عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-18, 10:27 PM   #392

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي


أوقف السيارة أمام البحر والتفت بصمت ينظر لماريا الجالسة بجانبه بصمت شديد ووجهها متوجه ناحية النافذة بإصرار!!
هل يكذب على نفسه ويقول أنه لا ينتبه على برودها وجفائها تجاهه؟.... على الكره الذي يطل أحيانًا من نظراتها ويتغاضى عنه بصعوبة كاتمًا تأثير تلك النظرات بصدره.....
لا.... هو مدرك من أصغر تفصيلة.... لأكبر تفصيلة بها... لنظراتها... لإيماءاتها..... لتصرفاتها الحذرة تجاهه.... ولوجهها المتحفظ..... لكل شيء...... لكنه يتجاهل... ويتجاهل رغبة منه ألا يمسح الصورة الجميلة التي رسمها وحط عليها آماله وأمنياته.... واحتياجاته
وهي أن ماريا تكن له ولو ذرة مما يشعر بمثله.... بأنها تتأثر به كما يتأثر بها....... وبأنها قبلت به لنفسه وليس لاعتبار آخر!

أطلق نفسًا هادئًا وهو يمد كفه ويدير وجهها ناحيته قائلًا بلطف :
" لماذا تشيحي بوجهك هكذا..."

كانت ملامحها عابسة بعض الشيء ولاحظ من أول خروجتهما بأن مزاجها متعكر وحتى عندما سألها لم تطمئنه بشيء.....
أردف وهو يحرك أصابعه على بشرة وجهها :
" ألن تخبرينني ما بكِ ماريا..."

رفعت رأسها له وقالت بنبرة غامضة :
" هل تهتم للمعرفة حقًا..؟ "

قطب حاجبيه استهجانًا لسؤالها الغريب ثم قال بتأكيد :
" بالطبع... ما هذا السؤال!"

ظلت صامتة وكأنها لا تصدقه مما جعله يهمس من كل قلبه وهو يضغط على وجهها برفق :
" أهتم بكل شيٍء يخصك .... بكل شيء..."

دق قلبه بعنف وهو يبصر الاحمرار الخفيف الذي اصطبغت به وجنتاها فأعطاها منظرًا بريئًا ساحرًا.... انخفضت نظراته لشفتيها المرتعشتين.... مأخوذًا أنحنى يمسهما بشفتيه... مجرد لمسة شعر بها تكهرب جسده بالكامل..... ويرفرف لها قلبه راقصًا...
عندما لم يجد منها أي اعتراض وضع ذراعيه خلف ظهرها وأحاطها بقوة لتبقى قريبة من صدره.... وقبلته الخجولة تتجرأ قليلًا.....
وبعدها لم يشعر إلا باختفاء الدفء من صدره وبظهره يرتطم بخفة بباب السيارة..... التقط أنفاسه اللاهثة وحدق بها بعدم استيعاب لحظي.....بملامحها المتجعدة غضبًا وبكفها التي تمسح بها شفتيها بعنف....
فتحت الباب وهي ترتعش غضبًا ولومًا لذاتها.... وتأثرًا بنفس الوقت..... وخرجت تسير على غير هدى.... المهم أن تبتعد عنه.....بعييييدًا

سمعت صوته يهتف :
"ماريا... ماريا...."

أمسك ذراعها يوقفها فقالت بنبرة مكتومة :
" أتركني.... أريد العودة..."

بنفس نبرتها قال وهو يديرها إليه :
" سأوصلك.. هيا..."

لم تتحرك قيد نملة وهي تقول بعناد :
" سأعود وحدي...."

" لن تستطيعي...."

دفعت ذراعه عنها لا تطيق لمسته بهذه اللحظة تحديدًا وقالت بعصبية :
" كوني عمياء هذا لا يجعلني عاجزة... يجب أن تبدأ باستيعاب هذا الأمر...."

قال ببرود قصده استفزازها:
" تبخسين حق نفسك جدًا...!"
هتفت بصدمة :
" أنا!.... لا طبعًا... "

رفع حاجبه الأيمن وأصر :
" بل تفعلين..."

" لا.."

" نعم..."

" قلت لك لا..."

صمت عندما وجد أن وجهها أحمر بشدة من الغضب والانفعال... إنه في حيرة من أمره.... ولا يعرف ما يمكن أن يفعله ليجعلها أكثر تقبلًا له... وربما... ربما القبلة لم تكن في صالحه.... لكنه أبدًا ليس نادمًا عليها
قال بخفوت :
" حسنًا.... أخبريني ما الأمر يا ماريا..."

قالت مدعية الجهل :
" أي أمر..؟"

كرر سؤاله بحزم :
" ما الأمر ماريا..."
لتباغته بقولها الحاد الحانق قبل أن تستدير عنه وتتوجه للسيارة :
" إياك أن تلمسني مرة أخرى....."

كرامته ثارت... وكبريائه انتفض!...... وغضبه الناري بدأ بالفوران... سارع خلف خطواتها وهذه المرة شدها من ذراعها بعنف لم يقصده وهدر :
" وها أنا لمستك.... ماذا ستفعلين...."

من بين تخبطها أحاط وجهها مرة أخرى بكفيه متابعًا كلماته النارية :
" أنا زوجك... زوجك هل تفهمين.... حتى لو أنكرتِ ذلك مئات المرات...... ولن أسمح لكِ بمعاملتي بهذه الطريقة..... فهمتِ..."

جاءت كلمتها كالسهم لتخترق قلبه وتؤلمه على نحو لم يشعر به من قبل :
" وأنا أكرهك...."

رفعت كفها وأبعدت يديه عن وجهها بحدة وهي تستطرد بنبرة مجروحة رغم غضبها :
" ربما جميعكم تظنوني غبية... بلهاء ولا أفهم ما حولي...فقلتم بسيطة... نضحك عليها.... نستغفلها.... هي لن تلاحظ.... لن تلاحظ!..."

دقت صدره بقوة وهي تعيد تكرار كلماتها المحبوسة بجوفها طويلًا.... بينما بدأت الدموع تبلل عينيها... لكنها رفضت بإيباء أن تذرفهم...
" تراني فقط وسيلة لإتمام المصالح..... هل تظن بأنني صدقت عرضك للزواج..... لا قطعًا... لم أصدقه... ولم أصدقك..... ولن أفعل قط...."
ثم تركته يقف مبهوتًا وركبت السيارة... جسدها كله يختض من الانفعال وكتمه للبكاء..... لا تريد أن تبكي الآن.... ليس الآن ولا هنا... ولا معه

بعد ما يقارب الدقيقة ركب بجانبها وقاد السيارة والصمت يخيم على الأجواء... والشحنات السلبية تتطاير هنا وهناك دون أن تعطي لأحدهما رغبة ببدء الشجار من جديد....
وصل البيت فبلمح البصر نزلت من السيارة بينما همس هو٦:
" إلى اللقاء..."

لكن همسته اصطدمت بالباب الذي أغلقته خلفها..... أطرق قليلًا.... ثواني.... دقائق..... ربع ساعة.... ليحس على نفسه وينطلق ساعرًا بأن قطعة من قلبه ذهبت معها...

دخلت غرفتها وأقفلت الباب خلفها بإحكام... وسمحت لنفسها بالبكاء....أخفت وجهها خلف كفيها وتعالى نشيجها الباكي..... إنها فقط تشعر بأن السعادة لن تطرق باب حزنها أبدًا...

يتبع...


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس