عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-18, 11:57 PM   #2514

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

ليلة زفاف سيد وآية :




في إحدى الفيلات في منطقة نائية خارج العاصمة والتي تم تأجيرها لإقامة حفل الزفاف.. وقف الشباب الأربعة وخامسهم أمير متأنقين في حُلات رسمية أظهرت وسامتهم .. وقد بدا على سيد التوتر الشديد يتطلع في الساعة كل دقيقة .. فاقترب منه وائل يعدل له من رابطة عنقه وسترته قائلا بسخرية لا تخلو من الإعجاب " ماذا هذه الوسامة يا بني .. هلا قرأت عليه المعوذتين يا شيخ عمرو؟ .. ما بك يا سدسد هل هذه أول مرة تتزوج يا رجل "


ابتسم له سيد ابتسامة صفراء مستخفة .. فتأبط وائل ذراعه هامساً حتى لا يسمع أحمد .. ليحشر عمرو رأسه بينهما يستمع لما يهمس به وائل " لا تقلق يا حبيبي سترفع رأسنا إن شاء الله .. هل تحب أن أعطيك بعض النصائح والتوجيهات "
قهقه عمرو بينما ابتسم سيد لكنه لم يستطع السيطرة على توتره ..



فرغم إشرافه على تفاصيل الحفل بنفسه لكنه يريده أن ينتهي بسرعة ليتحقق حلمه أخيرا ..
تمتم بقلق " أشعر أني قد أموت قبل أن ينتهي هذا الحفل "
حوقل عمرو وقال " تفاءل يا سدسد ربك كريم في عطاءه ( وربت على كتفه ) سيمر أجمل مما كنت تظن إن شاء الله "
ثم غمزه يشير على أحمد الذي يقف يديه في جيب بنطاله يتأمل القاعة بشرود .. فاقترب منه سيد وأحاط ذراعه برقبة أحمد قائلا بابتسامة سعيدة " تعرف أني أحبك يا كونت أليس كذلك ؟"


مط أحمد شفتيه ورد ببرود " جميل "
قهقه سيد وهزه يقول " هل تذكر حين كنت متعلقا بك ونحن صغار .. وسعدت جدا أني برسوبي مرتين أصبحت معك بنفس الصف "
داعبت الذكريات مشاعر أحمد .. لكنه حافظ على ملامحه الجادة .. فهزه سيد مرة أخرى يقول " لا تقلق عليها أبدا .. فأنا لن آخذها بعيد عنك .. بل أنا من سأقترب منكم أكثر وأكثر .. "


استمر أحمد على جموده الزائف .. فأكمل سيد بلهجة متأثرة " أنا لا أعرف كيف أصف لك مشاعري.. فالأمر لا يقف عند إرتباطي بحب عمري .. الأمر يا أحمد يتعدى ذلك بكثير .. يقربني من البيت الذي تربيت فيه .. ويقربني من أبي وأمي اللذان لم أعرف غيرهما .. وأيضا يربطني بالكونت للأبد .. يا بني أنا أحبك وأنت تعرف ذلك "
مط أحمد شفتيه بامتعاض وتمتم " أصبحت عاطفيا لزجا كصاحبك الآخر "


قهقه سيد ثم قال " لا تقلق عليها سأدللها "
إستدار إليه أحمد يحدجه بنظرة مغتاظة فأنفجر سيد في الضحك ..
ليبعد أحمد ذراعيه عنه قائلا " سأقول لك ما قلته لعمرو من قبل .. أنس صداقتنا وأنس أنك كنت تعرفني إذا ما أحزنتها يوما .. والله لن يكفيني تمزيقك لأشلاء وإطعامك للكلاب "
قال سيد بعد أن هدأ ضحكه فاردا ذراعه على كتفي أحمد " هذا كلام أحمد صهري وأخو زوجتي .. أين مباركة صديقي الكونت لي في يوم زفافي ؟ "



أبعد أحمد ذراع سيد عنه يتحرك مبتعدا وهو يقول بامتعاض " ألم أقل لك أصبحت لزجاً "


إبتعد أحمد وهو يسمع ضحكاته العالية والتي يعلم تماما أنها مشبعة بالسعادة رغم القلق البادي عليه .. ليقطع بهو الفيلا الكبيرة التي أمتلأ بالحضور على الرغم من أن الحفل كان يضم المقربين فقط من كل جانب وتم التعتيم بشأنه في وسائل الإعلام طلبا لبعض الخصوصية .. وصعد السلم الطويل في آخر البهو والمزين بالورد والبالونات والذي من المفترض أن تنزل منه آية بعد قليل تتأبط ذراع الحاج سماحة كما كانت تتمنى دوما ليوم زفافها وهو ما نفذه لها سيد ..



في البهو الكبير لمح وائل أسرته تدخل الفيلا وقد سبقهم منذ الصباح الباكر ليباشر مع الشباب تحضيرات وديكورات .. ليجدن الإناث كن يلبسن اللون الموحد الذي إختارته آية للآنسات والسيدات المقربات من العائلة والأصدقاء وهو اللون الأرجواني .. فتأمل ماجدة وهو يقطع المسافة للوصول إليها .. ترتدي فستانا بسيط التصميم يعكس شخصيتها الخجول المتحفظة .. طويل بأكمام حتى المرفقين تصفف شعرها معقودا للخلف بعقدة منتفخة أسفل رأسها مزينة بوردات فضية .. كانت أنيقة وراقية وخاطفة لأنفاسه وكذلك كريستين التي أختارت موديل بنفس اللون يناسب بطنها المنتفخة بينما الفتاتان إرتدين فستانين متشابهين بتنورة من التل الأرجواني تنتهي بعد الركبة بقليل وأكمام قصيرة .. وحذاء ذا عكب عال .. مما أثار دهشته فسأل ميري " ألم تعترضي على الموديل التي إختارته أنجيل بدعوى أنه يجعلك كالدمية "



تكلمت ميري بغيظ " رضخت لإلحاح إبنتك المدللة التي كادت أن تُزهق روحي بنحيبها المستمر بجوار رأسي حتى نلبس نفس الموديل .. ونبدو أمام الجميع كعرائس ماريونيت بلهاء "


قهقه وائل بينما قال أمير مغيظا " فعلا يا ميري تبدين كالباربي شقراء بفستان حالم ياللفظاعة ! "
بينما تعلقت أنجيل بذراع أختها تهديها ابتسامة سعيدة ممتنة فزفرت ميري بعصبية قائلا " أوف أوف !!"
شاكس وائل والدته التي أرتدت رداء أسودا وغطت كتفيها بوشاح أرجواني فقال " ما هذا يا أمي .. هل ترتدين اللون الأرجواني الموحد أنت أيضا !!"
ردت أمه بكبرياء " ألست واحدة من النساء المقربات للعروس ؟"


قهقه وائل وقال " بهذا الحجم أنت قبيلة من النساء دفعة واحدة يا أمي "
حركت حاجباها ترد بكبرياء " حتى أملا العين الفارغة يا عيون أمك "
قهقه مجددا وهو يقبل رأسها ويساندها لتصل لإحدى الطاولات متمتما من بين ضحكاته " أحببت نظريتك جدا يا أم وائل "



أجلسها على إحدى الطاولات ثم تأمل فستان ماجدة ولمعت عيناه وهو يرى سلساله يزين رقبتها .. ثم حرك عيناه على قدها يرسمه بنظرات معجبة وأعصاب توشك على الانفجار وقال " أليس ضيقا قليلا هذا الفستان "
تطلعت إليه بدهشة وهي تداري تأثير طلته الوسيمة الشقراء عليها منذ أن دخلت الفيلا وقالت " كيف ضيق ؟ ( ونظرت لحماتها بشك ) أهو ضيق يا خالتي ؟"



ردت أنجيل تقول " الفستان عادي ولكنه هو من ستنفجر أعصابه "
شقهت ماجدة بحرج من تعليقها ودارت كريستين إبتسامتها بينما هتف أمير بوجه محتقن " أمي !!"
عدلت أنجيل من وضع نظارتها على أنفها ثم وضعت كفيها فوق بعضهما على بطنها العالي أمامها وردت ببراءة " ستنفجر من الغيرة عليها ماذا قلت أنا !!"
أشاحت ماجدة بوجهها فقال وائل بصوت خافت " هذا جزاءك لأنك استشهدت بأمي "


سحب لها الكرسي لتجلس فتعرقت وجلست بارتباك .. ليقف مستندا بيده على ظهر مقعدها متلكأ في الأبتعاد يتأمل القاعة الكبيرة أمامه ثم مال عليها يهمس لها " ما رأيك لو نقيم لنا عرسا وأتزوجك من جديد؟"


رفعت وجهها إليه بعينين متسعتين .. فأهداها ابتسامة عريضة بينما السعادة تشع من زرقة عينيه .. لتعود وتتأمل الحضور هاربة من حصاره الذي عاد مجددا منذ ليلة أمس بعد أن التزم بعد تلك الرسالة التي تركها لها مع الهاتف في ذلك اليوم بألا يضغط عليها فكان يحرص على إعداد الفطور لها يوميا مع الوردة وكلمة آسفة ليخرج ولا يأتي إلا في ساعة متأخرة منشغلا في المشروع الذي يشارك فيه أعمامه وفي إدارة المحلات ومع سيد في ترتيبات الزواج .. ليتجدد حصاره من جديد بعد عودتهما من حفل ليلة الحنة التي اقامتها آية في بيت سماحة للنساء وأقامها سيد في الشارع للرجال .. فيحاول مغازلتها من جديد متحدثا في أمر ذلك التلقيح الصناعي الذي يهذي به .. وبعد بعض المشاكسات منه تركها تهرب إلى غرفتها بعد أن دغدغ أعصابها بشقاوته .



في الدور العلوي من الفيلا وبالتحديد في الممر الطويل مؤدي للغرف العديدة مر أحمد على الغرفة التي يستعد فيها الحاج سماحة .. فطرق الباب ودخل ليجده مرتديا حلة رسمية والذي بمجرد أن علم بوجوده أشار له بالرابطة يقول " إربط هذه أم أذهب لأروى لتربطها لي ؟"
تقدم منه أحمد وبدأ في ربطها وهو يتمتم " ما هذه الوجاهة يا إبراهيم ! .. هل تنوي الزواج على أمي على أساس أنك زوجت كل أولادك وارتحت الآن ؟"
ضحك الحاج ورد " وهل ستسمح إلهام بذلك .. ستقطعني حيا .. "



ضحك أحمد ثم قال بقلق " هل تعتقد أننا إتخذنا القرار السليم بتزويجهم .. أقصد .. لا أعرف أنا فقط قلق "
رد الحاج يربت على كتفه "أنت قلق لأنك تحبهما وبالتالي تخشى أن توضع في المنتصف بينهما .. وأنا أعلم أنك لن ترضى على إحدى أخواتك بما يزعجها .. إطمئن إن فضل الله علينا كبيرا وناسبنا رَجلين من خير الرجال "


إنتهى أحمد من ربط الرابطة وقال " سأذهب لأرى لم تأخرت العروس المجنونة .. هل أنت جاهز لإصطحابها يا حاج ؟"
أومأ الحاج برأسه فتركه أحمد ليتوجه لغرفة أخرى تتجمع بها النساء حول آية التي يوضع لها اللمسات الأخيرة ..
طرق أحمد الغرفة وتنحنح للدخول ..



كانت الغرفة تحوي على أختيه وزوجته وأمه وأختي سيد.. والمرأة التي تهتم بزينة العروس .
لمح أحمد آية بفستانها فتمتم وهو يتوجه نحو بانة دون أن يدقق النظر فيها " أسرعي يا آية الجميع في الانتظار "
قالت بتوتر " حالا سأنتهي حالا "



توجه نحو بانة التي كانت في عينيه تخطف الأنفاس فابتسم لها إبتسامة باهته ومسح على بطنها الصغيرة التي تظهر بالكاد فالتصقت به تمسد على صدره شاعرة بمشاعره التي ينكرها .. بينما لكزت أروى آية تشير لها على أحمد .. فرفعت آية أطراف فستانها وتقدمت نحوه فازداد وجومه وإشاحته عنها رغم أنه كان واضحا لهم أنه يتعمد التجاهل ..
اقتربه آية وحضنت ذراعه ترفع وجهها إليه .. فطالعها بطارف عينه وقال بهدوء " ما هذا .. كيف استطالت قامتك هل تقفين فوق أعمدة إنارة!"



تدخلت إلهام تقول بلهجة باكية " قلت لها سيؤلمك ظهرك وقد تقعين لكنها لا تسمع الكلام "
ردت آية بابتسامة عريضة" لا تقلقوا الامر كله تحت السيطرة "
فسأل أحمد والدته "لم تبكي يا أماه ؟!"
لم ترد الهام بل إزداد نشيجها متأثرة ولاح التأثر على البقية .. فتدخلت زهرة مندفعة تقول لآية "أرأيتِ .. والدتك تبكي لأنك ستتركينها وتعيشي في بيت سيد .. لا تجعليها تبكي وابق معها "


جحظت عينا آية بينما تحرجت رحمة وقالت بتوبيخ " زهرة ماذا تقولين !!"
ردت زهرة بحنق " ماذا فعلت أنا .. كنت أنصحها ألا تجعل أمها حزينة "
دفعتها رحمة برفق تنظر للجميع بحرج وتتمتم باعتذارات ثم قالت "سنسبقكم إلى أسفل"
ابتسمت أروى بينما قال أحمد" لأمه لا تبكي يا أمي إنها متلهفة جدا لتركنا"



التفت إليه آية تقول" لم هذا الكلام يا أحمد !"
رد عابسا كالأطفال" هذا هو الواقع انظري لنفسك"
تعلقت بذراعه تمنحه ابتسامة حلوة وتقول " ومن الذي سيستفز شياطينك يا كونت لتخرج من مخبأها .. بالطبع لن اذهب لأي مكان "


قرصت الدموع عينيه فتنحنح ليتماسك ورد "سنرى"
شعرت آية بتأثره وتتطلعت إليه مصعوقة .. فلم تتخيل أن يكون متأثرا من أجلها إلى هذا الحد .. فاندفعت تقول" سامحني يا أحمد .. أنا أعلم أني ضايقتك كثيرا .. لكن صدقني لم أكن أحب ذلك.. ربما كنت أفعل ذلك حتى ألفت إنتباهك لي .. لكني الآن أعتذر لك عما بدر مني .. هناك أمورا تكشفت لي مؤخرا .. أني كنت متهورة .. ومخطئة .. بينما أمور أخرى لا أعرف حتى الأن لما كنت تعترض عليها .. لكني بت متأكدة أنك تهتم لأمري بالفعل .. وأنه رغم إختلاف نظرتنا كنت خائفا علي .. وأنا صدقني معظم تمردي كان يخص سيد وحده"



تكلم أحمد يحرك نظراته هنا وهناك حتى لا يظهر تأثره " وأنا أيضا قصرت في حقك .. ولم أرعاك كما يجب .. وتحججت بجنونك حتى أداري تقصيري .. أنا أيضا كنت مخطئا"



لفت آية ذراعيها حول عنقه تحضنه و بدأت في البكاء تتمتم" كلا يا أحمد لا تقل هذا .. أنا كنت فقط أحتاج لأن أشعر بأني مهمة عندك وأن عدم وجودي لن يكون سهلا عليك .. هذا يكفيني لم أكن أطمع في أكثر من ذلك "


حضنها وقال هامسا بتأثر " كنت أتمنى أن تطول المدة التي سأعوضك بها عن إنشغالي عنك لكنك ملهوفة لتركنا "
شددت من ذراعيها حول رقبته .. فربت على ظهرها لتقول باكية" ومن قال أني سأتركك تنعم بالحياة بدوني وتعيش حياة سعيدة للأبد مع سنيورتك .. أنا لن أسمح بذلك أبدا لا تنسى أني في المبنى المقابل " .


رد أحمد متهكما " ياللأسف ! .. ظننت أني سأنعم بالسعادة الأبدية من الآن فصاعداَ"
تدخلت أروى تقول " كفاكما ما تفعلانه لقد تأخرنا على الضيوف وعمرو يتصل بي يستعجلنا "



أبعدها أحمد بحزم يتنحنح فسألته آية " مارأيك في فستاني ؟"..
رد يتأملها " مبهر يويا ..مبهر"



سألته بقلق "هل تعتقد أنه سيعجب سيد .. فأنت بالتأكيد تعرف ذوقه "
رد ساخرا " لن يجد الفرصة لتأمل تفاصيله لأنه قد يغشى عليه بمجرد أن تطلي عليه.. لذا نحن جهزنا استعداداتنا وجلبنا سيارة إسعاف تركن خارج الفيلا لأي طارئ "
ابتسمت في سعادة بينما دخل الحاج سماحة يقول بعصبية "ما كل هذا التأخير لا أفهم "


فلمحت عيناه آية بفستان العرس ليبتسم بحنان فاقتربت منه آية ترفع فستانها وسألته" مارأيك يا حجوج "
قبلها على جبينها وغمغم" كنت منذ أيام تخطين خطواتك الأولى .. متى كبرت لتلبسي فستان الزفاف !"
اتسعت ابتسامتها تعدل له من ياقة قميصه قائلة بتأثر " أنت شديد الوسامة يا حجوجتي اليوم"



قبل جبينها مرة أخرى وقال بهدوء " إتق الله في زوجك وفي بيتك وكوني له السكن والراحة ولا تعتمدي على حبك له أو حبه لك فقط .. هناك أمورا كثيرة تحتاجونها لتكون حاضرة بينكما كي يثمر هذا الحب عن حياة هادئة "
أومأت برأسها بطاعة فقال الحاج " هيا أسبقونا وسنلحق بكم أنا ومدللة أبيها"



تحرك الجميع إلى الخارج ليجدوا عمرو ينتظر أروى التي تتحرك بالكرسي معظم الوقت لعدم إجهاد ظهرها خاصة وهي في المحطة الأخيرة من الحمل ..



بعد قليل ..


وفي بهو الفيلا الكبير والذي تحول لقاعة عرس .. كانت الموائد مصفوفة والمفارش البيضاء مزينة الأطراف بالدانتيل مفروشة على الموائد الدائرية والمقاعد التي ربطت ظهروها بفيونكات من اللون الأصفر الكناري متناغمة مع المزهريات الصغيرة التي تزين كل مائدة بوردات من الأصفر الكناري أضفت بعض الدفء على المكان .. وهي نفس الوردات الصفراء التي تزين سور السلم الحديدي في أخر البهو والتي ستنزل منه آية ..



اقتربت رحمة من سيد تتأمل أناقته فاستقبلها بابتسامة هادئة .. فتمتمت بتأثر "يكفيني أنك سعيد .. فمنذ أن قابلتك لأول مرة لاحظت ذلك الحزن الأبدي الساكن في عينيك .. لهذا أنا في غاية السعادة أني رأيت تلك الفرحة التي تتراقص في عينيك أخيرا "


ابتسم لها بحنان وفتح ذراعيه يضمها وهو يقول " العقبى لك حبيبتي .. يومها سأقيم لك ليلة من ألف ليلة .. وأحسد هذا المحظوظ الذي سيتزوجك منذ الآن "


ثم أبعدها يعيد النظر في فستانها الأرجواني الهادئ الرقيق وتمتم " ما هذه الأناقة يا بنت .. أنا سأكون مشغولا اليوم عنك .. كيف سأفقأ عين من سينظر إليك عليّ أن أكلف أحد الحراس بحراستك طوال الحفل "


ضحكت بهدوء ثم أشارة بحركة من عينيها على زهرة الواقفة خلفهما توليهم ظهرها متكتفة في عبوس ووهمست تخبره بما قالته منذ قليل لآية .. فانفجر ضاحكا ثم اقترب من زهرة يجلس أمامها على كعبيه قائلا " تبدين مذهلة في فستان العروس هذا يا زهرتي "


تأملت فستانها الأبيض من التل المنفوش القصير حتى ركبتيها بحمالات رفيعة وشريطا ورديا لامعا يحيط بخصرها ينتهي بفيونكة وقد فردت شعرها ترفع جانبيه بشريط وردي مماثل ووقفت بخيلاء .. فقال لها باستنكار " هل تضعين أحمر شفاة يا زهرة !! "



مطت شفتيها وتوردت تداري ابتسامة .. فضرب كفيه ببعضهما يحوقل ثم أشارا للحقيبة الوردية الصغيرة اللامعة وقال " كم حقيبة لديك يا بنت شربات .. هذه حقيبة جديدة أليس كذلك ؟"
ردت بزهو "عندي العديد من الحقائب "
تمتم قائلا " أنت تحبين الحقائب إذن"
أومأت برأسها فقال " مارأيك أحضر لك المزيد من الحقائب من سفرتي أنا وآية"
علا الإنزعاج على وجهها وقالت ببؤس "لم لا تأخذني معك وأختار الحقائب بنفسي"



تنحنح بحرج ونظر لرحمة ثم قال " هذه المرة سأذهب بمفردي مع آية وأعدك حين أعود أني سأذهب أنا وأنت وآية ورحمة في رحلة .. وأما بالنسبة للحقائب.. سأرسل لك صورها وتخبريني أي منها تعجبك.. إتفقنا"


تقوس فمها لأسفل فاحتضنها متأثرا .. ثم قال لرحمة " سأجلسكما على طاولة الحاج والحاجة لأكون مطمئناً "
فربتت رحمة على كتفه تقول " لا تشغل بالك بنا .. سنلتزم بوجودنا مع الحاج والحاجة .. إذهب لإستقبال عروسك " .
على الطاولة المجاورة كان عمرو يُجلس أروى بجانب والدته التي حضرت بعد إلحاح للحفل .. قائلا في عبوس" كان من المفروض أن أحضر لك وشاحا إضافيا فهذا الثوب يظهر بطنك "



ردت أروى متهكمة "لأني حامل أتصدق ذلك! "
قال بغيظ "وكيف سأتحمل نظرات الجميع وهم يحدقون في بطنك "
ردت متهكمة " حين ينظرون إليها سيشفقون عليّ لا تقلق "
مط شفتيه عاقدا حاجبيه في عبوس فأشارت إليه بيدها ليقترب .. فمال بجذعه نحوها لتهمس في أذنه " هل تعتقد أن هذا وقتا مناسبا لما تفعل .. أنظر أين نحن وماذا نفعل وأنظر ماذا تفعل أنت "
فهمس باستنكار محدقا في عينيها من قرب " وكيف أدرب نفسي على أن أغار عليك في الأوقات المناسبة أروى هانم !!"


قالت أروى هامسة بغيظ " ليس هذا ما أقصده يا عمرو "
تطلع إليها مندهشا ثم قال " علام تتحدثين إذن؟ "
فأشارت له ليقرب أذنه مرة أخرى ثم همست " هل هذا وقت مناسب لتزداد وسامة ياعمرو القاضي ؟ .. كيف سأغازلك الآن أمام الناس ! "
رفع حاجباه مندهشا ثم تطلع إليها لثوان وقهقه ضاحكا .. ليميل بعد ذلك يهمس في أذنها .. فأحمرت وجنتيها.. فقال وهو يستقيم واقفا مرة أخرى " كل منا يعبر عن مشاعره بطريقته يا أم عبد الرحمن "
قالت له مصححة تداري إشتعال وجنتيها " بيدو "
فسأل بغباء " من ؟!"
فردت بهدوء" قررنا أنا وخالتي أن ندلل عبد الرحمن باسم بيدو "



فنظر عمرو لوالدته التي كانت مشغولة بمراقبة الحضور " بيدو يا أمي !!.. عبد الرحمن أصبح بيدو !!"
فابتسمت عفاف تقول " أحببت الاسم "
ضرب عمرو كفا بكف وقال " أنا ذاهب لأتفقد العريس يا أم بيدو "



يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس