عرض مشاركة واحدة
قديم 20-11-18, 12:26 AM   #2095

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

مساء الخير على عيونكم
كل عام وانتم بخير بمناسبة المولد النبوي الشريف

فصل اليوم هو نقطتي الفاصلة في حياة الجميع .. وضعت به رسائلي من البداية ومقارنات هدفي الاصلي
يإذن الله ارد على تعليقاتكم التي لم يسعفنى الوقت لردها الاسبوع الماضى
قراءة ممتعة

( 5 )






الفصل الخامس والثلاثون


فتح كامل باب غرفة حمزة فتوقف لحظة مذهولا من الضباب الدخاني الذي يملأ الغرفة قبل أن يسعل بقوة حتى احمر وجهه وهو يتقدم للداخل ..
اطفأ حمزة السيجارة التي لا يعلم عددها في المنفضة الكريستالية جواره ووالده يفتح الستائر ثم يفتح باب الشرفة ليدخل الهواء للغرفة الخانقة وهو ينهره بحنق بعد أن هدأ سعاله

" تبا لك ولرأسك الصلب ولما تفعله بنفسك كالحمقى "

يستدير كامل ينظر إليه ثم يقترب ناظرا لعدد السجائر بالمنفضة فينظر له غاضبا بسؤاله

" منذ متى وأنت تدخن ؟! .. هل صدقت أنك قاتل وتشربت طباع المجرمين بهذه السرعة ؟! "

استرخى حمزة في جلسته على سريره وهو يشبك أصابعه معا يرد بتمرد عينيه

" زوج ابنتك ما شاء الله مجرم أصيل .. لمَ لا تسأله ماذا يحدث حين تخطو فقط وسط المجرمين ؟! "

ظل كامل ينظر إلي وجهه المكدوم وذقنه الطويلة بعينيه الواثقتين حتى قال بامتعاض

" ولمَ اسأله ؟! .. يكفي أن انظر إلي وجهك ! "

اتجه ليجلس على نهاية السرير مفكرا وهو ينتبه لشرر عيني ولده فيضيق عينيه متسائلا

" مَن هؤلاء الذين تشاجرت معهم ؟ "

أدار حمزة وجهه وملامحه تنفر لا يطيق كلاما لكن كامل يضغط على موضع نزيفه مبكرا باسئلته

" ما الذي أغضبك لهذه الدرجة ؟ .. أنهم خاضوا في شرف زوجتك أم لم تتحمل كرامتك أن تسمع إنها خانتك وقتلت المفترض إنه عشيقها ؟ "

يطبق حمزة شفتيه غاضبا وهو يعلم أن والده علم بمشاجرته في الزنزانة من المحامي لكنه يلاعبه ليثير أعصابه تجاهها .. تلك المشاجرة التي لا يعلم حقا ما أغضبه بها حتى نهض ليضرب كل مَن نطق بسيرته ..
مجرد سؤال سأله أحدهم عن تهمته فأجابه آخر إنه قتل عشيق زوجته ليرد آخر إنه رجل بحق .. ولا يعلم بعدها ماذا حدث ؟ .. فارت الدماء بعروقه حامية .. حامية للغاية ..
اعتدل جالسا ووجهه ينذر شرا بعينين شيطانيتين فيهتف بانفعال مجنون

" لا تقل زوجتك .. اتركني الآن وإلا ساغادر أنا البيت كله "

رمقه كامل بنظرة صارمة وهو يقول بهدوء حازم

" اهدأ "

يشتعل اللهب الأخضر بعيني حمزة وكل ما صار يتكالب عليه في هيئة وجوه عدة .. وجوه كثيرة مرت عليه لا يتذكر أصحابها لكن نظراتها واضحة بذهنه ما بين شامت ومستهزئ وحاقد وشرس ..
هو الزوج المغدور المخدوع .. تلك نظرة لن ينساها من كل مَن يعلم بتهمته فيُنكَس رأسه رغما عنه .. رغما عن إنه من المفترض أخذ حقه وقتل العشيق .. لكن نظراتهم المشفقة كانت تشعله لهبا فوق اللهب ..
لينتهي الأمر دائما بوجهها الباسم البرئ .. يتحول بلمحة بصر لأفعى ضخمة تبتلعه في دوامة لا زال غارقا بها حتى اللحظة ..
حتى لحظة تساؤله الغاضب المكبوت لمَن يطالبه هدوءا لا يملك منه ذرة

" ألا تشعر بي وبما حدث ؟ "

تكسو عيني كامل عاطفة حانية وهو يتأمل ولده الأكبر .. هو رجلهم من بعده .. هو سند أخته وبنات عمه ..
ظن أن حمزة اكتسب منه الكثير لكن دارين هى التي تعمقت به حتى ملكت كل صفاته .. وامتلك حمزة الظاهر منها لكنه تأثر أكثر بعمه سليمان فأخذ تصلبه وتحكمه وتملكه الجامد للأمور ..
اليوم يريد أن يهدي ولده درسا في الحياة .. أن تواجه مَن اساء إليك بنظرة ثقة أنك الأفضل .. مبتسما بوجهه بكبرياء يجعله ضئيلا أمامك .. لا تنبذه هربا من مواجهته وإن لقيته يعصف بك الغضب فينتصر هو عليك بغضبك ..
غضبك يؤذيك لا يؤذيه .. يمنحه تفوقا عليك أنه قبض على أعصابك فاستطاع إثارتها حنقا .. ويا لك من أحمق حينها ..
رد كامل عليه متفهما وهو يتابع هيئته الفوضوية التي لا زالت على حالها منذ خرج من النيابة صباحا

" اشعر بك تماما .. أنت ابني الكبير يا حمزة .. وما حدث كان اختبار لكل شئ .. كلكم تعلمتم منه "

كل مَن طاله الأمر تعلم شيئا .. شمس عادت المزرعة وهو ما زال يتحدث مع قمر فقرأ دموعها بعينيها وهى عائدة بخيبتها الكبرى ..
أكمل كسر بخاطرها ربما .. لكنها ستتعلم بالألم ما لم تتعلمه وقت الفرح ..
قمر كُسرَت من أعقد مشاعرها وحتى نظرة عينيها التي ما عادت ترفعها بوجه أحد خوفا من رؤية خزيها بعينيه .. لكنها ستتعلم كيف تحكم سيطرتها على هذه المشاعر حتى يتلاشى الانكسار وتشع الثقة ..
أما حمزة .. لو استطاع قتلها لقتلها .. ولو استطاع أيضا أن يعود بالوقت سيمحو كل ما حدث ليضمها مجددا ..
الذاكرة صعبة المراس .. لا تلح بما نريده بل تلح بما تريده أن يعذبنا ..
حمزة الآن هو ذاكرة معبأة بأسى عمره من حبيبته الوحيدة .. وكل صورة تدفعها أمام عينيه تشعله غضبا زائدا من كل شئ ..
هكذا هى دائما الابتلاءات بنظره .. دروس حياتية نتلقاها على مدار عمر يرى الكثير حتى يستقيم لمثواه الأخير ..
تراجع حمزة بظهره مختنقا فيسأل برغبة أن ينهي الحديث

" ما الذي تريده أبي ؟ "

مال كامل للأمام قليلا يستند على ركبتيه يسأله بصبر

" ماذا ستفعل الآن ؟ "

هدأ قليلا بنبرة والده فيسبل أهدابه نافخا مجيبا بلا جواب

" لا اعرف "

اعتدل كامل يضرب كفا بكف قائلا بنبرة مستفزَة

" كلما سألت أحدا هذا السؤال يقول لي نفس الإجابة !.. أختك طوال عمرها ما قالتها لي أبدا .. دائما تعرف ماذا تريد "

سأله لشمس فجاءه نفس الجواب .. سأله لقمر فجاءه نفس الجواب .. عاديا من بنات ' سليمان العامري ' .. لكن من ولده حمزة فقد أغاظه جديا ! ..
يسمع سؤاله متهكما بابتسامة جانبية مستهزئة

" ورائد زهران هو ما أرادته ؟! "

رد كامل بنبرة صارمة

" اخرج رائد من رأسك واهتم بشؤونك "

بنفس النبرة يتهكم حمزة

" شؤون ! .. أي شؤون ؟! "

يقول إنه اختبار .. لكن الأصعب أنه بيديها هى .. اليد التي أمسك بها عمرا باعته بلحظة غدر ..
هو حقا كما رآه الناس .. مغدور مخدوع .. يشعر أن رجولته مُهانة وكبريائه مُراقا بسببها .. كيف سيعوض ما أصابه ؟ ..
رغم إنه لم يعلم أحد سوى أهله ومحامي الشركة الذي أكد عليه والده أن يظل الأمر سرا إلا أن كل نظرة سيراها بعيني أي شخص ستمسه في جرح غير مرئي حتى هو لا يدرك مداواته ..
لن يفهم أحد أنه تغير .. تغير قلبه وتبدلت مشاعره فركزت على كرها عميقا داخله ..
يتغاضى كامل عن سخريته ويأسه فيسأل بعملية منبها

" متى ستعود عملك ؟ "

أيستطيع العودة ؟ .. بل عاد يركز على ذلك الكره يغذيه بأفكاره السوداء ..
منذ دخل ورآها بتلك الغرفة يعلوها جسد ضخم يسلب حقه هو .. تمزع بين شعورين إحداهما صرخ لا .. والآخر صرخ نعم ..
قمع شعور اللا بعيدا واستدعى شياطين نعم ليصدق أنها خانته .. لكن .. لكن اللا كانت تخدش به خدشا لتتحرر .. ما تفعلها صغيرتك الحمقاء الأنانية ..
صدقها حتى في أوج تكذيبه لها .. صدقها وهو يطلقها .. صدقها وهى تحت قدميه تخبره بحبها .. صدقها وهو في قمة غضبه وصراع شياطينه ..
ما كان بحاجة لمشاهدة المقطع الذي وجده على هاتفه حين استلمه صباحا بعد خروجه مُرسلا إليه من زوج أختها الغبي .. أيؤكد له براءة طفلته هو ؟! ..
طفلته الغادرة الخائنة .. بين كره لها وغضب منها وبين .. بين أنين رجولته حين شاهد صراخها بالمقطع .. ليته قتله بيديه .. ليته قتله هو حقا بيديه ..
لكنها السبب .. لو لم تذهب إليهم بقدميها ما حدث لها ما حدث .. ما تجرأ أحد على .. على .. حبيبته وزوجته ..
عيناه تشعان نارا بكل مشاعره المختلطة الكارهة لكل شئ فيقول بلا تفكير

" غدا "

عقد كامل حاجبيه مفكرا لحظات ثم قال

" استرح عدة أيام أولا "

رد حمزة بنبرة مليئة غلا وحقدا موجه لها وحدها

" لا .. غدا سأعود "

وقف كامل ينظر له بدقة فيقول بحسم

" بعد غد إذن "

التفت حمزة إليه يصر بقوة نارية غير مهتما أنه يكلم والده

" قلت لك غدا "

رد كامل بحزم وبنبرة آمرة

" غدا ستذهب لعمك وتطمئن عليه وتخبره أن قمر لم تفعل ما قلته له "

صرخة .. صرخة غضب صدحت بأعماقه .. اسم يتردد ووجه يشع وقلب يتلطخ بالسواد .. منذ يوم ذلك العرض وهذا السواد يجري بعروقه ..
سواد يدفعه ليقول بكل الغضب الذي ينضح به جسده

" فلتحترق في ستين داهية "

صوته ارتفع فارتفع صوت كامل بحزم أكبر

" كلمة واحدة .. غدا ستذهب لعمك .. حالته الصحية تسوء يوما عن يوم منذ طلاق شمس ولا يريد رؤية قمر إلا بكلمتك "

أخفض حمزة عينيه فجأة أمام عيني والده النابضتان بالقوة رغم ما يحيطهما من تجاعيد عمره .. تجاعيد خفيفة فدائما ما حافظ والده على لياقته وشباب قلبه الحيوي ..
لكنه أمامه يشعر برجولته تنحني احتراما لرجولة ' كامل العامري ' ..
أنفاسه محتدة بضيق وملامحه زرقاء الكدمات تنزعج وهو يقول غصبا من بين أسنانه

" ساذهب لأجل عمي فقط "

يهز كامل رأسه وهو يرد عليه بقوة

" اذهب لأجل نفسك أولا .. اغلق صفحة وابدأ صفحة جديدة "

ظل حمزة مطرقا في جلسته البائسة غضبا فيقول كامل بحنق

" انهض واستحم واحلق ذقنك .. رائحتك لا تُطاق "

تتقبض يد حمزة بأنفاسه الثائرة وكامل يتجه نحو الباب فيفتحه ثم يلتفت قائلا بصرامة

" غدا .. أريد أن أرى حمزة ولدي كما كان .. حمزة ابن كامل العامري "

يرمقه حمزة بطرف عينه فيهدر كامل بصرامته الآمرة

" هل تسمعني ؟ "

يصفق كامل الباب خلفه فيضرب حمزة منفضة السجائر جواره بعنفه فتقع أرضا بأعقابها المنتهية ورمادها البائس مثله ..
كل عزمه يتوحد فيما فكر فيه طوال فترة حبسه .. أن يمضي بلا نظرة واحدة للخلف.



.....


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس