عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-18, 10:39 PM   #372

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي


لم يغمض لها جفن... رغم أن كل جسدها يتوسل لها أن تغفو ولو لدقيقة... لكنها لم تستطع... لقد انتظرت وانتظرت حتى يتيح لها الوقت والجو المناسب حتى تفر من هنا... فهي لن تضيع فرصة وجود المفتاح معها......المفتاح لم يكن فقط للغرفة بل هو عدة مفاتيح دعت الله أن يكون من بينهما واحدًا لباب المنزل......
لم تره منذ آخر مرة... لم يدخل عليها أبدًا وبدا أنه لم ينتبه لضياع المفتاح بل جلب آخرًا وأقفل الباب عليها..... فقط كان تسمع خطواته المترنحة ليلًا....
والآن الوقت أمسى ليلًا.... والظلام خام على المكان.... لكن ربما هذه الفرصة الوحيدة لها....
نهضت ببطء وأخرجت المفتاح من جيبها لتبدأ بتجربة واحدًا تلو الآخر بحذر حتى انفتح الباب معها....
أخذت نفس عميق وتجاوزت الباب تمشي ببطء في أنحاء المنزل المعتم والذي لا يضيئه إلا إنارة ضعيفة معلقة بالسقف...... دارت بأنظارها الصالة تبحث عن باب البيت وفور أن رأته سرعت من خطواتها وهي تعيد نفس ما فعلته...... لكن هذه المرة يديها بدأت بالارتجاف ....
لم تصدق والباب يفتح والهواء يدخل ليصفع وجهها من قوته.... خرجت بخطوات غير مصدقة وتجاوزت الحديقة الصغيرة التي تحيط البيت..... ما حولها لم يكن واضحًا من الظلام ولم تهتم بأن تراه بل بدأت تبتعد عن البيت بخطوات ما لبثت أن تسارعت وفجأة شعرت وهي تركض شعرت أن شعرها بدأ يضرب وجهها من الهواء..... رفعت يدها لرأسها وانصدمت فور أن وجدته خالياً من الحجاب..... التفت للخلف ورأت شالها مرمي على الأرض بعيدًا عنها.... الطريق خلفها بدا موحش جدًا.... وشعرت بأنها إن عادت فهي هالكة لا محالة.... همست وهي تعاود الالتفات والركض :
"يا رب...."

لم تبالِ بقدميها الحافيتين الراكضتين على الأرض المليئة بالزجاج... ولم تبالِ بشعرها الحر بدون حجاب.... كل همها كان الخلاص..... تركض من دون توقف.... من دون النظر خلفها.... كم بدا الطريق طويل.... بلا نهاية...... مبهم مخيف.... لكنها تتوجه ناحيته بكل ما تشعر به من رعب يدب قلبها إلا أنها كانت متشبثة بالأمل.....
صوت خطوات خفيفة من خلفها.... ذات وقع أوقف قلبها.... وكأن تلك الخطوات تسخر من هروبها الابله....جعلها تسرع أكثر وشفتيها تتمتم بحروف مبتورة تطايرت مع الهواء :
" لا.... ليس مجدداً...... لا..."
لكن آخر كلماتها انقطعت وهي تشعر بكلابتين حديدتين تطوقان خصرها وترفعانها عن الأرض.... فقدت عقلها صارخة بجنون :
" لا.... لا... أتركني.... لا"

رفست وعضت وضربت دون أي جدوى فهو عاد بها إلى المنزل بكل بساطة لم تعبر عنها ملامحه المرعبة...

دخل الغرفة ورماها على الأرض بقوة جعلتها تصدر أنين متوجع باكٍ....

ملامحه كانت مخيفة... بل مرعبة جعلت قلبها يكاد يقفز من محله من شدة نبضاته المتسارعة...
كان يبدو وكأنه مارد ضخم سيهجم عليها بأي لحظة... وهي كانت مسلوبة من الأمان والحذر.... تصبب العرق من جبينها ليسيل على طول وجهها بينما تسمع نبرته التي وكأنها أتت من بئر عميق مظلم :
" لقد أخبرتك.... أخبرتك يا شمس لكنك لم تفهمي"

نظر حوله للحظات ثم تقدم من السرير من الطاولة الصغيرة التي تستقر عند النافذة سحب من أمامها إحدى الكراسي وحمله متوجهًا إليها مما جعلها تزحف للخلف بعيدًا عنه وهي ترتجف.....
رأته بحركة حادة يرمي الكرسي على الأرض وضربه بقدمه لينكسر... وأمام عينيها المذهولتين رفع إحدى قطع الخشب.... كانت تبدو طويلة وقوية.....
وهنا شعرت بأن نهايتها أتت...

انتهى الفصل


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس