عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-18, 01:28 AM   #39

Eman Sakr

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Eman Sakr

? العضوٌ??? » 377138
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 85
?  نُقآطِيْ » Eman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث

" أسامة... أيها الغبي لما أفلت زمامه من يدك ؟ ... كيف سنمسك به الآن؟ "

ضربت الصغيرة الأرض بقدميها تذمرا و هي تتابع صياحها في وجه شقيقها بنبرة أقرب للنحيب :

" انهض بسرعة ... يجب أن نلحق به قبل أن يبتعد"

ثم التفتت إلى حيث ولى الجواد هارباً و معالم الخيبة تظهر على ملامحها الغضة .
و لكنه لم يبالي بغضبها بل صرخ في وجهها بغضب :

" لن نفعل ... لن نطارده ... فليذهب حيث يشاء "

قال ذلك و هو ينهض نافضا ثيابه من الغبار الذي علق بها إثر سقوطه ... ثم أردف بلهجة أقل حدة :

" ألا ترين ما فعله بي ذلك الحيوان الغبي .. لقد اوقعني أرضا.. هل ظننتِ أنني قادر على السيطرة عليه وحدي؟x "

" و ماذا سنفعل الآن؟ "

" لا شيء... تحركي.. هيا "

قال أمراً ثم دنا منها ممسكا يدها ليسحبها معه و لكنها لم تتحرك إنشا واحدا ... بدت غاضبة منه لأقصى حد فنفضت يدها من يده و رسخت في مكانها مثل دابة حرون .

يعرف أسامة تلك الملامح التي ترسمها شقيقته المدللة ... هي غاضبة جدا بسبب لا مبالاته بتلبية رغباتها المجنونة و هو عادة لا يهتم .

و لو كانا في وضع آخر لما اهتم كذلك و لكنه كان مجبراً على أن يجاريها لتسوية الخلاف بينهما بأسرع ما يمكن .

و ذلك حتى يتمكنا من الهرب قبل أن يلحظ أحدهم ما فعلاه .

لهذا نظر لها بجدية تتعدى عمر طفل في الثالثة عشر .. ثم لاطفها بقوله :

" أسيل ... حبيبتي .. تعرفين ما يجدر بنا فعله الآن "

" ماذا؟ "
تسائلت ببراءة .. فرد عليها بتلقائية تامة :

" طبعا الهروب و لا شيء غيره ... يجب أن نختفي عن أنظار الجميع مؤقتا "

صاحت مستنكرة :

" و لماذا نهرب ؟ ... لم نفعل شيء يستحق الهرب"

" حقا ؟!! ... ماذا لو هرب ذلك الحصان إلى غير رجعة أو أصاب نفسه أو أي شخص آخر بأذى ما ؟ اتعرفين ماذا سيحدث حينها ؟ "

هزت رأسها نفياً ... فأردف :

"حينها لن يجد خالك العزيز شخص ليلومه عن ذلك سوانا ... و أنت تعرفين التالي "

اومأت الصغيرة رأسها بتفهم ... ثم عادت ملامح الأسى لتظهر على وجهها فوجدها تهز رأسها بعنف رفضا للفكرة المفزعة التي انتابتها قبل أن تصيح :

" لا .. لا يمكن لذلك أن يحدثx "

" ماذا؟ "

سألها بتوجس ... فقالت بحذر :

" هل ... أتظن أنه قد يقتل تيمور كما فعل مع ماسة سابقا ؟ "

" ربما ... هذا ليس مستبعد "

" أتمنى ألا يحدث ذلك فأنا أحب تيمور كثيراً ... و حتى هذه اللحظة لا أستطيع نسيان ما حدث مع ماسة "

صمت ثقيل سيطر عليهما ... حتى قطعه أسامة :

" هل تدركين الآن حجم المشكلة التي نواجهها؟ "

" نعم "

تمتمت بخفوت .. و لكنه نظر لها بغيظ حين تذكر أنها السبب في مشكلتهما ... فغمغم بسخط :

" ليتني ما سمعت كلامك"

" لم أجبرك على شيء ... لقد اقترحت الفكرة فقط و كنت أنت أكثر من مُرحب "

" مُرحب !! ... حقا؟ .. بعد قليل سوف تخبريني أنها كانت فكرتي ... هل نسيتِ مقدار التوسلات التي صدعتِ رأسي بها لأوافق على طلبك ؟ "

صمت قليلا ثم راح يقلد صوتها متهكما :

" اوه .. أرجوك إنها جولة واحدة فقط أسامة .. فقط لمرة واحدة.. إنه جواد لطيف و أنا أحبه كثيراx "

انكمشت أسيل بسبب صوته المرتفع و لكنه لم يبالي بل انفجر فيها ساخطا :

" و الآن انظري ماذا فعل جوادك اللطيف؟ .. أنا أكره هذا الجواد الغبي من الأساس... إنه خطئي من البداية أنني وافقتك على الإقتراب من هذا الوحش "

و ها هي أولى أخطائهما التي كان محمود يخشى حدوثها .

دائما ما كان أسامة هو السبب الرئيسي لأي مشكلة... و لاحقا كان تورط توأمته معه أمر طبيعي لينال كلاهما العقابx ... أما هذه المرة كان الفضل في مشكلتهما يرجع لنزوة طفولية بالعبث مع حيوان أضخم من أن يستطيع طفلين في الثانية عشر من السيطرة عليه .

امتد شجار التوأم كزوج من الديوك المتعاركة ... غافلين عن المشكلة الرئيسية ... ذلك الجواد الهارب .. و ما يمكن أن يسببه هروبه من أضرار .

***************


Eman Sakr غير متواجد حالياً