الموضوع
:
خانني من أجلك(2) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة بين قلبي و عقلي
عرض مشاركة واحدة
01-11-18, 08:58 PM
#
744
نغم
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
?
العضوٌ???
»
394926
?
التسِجيلٌ
»
Mar 2017
?
مشَارَ?اتْي
»
2,980
?
الًجنِس
»
?
دولتي
»
?
نُقآطِيْ
»
¬»
بعد أسبوع من اللقاءَات اليومية الدافئة استمتعت فيها و لأول مرة بوجوده دون منغصات و خوف من مستقبل علاقتهما ، جلست شاهيندا تراقبه بعينين سارحتين فيه ، فكرها مشغول به عنه ، دقات قلبها تعزف سيمفونية متفردة خاصة به وحده و هي تبتسم بنعومة لخيالاتها الوردية معه : ترى نفسها بين ذراعيه ، رأسها على كتفه ، ترفع ذراعيها لتطوق عنقه ثم ...
- شاهيندا ! دوى صوته يقطع عليها بقوة اندماجها الحالم .
رفرفت برموشها قليلا ثم قالت بلوم :
- أفزعتني عصام .
نظر إليها باستغراب و نظرت إليه هي بقلق لتعبير الجدية الذي ارتسم على ملامحه ، كيف يستطيع تمالك نفسه بهذه الطريقة أثناء وجودهما معا بينما هي تكاد تذوب في مكانها من دفء مشاعرها نحوه .
- شاهيندا ، عاد ليقول بهدوء ، سألتك من قبل إن كنت تُصَلِّين و أجبتني بأنك مازلت غير ملتزمة .
كيف صرت الآن ؟
إذن هو التحقيق مرة أخرى ، فكرت و هي ترفع عينيها إليه و تقول بصبر :
- أحسن لكني مازلت غير ملتزمة .
خفضت نظراتها تهرب من عينيه المتفحصتين لتسمعه يقول بعد لحظات :
- شاهيندا أريد أن أسألك ما هو دور الدين بالضبط في حياتك ؟
- دور جوهري طبعا .
- أخبريني كيف .
هزت كتفيها و هي تجيب ببساطة :
- أحاول مثلا أن أعرف الحرام كي أتجنبه .
- و ماذا عن التكبر على خلق الله ؟ ألا تعتبرينه عصيانا لتعاليم المولى ؟
رفعت عينها إليها في صدمة تحولت بسرعة إلى حدة ، أشاحت بوجهها قليلا ثم عادت لتواجهه و تجيبه ببرود :
- أنت تسميه تكبرا و أنا أسميه احتقارا ، لوت شفتيها لتؤكد المعنى .
- و ماذا فعل البشر ليستحقوا احتقارك ؟
- أوه ، الكثير ، مواقف لا تعد و لا تحصى .
حسنا عصام سألخص لك الموضوع في سطرين : أنا تعاملت مع نوعين من الناس الذين ينتمون لمستوى مختلف : النوع الأول يتصرفون معنا بذل شديد و وصولية أكبر ، يكادون يتخلون عن عبادة خالقهم ليعبدونا نحن .
- و النوع الثاني ؟
- الفئة الثانية هم أولئك الذين ينظرون إلينا بحقد أعمى و كأننا نحن من قلبنا كل موازين المجتمع ، كأننا نحن السبب في جميع المشاكل المنصبة على دماغهم .
بصراحة في المرات القليلة التي جربت فيها التعامل مع فتيات من طبقة أخرى خرجت بنظرة سلبية جدا و لم أرغب أبدا في إعادة التجربة .
- ألا ترين أن هذه تُعتبر سطحية عميقة ، كونك عممت وجهة نظر تخص بعض الأشخاص لتشمل طبقة بأكملها بمختلف توجهاتها .
- ألا ترى أنت أنك اقترفت غلطة عمرك حين اخترت فتاة بهذه السطحية لتجعلها شريكة عمرك و تركت بالمقابل كل الفتيات العميقات اللاتي يعج البلد بهن ؟
تغير التعبير الهادئ داخل عينيه و ازداد قتامة و هو يراها تزفر بقوة ثم تأخذ هاتفها و تبدأ بتصفحه .
- شاهيندا ، تمتم بنبرات خفيضة ارتجف لها قلبها بقلق ، اسمعيني جيدا ،
ستكون بيننا نقاشات كثيرة من هذا النوع لهذا أنصحك أن تغيري طريقتك في التعاطي معي ، مفهوم ؟
تأمل شحوبها الواضح بوجوم ثم أضاف و صوته يعود لهدوئه :
- إجابة على سؤالك الذي أخفيته بهجومك على كلامي : كلا أنا لا أراك سطحية ، بالعكس أنت أكثر عمقا من فتيات كثيرات في نفس سنك .
- و لكن ؟ سألت بصوت متوتر .
- لكن مشكلتك هي طفولية ردود فعلك ، عليك أن تنضجي قليلا يا شاهيندا و تتعلمي الفرق بين من يحدثك عن عيوبك لأنه يريد لك أن تكوني أفضل و بين من يفعل ذلك فقط للتصغير من شأنك .
وقف ينهي جلستهما المتوترة و مشيا جانبا لجانب بصمت استمر طوال مدة قيادته لسيارته في طريقه إلى بيتها .
تنهد بعمق حين توقفت السيارة أخيرا ، التفت يتأملها مطولا ثم قال :
- أختي هدى تريد دعوتنا على الغداء في نهاية الأسبوع ، أخبريني أي يوم يناسبك لأتصل بها و أتفق معها .
- اختر ما يناسبك أنت ، ردت بهدوء ، لا يوجد عندي برنامج خاص هذا الأسبوع .
عاد الصمت ليخيم بينهما قليلا قبل أن تسأله و هي ترفع عينيها إليه :
- هل أستطيع أن أحضر هدايا هذه المرة أم أدخل بيد فارغة كالعادة ؟
- كلا يا شاهيندا ، ما زلنا نسير وفق النظام السابق ، لا هدايا
- هل من حقي على الأقل أن أعرف لماذا .
- لأني لا أريد أن أشعر كأنك تشترين حبهم لك ، قال بدفء ، أريدهم أن يحبوك لأنك أنت ،
فقط اخرجي قليلا من غلاف البرود الذي تخفين شاهيندا الحقيقية تحته و أعطهم فرصة كي يروك كما أراك ، مفهوم ؟
- سأحاول ، تمتمت بخفوت و هي تغرق كالعادة بكامل رضاها في ليل عينيه .
- عصام ، أضافت بعد قليل بنفس الهمس الخافت .
- اؤمري .
- بمناسبة الحديث عن الهدايا .
- نعم .
- أعجبني قميص رأيته بالأمس في أحد المحلات و أريد أن أهديه لك ، ما رأيك ؟
- أنت تعرفين رأيي في هذا الموضوع يا شاهيندا .
- لكني أريد أن أراه عليك ، من فضلك عصام .
- فليكن ، أنا أعطيك المبلغ و أنت تقدمينه لي و انتهى الموضوع .
- معقد ، تمتمت و هي تشيح بوجهها بغضب زائف .
- ماذا قلت ؟
- قلت حاضر ، حاضر عصام .
……………..................
نغم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى نغم
البحث عن كل مشاركات نغم