عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-18, 04:34 AM   #804

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

سارت شاهيندا و خطواتها تكاد تطير بها إلى حيث ينتظرها عصام في تلك الجهة المنزوية من النادي .
- لماذا هذا المكان بالذات ؟ تذكرت بابتسامة حالمة نبرة الاستغراب التي حملها صوته منذ ساعات في الهاتف .
- لأنه المكان الذي تغيرت فيه مشاعري نحوك ، بعد ذلك الموقف واجهت نفسي لأول مرة و ..
- و ما الذي حصل ؟ سأل ببطء بعد أن طال صمتها .
- الذي حصل أني خسرت المواجهة لصالحك أنت عصام .

أبطأت خطواتها دون وعي منها و هي تتذكر صوت تنفسه العميق الذي عَبَر أذنها ليصل فورا إلى قلبها .
توقفت أخيرا عن السير و هي تراه واقفا بسكون يتأمل ما حوله ، على الأرجح يسترجع ما حدث بينهما في هذا المكان و في تلك اللحظة .
- عصام ، تعالى اسمه من بين شفتيها دون تفكير لتراه يلتفت إليها ببطء ، يتأملها بهدوء ثم يبدأ بالاقتراب بخطوات متمهلة .
وقف أخيرا و هو يحتفظ بمسافة معقولة بينهما كعادته دائما ، بينما واصل تأملها بعاطفة قوية أسرت عينيها داخل سجن عينيه للحظات طويلة قبل أن يتغير اتجاه نظراته فجأة ليتركز على خصلاتها .
- شعرك مبلل ؟
- ها ؟ تمتمت و هي ترفع يدها تلقائيا تتلمسه ، كانت لدي حصة سباحة و خرجت دون أن أجففه .
خفت أن أتأخر عليك ، أضافت برقة .
- حصة سباحة ؟ كيف ؟ سأل و تعبيراته تتغير أمام عينيها الحائرتين .
- يعني سبحت لمدة ساعة داخل حوض السباحة التابع للنادي ، كما أفعل صباح كل سبت .
هل هناك مشكلة عصام ؟ أضافت بقلق أمام الحدة الواضحة في نظراته .
- و من كان معك داخل الحوض ؟
- ماذا تقصد ؟ تساءلت بحيرة متزايدة .
- يعني كان هناك رجال أيضا متواجدون داخل المكان ؟
- كلا طبعا ، قالت بتوتر أمام نظراته السوداء ، هذا الصباح المكان مخصص للنساء فقط .
ما الذي يحصل معك عصام ؟

تجاهل سؤالها و هو يضيف سؤالا آخر :
- و ماذا ارتديت بالضبط ؟
- ليس عباءة أكيد إن كان هذا ما تقصده ، أجابت بسخط و هي تكتشف أخيرا المغزى من الحوار .

تأففت بملل ثم أضافت و هي تبتعد بنظراتها عنه :
- سبحت بمايوه كما هي عادتي دائما .
- مايوه ، تمتم من بين أسنانه .
- نعم مايوه عصام ، ذلك الشيء الذي يرتديه الناس ليسبحوا به .

بعينيها القلقتين راقبته يهز رأسه عدة مرات بينما صدره يرتفع و ينخفض بفعل أنفاسه الثائرة .
- أخبريني شاهيندا .

قابلت النظرة المظلمة داخل عينيه دون كلام .
- ماذا ترتدين بالضبط في البحر ؟

واصلت النظر إليه بصمت بينما خيبة كبيرة تسكن أعماقها بسبب حظها الأسود الذي حَوَّل لقاءًا أرادته رومانسيا إلى خصام على وشك الحدوث .
تنهدت بعمق ثم أجابت بهدوء :
- في السنوات الأخيرة أسبح بطقم سباحة : بنطلون يتجاوز الركبة و قميص إلى حد هنا ، أضافت و هي تشير إلى منتصف فخذها .
- و قبل ذلك ؟
- مايوه و شورت قصير .

رفع رأسه إلى الأعلى يتنفس بصوت مسموع قبل أن يضيف بصوت خشن :
- و آخر مرة ارتديت فيها المايوه كان عمرك ؟
- عشرون سنة ، تمتمت بتردد .
- عشرون سنة ، نفث بقوة و هو يخطو أمامها كثور هائج .
فتاة في العشرين من عمرها ، تظهر أمام جميع الأعين بكامل أنوثتها و هي شبه عارية و لا تجد أي حرج في ذلك .
- لم أكن شبه عارية عصام ، قالت بحدة ، كنت أضع وشاح بحر ثم المايوه الذي أرتديه كان محترما .
- مايوه و محترم ! رفع رأسه إلى الأعلى يطلق صوتا حلقيا طويلا عاليا .
- عصام ، قالت باستنكار ، ماذا يحدث معك ؟
- ماذا يحدث معك أنت ؟ صاح في وجهها ، كيف هانت عليك نفسك لتعرضي جسدك يشاهده من يسوى و من لا يسوى .
- أعترف أني كنت مخطئة ، قالت بصدمة ، لكن ألا يُحْسَب لي أني تراجعت في الوقت المناسب .
- الوقت المناسب ، فعلا .
- هناك عجائز في الثمانين يرتدين المايوه .
- ما شاء الله و نعم القدوة .
- عصام من فضلك لا تسخر بهذه الطريقة ، نحن مختلفون عنكم ، الموضوع طبيعي جدا عندنا ، أنت ...

توقفت و هي تراه يعيطها ظهره بينما يكور قبضتيه بعنف .
للحظات طويلة ظلت تراقب تصلب كتفيه و هي تستمع إلى صوت أنفاسه الهائجة بينما كل لحظة صمت تشعل قلقها و تزيد من توترها .
- عصام ، قالت بصوت مرتجف و هي تربت على كتفه ، ما مشكلتك ؟
- مشكلتي ؟ تمتم من بين أسنانه و هو يلتفت إليها و تعبير خطير يرتسم على ملامحه .
مشكلتي أني أغار ، أغار ، أغار ، صاح بعنف و هو يقبض على أعلى ذراعيها بقوة و يبدأ في هزها .

أفاق أخيرا و هو ينظر إلى الصدمة في عينيها ، أفلتها ببطء ثم مرر كفيه على وجهه عدة مرات و هو يتجنب النظر إليها بينما وقفت هي تحضن نفسها و هي ترتجف .
ترتجف غضبا
ترتجف عشقا
ترتجف خوفا
طوال الفترة الماضية كانت تعتقد أنها هي من ستجد صعوبة في التأقلم مع ظروفه و حياته لكن على ما يبدو هو الآخر لديه صعوباته الخاصة به .
هي تعرف أنها لن تتخلى لكن هو ؟
- شاهيندا ، قال أخيرا ، كما سبق و قلتِ أنتم مختلفون عنا ، مختلفون جدا .
و أنا لست من نوع الرجال الذين تعودت عليهم في حياتك .
لست من أولئك ذوي الدم البارد الخاليين من الشعور .
لذلك ، ثبت نظراته عليها ، من هنا فصاعدا لا بحر إطلاقا حتى نتوصل إلى صيغة تناسب كلينا فيما يتعلق بلِبسكِ .
و بالنسبة لحوض السباحة فارتدي الطقم الذي أخبرتني عنه .
لا مايوهات بعد اليوم ، مفهوم شاهيندا ؟ قال ببطء .

تبادلت معه النظرات قليلا و شفتاها ترتجفان بوضوح و أخيرا أغمضت عينيها لتسيطر على نفسها ثم قالت بهدوء :
- أريد أن أعود إلى البيت عصام .

صمت قليلا ثم قال و ملامحه تتخلى عن حدتها :
- أريدك أن تأتي معي لتتغذي عندنا في البيت .
- و المناسبة ؟
- بمناسبة أن ما أمسكته بين أصابعي قبل قليل تستطيعين أن تطلقي عليه أي شيء إلا أن يكون ذراع فتاة في الثلاثين من عمرها .
- السابعة و العشرين من فضلك ، قالت و هي تشيح بوجهها .
- ابتسمي حالا ، وصلها صوته العميق و هي تبدأ بالسير بعيدا عنه ، لا أنكر أني أستمتع برؤيتك غاضبة لكني لا أطيق رؤيتك حزينة .

…………………..


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس