عرض مشاركة واحدة
قديم 27-11-18, 09:20 PM   #8325

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بعد ساعة في بيت العطار .. غرفة الضيوف..

كان رضا في حالة غضب ونبرة صوته تعلو وهو يقف وسط غرفة الضيوف ويكلم اخاه حذيفة هادرا بتأنيب " كيف لم تخبرني ؟! كيف ؟ "

يواجهه حذيفة بصلابة وهو يدافع عن نفسه وعن خليل بالقول " لانه أمر لا يستحق ان اخبرك عنه .. انا ابعدتها عن خليل وانتهينا.."

يشد خليل قبضتيه الى جانبيه وهو يقف جوار الاخوين ويشعر بالذنب .. كان يجب ان يخبر الحاج رضا .. كان يجب ان يضع في باله ان أشجان لن تتغير وستحاول أذيته كما حذره منها حذيفة مرارا وهو بغباء لم يستمع ..

كم يوجعه هذا .. ربااه كم يوجعه ... وكأن احدهم طعنه غدراً في ظهره ..

يتصلب جسده اكثر وهو يتذكر وجه شذرة الممتقع طوال طريق العودة ... ل

م تنطق بحرف ولم ترف عيناها نحوه بينما اخته خلود تغلي من الغضب وهي تتوعد ام عادل المزيد ..

اخته التي لم تفكر لحظة ان تسأل عن حقيقة ما قالته تلك المرأة بل افترضت جازمة بثقة انها مجرد امرأة حسودة تريد اذيتهم .. وحالما وصلوا قبالة بيت العطار ترجلت شذرة مهرولة الى داخل البيت بينما خلود تناديها وتحاول اللحاق بها لكن حذيفة اوقفها بحزم وطلب منها ان تعود للبيت ولا تحاول ان تكلم شذرة الان ووعدنا بحل الموضوع...

جاء صوت رضا بنفس الوتيرة الغاضبة

" لكن كان يجب ان اعرف .. الامر ليس بهين.. انه يمس سمعته ... انا اعطيت للخالة ابتهال كلمتي وقلت لها خليل اضمنه برقبتي.. ومن حقي عندما اضمن رجلا دخل بيتي ليقترن باحدى بناتنا .. من حقي ان اعرف امرا كهذا عنه .. اخفاؤكما الامر عني ليس مقبولا .. ماذا اقول لها الآن ؟! "

قال هذا وكفه تشير للخالة ابتهال التي تجلس على الاريكة القريبة تلتزم الصمت صابرة المحيا وعيناها على خليل كأنها تنتظر منه اي شيء يطمئن قلب الام فيها .. فقد حذيفة اعصابه وهو يرد على اخيه

" وهل مس سمعتك تلك المرأة التي عرضت عليك الزواج ؟! اليس نفس الوضع ؟"

ثم التفت للخالة ابتهال وأضاف بنفس الثورة

" هل ترين ما حصل مع تلك المرأة يمس سمعة وقيمة رضا الصائغ عندك ؟"

يتوتر خليل بشكل رهيب وهو لا يعرف حكاية المرأة التي يتحدث عنها حذيفة لكنه شعر الامور تسوء وتفلت عن السيطرة ..

يرد رضا على حذيفة ببعض الانفعال وقد وتره ذكر حكاية حسناء وما حصل مع اسيا

" لا مقارنة بين الحالتين .. تلك المرأة لم تكن طامعة بي .. كانت امرأة جاهلة بسيطة تريد الحماية .."

واجهه حذيفة بالقول الذي أفلت منه

" وما يدريك انها لم تكن طامعة بك ..؟! ام انك لا تعرف قدرك يا اخي .. انت رضا الصائغ.. لا امرأة تعرض نفسها عليك بهذه الطريقة دون ان تكون تريدك كرجل "

نظرة كالصاعقة من رضا جعلت انفعال حذيفة يتقهقر وهو يشعر انه تجاوز كثيرا مع اخيه فارتجفت عضلة في خده قبل ان يقول

" انا آسف ..."

عندها قال خليل ولم يعد يحتمل الصمت اكثر " بل انا الذي يجب يأسف لكل ما يحصل الآن .."

ثم اضاف وهو يرفع نظراته لرضا قائلا " انا اعتذر منك يا حاج رضا.. هو خطئي وحدي.."

هتف به حذيفة " اسكت انت يا خليل .."

فرد خليل بوجه شاحب " لن اسكت يا حذيفة.. ما حصل اليوم كان مسؤوليتي بالكامل .. والحاج رضا معه حق ان يغضب .. "

ثم حول نظراته للخالة ابتهال واضاف معتذرا

" سامحيني يا خالة .. لم أكن اتصور ان الامر سيصل الى هذا الموقف الذي نحن فيه .. كنت اريد فعل خير فانقلب شراً علي .."

تزم ابتهال شفتيها وللحظة تبدو مشفقة على حاله وموقفه ثم تنظر الى رضا وهي محتارة ليتنهد رضا ويقول " اجلس خليل .. دعنا نتكلم بهدوء هذه المرة .. اريد ان أفهم كيف اقدمت على خطوة متهورة كهذه ؟ اعلان زواج وهمي ليس لعبة ... "

من باب غرفة الضيوف الموارب كانت رقية وشذرة تستمعان للحوار ..في الواقع رقية من كانت تستمع وشذرة جوارها تحدق في الجدار امامها وتبدو بحال عجيب...

تتمتم رقية بغيظ " لماذا لا ينادونك لتدخلي وتشاركي بكل هذا .. انه زوجك.."

شعّت عينا شذرة وهي تتحرك من وقفتها ثم تبعد رقية عن الباب لتفتحه وتسمع صوت خليل واضحاً وهو يقول " ليس لي عذر الا اني كنت غاضبا يائسا و تصرفت بحمق .. لم اهتم لشيء و....."

تلكأ لسانه وعيناه تتعلقان بها وهي تقف شامخة شاحبة عند الباب ... ابتلع ريقه وهو يعاود الوقوف بينما تقول شذرة بصلابة وهي تنظر لرضا " بعد اذنك ياحاج رضا من حقي ان اسمع انا ايضا .. فخليل ..."

تحيد بعينيها ناحية خليل وتكمل بصوت فيه بعض التحشرج " خليل زوجي الآن .."

تقدمت لتجلس على الاريكة جوار الخالة ابتهال تطلب بشجاعة وثقة " اريد سماع كل الحكاية ..بكل تفاصيلها .."

يمر الوقت وخليل يحكي التفاصيل .. عيناه تنتقل بين الجميع لكن عينا قلبه لا تبتعدان عنها .. لا تهتمان بسواها ..

أنهى القصة بالقول " هذا كل ما حصل ولم اخفِ عنكم شيئا .."

تمتمت ابتهال اخيراً وهي تنظر لخليل بتأثر

" لا حول ولا قوة الا بالله .."

ساد الصمت فيحول خليل عينيه الى شذرة ويقول بقلب يرتجف " انا مستعد لأي شيء تطلبه شذرة مني .."

أسبلت شذرة اهدابها لتخفي نظراتها عنه ثم شبكت كفيها وهي تقول " اريد رؤيتها .."

هتفت ابتهال شاهقة " شذرة ..! لا يمكن .."

ثم تلتفت ابتهال لرضا الذي التزم الصمت قائلة بتوتر " قل شيئا يا ابا جعفر .."

نظر اليها رضا ملياً واستخار قلبه وعقله ..

ثم قال بهدوء " دعيها هي تقرر يا خالة .."

كان ترتجف من الداخل ثم رفعت عينيها للباب فتلمح طيف رقية المتواري فتتخيلها تنتظر ما ستقوله بفارغ الصبر ..

للحظة ارادت الضحك من تخيلها لرقية !

أخذت نفساً عميقاً وهي تقف على قدميها فيقف معها خليل لتطلب بوضوح وعيناها في عينيه " هل لديك مانع ان نزورها معاً.. غدا؟ "

رد خليل دون تردد " لك هذا ..." ثم التفت الى رضا قائلا " بعد اذن الحاج رضا طبعا .."

فيقف رضا ويقول كلمته " الاذن من صاحبة الاذن .. وشذرة قررت.."

*****



شقة رضا واسيا



ما ان فتحت له اسيا الباب لتأخذ منه عباءته حتى همست له ان خلود بانتظاره ..

شفقة لمست قلبه وهو يحرك رأسه جانبا لينظر الى وقفة خلود وسط غرفة المعيشة ..

متوترة الجسد متشابكة الكفين وجهها الذي يفيض طيبة بات يفيض الان بالرجاء والعشم..

وكأنها تقف على بابه وحاجتها بين كفيها تريدها منه وحده ...

ألقى السلام وهو يقترب منها مبتسما فترد السلام وتخطو اليه بلهفة لتقولها دون مقدمات

" استحلفك بالله يا ابا جعفر لا تكسر قلب ولدي .."

لم يؤثر فيه مطلب كهذا في حياته وهو يناهز الخمسين .. ربما لان مكانتها كبيرة لديه وربما لانها لم تطلب منه شيئا من قبل ..

كانت تشد كفيها لبعض وتنشد بعينيها الرد حتى دمعت تلك العينين فشعر بنخوته تسترضيها وهو يقول " اهدئي يا ام سعاد .. انا "

تقاطعه ولهفتها على (ولدها) تغلبها لتقول بصوت متحشرج متأمل " خليل ولدي يا ابا جعفر .. انا ربيته وكبرته .. اقسم بالله انه انقى واغلى من الذهب الصافي .. لو بحثت الدنيا طولا وعرضاً لن تجد مثله يحفظ ابنتكم ويصونها ويسعدها.."

رد ببشر يطفح من وجهه

" صدقتِ ودوماً صادقة .."

تبتلع ريقها وهي تواصل دفاعها المستميت

" هذه المرأة كاذبة وهي تدعي عليه .. ما قالته ..."

هذه المرة هو من قاطعها وهو يرفع كفه الايمن ويقول بنفس بشاشة الوجه " ما قالته هو شأنها يا راعية بيت الصائغ .. شأننا مع ولدنا خليل .. لا تظني هو ولدك فحسب .. نحن نعرفه لانه منك .. ولا يأتي منك الا الخير والسعد .."

سالت دموعها فتمسحها سريعاً وهي تتنهد وتهمس بحشرجة بكاء " جبر الله بخاطرك دنيا واخرة .. "

نزلت دموع اسيا معها وهي تقترب منها تحاوط كتفيها وتقول " كفى يا خلود .. ابكيتني واوجعتِ قلبي .. اخبرتك ان ابا جعفر لن يخذلك .."

بعفوية مسدت على بطن اسيا الكبيرة وهي في شهر حملها الاخير لتقول لها باحساس الذنب " انا اسفة يا ام جعفر .. انتِ متعبة بحملك هذا وانا اثقلت عليك بنحيبي وشكواي كأني غراب ينعق.."

توبخها اسيا برقة وتبتسم لها بوجهها المتعب قائلة " اياك ان تقولي هذا عن نفسك مرة اخرى .. انا اتفاءل بوجودك في بيتي .. انت لا تعرفين كم نحبك وكم انت غالية .. "

تميل خلود بنفس عفويتها لتقبل كتف اسيا وتهمس بتأثر " سلمتِ يا ام الجود والكرم .."

ثم تلتفت لرضا تسأله بحرج " اعلم اني اتعبك .. لكن تحملني الليلة يا ابا جعفر .. هل .. تصالحا ؟ اقصد خليل وشذرة .. حذيفة منعني الاتصال بها الليلة .."

هدأها رضا وطمأنها بالقول " لا تقلقي عليهما .. اظنهما يجيدان التصرف مع بعض بشكل ممتاز .. يتعلمان كيف يسندان بعض وهذا اهم ما في الزواج يا ام سعاد.. "

تنهدت ببعض الراحة وهي ترد عليه بامتنان

" كلامك كالدرر يا حاج .. سلمت لنا .. هل حذيفة عاد للبيت ؟ "

فرد رضا " بل ذهب ليُعيد خليل الى بيته .. "

تحركت " استأذنكم .. ليلتكم فرح وبركة باذن الرحمن .. تصبحون على خير .."

فردا معاً " تصبحين على خير .."

ثم اوصلتها اسيا حتى الباب وودعتها قبل ان تغلق الباب وتعود لزوجها وهي تقول بتأثر كبير " تقطع قلبي لاجلها .. تنتظرك منذ ساعتين واكثر .."

زفر رضا من صدره وهو يقول ببعض الهم " طال الحديث مع خليل .. ثم جالست والدتك لبعض الوقت نتباحث ايضا .."

سأل وهو يتحرك ليجلس على الاريكة "الولدان نائمان ؟"

ردت اسيا وبعض القلق يعكر تعابيرها " نعم نائمان .. ألن تحكي لي عمّ حصل ؟ خلود تبدو لا تعرف شيئا عن الموضوع وتأخذه ببساطة .. لا يقلقها الا ان يؤثر على زواج خليل وشذرة .. لكني اظنه امراً جدياً وليس هيناً او عابراً من امرأة خبيثة تريد تشويه سمعة خليل كما وصفتها خلود.."

علق رضا بهدوء وجدية " هو ليس بهين ولا عابر .. سأحكي لك كل شيء.. لكن اشتهي من يديك شاي بالهيل .. اشعر ببعض الصداع .." تحركت اسيا ناحية المطبخ وهي تقول " حالا..."

فتتركه لافكاره وهو يقلب الاحداث في رأسه..
******

يتبع..




كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس