عرض مشاركة واحدة
قديم 20-11-18, 12:32 AM   #2097

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


تركض في الرواق لاهثة وصدرها يضيق بأنفاسها لا ترى الطريق الأبيض .. أمام عينيها مقفر مظلم رغم الأنوار التي تكاد تعمي البصر من قوة إشعاعها ..

تائهة ووقتها ينفد .. ووقته بهذه الدنيا ينفد مثلها ..

تصعد الدرج بسرعة لتدخل رواقا آخر فتسرع بخطواتها وهى تبحث عن لافتة العناية المركزة حتى وجدتها بنهاية الرواق ..

أمامها يجلس زهران على أحد المقاعد يستند برأسه للحائط ولا يبصر أحدا ..

وصلت دارين إليه فتميل قليلا تمسك بذراعه تسأله بنبرة مفجوعة

" ماذا حدث له ؟ .. ما هذا الذي قلته لي على الهاتف ؟ "

التفت إليها يميز حضورها المضطرب وظل لحظات طويلة يكاد يسمع قلبها المرتجف حتى قال بتشوش

" رائد ضاع يا دارين "

لم يكن يدري بما حوله .. ولم تكن تدري بما حولها .. كل شئ فيها كان متوقف .. وبنفس الوقت كل ما فيها يلهث ويلهث ..

قلبها ينقبض وعيناها تمتلآن دمعا والكلمات لا تتشكل على لسانها إلا بعدة حروف بهمس الاختناق

" ماذا .. حدث ؟ "

استقامت وهى تترك ذراعه ببطء وجسدها كله يتفكك وهو لا يعي ماذا يقول حقا بنبرته الضائعة

" بالأمس تهجم عليه شخص ما وطعنه ... بنفس مكان جرحه القديم .. لقد نزف كثيرا .. ظل على الطريق كثيرا .. نزف كثيرا "

التفتت دارين حولها تبحث عن شئ ما لا تدركه وهى تقول باضطراب

" كان عندي .. كان عائدا من عندي "

أغمض زهران عينيه على الجدار خلفه وهو يواصل بهذيان صدمة أبوته

" نفس المكان مجددا .. التأثير هذه المرة مضاعفا .. قطع له فرعا لشريان رئيسي .. قصد قتله .. قصد قتله ... حدث نزيف داخلي .. دخل في غيبوبة "

كانت تسمع صوته البعيد وتسمع صوت أنفاسها وهى واقفة مكانها لا تقوى على الحركة بحالة عدم ادراك تامة .. عيناها متسعتان جامدتان وعقلها يرفض التصديق ..

ردته مخذولا فعاقبها بمباغتة موت .. كيف خذلته ؟ .. كيف ؟..

تدمع عينا زهران تحت جفنيه المنغلقين وهو يتابع بأسى يائس

" ضاع مني بعد أن استعدته .. لقد اعتذر لي بالأمس .. كان اعتذاره الأخير بعد مدة طويلة .. طويلة .. ضاع مني .. ساحضر أنا عزائه ولن يحضر هو عزائي "

كانت المرة الأولى التي ينهار فيها زهران لتلك الدرجة .. والمرة التي لا تعلمها دارين وهى تقف على حافة فقده ..

دائما أهداها مع حبه هذا الرعب بالرحيل .. دائما قاسيا أنانيا حتى في غيابه المفاجئ ..

قدمها تتحرك من جمودها أخيرا وهى تستوعب ما تبحث عنه .. تبحث عنه هو .. تستوعب أنه هناك بالداخل ..

تنساق خطواتها للباب الأبيض القريب وهى تقول بتأكيد مقتول

" رائد سيعيش .. سيعيش "

كل ما حولها مساحة بيضاء شاسعة كأنها لوحة الدنيا وهى اللون الوحيد فيها .. لأول مرة تشعر بالوحدة والخوف ..

الباب يقترب وهمسها يتواصل بلا وعي

" لن يمت لأنه بانتظار قراري .. وأنا قررت .. قررت بعد أن رحل "

تنظر من خلال الطاقة الزجاجية للباب وإذ بقلبها يجهش بكاءا قبل عينيها ..

وعيها يعود بالمكان حين رأت جسده .. جثمانه .. هناك بعيدا على سرير أبيض موصول بالكثير من الأسلاك تلمسه عدا يديها ..

شهقة أشبه بذبحة آلمت صدرها وهى ترفع كفها تغطي فمها تستوعب أخيرا

" يا إلهي .. قررت بعد أن رحل "

بطنها يؤلمها كأنه يشاركه حزنها الكبير فتحيطه بذراعها هامسة

" ما الذي فعلته بنفسي ؟ "

ما كانت نظرة عينيها أصدق يوما .. تعكس نيران جمرة حبه بقلبها التي صارت حريقا لا دفئا ..

وتتراجع أي سطوة امتلكتها قبلا .. وهى تعترف بهزيمتها العشقية أمامه ..

كيف استطاع أن يهزم صروحها وحصونها بمجرد رقوده على فراش بلا حراك .. بلا وعي ؟ ..

أيتنفس ؟ .. أتتنفس يا حبيبي ؟ .. ليتها تشعر بأنفاسه بتجويف عنقها كما تحب .. وكما يهوى ..

كفه حين كان يطوق عنقها وهو يمتلكها بجموحه راغبا بخنقها حينا .. حانيا بامتنانه لها حينا ..

كان سيدا للتناقضات دوما .. وها هو يؤكدها بلا صوت ..

حتى في أضعف حالاته .. منتصرا عليها ..

يدها تلمس الباب مستندة بجبينها إليه تغمض عينيها على صورة لن تنساها له وشفتاها تتحركان همسا بالوجع

" ما الذي فعلته بك ؟ .... أردتك أن تتألم مثلي ... والآن ... الآن ... "

صورة هذا الضعف القاتل لها ستنطبع بذهنها طويلا طويلا .. حياتها مرت منذ مراهقتها وحبه

يسري من الوريد إلي الوريد ..

وها هو يثبت لها كيانه الساكن بها وهمسها يتواصل مذبوحا

" ليتني مكانك ... يا حبيبي "

يا حبيبي .. لم اقصد بالغياب رحيلا .. قصدت وقتا .. قصدت انتظارا ..

الفاجعة يا حبيبي ليس أن ترحل عن هذه الدنيا .. الفاجعة يا حبيبي هى أن ترحل .. وأنت ملكي ..

بإرادتك أخيرا صرت ملكي .. بشفتيك نطقت أنك ملكي ..

وبشفتيها هى التي تشكو اليوم منه .. إليه

" توقف عن هذه الأنانية قليلا .. قليلا فقط .... لماذا تعطيني بيد وباليد الأخرى تأخذ ما أعطيته ؟ "

لا زال صوته هامسا بأذنها بالأمس القريب .. لا زال وعده حيا لم يجف بعد ..

أعطاها عهده وهمسه .. وسرق أنفاسها وهمسها .. مذبوحة هى .. مذبوحةٌ كلها فيه ومن الوريد إلي الوريد ..

كانت تملأ رئتيها بالأنفاس الأخيرة وهو معها بهذه الدنيا .. تملأ عينيها بمرآه الأخير وهو حي ..

كانت تستعد لموته دون أن تدرك .. كانت تستسلم لفقده قبل أن تفقده ..

لسانها يتحرك وحده دون شعورها المميت

" لا ترحل ... "

وقلبها ينعصر فيها وهى تنظر إليه بفجيعتها كأنها تستعد لموتها بعده دون أن توقف دعوة القلب التي يدفعها للسانها

" يا رب .. خذ كل ألمه وضعه في جسدي .... وخذ كل حياتي وضعها في جسده .... يا رب "



.......


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس