عرض مشاركة واحدة
قديم 20-11-18, 01:33 PM   #969

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

التفت شادي إلى الخلف ليرى شاهيندا تتقدم نحوه و القلق يلون ملامحها .
- ماذا قال لك البارد ؟ سألته ما إن اقتربت منه .

ابتسم شادي و هو يهز رأسه ، أحاط كتفيها بذراعه ثم قال بهدوء :
- البارد كما وصفته و على فكرة أتفق معك تماما ، كان يطلعني عن حالة بابا لا أكثر .
- و ؟
- و سيكون بخير إن شاء الله ، تجاوز مرحلة الخطر ، اطمئني و كفي عن القلق .
- الحمد لله ، تمتمت و هي تغمض عينيها بارتياح .

ربت شادي على كتفيها بلطف ثم قال بصوت خافت و هو ينحني عليها قليلا :
- سألت عصام عن فرح كما طلبت منك ؟

رفعت إليه عينيها بنظرة استنكار واضحة ثم ابتعدت عنه تخلص نفسها من عناقه و هي تبرطم بملل :
- هل هذا وقته يا شادي ؟

صمتت تتأمل ملامحه القلقة ثم قالت وهي تهز كتفيها :
- أنت لم تخبرني حتى اللحظة ما الذي حصل بينكما ، لماذا تتوقع إذن أن أرضي فضول حضرتك ؟
- قلت لها كلاما جارحا ، تمتم و هو يشيح بوجهه .
- و لماذا ؟ ما الذي يحصل بينكما شادي ؟ ألم أطلب منك أن ...
- لا يوجد شيء بيني و بينها ، قاطعها بجفاف ، لكن ذلك السافل مؤيد أخبرني أنه هو و هي .. أنت تعرفين .
- و ما دخل مؤيد بفرح ؟
- رآها مرة معي و وضعها في دماغه و بدأ يلاحقها ثم …
- ثم أخبرك بما أخبرك به و أنت صدقته ؟!!
بصراحة شادي أحيانا تدهشني بغباءك .
- شاهيندا احترمي نفسك ! حذرها بغضب .

هزت كتفيها باستهانة و هي تواصل قائلة :
- لو كان لديك فهم أعمق للناس من حولك لاكتشفت منذ مدة طويلة أن مؤيد مقهور منك .
- و لماذا قد يشعر بالقهر مني يا فيلسوفة زمانك و هو يفوقني تقريبا في كل شيء ؟
- لأن لديك كل ما حرم منه هو ، أجابت بثقة
لديك أم محترمة بينما أمه كما اكتشفت مؤخرا أستغفر الله العظيم ، لديك أخت بينما أخته ماتت .

صمت قليلا قبل أن تضيف بتفكير :
- هل تعلم شيئا شادي ؟
أحيانا أكاد أجزم أنه لم يرد الزواج مني إلا لكي يكسرك بي .

نظر إليها شادي دون تعليق بينما واصلت هي تقول :
- نصيحتي لك شادو بأن تبتعد عنه ، مؤيد لا يريد لك الخير .
فيما يتعلق بفرح ، أنا سألت عصام بالفعل عنها ، بطريقتي الخاصة طبعا و ...
- و ؟ قاطعها بلهفة أثارت استغرابها .
- و أخبرني أنها مرهقة جدا لذلك سافرت لدى أقاربهم في البلد لتغير الجو .
و الآن مضطرة لتركك شادي ، أنا متعبة و أرغب بالنوم لبعض الوقت قبل أن أعود في الصباح .

راقبها تنصرف بينما عقله مشغول تماما باسترجاع آخر كلمات فرح له .
أكرهك ، قالتها عدة مرات .
أكرهك ،
أغمض عينيه بشدة و صوت بكاءها المقهور يرن داخل عقله .
ما بال هذه الأيام الأخيرة ؟ ما قصتها معه ؟
دوللي و برودها تجاهه نهارا و ليلا كذلك .
فرح و كرهها له .
و الآن فضيحة والده الجديدة .
الرجل على ما يبدو كان يلتهم الحبوب الزرقاء التهاما بسبب فقدانه للأهلية .
مرر أصابعه داخل خصلات شعره مرارا يحاول أن ينعش نفسه قليلا ،
يريد أن يتحرر من هذا الشعور المتزايد بالاختناق .
استدار ببطء لتستقر عيناه على منظر أمه الساهمة و هي تبدو كتمثال من الخزف الهش بينما بصرها شاخص إلى الأمام بدون نقطة معينة تنظر إليها .
تنفس بعمق عدة مرات و هو يحاول طرد ذلك التذبذب الذي لازمه طويلا في الماضي .
لعدة سنوات عاش ممزقا بين أن يعترف بوجود عيب في أمه يدفع أباه لخيانتها باستمرار و بين أن يصارح نفسه بانعدام أخلاق أبيه .
و أخيرا اختار الأسلم ، اختار أن يلصق العيب في النساء الرخيصات اللاتي يجعلن مهمة الرجل في تحصين نفسه مهمة مستحيلة .
لعدة سنوات عاش مزعزعا و بشدة حتى تعلم أن أفضل طريقة لتجاوز ما يحصل معه هي بإخفاء كل شيء تحت قناع اللامبالاة .
بالفعل قناع ، يعترف أمام نفسه بذلك ، لأنه متأثر طبعا بخيانة والده لأمه ، من قال العكس ؟
دائما ما كان يتألم لألم أخته و خاصة أمه غير أن تعبيره عن الألم مختلف نوعا ما عن العادي .
هو لا ينهار مثل أمه ، لا يغضب مثل أخته بل يذهب ليبحث عن السلوى في نفس المكان الذي يبحث فيه عنها أبوه .
و مع توالي الأيام و توالي الخيانات صارت المتعة الوحيدة التي يشعر بها في حياته هي عندما يكسب صفقة كبرى أو يرضخ فتاة جديدة .
و الآن ، في حالته هذه يحتاج و بشدة إلى متعة سريعة ، متعة قوية تحرك ركوده .
" لا توجد أية صفقة جديدة في الأفق لكن النساء ؟
موجودات دائما و متوفرات لمن يريدهن ، أليس كذلك ؟ " تمتم و هو يبتسم بزواية فمه .
فرد صدره و سار بخطوات واثقة و هو يشعر أنه الرجل المناسب في المكان المناسب .
" هل يوجد مكان يعج بالنساء أكثر من مستشفى خاصة ؟ " تساءل متهكما و هو يجول بعينيه حوله متجنبا المكان الذي كانت تجلس فيه أمه .

....................................


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس