عرض مشاركة واحدة
قديم 29-11-18, 10:09 PM   #394

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

( تزوجيني )
لا يبدو أن تسنيم وحدها مَن صُدِمت بما قاله ، بل هو أيضاً صُدِم !
و قبل أن تعلق على كلماته .. تغضب .. تثور ، كان قد اختفى من أمامها !
لترتمي على أقرب مقعد إليها بعدم تصديق ، عينيها زائغة .. و عقلها شارد بما قاله أخيها .
لا ، ليس أخيها ، فكيف يطلب أخ من أخته الزواج ؟
( تزوجيني )
الكلمة تتردد في أذنها بقوة ، مزلزلة دواخلها .. مبعثرة مشاعرها !
لترفض ما تفكر فيه ، و تهمس باعتراض :
" لا تومي .. هذا خيال ، مستحيل أن يطلب منِك مازن هذا " .
ليصدح صوت بداخلها : " و لكنه طلب ، قالها بكل قوة ، طلب منِك الزواج " .
لتغمض عينيها ، و تقول بقوة : " لا .. لا ، لم يقصدها ..
بالتأكيد لم يقصدها ، و إلا ما كان رحل فوراً دون أن يتمسك بطلبه أكثر " .
قطع تشتتها و عدم تصديقها اقتراب نهى منها ، قائلة باستغراب :
" تسنيم ، هل تتحدثين مع نفسِك ؟ "
لتنظر إليها تسنيم بحيرة ، و عقلها حتى الآن يحاول استيعاب ما حدث ، فهمست بتشتت :
" لا أنا .. أنا ..
سأذهب إلى غرفتي " .
ثم تحركت إلى غرفة الضيوف - التي تجلس فيها - تاركة نهى خلفها ، تنظر إليها بحيرة !
**********
في مكان شبه خالي ، ذلك المكان الذي كان فيه مع تسنيم من أيام ، صفّ سيارته ، و أراح مقعده .. ليستند عليه .. و يغمض عينيه بإرهاق .
استرجع عقله تلك الكلمات التي ألقاها على أخته ..
" تزوجيني إذاً ، وقتها لن يتحدث أحد عن علاقتنا المشبوهة ، و لن يُمّس شرفِك " .
فمسح على وجهه بقوة ، و مشاعره مذبذبة .
لقد عرض عليها الزواج !
عرض على أخته الزواج !
يا إلهي ، كيف فعل ذلك ؟
و دون أن يدري .. التقط هاتفه .. ليتصل به ، ذلك الإنسان الذي تجاهله مراراً ، و لم يستسلم و يتحدث معه إلا ليعرف مكان أخته ، إلا أنه الآن بحاجته .. بحاجة للحديث معه !
دقائق و جاءه صوته ، ليقول بلا مقدمات :
" لقد طلبت تسنيم للزواج " .
كانت ضحكة صادق العالية هي أخر ما توقعه ، و نبرته المتسلية شتتته أكثر .. و زادت من تخبطه .
" حقاً ؟ ، و هل وافقت ؟ "
وجد نفسه يقول بغضب : " تستهزأ بي .. أم لا تصدق ما أقوله ؟ "
ليرد صادق بهدوء : " لا استهزأ و .. أصدقك ..
و متحمس أيضاً لأعرف ردها !
هل وافقت ؟ "
و لكن ليس هذا ما كان يريده ، لقد اعتقد أنه سيوبخه .. سيؤنبه على ما فعله ، لكن أن يُبدي حماسه للأمر !
يا إلهي .. ماذا يحدث ؟
قال بضياع : " لا أعرف ، لقد تركتها و رحلت فور أن عرضت طلبي " .
ليسارع صادق دون تردد : " جبان ..
" أنت جبان يا مازن ، لا تواجه .. تهرب من أي موقف تتعرض له ، و تستحق كل ما ستلاقيه " .
ليبرر مدافعاً عن نفسه : " أنا لست جبان ، و لكنك مَن لا تستوعب معنى أن أتزوج أختي " .
ليقول صادق ببرود الغرض منه استفزاز مازن : " لكن تسنيم ليست أختك .
أختك تُدعى رنيم ، و قد توفت منذ أكثر من عشر سنوات " .
ليُغمض مازن عينيه بقوة ، و صورة شقيقته تتراءى أمامه .. و السيارة تصدمها .
و هو .. السبب .. في هذا .
فقال بدون وعي : " شقيقتي قُتِلت " .
ليقول صادق بنفس البرود : " و أنت مَن قتلها ، أليس كذلك " .
" نعم أنا ، أنا مَن ركضت ورائها ، و لم أسترح إلا عندما رأيتها مُلقاة على الأرض .. و الدماء محيطة بها " .
لتتسارع أنفاسه موضحة مشاعره و ما يعانيه في هذه اللحظة .
ليقول صادق بهدوء : " لا يا مازن ، أنت لست السبب .
يومها كنت تلعب معها .. تُسعِدها و تستمتع بضحكاتها ، و هي كانت سعيدة لأنك تلعب معها و تنفذ لها ما تريده .
لكن القدر كان له رأياً أخر ، و أراد الله أن يسترد أمانته ، و لا أنا و لا أنت يحق لنا الإعتراض على هذا " .
صمت سيطر على محادثتهما ، ليقطعه صادق قائلاً : " سأسالك سؤالاً .
إن لم تلعب مع شقيقتك ذلك اليوم ، لم تكن لتموت ؟ "
ليجيب بدون تفكير : " وقتها لن أكون أنا السبب في موتها " .
" لكن النتيجة كانت ستكون واحدة .. ألا و هي موتها ، لذا ليس عليك تحميل نفسك الذنب " .
و مع كل ما قاله صادق ، كان شئ داخل مازن غير مقتنع ، شيطانه يتلاعب به مقنعاً إياه أنه السبب .
ليتابع صادق بصبر : " هل أتهمك والديك يوماً أنك السبب ؟
هل عاتبوك ؟
هل رأيت كرههما لك في أعينهم ؟ "
ليقول مازن بشرود : " لا " .
فيهتف صادق بنبرة قوية محاولاً اختراقه : " هذا لأنهما مؤمنان ، يعلمان أن هذا أمر الله و لا اعتراض عليه ، يعلمان أنهما بك أو بدونك كانوا سيفقدوها ذلك اليوم .
أما أنت فإيمانك ضعيف ، لا ترضخ لأمر الله .. تعترض على حكمه ! "
لينفي مازن بشدة ، و فكرة اعتراضه على حكم الله تثير رعبه : " لا .. لا أعترض ، بالتأكيد لا " .
ليقول صادق : " إذاً قل إن لله و إن إليه راجعون ، و ادعو الله أن يجمعك بها بالجنة .
و عندما تتذكرها اذكر الله و اقرا آيات من القرآن ، لا تسمح للشيطان بالتلاعب بك " .
ليهدأ مازن قليلاً ، و يتذكر تسنيم و ما قاله لها ، فيقول :
" و تسنيم ، ماذا أفعل معها ؟ "
ليبتسم صادق بقوة ، فمازن يطلب نصيحته .. يسأله ما يتوجب عليه فعله ، بعد أن كان يهرب منه و يرفض الحديث معه !
عاد إلى بروده المستفز ، و هو يقول :
" هل ستحتمل رؤيتها مع أخر ؟ ، متزوجة من غيرك ؟ "
ليقول مازن بلا تردد : " أخرس !
هي لي و لن تبتعد عني" .
ليصمت فجأة منتبهاً إلى ما قاله ، في حين أن صادق على الجهة الأخرى ابتسم بانتصار !
فما توقعه صحيحاً ، و مشاعر مازن اتجاه تلك الفتاة أبعد ما تكون عن الأخوة ، و ها هو على وشك اكتشاف مشاعره و تحديد مستقبله .
" و ماذا ستفعل كي لا تبتعد عنك ؟ "
كان الصمت هو جوابه ، فظن أن مازن يرتب أفكاره ، أو يحاول إيجاد مهرب مما قاله .
إلا أن الصمت قد طال ، مما جعله يقول : " مازن ، أنت معي ؟ "
و لم يحصل على رد أيضاً ، فنظر إلى الهاتف باستغراب ، ليجد أن الخط قد .. أُغلِق !
هز رأسه بيأس ، فعلى عكس ما كان يعتقد منذ دقائق ، سيتعب كثيراً مع مازن حتى يصل إلى بر النهاية !
بعث إليه رسالة ، تضمن محتواها : " واجه نفسك و حدد مشاعرك ، و بعدها فكر فيما تريده و ما تفعله .
و أنا بجانبك و سأدعمك مهما .. كان قرارك ! "
و بعدها اتصل بطه ، ليأخذ منه رقم تسنيم ، فحكاية مازن لن تنتهي عند زواجه من تسنيم !
**********
أغلق الخط و حيرته قد ازدادت .. مشاعره مشتتة ، ما بين أخت قضى معها معظم حياته ، و فتاة لا يريد ابتعادها عنه .
انتبه إلى وصول رسالة إلى هاتفه من صادق ، ففتحها ليرى ما كتبه .
ثم أغمض عينيه مرة أخرى ، و لحظاته مع تسنيم تتراءى أمامه ، ممتزجة بكلمات صادق التي قرأها منذ قليل .
سأدعمك مهما .. كان قرارك !
و ما هو قراره ؟
ماذا يريد ؟
يريدها كزوجة أم ك .. أخت ؟
تنهيدة طويلة صدرت منه ، قبل أن يهمس : " تومي .. تومي ، أنا حائر .. لا أعلم ما أريده أو يتوجب عليّ فعله ..
أخبريني أنتِ صغيرتي ، ماذا تريدين ؟
ليصدح صوت بداخله : " و إن لم تكن تريدك ، هل ستتركها ؟
هل ستحتمل رؤيتها مع أخر .. تكون ملكه ؟!
ليهز رأسه بقوة نافياً ، لن يحتمل .. لن بحتمل ابتعادها عنه ، لن يحتمل أن تكون لرجل أخر ، يدللها و يستمتع بضحكاتها .
( واجه نفسك .. حدد مشاعرك )
ألم تحدد مشاعرك بعد يا مازن ؟
كاذب !
أنت تعرف ما تريده ، أنت تريدها .. و لا تريد غيرها !
هي ليست أختك ، إن كانت كذلك فعلاً كنت ستفرح لها ، ستساعدها على الزواج ممَن تحب ، و لكن رفضك لهذا أكبر دليل على عشقك لها .
و لكنك من لم ترد الإعتراف بهذا ! "
و عند هذا الخاطر ، اعتدل و انطلق بسيارته ، عائداً إلى صغيرته .
**********
أما هي ، فارتمت على سريرها بعد أن دلفت إلى الغرفة التي تمكث فيها ، و ما زال عدم التصديق يسيطر عليها ، و مشاعرها متخبطة بين أخيها و مَن .. عرض عليها الزواج !
رنين هاتفها أخرجها من أفكارها ، لتنظر إلى المتصل ، فتجد رقم بدون أسم !
فتحت الخط ، و انتظرت كي يتحدث المتصل ، ليصلها صوته بعد ثواني :
" السلام عليكم ، تسنيم معي ؟ "
عقدت حاجبيها بحيرة ، فهذا الصوت لم تسمعه من قبل .. و لا تعرف صاحبه ، و الغريب أنه يعرف اسمها
" مَن معي ؟ "
" صادق .. صديق مازن .
أو بالأصح .. دكتور صادق ! "
قفزت من على السرير بخوف ، و هي تسأله : " مازن بخير ؟ ، أين هو ؟ ، طمئني أرجوك " .
عقد صادق حاجبيه بتفكير ، تُرى أهي خائفة على مازن كأخ ؟
أم أنها تبادله مشاعره ؟
" بخير لا تقلقي ، و لكنني بحاجة لرؤيتِك و الحديث معِك " .
تجاهلت كلماته ، و أعادت سؤالها : " أين مازن ؟ "
بدأ الشك يراوده ، و مع ذلك قال بثقة غريبة : " غالباً .. هو في طريقه إليكِ " .
و أردف بتصميم : " لم تخبريني ، متى يمكنني رؤيتِك ؟ "
تنهدت بارتياح بعد أن سمعت كلماته ، لتعبس بعدها بملامحها .. من إصرار هذا الرجل لرؤيتها ، مع أنها لا تعرفه !
" لم أسمع بأسمك من قبل ؟ ، فكيف أنت من أصدقاء مازن ؟ "
ليسألها : " و هل تعرفين كل أصدقائه ؟ "
لترد بثقة : " بالطبع " .
ليقول مطمئناً إياها : " صداقتنا حديثة ، لذا طبيعي ألا تعرفيني ، لكن يمكِنك سؤال والدِك عني ، إن كنتي غير مطمئنة لي .
لكن رجاء ، لا أريد أن يعرف مازن بأمر اتصالي بكِ أو طلبي لرؤيتِك " .
كلماته زادتها حيرة ، و سؤال يتردد في ذهنها ، لِمَ لا يريد هذا الشخص بأن يعرف مازن بأمر حديثهما ؟!
ليتغلب فضولها ، و تقول بثبات ، فلا خوف طالما والدها يعرفه !
" متى تحب أن نلتقي ؟ "
ليقول بلا تردد : " سآتي الليلة إلى المدينة ، و لنتقابل غداً " .
لترد بخفوت : " اتفقنا " .
و بعد أن أغلقت الخط معه و لتتأكد ، هاتفت والدها لتسأله عن صحة حديث صادق .
**********
لازال حائراً فيما يريده صادق من تسنيم ، و لِمَ أخذ رقمها ؟
خاصة و أن الطبيب لم يخبره عن شئ ، أصر على أخذ رقم تسنيم دون الإفصاح عن السبب ، و هو لم يملك سوى إعطائه له ، فبالتأكيد هذا لمصلحة ولده .
عاد ليفكر في ولده و بقاءه في المدينة مع تسنيم و عناده في عدم العودة ، لا يعلم أخر ما يفعله و ماذا يريد منها ؟
رنين هاتفه أخرجه من شروده ، ليرد على أبنته ، و يخبرها بصحة حديث صادق ، و أنه بالتأكيد يريد الحديث معها في أمر يخص مازن .
مما زاد من حيرة الفتاة ، و جعلها تتساءل .. أيعلم صادق بعرض مازن ؟!
**********
فتح باب غرفتها دون أن يطرق عليه ، لتنتفض في مكانها و تقول بارتباك :
" مازن أجننت ؟ ، كيف تفتح عليّ الباب هكذا ؟ "
تجاهل تعنيفها له ، و سألها بترقب : " فكرتي ؟ "
تسارعت نبضات قلبها ، و أخذت تلعب في خصلات شعرها .. دليلاً على توترها ، مما جعله يبتسم .
" أفكر في ماذا ؟ "
اقترب منها قليلاً ، و هو يقول ببطء : " في طلبي للزواج مِنك " .
ليزداد توترها ، و تشعر أنها على وشك فقدان وعيها ، و تقول بهمس :
" أنت تمزح مازن ، بالتأكيد لا تريد الزواج مني ، أنا أختك ! "
ليقول ببرود و لا مبالاة : " لا تسنيم أنتِ لستِ أختي ، لا نحمل نفس الأسم .. والدِك ليس والدي " .
لتهمس بتشتت : " و لكننا نشأنا سوياً " .
ليقول ببتسامة : " و ما المشكلة في هذا ، الكثير من الشباب ينشأون سوياً كالأخوات و عندما يكبرون يكتشفون أنهم يحبون بعضهم و يتزوجون " .
لتهز رأسها باعتراض ، و تقول بهمس : " هذا ليس مبرر " .
ليقف أمامها .. لا يفصل بينهما سوى أنشات صغيرة ، و يهمس : " أنسي المبررات تسنيم ، أنسي العادات و القواعد و الأحكام ، أنسي كل شئ ، و لا تفكري سوى بنا .
هل تستطعين العيش من دوني صغيرتي ؟
هل تستطعين رؤيتي مع فتاة أخرى ؟ ، تملك كل وقتي و لا التفت لسواها .
إن كنتِ تستطعين فأنا لا ، لقد كدت أجن عندما كنتِ ستتزوجين من سيف ، و كنت أبرر جنوني هذا على أنه خوف عليكِ ، و لكنني كنت كاذب ، أنا لن أحتمل التفكير .. مجرد تفكير في أن تكوني لأخر حبيبتي .. يملكِك !
لا تومي ، أنتِ لي و لن تكوني لغيري " .
مجنون ، ما يقوله لا يدل سوى على جنونه !
كيف يفكر فيها هكذا هي .. أخته ؟!
استشعر توترها و قدّر اضطراب مشاعرها ، فليس سهلاً ما يطلبه منها ، أن يتحول فجأة من مكانة الأخ إلى مكانه الحبيب عندها ، بالتأكيد شئ لن تتقبله بسهوله !
هتف بتفهم : " سأمنحِك عدة أيام لتستوعبين تومي ، لتتقبلين علاقتنا " .
ليقطع تلك الأنشات التي تفصل بينهما ، و يلتقط الخصلة التي كانت تتلاعب بها و يلفها حول إصبعه ، و هو يهمس ببطء :
" تستوعبين فقط تومي ، لا مجال للرفض أو الإختيار .
فأنتِ لن تتزوجين غيري " .
ثم يترك شعرها و يغادر الغرفة و الإبتسامة مرتسمة على شفتيه ، فأخيراً أدرك ما يريده و بدأ في التحرك للحصول عليه !
أما هي فارتمت على سريرها مغمضة عينيها .. و واضعة كفها على قلبها مهدأة من نبضاته ، لتهمس لنفسها بعدم اقتناع :
" لا تسنيم لا تتأثري هكذا ، ما يقوله مرفوض تماماً و لن يقبل به أحد " .
**********
في اليوم التالي
ذهبت إلى المكان الذي اتفقا أن يلتقيا فيه ، و كما أخبرها ، سألت النادل عنه ، ليشير إليها إلى زاوية هادئة .
نظرت إلى مكان ما أشار إليها ، لترى رجلاً خمّنت أنه في منتصف الثلاثينات ، ملامحه هادئة و مُريحة .
خطت باتجاهه ، لتقول فور أن وصلت إليه : " السلام عليكم " .
رفع رأسه ليراها ، فتاة صغيرة .. بملامح بريئة و ناعمة .
" و عليكم السلام ، تسنيم ، أليس كذلك ؟ :
أومأت دون رد ، ليقول بلباقة : " تفضلي بالجلوس .
ماذا أطلب لكِ ؟ "
لتقول بهدوء : " شكراً لك ..
في الحقيقة أتوق لمعرفة ما تريده مني " .
ليهتف بصراحة : " لقد أخبرني مازن عن طلبه للزواج مِنك " .
لا شك لديها الآن في جنونه ، فكيف يخبر الأخرين بما يريده و كأنه أمر عادي لا خطأ فيه ؟
ليردف صادق بترقب : " أريد أن أعرف ردِك على طلبه ، حتى لو رد مبدأي " .
فقالت بجرأة : " و مَن أنت لأخبرك بردي ؟
و كيف لمازن أن يخبرك بهكذا موضوع من الأساس ؟ "
ليبتسم بغموض ، و يقول : " لا أحد له غيري ليخبره " .
عقدت حاجبيها بعدم فهم ، ليقول : " المهم الآن ، هل ستوافقين ؟ "
لتسارع باستنكار : " أوافق على ماذا ؟ ، الزواج من أخي ! "
ليقول بهدوء : " ليس أخوكِ " .
فتفول مشددة : " لا أخي ، أخي الذي تربيت على يده ، و لم أعرف أخاً سواه " .
ليسألها بترقب : " سأسألِك نفس السؤال الذي سألته لمازن ، و أريد إجابتِك بصراحة " .
صمتت منتظرة ، ليقول ببطء : " إن تزوج من أخرى ، هل ستتحملين ذلك ؟ ، ستتحملين ابتعاده عنِك ؟ :
ها هو يذكر نفس الكلمات التي ذكرها مازن أمس ، لتفكر بجدية .
هل ستتحمل رؤيته مع أخرى ؟ ، ابتعاده عنها ؟
هزت رأسها بقوة لتبعد هذه الأفكار عنها ، بم تفكر ؟
أن تقبل زواجها من أخوها ؟ ، و هل المجتمع سيتقبل هذا ؟ ، و والدها .. ماذا سيكون رد فعله عندما يعلم ؟
" يستحيل أن يقبل أبي بهذا " .
ليهتف بمكر : " أنتِ موافقة على الزواج منه إذاً ، لكن المشكلة في والدِك " .
انتبهت إلى ما قالته ، ليتورد وجهها بخجل ، فيتابع بتفهم :
" اسمعيني تسنيم ، القرار في موضوع كهذا ليس سهلاً و لا يُتخَذ في لحظة ، فكري جيداً ، لكن " .
و صمت قليلاً ليتأكد من أن تركيزها بالكامل معه ، ثم يقول بجدية : " فكري فيكِ .. في مشاعرِك ، لا تهتمي لرأي أي شخص أخر مهما كان ، فهذه حياتِك و هذا عمرِك الذي ستقضيه ، لا أحد سيعيش مكانِك ليتحكم في حياتِك أو يمليكِ ما عليكِ فعله ، فهمتيني ؟ "
أومأت و قد بدأت في التفكير بكلماته ، ليقول فاصحاً عن سبب طلبه لرؤيتها :
" و لكن ، أيما كان قرارِك ، أريدِك أن تنفذين ما سأقوله لكِ ، لمصلحة مازن ! "
لتلفت كلماته أنتباهها و توليه كامل تركيزها .

يتبع


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس