عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-18, 09:06 PM   #8002

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الاحد ... الجامعة

لم تصدق رقية الخبر حالما دخلت القسم .. الكل يتحدث عن عودة الدكتور سامان من اجازته وفي بنصر يده اليمنى حلقة خطبة... كان قلبها يقرع وهي تمني نفسها بالخير ..
حثّت الخطى نحو مكتبه وعقلها يعيد ترتيب الكلام .. لا تريد ان تبدو ضعيفة ابداً .. مهما كانت حاجتها عنده .. ابداء الضعف تجعل الطرف الاخر اكثر استمتاعا باظهار قوته ... الأنداد الاقوياء هم المنتصرون ... حتى الخاسر منهم منتصر ..!
قرعت باب مكتبه فجاءها صوته الجذاب الرجولي وهو يأذن " ادخل .."
أخذت نفساً واستجمعت كل قوتها قبل ان تدخل شامخة واثقة مبتسمة ...
تفتح الباب وهي تقول ببشاشة
" أنار القسم بعودتك يا دكتور .."
كان الدكتور سامان جالسا خلف منضدة المكتب محنياً قليلا يكتب بقلمه الحبري يوقع على بضعة اوراق امامه وقد جذب عينيّ رقية مباشرة تلك الحلقة اللامعة في بنصره الايمن ..
لم يتوقف عما يكتب ولم يرد عليها بشيء فظلت رقية مكانها تعد حتى العاشرة لتهدأ وحالما انتهت تقدمت خطوة نحوه لتقول له بلطف وبعض المكر " مبارك الخطبة دكتور .. سعيدة لاجلك.."
انتهى اخيرا مما يفعل ليغلق قلمه بالغطاء في حركة انيقة .. ويرتب الاوراق جيداً فوق بعض ثم يضعها جانباً بعناية .. وبعدها أخذ بضع لحظات اخر قبل ان يرفع وجهاً مبتسما بتهذيب اليها يرد ببرود
" شكرا انسة رقية .."
لم توقفها برودة ابتسامته وجازفت وحدسها يخبرها (بوجع) ان لا فائدة !
قالت مجازفة وهي تنظر اليه مباشرة في شجاعة وشموخ " انا لن آخذ الكثير من وقتك دكتور .. لكني اتساءل فقط عن .."
قاطعها لينهي طلبها قبل ان تبدأه فيقول
" انا لن اوقع تعيينك كمعيدة ..."
تنظر اليه ولا تصدق كمية الألم التي اكتسحتها خلال ثانية!
ومن بضع كلمات محددة قالها بهذا الوضوح الحاسم وبقرار قاطع لا رجعة فيه ..
صدرها يجيش بقهر لم تشعره بمثيله منذ وفاة والدها لكنها تحاملت وصمدت وهي تحاول من جديد وبمنتهى الشجاعة " هلا شرحت لي السبب ؟ اظنني مستوفية للشروط .."
قست عيناه وهو يرد ببرود " الشروط يمكن التلاعب بها يا آنسة .. وانت خير من يعرف !"
تبتلع ريقها وهي ما زالت تبدي الشموخ والصمود ليضيف الدكتور سامان بمزيد من القسوة " يبدو انك تحبين هذا النوع من التصرفات للحصول على امنياتك.. كتلاعبك مع .. زميلك .. حارث.. تلاعبتِ به وبمشاعره لتدفعيه ان يخرج عن طوع ابيه ويترك خطيبته المسكينة ابنة عمه لاجلك .."
اتسعت عينا رقية صدمة .. لم تحسب حساب حارث على الاطلاق .. كم كانت غبية .. لم تحسب حساب رعونته وافعاله الحمقاء ..
سرعان ما امتصت صدمتها لترد بمواجهة دون ان تنفي علاقتها السابقة بحارث " حارث اوغل صدرك ضدي يا دكتور وظلمتني عندما استمعت اليه فقط وصادرت حكمك الجائر .. اسمح لي جرأتي ان قلت لك ذكاؤك خانك.."
هتف بها وهو يضرب بكفه على سطح مكتبه " لا تتجاوزي حدودك معي يا انسة .."
لم تهتم بما سيحصل .. ان كانت خسرت حلمها كمعيدة لن تخسر كرامتها وعنفوانها..
قالت له وهي تشمخ بذقنها " انا اقول الحقيقة دون ان اسيء اليك.. لقد سمحت لسفيه فاشل بالدراسة كحارث هذا ان يسمم افكارك نحوي .. ولو سألت عنه سيخبرك الجميع عنه كطفل مدلل فاسد وعلاقاته مع فتيات الجامعة على كل لسان .."
ثم شعت زرقة عينيها اباء وكرامة مضيفة بجرأة " كل ما في الامر انه حاقد علي لاني رفضت عرضا حقيرا رخيصا منه .. كما حقدت علي انت ايضا لاني لم احسن التصرف معك .."
نظرات الدكتور سامان لم تتغير ولم تبدِ اي تعاطف معها او تصديق فتضيف رقية وهي تحاول ضمنياً من جديد " في كل الاحوال يا دكتور .. لا اظن ان هذا يدخل ضمن حسابات معايير تعيين (المعيدة) المفترضة .. اليس كذلك ؟ "
تراجع الدكتور سامان ليجلس مسترخياً في كرسيه ويقول بابتسامة قاسية
" انسي رقية العطار.. لن تكوني في مكان انا اديره بشكل مباشر.."
رباه كم هو موجع ! تفتت قلبها ألماً وكمداً.. حلمها وفخر ابيها وفرحة امها ..
كانت الدموع تتجمع على ابواب مقلتيها لكنها ابدا لن تذرفها الآن ..
قالت بصوت متحشرج رغماً عن محاولاتها المستميته لتبدو لا مبالية " وانا اسفة يا دكتور سامان .. اسفة لكل شيء .." قالتها بشجاعة معترفة باسلوبها بخطأها معه.. ربما استحقت عقابه وربما لا .. لكنها تعلمت الدرس .. ابتسمت وانسحبت قائلة
" يومك سعيد .."




كانت تترنح رغما عنها وهي تسير في الرواق لتخرج من مبنى القسم ملقية خلف ظهرها احد اهم احلامها .. ما زالت تمنع الدموع وهي تختنق وبينما تستدير يمينا شهقت مجفلة وهي ترتطم بـ..حارث ..
كان كريهاً للغاية وهو يبتسم في وجهها وادركت انه كان بانتظارها ..
همست وهي تنظر اليها بكره ومقت " حقيير "
رد وهو يتمرغ بوحل الشماتة والانتصار القذر
" نظرة القهر في عينيك هذه اثلجت صدري .. اخيرا شفيتُ غليلي ورأيتك تخسرين .. وكم وددت لو كنتُ رأيتك تخسرين قلبك وتتألمين اضعافاً .. لكن لا بأس .. انا اعلم كم هو مهم عندك التعيين بالجامعة .. وها قد خسرتِ حلمك يا .. قارورة العطار .. الثمينة .."
لم تمنحه الفرصة ليشهد احد اصعب لحظات حياتها لتهاجمه بكل ما اوتيت من قوة قائلة بسخرية لاذعة جارحة " هل انت فاشل وتعيس لهذه الدرجة ؟! تثير الشفقة .. كشفقتي على قط مشرد ذيله مقطوع ويبحث عن طعامه بين اكوام الازبال.."
تجهم وجهه وتشوهت سحنته بالغيظ ليشتم شتائمه القذرة قبل ان يقول بغضب صبياني
" لسانك الطويل هذا كم وددت لو اقطعه .."
تضحك ضحكة قصيرة قبل ان ترد عليه بمزيد من السخرية والوقاحة المهينة له
" تقطعه ؟! وهل تعرف كيف تحمل السكين يا عصفور مبلول ؟! "
تتحرك لتتجاوز وهي تبتسم في وجهه تلبس درعاً يحمي وجعها من الظهور وتقول له بمزيد من التحقير " ذكرني ان اشتري لك فستانا زهريا ترتديه وانت تحتفل بالانتصار الذي حققته ضدي .. كما تفعل الفتيات الصغيرات الخبيثات في المدرسة.."
يسحق اسنانه وهو يتميز غيظاً وقهراً .. كان يريد رؤيتها ذليلة منكسرة باكية لكنها الحقيرة تنتصر عليه من جديد ..
لوحت بيدها في تحية وهي تبتعد وتقول مهينة اياه اكثر " سلام يا .. (حلوة) .."




تشد الخطى لتغادر الجامعة وهي تئن من الداخل .. ترى البوابة بعيدة وتود لو تهرول بل تركض حتى تصلها وتغادر .. اخذت بضعة انفاس وهي تعبر بوابة الجامعة اخيرا وتلقي تحية عابرة للحرس الجامعي وكأنها تودعهم مع وداع حلمها ..
بضع خطوات قطعتها على الرصيف حين لمحت وقفته .. مستندا بظهره على سور الجامعة الرمادي .. واقفاً هناك ينتظرها وهو يدخن !
كانت المرة الاولى التي ترى في يده سيجارة .. لا يهم .. لايهم .. هرولت اليه قدماها وشهقات بكائها تسبقها فتكتمها ..
رمى هو سيجارته ليتقدم نحوها عابس الوجه غاضب لاجل القهر الذي يراه جلياً على ملامحها ..
لفّ ذراعيه حولها ولا يهتم لانظار المارّة التي حاوطتهما ما بين فضول واستغراب واستنكار بل يخفيها ويخفي دموعها العزيزة الغالية فلا يسمح لاحد برؤيتها ..عداه ..



نهاية الفصل ... هو فصل الثقة .. وانتظر رايكم بشووووووووق .. وخليكم صبوريييييييين مع الابطال والشخصيات



كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس