عرض مشاركة واحدة
قديم 22-11-18, 11:45 PM   #414

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي


أصوات طرق الملاعق والكاسات تبدو وكأنها رنة نشاز تزعج رأسها بصوتها المستمر بينما هي تعيش حالة انعزال عن جميع من حولها... والدتها وشقيقها... وشقيقتها وزوجها.... وهو!
فاليوم قررت والدتها استدعاء الجميع لوجبة الغذاء بما أنهم لم يروا بعض منذ فترة على حسب قولها... هه... وكأنها تهتم
لطالما كانت تكره هذه الاجتماعات ... ولا زالت...!

" هل أعجبك الأكل يا وليد.."

رغم وجهها الجامد إلا أن أذنيها أصغت السمع بتركيز لصوته... لم تكن تهتم لسماع الإجابة قدر اهتمامها لسماع نبرة صوته... التي فارقتها مخيرة منذ مشاجرتهما الأخيرة.. :
" نعم... لذيذ جدًا... شكرًا سيدة علياء على الدعوة..."

ابتسمت والدتها وقالت بعتاب رقيق :
" سيدة علياء!... لقد أصبحنا أقرباء وهذا لا يجعلك تعاملني برسمية... أليس كذلك؟"

ضمت قبضتها تحت الطاولة تتحكم بأعصابها... فصوت والدتها بدأ يستفزها على نحو غير عادي...
" أليس كذلك ماريا... "

زفرت بهدوء ورفعت رأسها لتضع المعلقة على الصحن بخفة ثم ابتسمت وقالت متجاهلة الرد :
" الطعام شهي جدًا... حقًا "
ثم التفتت يسارًا وانحنت قليًلًا هامسة برقة شديدة :
" هل أعجبك الأكل فراس..."

اومأ الطفل برأسه مبتسمًا ورد بنعم... فغامت ملامحها حنانًا ومالت تقبل رأسه بحب... لقد تعلقت به... ربما لم تمضي معه الكثير من الوقت لكنه دخل قلبها مسرعًا كعادتها عند مقابلة الأطفال..... قالت بلطف :
" هل تذهب معي غدًا لنرى بعض الأصدقاء... "

نظر لها فراس بتردد ثم سأل والده بعينيه يطلب تأكيده ليقول وليد المتابع للمشهد من أوله بحنان :
" بإمكانك الذهاب أكيد..."

رغم ارتعاش الابتسامة على شفتيها إلا أنها مالت مرة أخرى لتقبل رأسه الصغير...
وقف وليد وقال برزانة :
" الحمد لله لقد شبعت ... شكرًا للجميع.."

قادته ماريا إلى الحمام ليغتسل وخطواتها تريد التراجع بشدة عن أي نقطة يلتقيان بها الآن... إلا أنها إن فعلت فلن تشعر إلا بالجبن الغير مرغوب به بالنسبة إليها.... إنها تكره الضعف وبشدة

تركته يدخل بصمت يشابه صمته الغريب وتحركت نحو المطبخ دون هدف... قالت لها الخادمة فور أن أدخلك :
" هل أساعدك بشيء آنستي..."

هزت رأسها نفيًا وتوجهت ناحية الثلاجة تخرج منها زجاجة ماء باردة وتشرب منها قليلًا.... شعرت بعدها بصمت الخادمات ثم خطوات خافتة ورائها... عقدت حاجبيها ووضعت الزجاجة على الطاولة وهي تلتفت وتقول :
" ماذا يحدث...."

وصلها آخر صوت توقعت أن تسمعه :
" ماريا أريد التكلم معك"

ازدادت عقدة حاجبيها وقالت باستغراب :
" لهذه الدرجة الموضوع مهم!.."

كان يحدق يحدق بها ويكاد لهاثه الغاضب أن يرتفع ويصل لها.. طوال جلسة الغداء وهو يتقلب تحت الجمر...بوجودهما معًا... بنظرات ذلك الوليد لها... وبصمتها الا ممانع.... إنه لم يعد يتحمل أكثر.... لم يعد يستطيع تصبير نفسه أكثر

قال بهدوء يخفي تحته أتون غضب حاقد :
" كيف حالك هذه الأيام... لم ألحق لأسألك... وكيف رأيتِ... الخطبة"

بدأت تشعر بذبذبات غريبة منه... بل هي تشعرها منذ فترة لكنها تتجاهلها ناكرة حدسها هذه المرة....قالت ببرود :
" كل شيء بخير الحمد لله...."

ارتجف فكه وازداد حقده وغله أكثر فأكثر.... من يكون وليد ليأخذها منه... من يكون وكيف سيسمح له...
بث سمه ببطء ثعلبي :
" لم أكن أعتقد بأنك ستقبلين بزواج كهذا.."

لم تتغير تعابير وجهها إلا من اهتزاز قصير بحدقتي عينيها وقالت بثبات :
" لماذا يا ترى.... "

أقترب أكثر وقد أغراه عدم صدها لحديثه وتابع بهسيس :
" كلنا نعرف ماريا الهدف الحقيقي من هذا الزواج.... وليد يريد أن يتم شراكته مع والدتك وهي وضعت شرط الزواج للاستكمال.... وأنت وقعت بالشرك.... بالنهاية هو زواج مصلحة ليس إلا..."

صمت إلا صوت لهاثه وهذه المرة كان لهاث التشوق للوصول إلى الهدف وسط ابتسامة خبيثة مسمومة.....
التوت شفتي ماريا ببعض المرارة وقالت بخفوت :
" اممممم.... زواج مصلحة؟.... كزواجك من شقيقتي مثلًا.... "

اختفى اللهاث وتطايرت الابتسامة مع تصريحها (الصريح) ..... وصدمه أنها تدرك هذا دون أن يظهر عليها.... قال بتلعثم :
" ماذا... ماذا تقولين!"

تكتفت وقالت بنبرة مهذبة بظاهرها :
" أقول بأنني لست غبية كما تظن... وبأنك من الخطأ أن تتدخل بأمر يخصني فقط... عن أذنك..."

أمسك ذراعها يمنعها الذهاب وقال وهو يكز على أسنانه :
" ماريا... أنا أحاول انقاذك من هذا الزواج... سيدمرك"

تفاجئ بها تسحب ذراعها بحركة حادة ثم تقول بغضب :
" اهتم بنفسك وبزوجتك.... "

فقد السيطرة.... فقدها تمامًا وهو يلحق خطواتها المتوجهة للباب وبعقله طريقة لمنعها لكن كل شيء توقف بغتة مع دخول... وليد....
بضخامته وطوله شعر بأنه يغطي على المكان بأكمله لتتراجع مشاعره مرة واحدة ثم يقول مبتسمًا :
" حسنًا ماريا... لا تنسي ما اتفقنا عليه..."
ثم منحه نظرة خبيثة وخرج من المطبخ تاركهما كل في تخبطاته...

نظر لها وليد بمشاعر مبهمة ثم أقترب منها هامسًا بقدر ما أمكنه من الهدوء :
" هل هناك مشكلة..."

هزت رأسها نفيًا فأعاد سؤاله بطريقة أخرى... علها تطفئ هذه النار التي بدأت تشتعل بصدره بشكل غير مرغوب :
" هل حدث لكِ شيئًا...؟"

عادت لتهز رأسها مما جعله يقول بنبرة عالية مشتعلة :
" تكلمي معي ماريا..."

رفعت رأسها وقالت بنبرة ملولة :
" نعم!.. "

رباه... إنه لم يلتقى بشخص يمكن أن يشعل أعصابه ويفقده السيطرة كما تفعل هي بدقيقة واحدة.... تنقله من مشاعر لمشاعر أخرى بسرعة... تجعله متخبطًا حائرًا وكأنه لم يلتقي النساء ولم يتعامل معهم أبدًا...
ضم شفتيه وقال باقتضاب :
" ماذا كان يريد...؟"

بدا وكأن سؤاله لم يعجبها لتجيب بتحدي :
" ماذا تظن..؟"
صر على أسنانه :
"ماريا..."

هنا انقلبت ملامحها للحدة وقالت بتهكم شديد :
" كنا نتواعد سرًا بالمطبخ..."

أوشك أن يخنقها.. حقًا أوشك أن يفعل..... إنها تستفزه بشكل غير طبيعي.. غير طبيعي أبدًا
أمسك كتفيها وتحرك بها ليسندها على الجدار شاكرًا أن المطبخ خاليًا من الخادمات ثم هتف بغضب:
" متى ستتوقفين عن فعل ذلك..."

عندما ظلت على نفس التعابير المتهكمة أردف :
" هل تريني شاب تافه.. أم عجوز متصابي لا يهمه إلا المال..... قولي كيف تريني.."

رمشت مع هزته العنيفة لكتفيها وقالت بجمود :
" لا هذا.. ولا ذاك.... ببساطة أنا.. أنا لا أراك.... لا أشعر "

ومع أن إجابتها كانت كأنها سهم غادر أوجع قلبه إلا أنه تجلد بالصبر وتأمل وجهها البيضاوي ذا اللون الحنطي... وعينيها البنيتين الواسعتين ووجد نفسه يغوص بهذه التقاسيم ليخرج سؤاله مشوشًا :
" لماذا..."

عينيه التقطتا ارتعاش شفتيها كلمحة حياة تظهر على هذا الوجه وجاءه جوابها المتهرب :
" لا أعرف... أريد أن أذهب... ابتعد.."

كل تحركاتها المتخبطة لم تفدها وهي محتجزة تحت صدره بينما يقول هو بعناد :
" أريد أن أعرف..."

هتفت بحنق :
" ماذا... هل نسيت ماذا كنت أفعل مع مصعب للتو... ألا تريد المعرفة"

فهم أنها تحاول تشتيته فقال بثقة :
" لا... لا أريد "

عادت لدفع كتفيه وهي تقول بنزق :
" ابتعد.. وليد..."

" لن أتحرك دون أن أعرف السبب.... لن أتحرك ماريا.."

بدأ يستمتع بمقاومتها اللذيذة.. وشعر بأنهما لم يتشاجرا قبل يومين...وبأن الأثر الموجع لكلمة (أكرهك) قد بدأ يخفت بصدره..... لكن استمتاعه تطاير... وتلاشى مع توقف مقاومتها... ومع صوتها البارد كبرودة يناير والجامد كجمود الثلج :
" يكفي أنك من طرف أمي لأشعر بانعدام الثقة نحوك.... لأشعر بأنك بأي لحظة ستغدر بي... هل عرفت الآن!..."

استغلت ارتخاء يديه حولها لتهرب من أمامه فورًا... فيقف لينظر لظهرها المبتعد وداخله سؤال وحيد لا غيره
" أما كان عليه البقاء بوحدته أفضل؟..."

يتبع...


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس