عرض مشاركة واحدة
قديم 21-11-18, 02:53 AM   #221

البارونة

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 31287
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,433
?  نُقآطِيْ » البارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond repute
افتراضي


مرحبا جميعاً ..
:
:
"الفصل الـ 12"
:
:
وكتمت آلام الحنين فأفصحت
عيني وأنطقها الفؤاد بأدمعي

الكل يسمع في الوداع حنيننا
لكن أصدقه الذي لم يُسمعِ

أغمضتها كيلا تفيض فأمطرت
أيقنتُ أني لست أملك مدمعي!
م.ن
:


كانت هيفاء في غرفة بنات خالها .. تجلس وحيدة .. تحمل هاتفها بيدها طوال الوقت .. على امل ان يتصل عبدالله .. لكن عبدالله لم يتصل .. كان دائماً مشغول وهو مشغول الان هذا امر مؤكد .. مرّ اسبوعان على خروجها من منزلها .. لقد بقيت فيه الليلة الاولى .. موحش وحزين .. يشبهها .. ثم حاولت البقاء فيه الليلة الثانية .. رغم محاولات خالها الذهاب معهم .. رفضت لانها ارادت التمسك بحياتها لآخر خيط لآخر نفس ..
لكن لن تنسى الرعب الذي حلَ بها عندما سمعت صوت شخص ما في المنزل ثم اكتشفت انه عبدالمجيد .. ثم اتصلت بخالها بسرعه .. ليأتي لأخذها .. شعرت ان عبدالمجيد لم يدخل المنزل فقط ..واخرجها منه .. هو دخل حياتها وبعثرها .. عندما وصل خالها .. الرجل المسن وقف عبدالمجيد معه بينما هيفاء تجمع اغراضها وتنزل بها .. لترى وجه خالها قد تغير وماان ركبت سيارته حتى قال : يابنتي عبدالمجيد يقول بيغير اقفال الابواب .. اذا لك شيء اخذيه
هيفاء بحزن شديد : اخذت كل شيء
خالها : الرجال هذا خسيس ماحترم لاسني ولاصلة قرابتنا .. وحاول يطردني
هيفاء بحزن اثقل قلب الخال : ابوي الي عطاه هالصلاحية .. ابوي الي خلاه يطردني ..ابوي الي شردتي وخلاني اجمع ملابسي بسرعه في اكياس وشنط عشان اطلع من بيته ..
غصة سدت حلق الخال لكم الحزن وقال : افا وانا ابوك تعتبرين مشردة عندي ..
هيفاء: لا لا بس كنت اتمنى ابقى في البيت على الاقل .. امي كانت تفرح كل ماجينا هنا ..
ابو مازن : امك كانت تحب الناس هنا .. كلهم كانوا صديقاتها وقريباتها والناس الي عاشت معهم ..
هيفاء: ليه بابا سوا كذا
ابو مازن : ماندري يابنتي عن خبايا الامور .. يمكن كان مديون يمكن كانت لزوجته يمكن ماندري ..
صمتت وهي تعلم ان والدها نفاها لانه لم يهتم بها .. لم يحبها ..
..
: هي انتي يالسرحانه !؟ اطلعي باغير ملابسي ..
وقفت هيفاء واخذت هاتفها وخرجت من غرفة البنات لتجلس في الصالة .. لتقابلها زوجة خالها البشوشة : هلا هيوف قلبي .. معليش يمه ادخلي الغرفة بيجي مازن الحين ..
هيفاء : باروح للمطبخ ..
وذهبت امام نظر زوجة خالها التي تشعر انها في اسبوع استنفذت طاقة سنه من عمرها .. فمشاكل بنتيها وهيفاء لاتنتهي ..
ورغم انها تنهر خولة وتالا الا ان ذلك لم يمنعهن من ابعاد هيفاء وتركها وحيده دائماً ..
وقفت هيفاء في المطبخ ولم تجد ماتفعله ففكرت بعمل مفيد واخذت تغسل الاطباق الموجودة في المجلى .. لتسمع تالا تقول : سندريلا ..! اذا بتنظفين ابدي بملابسك الي ضايقتنا ..
لم تعرها هيفاء اهتمام تعلم ان منظر الحقائب والاكياس في زاوية الغرفة غير مريح .. لكن لايوجد غرفة شاغرة في منزل خالها الصغير ..
دخلت ام مازن مبتسمة حتى رأت هيفاء تغسل الاطباق فقالت : لا لا ياهيفاء يمه اتركي من يدك .. اتركيها يغسلونها البنات ..
خولة : يعني عادي تقولون هيفاء مثلكم والبيت بيتها لين تجي عند الشغل وتقولون لا اتركي عنك خلي البنات الي ينظفون ..
هيفاء: عادي ياخالة اصلاً انا فاضية
ام مازن : اليوم زواج منصور ولد جارتنا الي اخذ العنود بنت العزام اخت عبدالله
خولة : خلينا نروح
ام مازن وهي تشير لابنتها : لا ماراح نروح ونترك هيفاء
تالا : هيفاء ماتبي الروحه حنا وش دخلنا ..
هيفاء تكلمت بهدوء مرة اخرى : روحوا انتو انا باقعد مع خالي ..
ام مازن : زين اخذي راحتك ترى مازن الله يحفظه راح لدوامه الله يستر عليه ماراح يجي قبل الاسبوع الجاي..


جلست هيفاء لاحقاً مع خالها هي صامته .. وهو يشاهد التلفاز .. حيث يصغي لمحطات اخبار .. كانت تنظر لهاتفها وتتمتم بينها وبين نفسها : ارجوك اتصل .. ارجوك بعثر بؤسي .. واهزم حزني .. وكن لي القشة التي اتعلق بها ..ارجوك اشعر بحاجتي .. ولهفتي ووحدتي ..
تقريباً يئست من اتصال عبدالله .. يلازمها شعور بانه اصبح غريباً .. مهما حاولت التشبث بذكرى ملامحه تبتعد وتتلاشى .. لكنه نجاتها الوحيدة من الانهزام من الضعف ..
"فكيفَ أنسى أنا يوماً ملامحَهُ؟
وفي ملامحهِ عُمري الذي رحلا."
م.ن
وضعت هاتفها بتنهيده لم تعلم انها وصلت لخالها الا عندما سألها : وش فيك وانا خالك ؟
التفتت له تغبطه ولاول مره على تجاعيد وجهه وبياض شعره .. لانه مر بكل مامر به من ألم ونجا .. كانت عيناها تغرق بالدموع حتى امتلئت وقالت حزنها الوحيد الدي تعرفه لخالها : اشتقت لابوي ...
قالتها واطبقت فمها حتى لاتنوح .. لاتصرخ .. لاتجزع .. ثم سمعت صوت خالها الهاديء المطمئن وهو يخبرها عن الصبر وجزاؤه وعن يقين الموت .. وعن مرور الحزن وتلاشيه .. بينما المذيع ينعى عوائل ومدن تدمرت في حرب الحياة ...!!! حيث آمنت ان الحزن يأتي بحجم قلب صاحبه ..!!!


جلس عبدالله مع المعازيم في حفلة زواج اخته .. كان موجوداً جسداً بينما عقله يطوف حول امور عدة .. لم يجل بباله انه سيشعر بهذا الضيق يوماً .. كاد يختنق .. لقد اُجبر على زواج لايريده من فتاة لم يعد يريدها ..
الا جانب انه الان لايحمل اياً من تكاليف الزواج المزيف الذي سيجد نفسه فيه .. كان الجميع يهنأه بينما هو يرثي لحاله .. لايهم ستكون هيفاء ايضاً واحده من نساء المنزل اللاتي يسعى لإحيائهن حياة كريمة .. لكن خوفه من ان تفسد اخلاق اخواته بينما هو يسعى للقمة العيش ..
فكر عبدالله الان بانه لايليق ترك عروسه بدون مهر .. لذا سيقترض مبلغاً كبيراً ليغطي تكاليف زواجه .. ثم سيعمل ليل نهار ليسدد هذا المبلغ ..
:
:
كانت العنود راضية عن حفلة زفافها واطلالتها كعروس .. حتى امتد الرضى حتى وصل للعريس حيث اعجبت بمظهره وطوله ووسامته .. مع ذلك لم يكن اوسم من اخوها عبدالله تمت الزفة وذهبت مع عريسها مغتبطة بصيحات الفتيات لوسامة اخوها وزوجها .. كان هذا الاحساس هو ماتحتاجه بالضبط .. ان تكون الافضل .. محط انظار الجميع .. الفتاة التي تتمنى فتييات المحافظة مكانها ..
:
:
عادت ام مازن وبناتها وهيفاء وخالها مازالوا يجلسون مكانهم هو عاد واصغى للتلفاز .. وهي تنظر للساعة ترجو ان تُشعر عبدالله اجواء الزواج بالحنين او تثير اشواقه ليتصل بها ..
السلام
هيفاء : وعليكم السلام
ام مازن : تعشيتوا !؟
هيفاء : لا
خالها : مابغيت شيء شربت لبن وبنام ..
خولة : اعوذ بالله هيفاء تاركه ابوي بدون عشاء
نظرت هيفاء لهما ورأت ان ام مازن ايضاً مستائه لكنها قالت : دقايق باسوي لك خبز صاج مانت نايم بدون عشاء
شعرت هيفاء بحرج شديد .. لانها نسيت وجبة العشاء والحرج الاكبر لانها لاتعرف الطبخ ابداً ..
فتوجهت للمطبخ وقالت لخالتها : اسفه
لكن ام مازن امسكت يدها : لا لا ولايهمك .. عشاه ماياخذ دقايق .. بس انتي بكره بتتزوجين ولازم تعرفين الطبخ وشغل البيت .. عبدالله اهله مثلنا ماعندهم لاخدم ولاطباخين ..
مرة اخرى تشعر انها لاتنتمي لهذا المكان ابداً ..
دخلت تالا وخولة وبدأن بالحديث عن حفلة الزواج احداهن جلست على طاولة المطبخ بينما الاخرى اخذت تغلي الماء لعمل كوب شاي : الله يجنن العريس ماشاء الله
والدتها : حتى خوات منصور بعد ماشاء الله جميلات
تالا : العروس عاديه ..!
خولة وهي تخفض صوتها عن والدتها : مع ان اخوها جنتل ووسيم ..
فقالت تالا : يمه اخوها مو خطيب هيفاء الي يقوله ابوي ..
والدتها : اي عبدالله — ونظرت لهيفاء التي تنظر لهاتفها ..
خوله : هذا خطيبك الله يعينك البنات كانوا بياكلونه بعيونهم ..
اخفضت هيفاء عينيها لهاتفها وهي تتمتم " اشعرني انك لي ومازلت لك .. ارجوك "
:
:
يعني صح الكلام الي سمعته
عبدالله : نعم يالغاليه ..
والدته بعصبيه : يعني رفضتك وابوها حي ووافقت عليك الحين يوم مامعها شيء وش هالحظ
هاجر بضحكة : يوم طفرت صارت تصلح لنا ..
عبدالله بغضب : يمه !! انا مايهمني الي معها والا وش ابوها .. انا رجعت اخطبها وهي وافقت .. وابوها بنفسه كان موافق وقال لي هذا الشيء وقال لخالها ..
والدته : ياولدي ماتصلح لنا البنت الحين ماتنفع لك
عبدالله : انا خطبتها وملكتي هاليومين .. وش الي ينقصها والا وش الي يزودها
والدته : ماتعرف حياتنا ولاتعرفنا
عبدالله : بتتعلم .. وبتعيش .
وذهب لغرفته
وعد وهي تمسك بطنها وتجلس : يمه وش فيك على عبدالله .. البنت بنت ناس وابوها الله يرحمه كان رجل فاضل وخالها والنعم ..
ام عبدالله : يا وعد كنت ابيه ياخذها وابوها يساعده والا يوظفه والا على الاقل يشري لبنته الاشياء الي متعنده عليها الحين عبدالله كيف بيعيش بنت الوزير .. تدرين ان ام منصور شايفتها عند ام مازن تقول شنطتها ب 40 الف .. نفس مبلغ اجار بيتنا سنه ..!!
وعد : ماتدرين يمكن الله يفتح على عبدالله ويشري لها .. ماتدرين عن بكره .. عبدالله مضغوط حاولي تخلينه على الاقل يفرح بزواجه لانه باين مهموم ..
والدتها : ماتدرين ياوعد نوعيتها ماتعيش فالفقر ولاتتحمله حتى لو بغت ..
وسحبت تنهيده من صدرها تعبر عن همها الكبير .. وهي تنظر لمنزلها .. كيف ستعيش هنا بنت الوزير .. والاهم هل ستأخذ عبدالله لعالمها ان لم تستطع العيش في عالمه ..
:
:
مرّ اسبوع آخر .. لم يتغير شيء في حياة هيفاء .. بل كانت تزداد كآبه .. الفرق الرحيد انها لم تعد تهتم بشاحن هاتفها ..ولم تعد خالتها ترفض مساعدتها في المنزل .. ولم تعد تهتم لحديث بنات خالها الجاف معها .. كيف تبدلت حياتها .. اليوم يأتي مازن .. مما يعني انها ستبقى في المطبخ .. حيث سيجلسون في الصالة يتسامرون ويستمعون لقصص مازن عن عمله .. وسيكون ضمير زوجة خالها الحي هو مايجعلها تأتي كل لحظة وتطل على هيفاء لتقول البسي حجابك وتعالي عندنا .. مازن مثل اخوك .. لكنها لاتريد الجلوس معهم .. هي فقط لاتريد اقتحام عائلتهم .. لقد ظلت متفرجه سنين طويلة على عائلتها .. لذا ستكون متفرجه على عائلة خالها .. حتى تكون لها عائله خاصة .. تجلس في وسطهم وتتحدث .. هل ستضحك يوماً !؟
لكن هذه المرة كان خالها من دخل وقال : هيفاء !! هيوفا
: هلا خالي ..
ابتسم خالها وقال : جاني اليوم عبدالله والمحافظ وطلبوك رسمي .. وانا من حقك علي اسألك مره ثانية ..؟ اذا موافقة او لا .. ترى بيتي دايم بيتك وانا مثل ابوك ..
هيفاء وقلبها متجمد تخاف ان تفرح .. ولاتريد البقاء في الحزن : موافقه ياخالي ..
خالها : اذن وانا خالك ملكتك بكره بعد المغرب انا قلت لهم عشان مازن موجود .. اكتبي شروطك واطلبي مهرك الي تبينه..
هزت هيفاء رأسها هي تريد فقط عبدالله لاشروط لديها ..

:
:

كان المبلغ المسحوب يوم وفاة زوجها يعادل اغلب المال الموجود في البنك .. رفعت هاتفها وانصلت على اخوها : عبدالمجيد !! من سحب الفلوس من البنك ..
عبدالمجيد وهو يبدو نائماً : يالله صباح الخير ..
منى : اقولك وين راحت الفلوس انا الحين باسحب ويقول لايوجد رصيد
عبدالمجيد : الي يسمعك يقول ماعندك عماير احاراتها تنزل كل شهر
منى : بس انا متأكده ان كان فيه مبلغ
عبدالمجيد : انتي مصدقه ان سلمان بيخلي بنته بدون شيء !! يمكن كلم المحامي يوم طلبه وقال له عط هيفاء هالمبلغ ..!!
منى بتفكير : معقوله !!
عبدالمجيد وهو مرتاح لتصديقها : تقدرين تسألين البنك بس انتي فالحداد تبيني اسأل لك
منى : لا اقدر اكلم موظفه مش موظف
عبدالمجيد : كلمي مع انك ماراح تستفيدين شيء واحمدي ربك الي بس عطاها فلوس وخلا الباقي لك
منى بغباء : صادق وش له اتعب نفسي بطرد مبلغ والي عندي يجيب كل سنه اضعافه ..
عبدالمجيد : اعتبريه صدقه من ابوها وتكفير ذنب ..
منى بحده : ذنب !! اذا عطاني حقي يصير مذنب ..
عبدالمجيد : الله يرحمه بس .. ويالله باكمل نومي ..
:
:

ركعت هيفاء على ركبتيها وهي تبحث في اغراضها التي على الارض عن فستان ملائم للمناسبه .. بقي على المغرب ساعة .. كانت قد اخذت حمام طويل بصعوبة .. نظراً لوجود حمام واحد فقط للاستخدام بين اهل المنزل غير حمام مجلس الرجال ..
وحدت فستان ذهبي جميل لكنها ارادت لون اغمق لان لم يمض على وفاة والدها سوى ثلاثة اسابيع فقط
لذا عندما وجدت فستان جميل بلون الكرز من ماركة موسكينو .. كان جديد تقريباً لذا قررت ارتدائه .. وذهبت لتكويه وكادت تصطدم بخولة : شوي شوي وين طايره
هيفاء : باروح اكوي فستاني ..
نظرت خولة للفستان وقالت : ايه صح ملكتك اليوم طيب لاتحرقينه .. وضحكت
تجاهلت هيفاء ملاحظتها وذهبت للمطبخ كانت التجيزات تدل على وجود ضيوف اليوم لذا لم تعطي لامبالاة خولة اهتمام ..
لكنها ماان وضعت جهاز الكوي ورفعته حتى كانت بقعة كبيره فارغه على مقاس الجاهز .. بينما تلتصق قطعة القماش في الجهاز : لاااا
ام مازن : وش فيه !! اوف حرقتيه الله يهديك ..
ونظرت للجهاز : حاطته على اخر شيء
كانت قد القت ملاحظتها لهيفاء وكأن درجة جهاز الكوي شيء بديهي لأي شخص : حرام وش اسوي الحين !
ام مازن : ماعليه روحي جيبي فستان ثاني وانا بانظف الجهاز واكويه لك .. ليتك سائلتني قبل لاتشغلينه ..
لمست هيفاء مكان الحرق بحسره : باروح اشوف وش عندي
ام مازن : اكيد عندك الله يصلحك الغرفه كلها شنط اكيد بتلقين بس عجلي عشان يمديك
عادت مرة اخرى للغرفة وركعت تبحث عن فستان مناسب وتركي الالوان الزاهية .. واخيراً استقرت على رمادي فاتح واخذته وذهبت للمطبخ ..
ام مازن : هاتيه وروحي سوي شعرك يالله ..
عادت مرة اخرى وجلست على الارض تحت نظر بنات خالها وهي تستشور شعرها الكثيف ..
دخلت زوجة خالها ووضعت الفستان بحذر وقالت : جو الرجال .. استعجلي اكيد بيناديك خالك لاتملكتي لخطيبك ..
كانت نبضات قلبها تتفاوت .. تخبو وتزيد .. ويداها ترتعش .. كان احساس غريب .. ارادت مشاركته مع احد .. لكن لا احد سيفهمها .. ارادت ان يمر الوقت .. لترى عبدالله .. فقد يذكرها وجهه بايامها القديمة .. ربما تجد في مشاعره احاسيس افتقدتها ولم تشعر ..!!
عندما انتهت قالت خوله : ارفعيه مو حلو ..
نظرت لخولة فرفعت شعرها بيدها وقالت كذا ..
لكن تالا قالت : لا لا نزليه احلى ..
نزلته وفردته على كتفيها وقالت : يعني كذا ..
لترد خوله بضحكه : ارفعي جزء ونزلي جزء..
لتضحك هي واختها بصوت عالي .. ففهمت هيفاء تواً انهن يسخرن منها ..
اخذت فستانها وذهبت للحمام لترتديه ..
ثم عادت للغرفة .. ونظرت لنفسهاا متجاهله همسات خولة وتالا .. ووضعت قليلاً من ماسكرا رموش ولون خفيف على شفتيها .. والقليل من احمر الخدود .. وشعرت انها انتهت .. لكن بدأ الانتظار ..
كان منزل خالها صغير لدرجة انها تسمع الاصوات في المجلس عندما ترتفع .. سمعت دخول الشيخ والقاؤه السلام .. ثم سمعت حديثهم وتعريفهم .. ثم مرت ساعه وجاء خالها لها : هيفاء
هيفا: هلا
خالها وهو يحمل دفتر المأذون : وقعي هنا
اخذت القلم برجفه وهي تنظر لتوقيع عبدالله .. مثل شخصيته .. واضحه لكن كتومة .. لطيفة لكن حازمة .. ثم خطت توقيعها بجانبه وهيي تدعي ان لايفترقا .. ابداً..
عندما خرج والدها قفزت خوله : تخيلي تطيحين لادخلتي ..
تالا : والا فجأة تعطسين ..
كان مزاحاً ثقيلاً لكن هيفاء فعلاًخافت ان يخدث لها شيء ..
خولة : اذا دخلتي استعجليه بالزواج ..
تالا بضحكه : او على الاقل عطيه نص ملابسك يحطها ببيتهم زحمتنا ..
خولة : تصدقين انه اجمل منك ..
تالا : اكيد بيشوف نفسه عليك ..
ضحكن ..بينما هيفاء تقف بتوتر .. ثم تنظر للمرآه وتعدل خصلات شعرها .. لتعود وتجلس ..
وتقف متوتره مرة اخرى ..وتعيد وضع ملمع الشفاة ..
فتحت زوجة خالها الباب وهي تنظر لهيفاء بحرج وشفقة : راحوا
هيفاء : كيف راحوا ؟
ام مازن : تملكوا وطلعوا .. خالك سأل عبدالله اذا يبي يشوفك وقال ماله داعي ..
شعرت هيفاء بماء ساخن مسكوب عليها .. نظرت لبنات خالها اللاتي خرجت من احداهن ضحكة بينما الاخرى قالت : اف فشيله ..!
وصمتت بينما تطبق شفتيها بقوة ... ارادت ان تمزق فستانها .. وتغسل شعرها .. وتغسل روحها ..
:
:
"خُذني إليكَ فكل شيءٍ موحشٌ
حتى المسير بلا يديك كئيبُ
كل الدروبِ إلى لقائك أُغلقت
يا بؤسَ قلبٍ لا يراكَ تجيب"

م.ن


البارونة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس