عرض مشاركة واحدة
قديم 30-11-18, 08:45 PM   #435

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

وقف على بعد خطوات... يحدق بعينين مشتعلتين مقهورتين... بوقفتها مع إحدى الموظفين... بل يحدق تحديدًا بابتسامتها الواسعة.... نيران بصدره تجعله يرغب بالتحرك نحوها وجرها من أمام ذلك الموظف الذي يبدو سعيدًا بها..!
أيام قضاها وهو يدور ويبحث عن طريقة ليبدي إعجابه.. بل حبه الصريح.. وهي تتجاهله.. بل تدعي الغباء أمامه... بكل غباء!
تجعله يشعر بشعور سيء.. تجعله يشعر بأنه ليس مرغوبًا بالنسبة لها... بأنها تنفر منه.... وهذا كفيل ليجعله يتقهقر خطوات بعيدًا عنها....

شد على قبضتها مثل ضرب جانب فخده بخفة قبل أن يعود لمكتبه....
بعدها بدقائق كانت تستأذن وتدخل مكتبه بعد أن بعث بطلبها... نظر بغيظ لثباتها ورزانتها... وشعر باختراق أنها لا تراه... لا تراه أبدًا...

قالت باحترام :
" ناديتني سيد عامر..."

توترت عندما قابلها الصمت المطبق... والنظرات المحدقة بها بشكل غريب فأعادت سؤالها بلباقة :
" هل هناك شيئًا ما..."

تنفست باضطراب وذات الصمت يقابلها به... فنظرت حولها ثم قالت مستأذنة :
" تبدو مشغولًا... سأعود بوقت آخر..."

نادى اسمها بحدة :
" أفنان... "

استدارت له بدهشة فرأته ينهض من مكانه ويقترب منها ووجهه صلب التعابير ثم قال :
" أرى أنكِ تتهاونين هذه الأيام بعملك..."

توسعت حدقتيها وقالت باعتراض :
" أنا!...."

غضبه المتراكم اشتعل على شكل كلمات ألقاها بوجهها دون وعي :
" غيابك الطويل عن العمل لم اعترض عليه لكن تهاونك وانشغالك بالضحك مع الزملاء هذا لا يعجبني... هنا فقط عمل ولا شيء آخر... فهمتني آنسة أفنان.. "

كانت تحدق به طوال كلامه بذهول ما لبث أن تحول إلى الجرح والحرج بآن واحد ثم قالت بتخبط ما أن انتهى :
" أنا آسفة... معك حق... أعتذر.. سأنتبه لتصرفاتي... عن اذنك "

أمسك ذراعها وقال بقسوة لا يعلم من أين خرج بها :
" لم انتهي من حديثي "

صورتها وهي تقف مع زميله تزيد من اشعال وقود غضبه... رباه!.. هل هذه الغيرة... هل هذا الاحتراق الذي يشعر به... يسمى غيرة :
" ولا أحبذ الوقوف مع الزملاء.. وتضييع الوقت "

هذه المرة شهقت من كلامه وحاولت سحب ذراعها قائلة :
" حسنًا... قلت لك بأنني سأنتبه لتصرفاتي من الآن.. أترك يدي"

عندما لم تفلح رفعت عينيها وقالت بتهكم :
" أترك يدي حتى لا يضيع الوقت وأنا هنا.. بعيدة عن العمل... "

تنفس بتوتر وهو يبصر دمعاتها الواقفة على خط رمشها وسألها باقتضاب :
" ماذا كان يريد من كنتِ تقفين معه قبل قليل... "

التعجب ملئها من سؤاله لكنها أجابت بحيرة :
" كان يناقشني بالعمل..."

هنا أحدت عينيه وهمس من تحت أسنانه :
" مما رأيته.. بدا وكأنه ألقى نكتة أضحكتك..."

شدت ذراعها منه بقوة وقالت هذه المرة بعصبية :
" ما شأنك سيد عامر... حدودنا العمل فقط "

هتف من خلفها بنبرة شديدة التهكم :
" اه.. هذا ما أنتِ معتادة عليه... الهرب... هيا أهربي لن أمنعك... أهربي"

لتلتفت له وتنظر له بنظرة أوجعته قبل أن تقول :
" أنت لا تعرف شيئًا سيد عامر... أنت لا تعرفني..."

ثم فتحت الباب وخرجت منه...

كلامها ضرب أعماقه... صفعه بالنقطة الوحيدة التي تؤلمه... أنه لا يعرفها... وليس قادرًا على معرفتها بصدها المستمر له...
كلامه لها لم يقصده... يعلم تمامًا أنه لم يقصده... كان نتاج غيرة وغضب وألم وقهر.... فقط
صرخ :
" تبًا... "

ثم ركل الكرسي أمامه بقوة ووقف يتنفس بقوة ويلهث....
ما باله كلما يقترب منها يعود للابتعاد عنها خطوات....
لماذا أمر الحب صعبًا... ولماذا يجب عليه أن يعاني هكذا
لماذا... هل من أحدًا ليخبره

********************

بسيارته وحده... يقود بقوة تجاه المنطقة التي عرف أن شمس تستقر بها... منطقة مهجورة على أطراف المدينة.....بينما خلفه تسير سيارات الشرطة لكن على بعد منه وبهدوء حتى لا يثيروا الريبة...
لم يصدق عندما واصل خطته وواصل اتصالاته بالرجل بمساعدة صاحب المصنع حتى استطاع من خلال تتبع رقمه الوصول لرقم المختطف ومعرفة مكانه
كان الأمر معقدًا جدًا ويحتاج من الصبر الكثير... لكنه صبر وتجلد ودعى ربه بإيجادها... بحمايتها...كثيرًا
وبعد طول الانتظار استطاع والشرطة الوصول لاسم المنطقة المستقر بها المختطف... وهو ما عرف بأن اسمه غسان... ومن خلال صورته استطاع الربط بينه وبين الصورة التي رآها بتسجيلات كاميرا المراقبة
رجل بالثلاثينات من عمره وجهه مشوه... لم يعرف عنه الكثير للأنه بدأ يتجهز للذهاب للمنطقة دون أي تأخر سيكون سببًا ربما في اختفاء شمس من جديد...

لاح له منزل يشبه الكوخ لكن حجمه كبير.. وتحيطه بعض المزروعات والأشجار.... صف السيارة على بعد قليل منه وترجل منها....

.............................

بالداخل كان غسان ينظر بخفية من الشباك للسيارات التي تقترب من المنزل.. بنظرات ميتة فقدت بريق الحياة بها... ثم ببطء أغلق الشباك وغطاه بالستارة ثم دخل غرفته لبعض ثوانٍ وخرج منها متوجهًا ناحية شمس التي ما أن رأته حتى تباعدت بخوف كدائمًا....
ابتسم وجلس أمامها على الكرسي قائلًا بحب :
" شمسي... شمسي الصغيرة"

ثم اتسعت ابتسامته وهو يردف :
" لطالما كنت أحب اسمك... كان يليق بكِ.. وبشخصيتك المضيئة الوهاجة.... كنتِ منذ صغرك تحيطينني بنورك.. تحمينني من كل بطش أتعرض له... وهذا ما جعلني أصبر عليهما دائمًا..."

ثم نظر لعينيها برقة وهمس :
" أعتذر لأنني بالنهاية لم أتحمل... وارتكبت أكبر خطأ بحياتي.... أعتذر لأنني سلبتك والداكِ... "

نزلت دموعه وشعر بأنه عاد ذات الطفل الملكوم... ذات الطفل المرتمي في قبو قذر يبكي خوفًا ووجعًا... ذات الطفل الذي تحمل ما لا يتحمله أي بشر..... ذات الطفل الذي لطالما نادى والدته المتوفية وناجاها... لكن أي من بكاءه وصوته لم يكن يـُسمع...
" أنا أعتذر جدًا... أنا فقط أحببتك... كما لم أحب أحدًا بحياتي... وصبرت على غيابك كثيرًا... حتى تعودي إلي... حتى تنيريني مرة أخرى... لكن أنا آسف لأنني لم أستطع... لم أستطع... ولن أستطيع"

وقف مترنحًا ومد كفه ليخرج منه سلاح صغير هاتفًا بانهيار :
" قلت لكِ بأنني لن أسمح بخروجك من هنا طول حياتي... لكنكِ لم تفهمي.. ولم يفهموا... "

أشار بالسلاح على النافذة بآخر جملته ثم حركه ناحيتها تجاه رأسها بالتحديد... لتشحب ويصيبها تجمد الفزع :
" لماذا... لماذا يريدون أخذك مني يا شمس... لماذا..."

ثم جـُنت نظراته وهمس بتصميم مريض :
" لكنني لن أسمح لهم... لن أسمح لهم... "

وخلال ثوانٍ أنطلق صوت الطلقة المندفعة من فوهة السلاح... تصاحبها صرخة حادة اخترقت السماء... كبرق في يومٍ ماطر!

انتهى الفصل


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس