عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-18, 09:53 PM   #62

Eman Sakr

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Eman Sakr

? العضوٌ??? » 377138
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 85
?  نُقآطِيْ » Eman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الخامس

الآن تغيرت قوانين اللعبة... هذا ما كانت تفكر به فريدة و هي مستلقية بفراشها ... ليس فراشها على وجه التحديد .. و لكنه الفراش الذي قدمته لها تلك الشابة و هي تخبرها بلطف :

" يبدو عليكِ التعب .. لما لا تقضين الليلة هنا و حينما يحل الصباح سوف نجد حل لمشكلتك "

بعدما تركها ذاك الرجل عصرا و طلب منها ألا تتحرك من مكانها كانت تفكر في وضعها إلى أن قاطع شرودها تلك المرأة و زوجها .

شهد و كرم ... زوجين يبدوان لطيفين لم يسألا عن شيء رغم نظرات الفضول التي حدجتها بها شهد .

تلك النظرات ذكرتها بنظرات كرم لها حين كانا في المصعد رغم أنه لم يكررها في حضور زوجته .

و رغم كل شيء تعاملا معها بلطف تام .. قدمت لها تلك المرأة الطعام و بعض من الملابس و أخيرا ذلك الفراش .

و تلك كانت أكبر احتياجاتها في مثل هذا الوقت ...

بعض من طعام و فراش مريح تستلقي عليه بعد كل ما اختبرته .

أي إنسان مر بتجربتها كان ليطمح إلى هذا... بل كان ليصبح ممتن أنه لا زال على قيد الحياة .

و لكن ما كان يثير تعجبها بحق أن أحدهم لم يسألها عن شيء... و ربما كان ذلك في صالحها.

فقد ترك لها الفرصة لتأليف كذبة ما تمكنها من البقاء .

و في اعماقها توصلت إلى قرار هام ... أنه من الواجب عليها أن تتمسك بهذا الوضع الجديد ... بل و تبدأ في التخطيط للاحتفاظ به لأطول فترة ممكنة .

و لكن يجب قبل كل شيء أن تقر بما توصلت له من حقائق ...

الحقيقة الأولى أنها أساءت فهم الوضع من البداية ... فهي لم تكن مخطوفة كما تخيلت و لكن رعب تلك اللحظات التي عاشتها لا يفصلها خلالها عن ذلك القاتل الملثم إلا بضعة أمتار و ما شهدته بداخل صندوق السيارة هو ما غذى مخيلتها و اسبغ على تصرفاتها الكثير من التخبط و الإرتباك .

أما الحقيقة الثانية هي عن ذلك الرجل من المصعد أو محمود كما سمعتهم ينادونه فهو لم يكن مختطفها كما اتهمته ... رغم أنها تجهل كيف وصلت إلى مزرعته بعدما كانت في قبضة ذاك القاتل .

و كان الإثبات على صحة هذه الحقائق هو ما شهدته حينما تسللت خلفه لتراقب ما يحدث ... حينها أدركت أن القدر الذي ساقها إلى هذا المكان كان رحيماً بها إلى اقصى درجة .

محمود... ذلك الرجل الصارم الذي أحبط محاولة هروبها و الذي أمرها بعجرفة أن تبقى في مكانها إلى حين عودته .. تكاد تجزم أنه ليس نفس الرجل الذي تعامل مع الجواد الثائر بكل سلاسة ... إضافة إلى اهتمامه البالغ بالمرأة التي تعرضت للإصابة .

بدا رجلاً أخر أقل خشونة و أكثر لطافة .. و هذا ما جعل فكرة مجنونة تلتمع برأسها.

سوف تبقى في هذه المزرعة .. أيا كانت الذريعة التي قد تستخدمها للبقاء و أيا كانت النتائج و لكن ما هي متأكدة منه أنها لو لعبت على أوتار الحمية لذاك الرجل فسوف يسمح لها بالبقاء .

تلك الفكرة المجنونة التي تدفعها للبقاء لم تكن من فراغ ... بل لأنه أصبح لديها سبب إضافي للهروب ... و بالطبع لن تجد أفضل من هذه الصحراء للاختباء بها .

***************

شعر محمود بالإرهاق يحل عليه مثل ضيف ثقيل .. تثاءب ثم تمطى بكسل قبل أن يقرر ترك كل شيء و الذهاب للنوم .

من الجيد أنه ليس مضطر للصعود للطابق الثاني فغرفته تقع في الطابق الأول بالقرب من مكتبه .

مشى إليها بنصف وعي تسيطر عليه رغبته في النوم ... ثم فتح الباب باهمال و هدفه سريره .

في حين كانت فريدة متيقظة أسيرة دوامة الأفكار التي سحبتها إلى مجاهلها حينما سمعت صوت باب الغرفة يفتح .

ثم رأت على الضوء الخافت المتسلل من النافذة صاحب الجسد الممشوق الذي خطا إلى الداخل يترنح في مشيته . قبل أن يتوقف في وسط الغرفة و يبدأ في التجرد من ملابسه .

هبت فريدة من مكانها سريعا و تمسكت بأول شيء وصلت له يدها بخوف و ذكرى ما حدث بالأمس تتراقص بعقلها .

و كان ذلك الشيء الذي وقعت يدها عليه هو تحفة نحاسية سوف تكون السلاح الأمثل لها للدفاع عن نفسها ضد هذا المتسلل أيا كانت هويته .

فكرة واحدة طغت على كل الأفكار .. لقد سمحوا لها بالبقاء دون سؤال فقط لاستغلالها بتلك الطريقة التي هي أسوأ من الموت .

جمدت في مكانها بخوف و تلك الفكرة تنخر رأسها ... انتظرت حتى بات على بعد خطوة منها .

سوف تضربه على رأسه ثم تهرب .. هذا ما خططت له بينما كان محمود يجهل بوجودها في غرفته من الأساس.

حيث تجرد من قميصه بضيق و حينما هم بالاستلقاء على سريره باغتته الضربة التي أخطأت رأسه بسبب فارق الطول بينهما ... بدلاً عن ذلك هوت تلك القطعة النحاسية بثقلها فوق كتفه بقوة جعلته يسقط أرضا .

لقد أخطأت رأسه.. هذا ما فكرت به فريدة برعب و هي تحاول الهروب قبل أن ينقض عليها ذلك الرجل الذي و لا ريب سوفx يتحول إلى وحش غاضب بعد فعلتها .

و لكنها لم تكن محظوظة بهذا القدر.

و على حين غرة غمر الغرفة ضوء ساطع اغشى بصرها لثوان جعلتها عاجزة عن التعرف على صاحب الحنجرة القوية الذي صرخ بغضب وحشي ممزوج بالألم و هو ينتزع أداة جريمتها من يدها و يلقيها عرض الحائط لتحدث صوت شق سكون الليل بقسوة :

" من أنت؟ و ماذا تفعلين بغرفتي ؟"

شحب وجه فريدة و انكمشت بخوف و هي تطبق اجفانها بذعرx عن رؤية صاحب الصوت المرعب.

و لكن لحظة... لما تبدو نبرته مألوفة بهذا القدر؟... و خاصة مع هذا السؤال " من أنت ِ؟!"

فتحت عيناها بتوجس و ألقت نظرة إلى المارد الغاضب الواقف في مواجهتها .

يا الله .. إنه نفس الرجل الذي ظلت متيقظة لتفكر في طريقة تخطب بها وده حتى يسمح لها بالبقاء في منزله .

و لم يطل تفكيرها حيث شعرت بدقات قلبها تتواتر بصورة مؤلمة و وعيها ينسحب بالتدريج و هي تتخيل ما سيفعله بها ... سيقتلها بلا شك .

سقطت أرضا أمام عيناه التي تحولت النظرة بداخلهما من الغضب إلى الذهول مروراً بالارتباك و انتهاء بالغضب مرة أخرى.

حين رأى الدماء تنسحب من وجه تلك الشابة القصيرة قبل أن تفقد وعيها... تذكرها.

نعم ... إنها المصيبة التي سقطت على رأسه بالأمس .

طار النوم من عيناه و التهبت أنفاسه بنيران من الغضب و هو يزأر بسخط :

" من أين لي بهذه المصيبة؟.. هل سلطك أحدهم علي"

تحرك باتجاهها مكرها ينوي أن يعيدها إلى وعيها ثم يلقيها خارج منزله في أقرب فرصة .

و لكن قاطع محاولته شهد التي اقتحمت الغرفة ليطالعها المشهد.

شقيقها الذي يقف عاري الجذع بجوار فريدة الفاقدة للوعي و قد توهجت على كتفه العاري كدمة كبيرة حمراء هي و بلا شك نتاج معانقة تلك القطعة النحاسية لكتفه .

ضربت شهد جبينها بكفها و هي تتمتم بخفوت :

" يا لي من غبية"

كان الصوت العالي الذي صدر عن ارتطام تلك التحفة بالحائط و صوت محمود هو ما اجتذبها .

حيث كانت في طريقها إلى غرفتها بعدما قضت معظم هذه الليلة على الارجوحة بالحديقة ... هاربة من مواجهة كرم .

لقد نست تماما أن الغرفة تخص شقيقها حين سمحت لفريدة بالبقاء بها .

و لكنه لم يكن خطأ شهد بالكامل ... فقد سمح ببقاء فريدةx في الليلة الماضية و حين حاولت هي الإعتراض عنفها .

و لذلك ظنت أنه هجر هذه الغرفة و عاد ليستخدم غرفته القديمة .

أخرجها من شرودها صوت زمجرته العالية :

" هل يمكنك أن تشرحي لي ماذا تفعل هذه المصيبة بغرفتي؟ "

تنفست شهد بعمق ثم قالت بهدوء لتمتص غضبه :

" لقد استنتجت أنك لا تستخدم هذه الغرفة حينما سمحت لها بالبقاء بها بالأمس"

خلل محمود أصابعه في شعره القصير بحنق قبل أن ينحني ليلتقط قميصه و يرتديه على عجالة .. ثم هتف بغيظx :

" لا داعي للمزيد من الاستناجات اللامعة و ساعديني حتى أعيد لهذه المصيبة وعيها "

" حسنا "

قالت فريدة باستياء و هي تدنو منه و تساعده على رفع جسد فريدة و وضعه على السرير .

ألقت شهد نظرة مطولة إلى فريدة قبل أن تعود بنظراتها إلى شقيقها الغاضب لتقول بلهجة آمرة :

" و الآن أيمكنك أن تحضر للمسكينة كوب من الليمون ريثما أحاول ايقاظها "

" المسكينة؟!!"

هتف محمود بلهجة مستنكرة ... فهي ليست مسكينة أبدا.. بل هو المسكين و الدليل على صحة ذلك هذا الألم المنتشر في كتفه .

ألقى نظرة مغتاظة إلى تلك المستلقية على فراشه ثم رفع نظره إلى شقيقته المستاءة هاتفا بحنق :

" أتعلمين أنها كانت من الممكن أن تقتلني لولا أن يدها أخطأت رأسي "

تجاهلت شهد حديثه و هي تشيح بوجهها بعيدا عنه ... ثم قالت ببرود تعجب له :

" لقد كنت محظوظ إذن "

ثم أردفت باتهام :

" و لكنه خطأك من البداية ... تتسلل في مثل هذا الوقت إلى غرفة الفتاه .. ماذا تظن أنها قد تفعل ؟ اتستقبلك بالورود؟ .. لابد أن صوتك الجهوري وحده ارعبتها حتى فقدت وعيها "

فغر محمود فاهه غير مصدقا لما تقوله شقيقته و لا لنظرة الاستياء على وجهها و كأنه غول عملاق سعى لإلتهام تلك الصغيرة .
صاح بجنون و هو يكاد يفقد تعقله بسبب ما يحدث :

" أتسلل!! .. و غرفتها!! .. هل جننتِ؟ أم نسيتِ أن هذا منزلي ؟ .. إضافة إلى أنني لم أكن أعلم بوجودها من الأساس .. لن اسـ"

صوته المرتفع جعل شهد تنكمش في مكانها .

تداركت خطأها سريعا .. فأخر شيء توده حاليا هو أن تكون ضحية لمارد غضبه ... لذا قاطعته بسرعة :

" آسفة.. لم أقصد ما فهمته.. أعصابي فقط متوترة بسبب ما حدث اليوم ... كل ما هنالك أنني لم أعهد منك هذه القسوة "

تنفس محمود بعمق ليخفف من حدة النيران المشتعلة بصدره ... و أطبق شفتيه بغيظ ليمنع نفسه من إعطائها ما تستحقه من الكلمات ... فهي لم تعطِ غرفته لتلك الغريبة و حسب بل و تلومه على اعتراضه متغافلة عن أن هذه المرأة كادت تقتله .

صر على أسنانه و هو في طريقه للخروج ... ثم تمتم بهمس مخيف :

" حسنا شهد .. إنه ليس وقت العتاب.. و لكن أسرعي بتنفيذ مهمتك فتلك المرأة لن تبيت تحت سقف منزلي ليلة أخرى"

***************


Eman Sakr غير متواجد حالياً