عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-18, 09:02 PM   #8001

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


مكتب مهند .. مساء ..

يغلق مهند باب مكتبه بعد ان ودّع صديقه مجد .. وما ان يغلق ذاك الباب حتى يشعر بفتح باب بيت يسكنه مع عائلته الصغيرة..
هذا بات كل ما يملكه اليوم .. وهو اهم ما يمكن ان يملكه في حياته ..
شعر بوقفتها عند باب غرفة ابنتهما وصوت الصغيرة وهي تغني لدميتها يعطي حميمية للشقة ودفئا يحتاجه اللحظة ...
نظر لجوري ويعجب من بقائها الليلة معه !
وكأنها تقرأ عجبه فتتقدم اليه وهي تقول
" هل كنت تتصورني سأختار البعاد الليلة ؟!"
يفعل حركته الدفاعية التي تعرفها وهي يضع كفيه في جيبي بنطاله ويرد عليها ببعض المراوغة " شيء من هذا القبيل.."
تعابيرها هادئة للغاية وهي تقترب وتقترب حتى وصلت اليه وتضع كفيها فوق صدره ثم تميل بفمها لتفاجئه بقبلة حارة اذهلته..
لم يشعر الا وهو يحيطها بذراعيه ويبادلها القبل بعاطفة جياشة قطعت انفاسه ..
خلبت لبّه وطهرت جرحه القديم الذي انفتق صباح اليوم ثم اخذت تخيط الجرح من جديد بعذوبة واتقان..
ابتعدت قليلا وهي تهمس بصوتها الخلاب " لا احب ان اراك مهموماً ابدا .. توجع قلبي.."
يمر باصابع كفه الايمن بين خصل شعرها فيبتسم وصدره ينشرح وهو يرد عليها بابتسامة مشاكسة " لا تقلقي هي مجرد بضع ساعات وسأعود لطبيعتي الصبيانية الانانية فانا احب نفسي كثيرا لأعاقبها فترة اطول من هذه.."
تضحك بخفوت وهي تميل بخدها فوق صدره فيضمها بقوة وهو يضيف بنبرة عميقة مؤثرة
" لكني... احبك انت اكثر .."
تحاوط جذعه بذراعيها فيصارحها همساً متعثراً " خفت ان .. تنفري مني .. من جديد .."
ترفع رأسها واصابعه تعلق بشعرها وتبعثره فتقول له " لكني كنت اعرف كل هذا .."
عيناه فاضتا باحساس مريع بالذنب والخزي وهو يرد عليها بصوت متحشرج " ان تعرفيه مني غير عن ان تريه بعينيك .."
تشفق عليه ويتمزق قلبها لاجله فترفع كفها تلامس خده بحنان انثوي قائلة بصدق
" لكني رأيته مسبقا بعينيك انت يا مهند .. وقد عريت كل ذنوبك امامي .."
ينظر في عينيها مطولا قبل ان يطلب تأكيدا صريحاً " اذن لم يفرق معك شيء مما حصل صباح اليوم ؟"
ترد عليه دون لحظة تردد " بل فرق .. فرق معي اني بت اكثر ثقة فيما اريد .."
لحظات صمت بينهما .. هو صمت ليسمعها من لسانها وهي صمتت تريده ان يتأكد ويستوعب ما تقوله .. طوال عصر اليوم وهي تعمل في مكتب سناء كانت تفكر وتفكر .. تفكر بمهند الذي عرفته الاشهر الماضية .. تفكر بكل تفصيلة عاشتها معه وتشاركاها بصحبة ابنتهما .. ما حصل صباح اليوم كان خطوة اوسع بكثير من اي خطوة قطعتها معه.. لقد استعادت احساسها الاول .. كامرأة جسورة مقدامة لا تنهزم .. كأمرأة تعرف ما تريد .. كأمرأة تقف مع زوجها في اي محنة يحتاجها فيها .. تدافع عنه وتحارب لاجله.. هذا ما ارادته دوماً .. ما ارادته مع مهند الذي احبته من اول نظرة .. لتعشقه بكل انوثتها فيما بعد ...
عبرت عن احساسها بالقول الواثق " انا اريدك انت .. اريد بيتا ابنيه معك .. اريد لطفلتي ان تكبر قوية وسط عائلة تحبها وتدعمها .."
للحظة شعر ببعض العجز وهو يرد عليها ويشير بيده لما حوله " لا استطيع ان اسمي هذا بيتاً مناسباً لطفلتنا.. لكن .."
قاطعته ضاحكة وهي تقول ساخرة برقة
" الرجال لا يفهمون احياناً .. البيت هنا .. " واشارت لقلبها واتبعتها باشارة لقلبه مضيفة بنعومة " وهنا ..." تلتمع عيناه انبهارا بها وهي تكمل مشيرة لما حولهما كما فعل هو قبل لحظات " هذه الجدران المبنية مجرد سور تحمي بيتنا الحقيقي .."
تنهيدة طويلة خرجت من صدره وهو يعاود ضمها لتستكين هي هناك فيسألها مهند فجأة " هل تظنين ان تلك المسكينة وقعت بمشكلة مع خطيبها بسببي ؟"
كان يحتاج ان يقولها .. يحتاج ان يعبر عن شعوره بالذنب نحو تلك الفتاة التي ظلمها فردت جوري " كل يجد طريقه يا مهند .."


**********



بيت العطار .. غرفة شذرة


تعاود شذرة الاتصال بخليل من جديد ولكنه لا يرد .. ارسلت له رسالة نصية تخبره عن قلقها الشديد عليه وبعد عشر دقائق او اكثر رد اخيرا برسالة قائلا
( اسف شذرة مشغول بالمحل حتى الساعة .. لدينا طلبية ..سأتصل بك في الغد ربما ..)
كلمة (ربما) اعتصرت قلبها وهي تضع الهاتف ببطء جوارها على السرير ..
كانت اعصابها تحترق وتشعر بالعجز الرهيب عن التصرف .. هو غاضب .. تشعره غاضب ويكبت غضبه ويتباعد عنها حتى يهدأ...
لقد علم .. لقد شعر .. لقد ادرك وجود امر ما مريب يجمعها بمهند ..
تستلقي جانبا وتغمض عينيها وهي تتمتم بدعاء ان يغفر لها الله وان يرقق قلب خليل ..
غفت وشفتاها ما زالتا ترددان نفس الدعاء ثم توالت احلامها عن ابيها وامها و.. الناعور ..


********



غرفة رقية


تجلس على الكرسي الصغير المنجد قبالة المرآة البيضاوية لمنضدة الزينة تتبرج بخبرة وهي تكلم رعد عبر الهاتف ..
يسألها بصوت رجولي مشتاق " ماذا تفعلين ؟"
ترد وهي تبتسم لصورتها في المرآة " امارس رياضة الاسترخاء عبر التبرج .."
يضحك وهو يرد عليها " انت غير مُتوقعة على الاطلاق .. هل توجد بنت تتبرج قبل ان تنام.." ترد بلا مبالاة وبعض الغرور " نعم .. يوجد الكثيرات .. للاسف التبرج ليلا لغرض الاسترخاء ليس من قائمة مميزاتي الكثيرة النادرة .."
يضحك من قلبه وهو يردد " قائمة مميزاتك الكثيرة والنادرة ؟! لم أشهد غرورا ألذ من غرورك .."
تستخدم فرشاة الحاجبين وهي تدندن باغنية ما بينما يسمعها رعد وهو مستلقٍ على فراشه وابتسامة رائقة على شفتيه ... سألها فجأة
" الن تخبرينني بما يحصل مع شذرة؟"
ردت وهي تشذب حاجبيها قليلا بالمقص
" لا يحصل شيء .."
يرفع حاجبا رعد وهو يحاول معها من جديد متسائلا بنبرة تعجب " كل هذا ولا يحصل شيء ؟!"
ردت بعناد " نعم .."
يعض شفته السفلى ويناورها بالقول " قطتي.. توقفي عن التلاعب .."
تدعي عدم الفهم وهي تتساءل " اي تلاعب ؟!"
قالها صريحة هذه المرة وباسلوبه الساخر الفكاهي " افهميني فقط ما حكاية مهند معكن يا بنات العطار .. الشحنات المتطايرة في الاجواء كانت كالسهام المتراشقة .. واثر قرصتك على ذراعي ما زال حاراً احتاج المعرفة لاهون على نفسي.."
ردت ببعض الغيظ وهي تتذكر وجه (مهند)
" كل ما تحتاج لتعرفه ان هناك تاريخ حافل مع صديق اخيك المحترم .."
يشاكسها بالقول أملا ان يستفزها لتقول المزيد " اذن .. لا مشاريع مستقبلية للاستعانة به في ايجاد سكن مناسب لشذرة وخليل ..؟ "
ردت بنبرة قاطعة " احذفها من ذاكرتك .. الآن هلا توقفت ؟! "
تنهد ليوقف اللعبة ويقول بسلاسة وهو يطوي ذراعه تحت رأسه قائلا " لحسن حظك اني لست فضوليا واحترم جدا خصوصيات الاخرين.. "
فترد بوقاحتها المحببة ساخرة "سأذهب واصلي ركعتيّ شكر لله على (حسن حظي).."
ينفجر ضاحكا ثم يقول مشاكساً
" مؤكد يجب ان تكوني ممتنة فتخيلي اثنان في العائلة بحشريتك وفضولك ستكون كارثة .."
عادت لتدندن باغنيتها فيغمض عينيه ويناديها همساً " دميتي .."
هتفت به " قلت لك الف مرة اكره هذه التسمية .."
فيجرب حظه مناديا من جديد " قطتي ..."
تعانده وهي تقول " وهذه ايضا ..."
يتنهد بشكل مفتعل ثم يقول بنبرة عتاب مستفزة " انت صعبة الارضاء .. انا احب مناداتك قطة.. تليق بك .. بفضولك وتلصصك وخربشات اظافرك عندما تصبحين عدوانية شرسة .."
تضحك وهي تعترف سراً انها تحب منه كل نعوته لها ثم تتساءل بحلاوة " ماذا تريد من الـ (قطة)؟"
جاء صوته غريبا وهو يسأل " هل ستذهبين للجامعة في الغد قطتي ؟"
لم يؤثر بها اسم التدليل هذه المرة بل ركزت بالسؤال ونبرة صوته وهو يطرحه لترد عليها في المقابل بسؤال مقتضب " لماذا تسأل ؟"
رد باجابة مقتضبة هو الآخر " مجرد سؤال .."
تركت كل ادوات التبرج امامها وقالت بثقة
" ردا على (مجرد سؤال) نعم سأذهب .. وردا على (مجرد سؤال ) اخر متوقع ان تطرحه .. نعم سأبحث عن الدكتور سامان لاجل موضوع التعيين .."
مرت لحظة او اثنتين قبل ان يقول بنبرة هادئة غامضة " سآتي معك .."
تعقد حاجبيها وهي تقول له بنبرة قاطعة " ان فعلتها يا رعد وحضرت للجامعة غدا لن اسامحك ابدا .."
سأل بنفس الهدوء الغامض " لماذا ؟"
هدرت وهي تشعر بالضيق " كيف (لماذا)؟ هل انا طفلة لتحضر معي موقفاً كهذا ؟ "
رد بصوت مبحوح يفوح بغيرة رجل عاشق
" ليتك كنتِ طفلة لما احسست بهذه النار كلما ذكرتِ اسم... الدكتور .."
يناغش قلبها ويضعف ارادتها بنبرته هذه .. لكنها قاومت لتقول له بجدية ورجاء
" اريدك ان تثق بي يا رعد .. هل تستطيع .. هل .. تثق ؟"
رد ببساطة " نعم .. أثق .."
ترقق صوتها عفوياً وهي تطلب منه بإلحاح
" اذن عدني لن تفعلها في الغد.. لن تخطو عبر بوابة الجامعة .."
منحها ما ارادت وهو يقول بصوت أجش
" اعدك .."

يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 06-03-19 الساعة 03:30 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس