[نغم]

بعد يومين وقفت أمام دولابها ليلا و هي تفرز ملابسها ، تفكر بابتسامة سعيدة لقاءهما المختصر منذ ساعات و نظرة عينيه المتفاجئة التي حملت الكثير من الرضى و الفخر و هو يراها بمظهرها الجديد .
- غيرت طريقة لبسك ، قال و هو يتأملها كما لم يتأملها من قبل .
- لأني اقتنعت .
- بهذه السهولة ، لا تقولي أنه لا أحد حاول إقناعك من قبل .
- ليس الكثيرون و لكن البعض حاول دون نجاح طبعا
- و لماذا نجحت حيث فشل هذا البعض
- ربما لأنهم نصحوني و هم يؤمنون أنهم خير مني و أنت نصحتني لأنك تريد الأفضل لي ، هذا هو الفرق .
- و لأني أحبك و أخاف عليك يا حياتي .
و تأكدي أن اليوم الذي ستتحجبين فيه سأكون أسعد رجل في العالم .

توقفت يداها عن الحركة و هي تفكر في كل ذلك التوازن الذي تشعر به بقربه و كل ذلك الهدوء و الاستقرار الروحي .
فرق كبير بينها و بينه ، بين أسلوبها الهجومي و أسلوبه المحتوي .
ما السبب يا ترى في كل هذا الاختلاف أو من السبب ؟
بابا ؟
الكلمة أعادتها إلى الواقع و تذكرت أنها نسيت أن تقبله و تقول له تصبح على خير .
غادرت غرفتها و أسرعت تنزل درجات السلم و شعور بالشفقة و اللوم يعتريها .
شهقت بقوة عندما فتحت باب غرفة مكتبه لتجده واقعا على الأرض شاحبا بشكل غريب بينما إحدى رجليه ملتوية قليلا إلى الأعلى .
- بابا ا ا ا ا ا ، تعالت صيحتها تشق البيت الفارغ إلا منها و من أمها .

............................
تمّ