عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-18, 10:16 PM   #361

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي


الفصل الثاني و الثلاثون
بعد عدة أيام
عاد إلى منزله بلهفة ، فاليوم قد أنتهت صغيرته من أداء أختبارها الأخير ، و حصلت على إجازة منتصف العام ..
و هو قد وعدها أن هذه الإجازة ستكون مختلفة ، سيقضيا معاً وقتاً رائعاً ، و سيحقق لها كل مطالبها ، و عليه أن يبدأ في تنفيذ وعده .
اتجه إلى غرفتها بحماس ، و هو يخطط إلى يومهما الأول .
طرق على بابها و انتظر قليلاً ، ليعبس بملامحه عندما لم يأتيه ردها ..
فتح الباب و دلف ، ليُفاجأ بالغرفة مرتبة ، و صغيرته ليست بها !
خرج ليبحث عنها ، و هو يصيح :
" تومي .. تومي ، أين أنتِ ؟ "
وصله صوت والده الهادئ : " تسنيم .. رحلت " .
تجمد في مكانه ، و ملامحه قد شحبت بشكل واضح ، استغرق ثواني يحاول فيها استيعاب ما قاله والده ، ليهز رأسه بقوة غير مصدقاً ما سمعه ، مقنعاً نفسه أنه قد سمع خطأ !
سأل والده بتردد ، و قلبه ينبض بخوف و ألم : " أين تومي يا أبي ؟ "
أعاد طه ما قاله بنفس النبرة الهادئة : " تسنيم رحلت " .
هز رأسه مرة أخرى ، و صاح بذهول : " ماذا تقصد برحلت ؟ ، ماذا تعني ؟ "
أجاب طه بهدوء : " يعني أنها رحلت ، تسنيم تركت المنزل " .
تعالى صوته بعتاب ممزوج بعدم التصديق : " كيف غادرت يا أبي .. كيف ؟
مَن سمح لها ؟ "
ابتسم طه ببرود استفز مازن و قال : " أنا سمحت لها ، ألديك أعتراض ؟ "
أغمض عينيه بذهول و قال : " أنت !
وافقت على رحيلها ! "
ليتابع صائحاً بجنون : " لِمَ يا أبي ؟
ما الذي حدث و جعلها تترك المنزل ؟ "
صاح طه بتحذير : " اخفض صوتك يا مازن ، لا تنسى أنك تتحدث مع والدك " .
اقتربت منه هالة و سحبته و هي تقول بحنو : " أهدأ حبيبي .. أهدأ " .
أنتفض مبتعداً عنها و قال : " كيف أهدأ يا أمي ؟
ألا تسمعين ما يقوله ؟ "
صاح طه مرة أخرى : " للمرة الثانية أحذرك يا مازن ، أنتبه لنبرتك و أنت تتحدث معنا " .
عليه أن يهدأ .. ليس لشئ إلا ليعلم أين ذهبت صغيرته ..
أما إن أستمر على ما يفعله ، لن يخبره والده بشئ ، بل أنهما سيتشاجرا ..
تنفس بقوة ، و هتف بهدوء جاهد ليستجلبه : " أعتذر .. لم أقصد أن أحدثكما بتلك الطريقة ..
لكن ما تقوله يا أبي .. مستحيل أن يحدث " .
تحرك طه ليجلس على المقعد ، ثم قال : " لقد سمعتنا ذلك اليوم ، عندما أخبرتك بشكوكي عن مشاعرك اتجاهها " .
عقد مازن حاجبيه بقوة ، رافضاً تصديق ما يقوله والده ..
" تقصد عندما قولت أن حديث المجنون سيف صحيح .. و أنني أحمل لتسنيم مشاعر غير الأخوة " .
أومأ طه بصمت ، ليركل مازن المقعد المستقر بجواره ، و يصيح : " و الغبية صدقت ، و هذا ما جعلها تغادر " .
تدخلت هالة هاتفة بهدوء : " أعذرها بنيّ ، ليس من السهل عليها أن تعلم أن أخيها يحمل لها مشاعر من نحو خاص " .
شد مازن شعره بقوة و قال : " حتى لو ، لم يكن عليها ترك المتزل ..
كيف فعلتها ؟
و أنتما ، كيف سمحتا لها ؟ "
ابتسم طه باستهزاء ، و قال : " و ماذا كان علينا أن نفعل ؟
نُجلسها عندنا بالإجبار ؟
أفهم يا مازن ، لقد جاءت الفتاة و أخبرتني أنها سمعت حديثنا ، و لا تتحمل كوَن أنك تحمل لها مشاعر غير الأخوة .. لا تستطيع متابعة حياتها معنا ..
فكيف سأمنعها ؟ "
صاح بنفاذ صبر : " أنتما والديها ، مَن رباها و حافظا عليها ، كان عليكما أن تمنعوها و لو بالقوة " .
صاح طه بعصبية : " بالله عليك ، كنت تريدني أن أبقيها معك و أحقق لك رغباتك الجنونية " .
شهقت هالة بقوة ، في حين أن مازن صاح قائلاً : " لا يا أبي ، أنا لست هكذا " .
صاح طه و قد فقد السيطرة على أعصابه : " أنت ماذا إذاً ؟ ، أخبرني .. كيف تنظر إلى تسنيم ؟
تنظر إليها على أنها فتاة رزقك الله بها لتعوضك فقدانك لشقيقتك ؟
أم تنظر إليها على أنها شقيقتك الراحلة ، و كل ما تفعله معها لتمنع موتها ؟
لأنه إن كان هكذا .. فقرار تسنيم بالرحيل أفضل قرار اتخذته ، حتى لو كانت اتخذته بناءً على أسباب و ظنون أخرى ، إلا أنها حررت نفسها من المكان الذي تقيدها فيه ..
استيقظ يا مازن ، رنيم قد ماتت ، و مهما فعلت لن تعود مرة أخرى ، تسنيم مجرد فتاة كفلناها لنعوضها حرمانها من والديها ، و تعوضنا هي حرماننا من أبنتنا ..
و لكنها ليست رنيم ، رنيم قد ماتت .. ماتت " .
انهار مازن جالساً على الأرضية .. واضعاً رأسه بين كفيه ، صائحاً : " بل قُتِلت ، رنيم قد قُتِلت ، و أنا مَن قتلها " .
سارعت هالة لأحتضانه ، و دموعها تغرق وجنتيها ، و هتفت بصوت مبحوح : " لا يا حبيبي .. لا ذنب لك فيما حدث ، لقد كان يومها ، و مهما فعلنا لم نكن لنمنع موتها " .
هز مازن رأسه باعتراض ، و قال و دموعه قد بدأت في الهطول : " بل أنا السبب .. أنا مَن دفعتها للركض دون تركيز ، فلم تنتبه لخروجها من البوابة و صدمتها السيارة ، لو كنت قد تركتها .. كانت لتكون معنا الآن .. و كانت ضحكاتها تملأ المكان " .
همست هالة بحنو و هي تملس على شعره : " لم نكن لنستطع منع أمر الله يا حبيبي ، و لا نستطيع الإعتراض عليه ، لقد استرد أمانته ، و علينا التسلح بالصبر حتى يجمعنا بها في الجنة " .
و كأن مازن لم يسمعها ، حيث أخذ يردد بهمس جنوني : " أنا السبب ، لولاي لما كانت ماتت ، ليتني لم أركض ورائها ذلك اليوم " .
و أخذ يردد هذه الكلمات حتى ذهب إلى عالم أخر !
**********
" حمداً لله على سلامتك يا بطل " ، قالها صادق بابتسامة فور أن فتح مازن عينيه ..
ليعقد الأخير حاجبيه بحيرة ، و يتأوه قائلاً : " أها .. ماذا حدث ؟ "
أبتسم الطبيب بمرح و قال : " كل خير ، بفضل الله لم تُصاب بانهيار عصبي ، استطعنا اللحاق بك " .
تذكر مازن كل ما حدث ، رحيل تسنيم .. و مواجهته مع والده ، و كل ما دار بينهما فيما يخص شقيقته الراحلة ..
فتجاهل أخر ذكرياته ، و نهض من على السرير غير مبالياً بالدوار الذي يسيطر عليه : " تسنيم ، يجب أن أذهب إليها " .
أعاده صادق إلى وضعه السابق بحزم و هو يقول : " عليك أن ترتاح ، الضغط لديك منخفض جداً " .
و كأن مازن أنتبه للتو لوجود صادق معه ، ليقول بعدم تصديق : " أنت الذي جلست معه من قبل .. عند النيل ، صحيح ؟ "
عاد صادق إلى مقعده ، و ارتسمت على ملامحه ابتسامته المرحة ، و قال : " جيد أنك تذكرتني ، لو كنت نسيتني مثل المرة الماضية ، كنت مددت إقامتك عندنا " .
و كأنه يتحدث بالألغاز !..، بل أن وجوده معه هو أكبر لغز يقابله !
فكيف عرف صادق مكانه ؟
و ماذا يقصد بإقامته عندهم ؟
جال بنظراته الغرفة .. لينتبه إلى جدرانها البيضاء الباردة .. و نافذة صغيرة تتخذ مكانها في أحد الجدران ..
فتعالت نبرته المُستغِربة : " أين أنا ؟ "
أجابه صادق بطبيب مهني : " ألم أخبرك أن ضغطك منخفض ؟ ، أنت في المشفى ، لكن لا تقلق .. ساعات و ستخرج " .
ليتابع بترقب : " لكن بالتأكيد ستكون لنا جلسات سوياً الأيام القادمة ، فهناك الكثير لنتحدث فيه " .
ها هو عاد ليتحدث بالألغاز مرة أخرى ، فماذا يقصد بتلك الجلسات و المواضيع التي سيتحدثا فيها ؟
قرأ صادق التساؤلات التي تدور داخل مازن في عينيه ، فقال بحذر .. موضحاً كل شئ : " أنا الدكتور صادق ، دكتور نفسي " .
فتح مازن عينيه على وسعهما ، و أحداث الأيام السابقة تتراءى أمامه بسرعة ..
اقتراب صادق منه و مبادرته في الحديث معه ..
الإستماع إليه دائماً دون أن يتحدث هو عن حياته ..
لا ، بل تحدث ، مرة واحدة فقط .. عندما تحدث عن شقيقته الراحلة ..
هل .. هل كان ؟
" أبي مَن طلب منك هذا ، أليس كذلك ؟ "
أجابه صادق بهدوء : " لقد تصرف مثل أي أب يحب أبنه و يخاف عليه " .
أبتسم مازن بسخرية و قال : " نعم .. بالطبع .. أعلم هذا ..
لكن .. شكراً لك أيها الطبيب ، فأنا لست مجنون .. و لا حاجة لي بوجودك " .
" أ تعلم ما أكبر المشاكل التي تواجه شعبنا ؟ ، أنهم لازالوا يعتقدون أن الطبيب النفسي طبيب للمجانين فقط ، بل أنه مجنون مثلهم ، و لم يعترفوا بعد أن كل إنسان بحاجة إلى أن يتحدث .. يُخرِج ما بداخله ليرتاح .. و يتلقى النصيحة ..
أنت مثلاً ، ألا تجلس مع أصدقائك و تقص عليهم كل ما حدث في يومك و تخبرهم بما يزعجك ؟
إذاً فلتعتبر أن الطبيب النفسي صديقك ، و قص عليه هذا ، على الأقل هو سيفيدك أكثر من أصدقائك .. سيفهمك أكثر منهم .. و سيستطيع مساعدتك " .
لم يهتم مازن بما قاله ، و هتف بلا مبالاة : " فهمت ما تقصده ، و لكنني لست بحاجة إلى أصدقاء جدد ، أو أشخاص أُحمِلّهم همومي " .
تحدث صادق بصبر : " و لكنني بحاجة إلى صديق جديد .. يستمع إليّ و ينصحني ، فما رأيك ؟ "
هتف مازن بعصبية : " من الواضح أنك لم تفهمني يا دكتور ، أنا لا أريد أصدقاء جدد في حياتي ، تحديداً لا أريد صداقتك ، فمن فضلك اتركني في حالي و غادر " .
لم يفقد صادق صبره ، و قال : " لنتعرف من جديد ، أنا الدكتور صادق ، عمري خمسة و ثلاثين عاماً ، لدي عيادة خاصة بي ، و شريك في هذه المشفى بقليل من الأسهم " .
تأفف مازن بقوة و قال : " ألا تفهم ؟ ، لا أريد صداقتك .. و لا أريد أن أتعرف عليك " .
سأله صادق باستفزاز : " لِمَ ؟ ، أتخاف من أن أواجهك بما ترفض الإعتراف به " .
أنساق مازن إلى استفزاز الطبيب و قال : " لا يوجد ما أخاف منه " .
استكفى صادق بهذه الجملة ، ليقاطعه قائلاً : " لنصبح أصدقاء إذاً ، و نرى ما سيحدث " .
و أمام إصراره ، وافق مازن على ما يريده والده و الطبيب ، لكن لغرض أحر في نفسه !

يتبع


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس