عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-18, 12:07 PM   #891

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


الفصل الثاني و العشرون





داخل غرفة مكتبه ، زفر مؤيد بغضب .
ذلك السافل الذي كان يظنه صديقه يرفض تماما أن يرد على مكالماته منذ آخر مرة تقابلا فيها في شقته .
هل يعتقد أنه لو كرهه فسيقتل نفسه مثلا ؟ اكرهني كما تشاء يا … لكن دعني أحرق لك قلبك قليلا مثل ما أحرقت قلبي منذ أيام .
التقط هاتفه و بدأ يكتب له :
- هل تعرف أنك نذل ؟
- بعض ما عندكم ، أجابه شادي بعد لحظات .

" حسنا يا صديقي أثبت أنك تستحق ما سأخبرك به الآن " ، فكر مؤيد بينما أنامله تخط إجابته ببطء :
- أخبرني شادو ، ما أخبار آنستك ، مازالت متغيبة عن الشركة ، أليس كذلك ؟


انتظر قليلا دون أن يتلقى أية رسالة لكنه يعرف أن الآخر يكاد يشتعل فضولا .
- في الواقع شادو كذبت عليك حين قلت أنني و هي كنا نكتفي بالكلام . الحقيقة هي أننا كنا نتقابل باستمرار و آخر مرة تقابلنا فيها أنا و هي ، الموضوع خرج عن سيطرتي تماما و للأسف أعتقد أن آنستك لم تعد تحمل لقب آنسة .

ثوان فقط مضت بعد أن ضغط زر الإرسال قبل أن يرن هاتفه و يظهر اسم شادي :
- أنت تكذب ، جاءه صوته الجاف .
- أنت بنفسك لاحظت أني لم أعد مهتما بها
و ماذا يعني أن يصبح مؤيد غير مهتم ؟
يعني أني أخذت ما أريده منها ثم أرسلتها حيث توجد سابقاتها .
و على العموم إن كنت لا تصدقني فهي أمامك ، اسألها .
- هل تعرف أنك ابن ... حقير .
- أعلم و راض بالوضع ما دمت قد نلت ما كنت أسعى إليه ، أجاب بتشفٍّ و هو يقفل المكالمة .

على الطرف الآخر وضع شادي الهاتف على سطح المكتب بيد ترتجف غضبا و قام يخطو نحو النافذة ينظر نحو أفق بدا له أضيق من صدره .
لمدة دقائق ظل يتصل بها مرارا و تكرارا دون فائدة بينما شكوكه تكبر و تتضخم داخل عقله و قلبه .
.
..


بعد يومين كانت فرح تدخل الباب الخارجي لمبنى الشركة بعشر خطوات إلى الخلف .
سارت في بهو الطابق السفلي باتجاه المصعد و قلبها مثقل بذكرى ذلك اللقاء بينها و بين دوللي في آخر يوم لها في الشركة قبل غيابها منذ أسبوعين .
تذكره كأنه حصل بالأمس ، تذكر كيف دخلت عليها غرفة مكتب السيدة مروة بينما هذه الأخيرة تقدم لها شرحا مبسطا عن المحاسبة الآلية .
دخلت بعجرفة مترسخة زاد من إبرازها طولها الفارع و موجة العطر القوية التي تصاحبها .
- أنت فرح ؟ سألتها بقرف .


قرأت الإجابة في شحوب وجهها فجلست دون استئذان و هي تضع ساقا على ساق لينحسر فستانها القصير حتى منتصف فخذها .
حركت ساقها البيضاء الطويلة في تناغم مع نقرات أصابعها الرشيقة على سطح المكتب بينما تتأملها بتفحص من رأسها حتى أخمص قدميها ، لوت شفتيها باحتقار ثم التفتت إلى السيدة مروة لتقول لها بتعال :
- هل نستطيع أنا و هي أن نحظى بدقائق بمفردنا ؟

توقفت نظرات السيدة مروة الباردة على الوجه المتكبر طويلا و هي تضم شفتيها الرقيقتين بشدة قبل أن تحول اتجاه نظراتها إلى وجه فرح المتوتر الممتقع بوضوح .
اختلجت ملامحها قليلا لكن نصفها الانجليزي طغى أخيرا على فضولها العربي و دون أن تنطق بكلمة غادرت لتغادر معها آخر ذرة تَحَضُّر من المرأة الأخرى التي وقفت ما إن أغلق الباب و بدأت في التقدم منها ببطء و الاشمئزاز يعلو ملامحها .
تذكرت كيف أحنت وجهها تلقائيا عندما لم يعد يفضل بينهما سوى بضع إنشات من الهواء المحمل بعطر الأخرى الثقيل .
ارتجفت و هي تضغط على زر المصعد بينما تتذكر ملمس ظفر دوللي البارد القاسي تحت ذقنها و هي ترفع وجهها لتواجه نظراتها الفوقية المشمئزة .
- أنت عاهرة شادي إذن ؟
لم أتصور أن ذوقه رخيص إلى هذه الدرجة .

أغمضت فرح عينيها و هي تخرج من المصعد تسترجع ذلك الشعور بالخزي الذي ملأها حتى النخاع و هي تسمع الإهانات و الشتائم المتنوعة التي سمعتها من شفتي الأخرى المنتفختين الملونتين بإتقان و تهديداتها لها بفضحها بين الجميع إن لم تبتعد عنه .
- الشيء الوحيد الذي يمنعني أن أجعلك أنت و سمعتك مضغة بين أفواه الجميع هنا هو أني وعدت مؤيد بأن لا أخبر أحدا عن الموضوع حتى لا أفسد علاقته بشادي .
لذلك يا .... إياكي أن تنبسي بحرف لشادي و إلا حينها سأتعامل معك بوجهي الحقيقي .

طردت ذكرى الكلمات الأخيرة من عقلها و هي تسير تكاد تجري في البهو الطويل الذي يفصل بين المكاتب المغلقة على شاغليها .
توقفت أمام مكتبها و هي تتنفس بشيء من الارتياح لأنها لم تصادف أحدا من الموظفين الذين يكون أغلبهم متواجدا داخل مكاتبهم في هذا الوقت من الصباح .
وضعت يدها على مقبض الباب و هي تجبر نفسها على رسم ابتسامة تستقبل بها السيدة مروة قبل أن تأخذ متعلقاتها و تغادر إلى الأبد .
.
..


وقف شادي ينتظرها بصبر نافذ بعد أن أخبره الساعي بتواجدها داخل مكتب السيدة مروة .
خطى خطوتين إلى الأمام بينما ملامحه تزداد عبوسا و هو يشاهدها تخرج من مكتبها .
أخيرا رفعت وجهها لتتقابل أعينهما ، تنفس بعمق و هو يلاحظ ترددها أمام الباب الذي أغلقته خلفها قبل أن تخفض عينيها و تبدأ بالسير بسرعة .
وقف أمامها يسد عليها الطريق حين وصلت إلى مكانه .
- دعني أمر ، همست بحدة .
- ليس قبل أن نتحدث قليلا ، أنا و أنت على انفراد .

تجاهلته و هي تبتعد بخطواتها تتجاوزه تتجه إلى المصعد لتشعر بقبضة أصابعه المحكمة على ذراعها و هو يجذبها عنوة إلى داخل مكتبه ، يغلق عليهما الباب ثم يقف أمامها يسد أي طريق للخروج .
- اتركني أخرج ، أمرته بغضب .

استمر في تأملها دون أن يتزحزح عن مكانه ثم قال ببرود و هو يعقد ذراعيه على صدره :
- ليس قبل أن تجيبي على أسئلتي .

تقافزت نظرات غضب مجنون داخل عينيها و فتحت شفتيها لترد عليه حين سمعته يقول ببطء :
- إلى أين وصلت علاقتك بمؤيد ؟


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس