عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-18, 10:26 PM   #370

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

دلف إلى غرفتها ، و حدق في كل شبر فيها باشتياق ، ليس للغرفة .. بل لصاحبتها !
كان يتمنى أن يراها أمامه فجأة ، جالسة على مكتبها الصغير تذاكر ، أو مستلقية على سريرها و حاسبها المحمول في أحضانها ، أو تعبث في دولابها لإختيار ملابس مناسبة .
كان يتمنى أن تظهر أمامه ، و كأنها لم ترحل منذ أيام و تتركه !
جلس على سريرها ، و أخذ يملس على وسادتها باشتياق ، و يهمس بعتاب : " أين ذهبتي يا تومي ؟
كيف سمحتي لهم بأن يُبعدوكِ عني ؟
أم أنكِ حقاً مَن طلبتي الإبتعاد ؟
و إن كان كذلك ، كيف استطعتي فعلها ؟
بهذه البساطة تبتعدين عني ، و كأنني لم أكن يوماً أغلى ما في حياتكِ !
و لكنني لا أستطيع ، لا أستطيع العيش من دونكِ ، أنتِ أغلى ما في حياتي .
اشتاق إليكِ ، و لا سبيل في الوصول إليكِ ! "
سقطت دموعه مشاركة إياه ألمه ، حاول بكل الطرق أن يصل إلى مكانها ، ادّعى الهدوء أمام والده ، ناور صادق في الحديث ، و لكنه لم يصل إلى أي نتيجة إيجابية .
ترّجى والدته كي تخبره أين هي ، و لكنها أقسمت أنها لا تعرف مكانها ، كما أنها غير راضية على أفعالها ، فليس من المعقول أن تغادر هكذا فجأة .
باختصار ، باءت كل محاولاته لمعرفة مكانها بالفشل ، و ها هو جالس يرثي حاله .
مسح دموعه بقوة ، و همس بوعد : " لن تستطيعوا إخفاءها طويلاً ، أيام و ستبدأ الدراسة ، و ستعود من أجل جامعتها ..
و وقتها لن أسامحكم .. و لن أسامحها على ابتعادها ! "
**********
دلفت إلى حجرته في المشفى بثقة لا تمتلكها ، و لكنها تحتاجها في مواجهتها له ، فما ستقوله ليس سهلاً ، و لكنه سيُعيد إليها حقها ، و سيُنجي فتاة من الممكن أن تنال ما نالته !
" الدكتور أمير ؟ "
رفع أمير نظراته إليها ، و هتف بعملية : " نعم سيدتي ، تفضلي " .
جلست بهدوء زائف ، ثم همست بتصميم : " علمت أنك تستقصي عن خالد ، و لدي ما يُفيدك " .
**********
دلفت إلى مطعم ولدها بخيلاء ، جسد رشيق على الرغم من عمرها الذي تجاوز منتصف الأربعينات ، تغطيه ملابس رسمية ذات ماركة عالمية ، عينان قويتان .. أنف مستقيم .. و ملامح جامدة .
اقترب منها رشدي فور أن رآها ، و هتف بترحيب : " سيدة ثريا ، أنرتي المطعم ، يا لها من مفاجأة " .
ابتسمت له ابتسامة صغيرة و ردت تحيته ، فرشدي صديق زوجها الراحل ، و مَن وقف بجانب أبنها و لم يتخلى عنه حتى الآن .
أخذها رشدي إلى مكتب بشار ، و الذي كان خالياً من وجوده ، و قال :
" للأسف بشار ليس هنا ، لقد ذهب اليوم إلى الفرع الأخر ، بسبب حدوث مشكلة هناك " .
جلست بأناقة ، ثم قالت : " أعلم أنه ليس موجوداً ، و لا أريده أن يعلم بمجيئي إلى هنا " .
انتاب رشدي القلق ، و شعر بشئ سئ سيحدث ، و تأكد شعوره عندما هتفت بقرف :
" أين هي ؟ "
ابتلع ريقه بارتباك ، لا يحتاج لسؤالها عمن تتحدث ، فهو بذكاء كافي ليدرك أنها تريد ريناد .
" بما تريديها ؟ "
ضحكت ساخرة ، و قالت : " أ لا يحق لي رؤية الفتاة التي يريد أبني متابعة حياته معها ؟ "
يشك في أن بشار سيتابع حياته مع ريناد ، خاصة و ثريا بنفسها قد جاءت إلى هنا !
" سأجلبها ، دقائق فقط " .
خرج ليبحث عن ريناد ، و عندما وقعت نظراته عليها ، اتجه إليها و قال بقلق :
" اتركي ما في يدكِ و اذهبي إلى مكتب بشار ، والدته تنتظركِ بالداخل " .
حدقت فيه بصدمة ، ماذا ؟
لم يخبرها بشار أن والدته ستأتي لرؤيتها !
اتجهت إلى غرفة المكتب بقلق .. و قلب منقبض ، و كأنه يشعر بما سيحدث بعد قليل !
طرقت على الباب ، ثم دلفت إلى الداخل ، و حيتها قائلة : " السلام عليكم ..
أهلاً سيدتي " .
تجاهلت ثريا تحيتها ، و أشارت إليها باحتقار ، و هي تقول : " أنتِ مَن يريد أبني الزواج منها " .
تجمدت مكانها من نبرتها ، و صمتت غير قادرة على الرد عليها .
لتردف ثريا باشمئزاز : " اسمعيني يا فتاة ، أنا وقتي غالي .. لا أهدره على أمثالكِ ..
أخبريني كم تريدين و تبتعدي عن أبني ؟ "
توسعت حدقتيها بذهول ، و سارعت مدافعة عن نفسها : " لا سيدتي ، أنا لا أريد من بشار أي أموال ..
أنا .. أنا .. أحبه " ، همستها بخجل .
لتتفاجأ بضحكة ثريا العالية ، فتطلعت إليها بدهشة ، و الخوف بدأ ينهش في قلبها .
توقفت ثريا عن الضحك ، و قالت : " كلمتين الحب و الدلال تضحكين بهما على عقل أبني المخدوع فيكِ ، أما أنا .. فأعرف أمثالكِ جيداً ، و أعرف كيف أتخلص منهم " .
نهضت بغرور ، و قالت باحتقار : " فتاة فقيرة .. يتيمة .. نشأت في دار أيتام .
هل تعتقدين أنني سأسمح لأبني أن يتورط بكِ ؟! "
أشارت لها بتحذير ، و قالت : " اسمعيني جيداً ، إما أن تقبلي بالأموال و تبتعدي عن أبني ، و إما ستجدينه هو مَن ابتعد عنكِ " .
و تابعت مصطنعة الأسى : " و وقتها لن تنالي شيئاً " .
بشار لن يبتعد عنها ، لقد وعدها بذلك ، والدته تهذي .
ثم إن كانت صادقة ، لِمَ أتت إليها من الأساس ؟
كان بإمكانها إبعاد بشار عنها دون أن تُتعِب نفسها بالمجئ إلى هنا ، و لكن مجيئها يثبت أن بشار لن يتخلى عنها .. لن يتركها ، و هي تحاول السيطرة عليها كي تبتعد هي .
رفعت رأسها بثقة ، مصدرها حب بشار لها ، و قالت بتصميم : " أنا لن أبتعد عن بشار سيدتي .. أبداً " .
لم تتأثر ثريا بنبرتها الواثقة .. المصممة ، بل قالت بنبرة تماثلها : " لا تأتي مستقبلاً و تطلبي الأموال ، بعد أن تكتشفي فشل مخططاتكِ " .
**********
طرقات عالية على الباب ، أصوات عالية من الخارج ، مصحوبة بأصوات مذعورة من الداخل خوفاً .. و ترقباً !
كُسِر الباب ، ليدلفوا رجال الشرطة ، و يصيح أحدهم :
" أنت مطلوب القبض عليك ، امسكوه " .
أمسكوا به الرجال و سط اعتراضاته ، و صيحات زوجته النادمة ، و بكاء أطفاله الخائفين !
**********
كانت تتحرك بتوتر و قلق واضح ، منذ أيام لم تعرف عنه شئ .. تحديداً منذ أن أتت إليها والدته و أمرتها بالإبتعاد عنه ..
من وقتها و هو لم يأتي إلى المطعم ، و لم يتصل بها ..
حاولت الإتصل به أكثر من مرة ، و لكن هاتفه مغلقاً ، مما جعلها تشعر بالخوف عليه .
عليه .. و ليس منه ، فثقتها بحبه تجعلها متأكدة من عدم تخليه عنها !
حسمت أمرها ، و تحركت متجهة إلى رشدي لتسأله عنه و تطمئن عليه ، فلن تبقى في قلقها و خوفها أكثر .
توقفت خطواتها و هي تراه يدلف إلى المطعم ، أخذت تتأمله بشوق ، من شدته لم تنتبه إلى الفتاة التي ترافقه .
لتتفاجأ بالعاملين يحيطون به من كل جانب ، و يهنئوه !
" مبارك لك سيد بشار " .
" سعدنا بخطبتك سيدي ، ليمنحك الله السعادة " .
و عندها توقف الزمان .. و توقفت دقات قلبها ، و الجملة تتردد في أذنها .
انتهى الفصل قراءة سعيدة


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس