الفصل الثالث
مدخل
بلغت بحزني أعالي القمم== واخجلت بالصبركل الهمم
يحاصرني الخوف من كل صوب== ويعزفني الفقرأشجى نغم
يتيم فهل أدركوامن أكون== وكيف تجرعت كأس المنون
إذاضحك الناس أبكي دماً== ألملم جرحي وهم يضحكون
جريح وذنبي لعمري أليم== فذنبي أني غريب يتيم
فيا أمي أينك هل تسمعين== نحيب جراحي بصوت السنين
واعلم أنك لاتسمعين== فقدأخرس الصوت فيك الحنين
رحلتي وطفلك بين العذاب== كحمل تمزق بين الذئاب
يصيح ويشحذ عطف الوحوش== ولكن إحساسهم في غياب
جريح وذنبي لعمري أليم== فذنبي أني غريب يتيم
فياأمي أحسبهم ينصفون== يتيماًولكنهم غافلون
فياأمي لم يندمنهم جبين== فواعجباًأنهم مسلمون
إذاأقبل الليل زادالعناء== وإن زارني الصبح ذقت الشقاء
تمنيت ألعب مثل الصغار== وألبس ثوب المنى والهناء
جريح وذنبي لعمري أليم== فذنبي أني غريب يتيم
أبي كان صدرك كل الأمان== فغبت وخلفت غدرالزمان
تركت صغيرك للعابثين== يقاسي مع الجوع مُرالهوان
أرى صبية يجهلون الضياع== ولم يدخلوافي سجون الصراع
فأضحك حزناًعلى حالتي== ألست صغيراً يهاب النزاع
جريح وذنبي لعمري أليم== فذنبي أني غريب يتيم
أبي رحم الله عهدالجدود == مآثرهم مالها من حدود
يفيضون بذلاً بوجه اليتيم== فما من هروب ومامن صدود
صرخت لقومي فخروا نيام == فلم يستجيبوا لطفل الخيام
صغيرٌنما الموت في ناظريه== فأسكنه الفقركهف الظلام
جريح وذنبي لعمري أليم== فذنبي أني غريب يتيم
فياويحهم إن رفعت الدعاء== الى خالق الكون رب السماء
فيارب جئت وقلبي كسير== أكادمن الرعب ألا أسير
لقد ظلموني فأنت المغيث== وأنت المعين وأنت النصير
جريح وذنبي لعمري أليم == فذنبي أني غريب يتيم
كلمات حامد ذيد
لحظه الحادثه كانت من ادعس اللحظات في قلب إبراهيم فقد شعر بالعجز الكامل للقواه فلا احد ممن يستمع لبكاه ونداءه قادم للنجدا لا اخوان لا اصدقاء لا اهل في ذاك العالم لا سند ولدت وحيد وستموت وحيد والناس تنظر اليك لا منقذ لا قلب لا ضمير فانتم في نظر الناس الموت راحه لكم ولهم
اختطفت صغيرتهم المحببه امام ناظريه جائت سياره مظلله واخذت الطفله نون من بين جميع الاطفال
بكاء إبراهيم عليها و حزن وضاع اكثر مما هو ضائع لاول مره احس إبراهيم بانه متشرد ان تتشرد بجسدك شئ وان تتشرد بقلبك وعقلك شئ اخر احس إبراهيم بضيق الدنيا في ناظريه ولكن ايامنه بالله ثبته عند تلك اللحظه علم إبراهيم قيمه الاسلام وثبوت القلب هنا في مكان ما اختطفت صغيرتهم واضرب عن المجموعه فلم ياتي بشئ لها لان سباع كان واقف لحظه اخذ الطفله ولم يمنع الخاطف او ان سباع هو من اخبر ذاك سمسار الأطفال عليها ووصفها له بانها قطعه نادره لن يجدها ما ان تكبر فيمكن بيعها الان بثمن غالي تجاره هم البشر في ناظريه سباع وسمساره الذين يعتمدون اعتماد كامل علي اطفال السلس فيسمون ما يجنيه اولك ويبعون الفتيات ما ان يكبرن لانهن وحدهن يعتبرن ثروة ففيهن الخادمات وبنات الليل وستات الشاي وخادمات ستات الشاي
رجع إبراهيم يجر نفسه الي الخلوى ويتبعه هيثم الذي بلغه الحزن أيضاً وقراء من القرآن ما تيسر لعله يسكن حزنها ويبلغ الامان في فجيعتهم
وبعد انتهاء التلاوه عرض إبراهيم علي الشيخ ان يسكنا معه مقابل تنظيف منزله وغسل وكي ملابسه وكانت فكره سابقه عرضها عليهما الشيخ حجاج ولقد حان وقت تنفيذها فلم تعد تهمه الجماعه فصغيرته اختفت الي الابد
فوافق شيخ المسجد وسكنا في ملحق في منزله وناما اول يوم في حياتهما تحت سقف جرباء طعم الغطاء من البرد والحر والمطر كانا ينظاران الي كل شيء بغرابه فلم يعرفا طعم منزل تعود اليه بعد العشاء بل يعرفاء كرتونه او لافته ممزقه تقيهما البرد وقد كان هذا كل البرد ففي خيران امدرمان حكايه اخري تكتب بدم ولاده اطفال بات الياس شعاراً مطبق في حياتهم والجوع والخوف هما اساسيات تلك الحياة
وصلا الولدان في حفظ القرآن جزء بعد جزء واعمال السوق وقت فراغ الخلوى ولم بنسيان الشيخ حجاج فقد كان يترداد عليه يقيس حفظهما ويسألهم عن معاني الكلمات وما تعلماه في دروس الفقة وكان للشيخ حجاج ابن اصغر من سيد الفاسد ابن مجد مطيع لوالده فقد هرب سيد من من منزله منذ شهور بعد ان ضربه والده حتي الموت بسبب شربه الخمر فقد تبع شله فاسده افسده اخلاقه حد الانحلال فكم من ولد لم يعش في الشارع بل عاش بين والدان واسره محتضنه قد بلغ منه الفساد ما لم يبلغ الذي عاش في الشارع فلما الحكم علينا هكذا فسيد الان يقود جماعه من الفساد يعملون في تجاره (العرقي والمخدرات ) بينما إبراهيم يجلس بجانب الشيخ ويتلو من حفظ من القران إبراهيم الذي لا اسم له لا ام لا اب لم يسمع بعائله فهي اما رمة بإرادتها او ماتو وكلا الامران قاتلان وكلاهما محال ان يفكر فيه فهو يفكر في تكوين تلك العائله بما يحب هو ويفرض ولا يفرض عليه
يجلس إبراهيم وقت فراق حجاج منه ووقت سوال هيثم عن الايات والاحاديث التي حفظ بجانب "آمين" ابن حجاج الذي عمره مثل إبراهيم تقريباً
يحكي له عن قطعه الشكلاطه التي تخصما عليها هو واختة لم تكن الشكلاطه من احلامه أبداً ولكن ما يحكيه ذاك الطفل من ترابط اسري وعيش في كنف ابوين يخشيان عليك ويوفران كل ما تطلب هذا كان حلمه وبعد حكاوي آمين تعهد إبراهيم ان يبني لنفسه اسره وان يشتري لأبنائه الثياب والأدوات المنزلية والمدرسيه كما يفعل الشيخ حجاج لأبنائه لا تتعهد علي شيء يا صغيري انت لا تعلم ما يحدث في المستقبل
ان العيش في الشوارع امر صعب وما يصعبه اكثر انك منبوذ ترواء كلك عيوب مهما فعلت وان اي اتهام اليك هو مثبت مهما بررت واصفت نفسك بالآمين حافظ القران وان ثقت الناس لن تدوم بك مما يعني انك مشبوه
فقد ختم آبراهيم القرآن الكريم وبدأ في اصول الفقه وفقه المعاملات وطور عمله في السوق فقد عمل علي جرد كثير من البضائع وعمل علي افراغ الحاويات ورص البضائع الجديده وبدأت علاقته تتطور مع التجار وكبار السوق لم يعلم ان الماء يجري من تحته وهو لا يعلم فسباع يريد ان ينتقم ويعيده تحت كنفه لص واضع السلسيون في فمه كما كان في عده السابق انتهاء سباع من الخطه التي ساعدوا فيه بقيه المجموعة عدا هيثم
اتم اليوم إبراهيم من فقه المعاملات جزء كبير واراده الشيخ حجاج ان يتحتفل باكمال إبراهيم وهيثم حفظ القرآن فاتم التخطيط لعمل ختمه للمصحف بتلاوة إبراهيم وهيثم وتم تحضير الشاي والبلح والعصير ودخل الصبية المسجد كما كل يوم ودخل شيخ المسجد مع الشيخ حجاج وابنه آمين وجاء دور دخول إبراهيم وهيثم حتي وقفاء في باب
المسجد وليس كل خير تضعه في نفسك تناله يا صغيري وما حدث لك اليوم اكبر دليل
|