عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-18, 02:27 AM   #439

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني عشر (الجزء الثاني)


استغرق وصولها إلى البيت نصف ساعة كانت تعد خلالها الدقائق لتختلي بنفسها... ما ان دلفت إلى المنزل بعد أن طمئنت عمتها أنَّها بخير حتى استقبلتها جدتها قائلة:
- كيف كان الحفل؟ هل استمتعتِ؟
ردَّت ببرود وهي تتجه نحو الدرج:
- ان كنت تسألين بطريقة ملتوية عن حبيبة القلب ريماس.. فدعيني أقول لك مكرهة أنَّ قفاطينها كانت رائعة!!
لتتابع طريقها إلى غرفتها ناشدة الانفراد بنفسها وهي تسمع الجدة تدمدم بكلمات تعبر عن عدم رضاها عن علياء...... لتفكر ساخرة "ومتى كانت الجدة راضية عني؟"
ما ان وصلت غرفتها حتى أقفلت الباب آخذة نفسا عميقا لتتوجه إلى سريرها وتجلس عليه وعاد الارتجاف ليسري في أوصالها... لقد أشعرتها كلماته أنَّها قذرة...
أغمضت عينيها محاولة نسيان ما قاله... لكن هيهات أن تنسى وقد وصمها بكلماته..
عادت ذاكرتها إلى وقت خرجت من القاعة لتتصل بسعد الذي وعدته بذلك لثبت له أنَّها حضرت عرض ريماس كما وعدته فهو منذ أن علم أنَّها تلقت دعوة من ياسمين لحضور الحفل وهو يصر أنَّها يجب أن تذهب لتحضر صحيح لم تكن تعرف غايته من اصراره هذا لكن امثتلت له...
بعد أن أنهت مكالمتها كانت ستعود أدراجها إلى القاعة تفكر مكرهة أنَّ ريماس حقا لها الموهبة في التصميم حتى وان لم تبدي لها اعجابها بذلك... شعرت بأحدهم يسحب ذراعها ليدخلها إلى رواق خالٍ... لم تجرؤ حتى على الالتفات لترى من سحبها هكذا كأنها شاة... لكن كان الخوف قد شل أطرافها وقلبها يكاد يتوقف عن الخفقان...
سمعت صوتا هامسا قرب أذنها يقول:
- لم أكن أعلم أنَّ الحفلات الخيرية تستهويكِ؟ أم أنَّ أثرياء هذا الحفل من يستهونكِ؟
أخيرا التفتت وهي تحاول أن تكذب أذنيها... محاولة اقناع نفسها أنَّه ليس حمزة الجراح وأنَّه فقط أذناها قد خانتاها... لكن لأسفها الشديد كان هو... ابتعدت عنه لتلتصق بالحائط خلفها قائلة بصوت أرادته واثق:
- ماذا تريد؟ ولما تلحقني؟
رفع سبابته أمامها وهو يشير بها بالنفي قائلا باستهزاء:
- عزيزتي.. لما أعطيتِ نفسكِ أكبر من حجمِكِ؟! أنا مدعو للحفل... "كتف ذراعيه حول صدره ليردف بسخرية" وأنتِ من أين حصلت على دعوة؟
أخذت نفسا عميقا قبل أن تقول ببرود:
- لا أظن أنَّك سحبتني إلى هنا فقط لتسألني عن الدعوة؟
صفق بيديه ليقول ساخرا:
- براڤو عزيزتي! ذكية!!
أردف ببرود:
- حسنا أعتقد أنَّ وجودك هنا قد حدَّد علاقتك بسعد أليس كذلك؟ اذاً متى ستخبرينه؟
نظر إليه بسخرية وهي تعدل قميصها قبل أن تقول:
- أخبره عن ماذا بالضبط؟
اقترب حمزة منها ليقول بهمس مثير:
- أنَّك قرَّرت الانفصال عنه... لأنَّ... وجودك هنا هو لسبب واحد... وأنا وأنت نعرف ما هو أليس كذلك؟
كان يمرَّر يده على خدها وهو يتحدث لتدفع يده بعنف قبل أن تقول من بين أسنانها بغيض:
- أبعد يدك القذرة عني!! ودعني أقول لك شيء واحد قبل أن أذهب.. كل يرى الناس بعين طبعه!!
لتردف بخبث:
- ربما ما ترمي به لي هو ما جاء بك إلى هنا!! "لتضيف بسخرية" ربما هناك عجوز ثرية تنتظرك بالداخل!!
لتشمله بنظرة باردة قبل أن تستدير بهدف الرحيل من أمامه لكنَّه عاد ليمسك ذراعها ويسحبها نحو قائلا بهمس قرب أذنها:
- لم أنهي حديثي معك بعد... ما رأيك أن ننهيه في احدى غرف الفندق...
شعرت برجفة تسري في جسدها... لتتحول الرجفة لحرارة كادت أن تحرقها من وقع كلماته عليها وهو يضيف:
- سأكون أكثر من مستعد لارضائك حياتي!!
حاولت أن تبعده ولكن بدون جدوى فقد كان يمسك ذراعها بقوة ليقول بسخرية:
- لا تقولي أنَّ كلماتي قد خدشت حيائك عزيزتي!! لكن عليَّ أن أعترف أنَّ لون الخجل ناسبك أكثر من الجرأة!!
حاولت مجدَّدا سحب ذراعها منه لتقول من بين أسنانها:
- دعني أيها الوقح!!
اقترب حمزة أكثر منها حتَى التصق بجسدها قائلا بهمسه المثير الذي أشعل نيرانها وسارع خفقان قلبها:
- لماذا وقح؟ لأنَّني أطالب بما سبق ومنحته لغيري؟ "ليردف مقربا شفتيه من أذنيها" أعدك أن أسعدك... على الأقل أنا أصغر من غيري ولا تنقصني المادة!!
كان التوتر قد وصل أوجه... وهي تشعر أنَّها في أية لحظة سوف يغمى عليها إن لم يبتعد عنها... استجمعت قوتها من جديد لتقول بصوت رغم ارتجافه أظهر قوتها:
- أقسم أيها الحقير ان لم تبتعد سأعمل جاهدة أن تصبح مادة دسمة للصحافة التي تنتمي لها!! أنصحك ألا تجرب غضبي!!
ضحكته أثارت جنونها... هذا الرجل يريد أن يقضي على القليل من التعقل الباقي لها!!... لأنَّه ان لم يبتعد فسوف تنهار الآن... في محاولة أخيرة دفعته عنها ليبتعد وهو يعدل سترته السوداء ليقول بهمس قرب أذنها:
- أعدك أنَّه سيكون لنا لقاء آخر وخلاله ستكون الكلمة الأخيرة لي فيه!!
ليرحل تاركا اياها تحاول أخذ نفس... لتنهار بعدها على الأرض كابتة شهقات كادت أن تنفلت من بين شفتيها... استمر ارتجافها لدقائق خالتها هي ساعات... تذكرت ما كان يقوله لها سعد حول تهدئة الخوف... لتأخذ نفسا عميقا وتزفر عدَّة مرات متوالية... لتقف على قدميها بتثاقل لتتوجه نحو الموزع الآلي لتأخذ قنينة ماء لتشربها كاملة...
كانت ما تزال ترتجف بشحوب حين عادت إلى القاعة... لمحته يجلس في احدى الطاولات ليرفع رأسه ويغمزها بابتسامة ساخرة...
أيقظها من أفكارها هذه صوت طرقات في الباب وصوت غزلان، التي جاءتهم في زيارة، يناديها من خلفه... توجهت إلى المرآة لتعدل شكلها قبل أن تفتح الباب متخذة قرارها سريع بضرورة اخبار سعد عن حمزة الجراح ليجد له صرفة...

***********************

لم تكن ياسمين أفضل حالا من علياء فقد كانت تحبس دموعها وما أن استطاعت أخيرا الانفراد بنفسها في غرفتها حتى ارتمت على سريرها لتطلق أخيرا العنان لدموعها الحبيسة...
أهذا هو هشام الذي كانت تقول ريماس أنَّه يحبها؟ أهذا هو الذي كانت تقول أنَّها ستكون له؟ أهذا...؟؟
انّها فقط تعرف أنَّه هشام الذي خانها مع صديقتها وتقدَّم لخطبتها بعد ذلك ظنا منه أنَّها ستوافق عليه... انّه هشام الذي ملَّ بعد محاولات لشرح ما حدث بعدد أصابع اليد الواحدة... انّه هشام الذي ما ان سمحت له الفرصة حتى استعرض أمامها قدراتها كدون جوان... هذا هو هشام الذي تعرفه هي... هشام الذي تقسم الآن أنَّه لن يأخذ مجدَّدا حيزا من تفكيرها... وأنهَّا ستفكر في مستقبلها فقط...

****************


Jamila Omar غير متواجد حالياً