عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-18, 12:26 PM   #893

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

اتكأت شاهيندا على سور الملعب مسندة وجهها على كفيها و هي تراقب عصام يتحرك في أرض الملعب من تحت رموشها .
ابتسمت بحالمية و هي تسترجع كلماته العاطفية لها ، لم يكن حفظها كلمة كلمة صعبا لأنها لم تكن كلمات كثيرة و لكنها كانت من قلبه و من روحه لذلك وصلت مباشرة إلى أعماقها .
اعتدلت في وقفتها و انتقلت الابتسامة لتتألق داخل عينيها و هي تشاهده يحيي صديقه بضربة قوية من كفه على كفه و يتوجه نحوها .
- مازلت تتكئين على السور و أنت شاردة ؟
ألا تخافين أن يضربك الأولاد بالكرة مرة أخرى فيطير الربع المتبقي من دماغك .
- عصام ، استنكرت بابتسامة حب ، هل هذه صباح الخير الخاصة بك ؟
- صباح الخير حبيبتي ، قال بصوت خفيض و هو يتفحصها بنظرة شاملة .

تأملت نفسها بدورها ثم تكلمت تسأله :
- ما رأيك في لبسي اليوم ؟
ارتديت طقما رياضيا محترما لأرضي جميع الأطراف ، ما رأيك ؟

- لا بأس به ، تمتم و هو يشير لها ليتحركا من المكان .
- لا بأس ؟ قالت باستياء و هي تسير بجانبه ، لا تعرف كم ظللت أحرق عقلي حتى توصلت إلى هذا الاختيار و في الآخر كل ما أناله هو كلمة لا بأس .

تأملته قليلا ثم واصلت بتذمر :
- أنا أرتدي بنطلونا طويلا و قميصا طويل الأكمام في هذا الحر فقط لكي أرضيك و أنت ترتدي شورت و قميص نصف كم ، يرضي من هذا ؟
- أنتن فتنة .
- و من قال لكم بأنكم لستم فتنة ؟ قالت و نظراتها تتباطأ على ذراعيه و عضلات ذراعيه .

رفعت عينيها إليه و عادت لتخفضهما بسرعة تجاه نظراته المستهجنة .
أشارت له إلى مقعد حجري خال و هي تقول :
- عصام تعال نجلس هناك ، الكافتيريا ستكون مكتظة و أنا أريد أن نتحدث على راحتنا .

جلس عصام يستند إلى الخلف باسترخاء ، رأسه يتوسد ذراعيه بينما جلست هي بجانبه تفصل بينهما مسافة صغيرة و هي تميل كلها نحوه يتبادلان حوارا هادئا حين توقفت فجأة و هي تراه يتبع بعينيه فتاتين تمران أمامهما .
- أعجبتك سيقانهما ؟ قالت بصوت ناهر ، الحقهما لو شئت بدل أن تتعب عضلة رقبتك .

استفز غيرتها أكثر و هو يواصل تأملهما بابتسامة مسترخية قبل أن يعود إليها باهتمامه :
- المفروض منك أنت بالذات أن لا تغضبي من نظري إليهما ، كل ما فعلته هو أني فكرت بمنطقك .
الفتاتان كما لاحظت ترتديان ما يغطي ركبهما و هذا يعني أن لبسهما يتماشى تماما مع معاييرك و لا يثير الغرائز .
- و هل هذا يعني أن تظل تتابعهما بنظرك هكذا ؟ منطق غريب بصراحة .
- أنا منطقي غريب ؟ كيف تسمين منطقك أنت ؟ سألها و هو يواصل الابتسام .
يعني أنا المفروض مني أن تثيرني ركبتان عظميتان في حين لا أتأثر بسيقان جميلة ناعمة و بيضاء .
من منا منطقه غريب ؟
- هل أنت تعاقبني لأني تكلمت معك بصراحة ؟ سألت بشيء من الحدة .
لكني لن أتراجع و سأكلمك بمزيد من الصراحة .
- تفضلي ، قال بنفس الابتسامة ، أنا أسمعك .
- حسنا ، من وجهة نظري ، المشكلة كل المشكلة تقع في الطريقة التي ينظر بها الرجل إلى المرأة ، لو فقط يرقى في نظرته إليها و يفكر بها على أنها أكثر من جسد ، على أنها عقل و فكر و روح ، عندها سيوفر الكثير من التعب عليه و عليها و سيعيش الطرفان في انسجام ، ما رأيك ؟
- معقول جدا ، تمتم ببطء ، و جيلا بعد جيل نظل نرقى و نتسامح أكثر فأكثر في لبسنا حتى نصل لمنتهى الرقي و يشفى الرجال تماما من غريزتهم الحيوانية و يترفعون عن رؤية المرأة كمصدر فتنة و حينها ..

صمت و هو يهز رأسه بينما ابتسامة تسلية ترتسم على شفتيه .
- حينها ماذا ؟ سألت بفضول .
- حينها نصير قادرين على التجول عرايا في الشارع .
- أنا لم أقل هذا ، قالت باستنكار ، صمتت تتأمل جانب وجهه قليلا قبل أن تضيف بهدوء :
- عصام لو فكرنا بمنطقك فكل شبر في جسد المرأة له قدرة على إثارة غريزة الرجل ، حتى لو تحجبت فستجد من يتحجج بأن شفتاها فتنة ، عيناها فتنة ، حاجباها فتنة و حينها هناك حل واحد لوأد هذه الفتنة .
- و ما هو ؟
- أن تقبر المرأة في بيتها حية أو تتجول في الخارج و هي ترتدي كفنها .

اعتدل في جلسته و التفت يواجهها :
- أنا معك شاهيندا ، معك تماما في أن التطرف موجود في الحالتين ، لذلك المولى لم يترك الأمر لعباده و أوضح طريقة لبس المرأة بلا إفراط و لا تفريط .
- و مع ذلك كما ترى حولك تظل هناك بعض أشكال المبالغة في التمسك بالمظاهر .
- إذا كان هذا التمسك متولد عن قناعة حقيقية في إرضاء المولى فلا مبالغة أبدا في الرغبة في طاعة الله .
و لكن إذا كان لمجرد إرضاء مجتمع لا يرضى فنعم أعترف بأنه سيكون مبالغة .

قطعت عليهما حوراهما مكالمة هاتفية له من أحد أصدقائه الذين عجزت عن حفظ أسمائهم من كثرة عددهم .
تشاغلت هي في الأثناء بتفحص هاتفها بذهن شارد حتى أنهى مكالمته .
- عصام ، بدأت تقول بتردد .

التفت إليها فواصلت بثبات أكبر :
- بما أننا فتحنا هذا الموضوع فهناك كلام كثير في قلبي لم أتفوه به من قبل لأي شخص لكني بحاجة إلى قوله .
- فضفضي يا حياتي ، أنا أسمعك .
- أنا آسفة لأني سأقول هذا و أرجوك لا تعتبرها شكوى و لكن فليكن الأمر كأني أفكر معك بصوت عال .

ركزت أفكارها ثم بدأت تقول بهدوء :
- ربما لا تستطيع أن تفهمني بما أنك خلقت رجلا لكن كامرأة أشعر بصراحة بأن الدين يفرض قيودا على المرأة أكثر بكثير من تلك التي يفرضها على الرجل .
الرجل كل شيء مباح له ، لا قيود في لبسه ، لا قيود في تصرفاته ، في صوته ، في ضحكاته .
حتى نزواته مسموح له أن يقننها في إطار شرعي و يتزوج بدل الواحدة أربعة .
إضافة إلى أن حاجز الدين لا يشكل له أية مشكلة ، يتزوج من يشاء متى شاء .

صمتت قليلا و أضافت و هي تختار كلماتها بعناية :
- أنا آسفة لكن حتى و أنا مقتنعة بكل شيء آخر في الدين لا أستطيع أن أرغم عقلي على الاقتناع بالأجوبة المعتادة التي أسمعها هنا و هناك لأني أراها كلها تصب في مصلحة الرجل .
- امم، صمت برهة قبل أن يبدأ بالتكلم بهدوء ، قبل أن أحاول إجابتك دعيني أسألك أولا : هل تعتقدين بداخلك أن الله خلقك امرأة ليظلمك .
- كلا طبعا ، أستغفر الله العظيم .
أنا فقط أعتقد أن هناك خلل ما في مكان ما و أريد فقط أن أفهم و أقتنع ، هل هذا خطأ ؟
- سؤال آخر قبل أن أبدأ : هل تثقين بالله ؟
- طبعا أثق بالله .
- تقولين أن الدين يسمح للرجل بإرضاء نزواته .
ألم يخطر ببالك أن الله سمح بذلك لأنه يرى الرجل أضعف أمام إغراءَات الحياة من المرأة .
و غرض الخالق ليس المفاضلة بين الرجل و المرأة بل غرضه تمكينهما من بناء حياة متوازنة خالية من الحرام ، كل يحافظ فيها على دوره .
- و دور المرأة هو ؟
- هو أن تكون الأقوى ، نحن الرجال أشجع ، أكبر طاقة على التحمل و لكن أنتن الأقوى ، أنتن الأكثر صبرا ، لولا ذلك لما وهبكن الله القدرة على احتواء حياة بداخلكن .
الرجل ضعيف أمامكن ، هكذا خلقه الله لذلك أباح له التعدد لكنه لم يأمر به ، بالعكس وضع حدودا و شروطا أهمها العدل .
- هناك نساء ضعيفات ، لماذا لم يُبَحْ لهن التعدد هن أيضا ؟ أنا لست منهن طبعا ، أضافت أمام نظراته المستنكرة ، أنا فقط أسأل .


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس