخلف لكي تستند على ظهر الكرسي متنهدة و تقول بملامح مسترخية قلما تطغى على جمودها :

- جيد ... فيبدو أن عمي اشتاق لك .

أومأ و أسبل جفنيه عن عينيه اللتان لمعتا بقسوة قبل أن يخفض رأسه يواري ملامحه التي تصلبت . ثوان منعها إنهاكها أن تلاحظ قبل أن يرفع رأسه لها بملامح مسترخية كملامحها و يقول مستفسرا :

- ألم تستشعري أنت غيابي

تفاجأ بابتسامتها الجميلة التي ارتسمت على ملامحها قبل أن ينجذب لبريق عينيها الذي لمع بخبث ضيق له عينيه. فاجأته بعدها بضحكة متسلية طرب لها فؤاده فقالت :

- طبعا من عدة نواح ...

ابتسم لضحكتها ليجاريها قائلا وقد عدل جلسته باسترخاء :
- لما أشعر أنني لن أحبذ ما سأسمعه

تقدمت للأمام لتستند بكوعيها على الطاولة أمامها وتقول بابتسامة متسلية وعينين تلمعان :

- وأنا سأكون رحيمة بك ولن أخبرك لكننا فعلا افتقدنا وجودك جالسا أمام الموقد لا تكف عن العمل كما لا تكف عن التعليق على طريقة لعبنا للشطرنج

أومأ مبتسما ... مواريا سروره بتبادل الحديث معها بأريحية ليقول رافعا أحد حاجبيه :

- سأكتشف ما تخفيانه أنت و أبي ... لكن بالعودة للعبكما الشطرنج فأنا محق فأنتما لا تكفان عن مجاملة بعضكما بتبادل أدوار الخسارة.
ويضيف ممازحا :

- على الأقل أنا أعرف أن أبي ليس بالخصم السهل لكي يهزم بعد دقائق معدودة من بداية اللعبة.

رفعت حاجبها وقد اندثر الخبث بعينها وومض التحدي الذي التوت له شفتي عمر بخفة غير ملحوظة فتقول بهمس محذر :
- أرجو أن لا يكون صحيحا ما فهمته ...
استرخى أكثر بجلسته ليتفحص ملامحها بابتسامة تخفي الكثير و يقول :
- أنا لا أعرف مهارتك باللعبة لكنني امتحنت مهارة أبي لعدة مرات وصدقيني هو بارع بها.
فيضيف مغيظا بابتسامة اتسعت :

- لكن إن كانت مهارتك باللعب كمهارتك بقيادة السيارة فأنا أكيد أن أبي هو من يجاملك .
كان "عمر" أكيد من ردة فعلها لذلك لم يتفاجأ وهي تجيبه بتحد بات ينعشه قبل أن ينعشها هي :

- لما لا نجعل ذلك قيد الاختبار ونمتحن مهارات بعضنا باللعبة ؟

أخفى "عمر" الابتسامة الظافرة التي كانت تهدد لتعلو شفتيه كما كان جمود عينيه كفيلا بأن يستر لمعة الخبث بهما فيقول مشهرا كفه أمامه :

- لما لا ؟ سأكون سعيدا بذلك

التقطت كفه في سلام ينهي الاتفاق بينهما وشعلة التحدي المتوهجة بددت برودة الهشاشة التي كانت تهدد بالاستيلاء عليها و منعت التعب المضعف من أن يتسرب لأعماقها .
****************************************


epilobe غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم إني أسالك بأحب الأسماء إليك وأقربها عندك، أسالك ربنا بأنك أنت الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم
أن ترفع الكروب والغموم والظلم عن أمة الإسلام، وعن إخوتنا في أرض الشام وسائر بلاد المسلمين ، اللهم عجِّل بنصرك الذي وعدت، اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك